المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا منع النبي علياً رضي الله عنه من أن يتزوج بنت أبي جهل



امـ حمد
26-05-2015, 06:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا منع النبي صلى الله عليه وسلم،علياً رضي الله عنه من أن يتزوج بنت أبي جهل،
الجواب،يجب على المسلم أن يسلم بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،من قول أو فعل،
منع النبي صلى الله عليه وسلم،علي بن أبي طالب من الزواج على ابنته فاطمة رضي الله عنها،مع أن أصل التعدد مباح له والغيره،
فعن المسور بن مخرمة،أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جهل،وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى اللَه عليه وسلم،فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى اللَه عليه وسلم،فقالت له،إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك،وهذا علي ناكحاً ابنة أبي جهلٍ،
فقام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم،فسمعته حين تشهد يقول(أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيعِ فحدثني فصدقني،ووعدني فوفى لي،وإنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها،وإنها والله لا تجتمع بنت رسول اللَه وبنت عدو اللَه عند رجل واحد أبداً) قال،فترك علي الخطبة،رواه البخاري، ومسلم،
وقد ذكر العلماء جملة من الأسباب التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم،علي بن أبي طالب من هذا الزواج ،
الأول،أن في هذا الزواج إيذاءً لفاطمة،وإيذاؤها إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب ،وقد بين ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله(وإنما فاطمة بضعة مني ،يؤذيني ما آذاها)
وفي لفظ(فإنما هي بضعة مني،يريبني ما أرابها،ويؤذيني ما آذاها)رواه البخاري،ومسلم،
وقال النووي(فإن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة،فيتأذى حينئذ النبي صلى اللَه عليه وسلم،فيهلك من آذاه،فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي،وعلى فاطمة )شرح صحيح مسلم،
قال ابن القيم،وفى ذكره صلى اللَه عليه وسلم صِهره الآخر،وثناءه عليه بأنه حدثه فصدقه،ووعده فوفى له،تعريض بعلي رضي الله عنه،وتهييج له على الاقتداء به،وهذا يُشعر بأنه جرى منه وعد له بأنه لا يَريبها ولا يُؤذيها ، فهيَّجه على الوفاء له،كما وفى له صهره الآخر،
الثاني،خشية الفتنة على فاطمة في دينها،كما جاء في البخاري(وأنا أتخوف أن تفتن في دينها )وعند مسلم(إن فاطمة مني،وإني أتخوف أن تفتن في دينها )
فإن الغيرة من الأمور التي جبلت عليها المرأة،فخشي النبي صلى الله عليه وسلم،أن تدفعها الغيرة لفعل ما لا يليق بحالها ومنزلتها، وهي سيدة نساء العالمين،
خاصة وأنها فقدت أمها ، ثم أخواتها واحدة بعد واحدة ، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تُفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة،فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها،
الثالث،استنكار أن تجتمع بنت رسول الله،وبنتُ عدو الله في عصمة رجل واحد،
كما قال صلى الله عليه وسلم(وإنها واللَه لا تجتمع بنت رسول اللَه ،وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً)قال النووي،معناه(أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان،
وأن المراد تحريم جمعهما،يكون من جملة محرمات النكاح،الجمع بين بنت نبي اللَه،وبنت عدو اللَه)اشرح صحيح مسلم،
قال ابن القيم،وفي منع علي من الجمع بين فاطمة رضي الله عنها وبين بنت أبي جهل حكمة بديعة،وهي،أن المرأة مع زوجها في درجته تبع له،فإن كانت في نفسها ذات درجة عالية وزوجها كذلك كانت في درجة عالية بنفسها وبزوجها،
وهذا شأن فاطمة وعلي رضي الله عنهما،ولم يكن الله عز وجل ليجعل ابنة أبي جهل مع فاطمة رضي الله عنها في درجة واحدة،لا بنفسها،ولا تبعاً،وبينهما من الفرق ما بينهما،فلم يكن نكاحها على سيدة نساء العالمين مستحسناً،لا شرعاً،ولا قدراً،
الرابع، تعظيماً لحق فاطمة وبياناً لمكانتها ومنزلتها،
قال ابن حبان،هذا الفعل لو فعله علي كان ذلك جائزاً،وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم،تعظيماً لفاطمة،لا تحريما لهذا الفعل،
قال الحافظ ابن حجر،السياق يشعر بأن ذلك مباحٌ لعلي،لكنه منعه النبي صلى الله عليه وسلم رعاية لخاطر فاطمة،وقَبِلَ هو ذلك امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم،
في رواية للحديث كما في الصحيحين (إن فاطمة مني وإني أتخوف أن تفتن في دينها) فعلل بخوفه،عليه الصلاة والسلام،على بنته أن تفتن في دينها،
يعني أن اجتماعها مع بنت أبي جهل قد يعرض السيدة فاطمة رضي الله عنها إلى ما يخدش الاستقامة على أمر الله تعالى ولو قليلاً لمناسبة قربها بسبب يتصل بعدو الله،
وقوله عليه السلام في نفس الحديث (وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً)رواه البخاري، ومسلم،
ولو فعل علي رضوان الله عليه،وتزوج بنت أبي جهل لتعاظم أبو جهل في عين نفسه وانتفش،وقال،لم تعجبه بنت محمد،
صلى الله عليه وسلم،الإسلام سؤال وجواب

الحسيمqtr
26-05-2015, 03:31 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-05-2015, 03:35 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس