المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفة من محاسن الأخلاق



امـ حمد
28-05-2015, 04:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفة من محاسن الأخلاق
تعريف العفّة،هي،الترفع عن الدنايا،وعن السؤال،وكفُّ النفس عمّا لا يحِل،وضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة،مع القناعةِ والرِّضا،وخلق إيماني رفيع للمؤمن،ولذة وانتصار على النفس والشهوات،وإقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس،وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات،
أهل العفاف ممن يرثون الجنة،لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله سبحانه وتعالى، حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا، فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ وأحسَنِ العطايا، واستحقَّ ميراثَ الجِنان؛ لأنَّ الميراثَ للطاهرين كما في سورة المؤمنون﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ المؤمنون،
الأسباب التي تنال بها العفة،اللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه،يقول الله عز وجل﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾النور،
فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحفظك من الفتنة،ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه،وأن يستعين بالله عز و جل،لكي يصرفه عن السوء والفحشاء،
فالنبي يوسف عليه السلام لما طلبت منه امرأة العزيز وهمّت به قال﴿مَعَاذَ اللَّهِ﴾يوسف،أي أن أستعيذ بالله منكِ ومن شرك،﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ يوسف،
وحيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ وأوّلَ مدخلٍ للشيطان هو إطلاقُ البَصَرقال الحقّ سبحانه﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ،وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾النور،
إنّه سدٌّ لمنافِذِ الشيطان،كما في قولِ الله سبحانه وتعالى﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾الأحزاب،
ومن الأسباب التي بها العفة،أن تربي نفسك تربية إيمانية، وتقوي صلتك بالله رب العالمين، فتعلم أن الله سبحانه وتعالى يراك في السر وفي العلن،يقول تعالى﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾غافر،
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)
هو الرجل يكون بين الرجال فتمر المرأة فيتظاهر بأنه يغض بصره، فإذا وجد فرصة نظر إلى المرأة،
يقول الربيع بين خثيم،وهو من التابعين،إذا تكلمت فاذكر سمع الله لك، وإذا هممت فاذكر علم الله بك، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك، وإذا تفكرت فانظر إطلاعه عليك، فإن الله يقول﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾الإسراء،
والإكثار من ذكر الله،ليحصل لك الوجل من الله قال تعالى﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾الأنفال،
يقول صلى الله عليه وسلم(أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا)رواه أبو داود،
والصحبة الصالحة،فإن الصحبة الصالحة تعينه على أن يحفظ بصره،والذين يذكرونه إذا نسي ويعينونه إذا ذكر،

والدعاء، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله سبحانه وتعالى في دعائه قائلاً(اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي)رواه البخاري،
فالعفة لها جانبان،
الأول، الجانب المادي،ضيق ذات اليد، فالرجل ذو العيال يكون محتاجاً لما يمسك به رمقه وعياله،عن مد اليد لطلب المال، فالمسلم الذي يتعفف عن المسألة طالباً وجه الله بعزة نفسه، حافظاً ماء وجهه أن يريقه على أعتاب الأغنياء، فإن الله تعالى يحفظ عليه كرامته ويصون نفسه عن الابتذال ويغنيه عن الناس بان يفتح له باب الرزق ومن يستغن عما في أيدي الناس قناعة منه أن الله يغنيه، فإنه تعالى لا يرده عن طلبه قال صلى الله عليه وسلم (من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)صحيح البخاري،
والثاني،الجانب المعنوي،وهو الجانب الخلقي،وهو متعلق بأهواء النفوس وانفعالاتها وتعلقاتها العاطفية،لتكون حاجزاً للهوى عن السقوط،والعفيف الصابر يؤجر ويتضاعف أجره بقدر نيته في تركه الإثم خوفاً من الله،فيأمرنا الله بالإنفاق بعيداً عن الهوى والرياء وإنما ابتغاء وجه الله وخاصة إعطاء المسألة لمن يستحقها يقول الله تعالى﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾البقرة،
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،يقول،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف)وقد أمرنا الإسلام بالاعتدال في الطعام وهذا لا يعني أن الإسلام يحرم علينا ما أحله الله تعالى،ولكن مع عدم الإسراف فيها،فقد رأينا كيف كان كرم أبي الانبياء إبراهيم عليه السلام مع ضيوفه، فقد بادر بذبح عجل سمين وقدمه إليهم بدون استفسار عنهم يقول تعالى﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ،فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾الذاريات،
وقد ندد الإسلام بمسلك التنعيم،لحديث بن عمر رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة وألهب فيه ناراً)حديث حسن رواه أحمد،وأبو داود،وابن ماجه)
ولا يعني هذا أن الدين الإسلامي يدعو إلى لبس المرقعات وارتداء الخشن من الثياب كما يفعل البعض من الناس أو يشدد الإنسان على نفسه ويحرمها من طيبات أحلت له ولكن يأخذ من ذلك بقدر حاجته وضرورته بدون زيادة وإسراف وتلك هي الوسطية في الإسلام،
فالإسلام يحب التجمل وحسن المظهر وحسن السمت وينبذ التكلف والمبالغة في كل شيء ولهذا كان تحريمه لأواني الذهب والفضة ومفارش الحرير والديباج، لأن ذلك مفاخرة ومباهاة،
والعفة الحقيقية،هي البعد عما حرم الله تعالى،

w4rr10r
28-05-2015, 11:42 AM
وعليكم السلام
جزاك الله خير ام محمد واسأل الله ان يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى

الحسيمqtr
28-05-2015, 03:22 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-05-2015, 04:30 PM
وعليكم السلام
جزاك الله خير ام محمد واسأل الله ان يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
28-05-2015, 04:30 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس