امـ حمد
08-06-2015, 06:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أيها الإنسان،ما غرك بربك الكريم
يعاتبنا الله سبحانه وتعالى فيقول﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾أيها الإنسان،ما الذي غرك بربك حتى تجرأت على معصيته وتعديت حدوده،أهو تجاهل لنعمته،أم نسيان لرقابته وعظمته،ونعمة خلقه في هذه الصورة السوية،
فجعلك تقصر في حقه،وتتهاون في أمره،وهو ربك الكريم،الذي أغدق عليك من كرمه وفضله وبره،
فإن حلم الله تعالى واسع على الناس جميعاً،ولولا حلمه لهلك الناس كلهم كما قال تعالى(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)النحل،
يقول تعالى،ولو يؤاخذ الله،عصاة بني آدم بمعاصيهم،ما ترك على الأرض من دابة تدب عليها،ولكن بحلمه يؤخر هؤلاء الظلمة فلا يعاجلهم بالعقوبة،فإذا جاء الوقت الذي وقت لهلاكهم لا يستأخرون عن الهلاك ساعة،المعنى أنه لو أهلك الآباء بكفرهم لم تكن الأبناء،
عن أبي سلمة،قال،سمع أبو هريرة رجلاً وهو يقول،إن الظالم لا يضر إلا نفسه ،
المراد بالآية، أي لو آخذ الله الخلق بما كسبوا ما ترك على ظهر هذه الأرض من دابة من نبي ولا غيره، وهذا قول، ابن مسعود،لو آخذ الله الخلائق بذنوب المذنبين لأصاب العذاب جميع الخلق،
ولأمسك الأمطار من السماء والنبات من الأرض فمات الدواب، ولكن الله يأخذ بالعفو والفضل، كما قال تعالى(ويعفو عن كثير) الشورى،
فإذا جاء أجلهم،أي أجل موتهم ومنتهى أعمارهم،لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون،
وقيل،كيف يعم بالهلاك مع أن فيهم مؤمناً ليس بظالم،قيل،يجعل هلاك الظالم انتقاماً وجزاء،وهلاك المؤمن معوضاً بثواب الأخرة،
وفي صحيح مسلم،عن عبد الله بن عمر،قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(إذا أراد الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على نياتهم)
يخبر تعالى،عن حلمه بخلقه مع ظلمهم وأنه لو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة أي،لأهلك جميع دواب الأرض تبعاً لإهلاك بني آدم,ولكن الله جل جلاله،يحلم ويستر, وينظر إلى أجل مسمى،أي لا يعاجلهم بالعقوبة, إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحداً،
فرحمة الله وسعت كل شيء،لكنه سبحانه وتعالى،يملي للظالم ويتركه على ما هو عليه،ويرسل له الرسل،وينزل إليه الكتب ويريه من آياته ما يكون عليه حجة، ويجعل له من شدائد الحياة ونكباتها دروساً لعله يستفيد منها، فإذا لم ينفع كل ذلك أخذه الله أخذ عزيز مقتدر،
وعن أبي بردة قال،كان أبو موسى إذا قرأ(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ قال،فالذي غره بربه،هو الجهل به سبحانه وتعالى،
الغرور،وهو الشيطان،ونفسه الأمارة بالسوء،وهواه،
وأتى سبحانه بلفظ (الكريم)وهو السيد العظيم المطاع الذي لا ينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه،
يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف،ما غرك بربك الكريم،حتى عصيت الواحد القهار،وففرطت في حدود الله،فأطلقت بصرك في الحرام،أهي الدنيا،أما كنت تعلم أنها دار فناء،وقد فنيت،أهي الشهوات،أما تعلم أنها إلى زوال،أم هو الشيطان،أما علمت أنه لك عدو مبين،تذكر ذنوبك وابك على تفريطك،فماذا تفعل وقد شهدت عليك جوارحك،فالويل كل الويل لمعشر الغافلين،
فنعوذ بالله من هذه الغفلة إن لم يداركنا الله بواسع رحمته،
اللهم إنا نعوذ بك أن نغتر بحلمك فننتهك حرماتك،ونعوذ بك أن نأمن مكرك فنتجاوز حدودك، يا رب العالمين ويا مجيب السائلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أيها الإنسان،ما غرك بربك الكريم
يعاتبنا الله سبحانه وتعالى فيقول﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾أيها الإنسان،ما الذي غرك بربك حتى تجرأت على معصيته وتعديت حدوده،أهو تجاهل لنعمته،أم نسيان لرقابته وعظمته،ونعمة خلقه في هذه الصورة السوية،
فجعلك تقصر في حقه،وتتهاون في أمره،وهو ربك الكريم،الذي أغدق عليك من كرمه وفضله وبره،
فإن حلم الله تعالى واسع على الناس جميعاً،ولولا حلمه لهلك الناس كلهم كما قال تعالى(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)النحل،
يقول تعالى،ولو يؤاخذ الله،عصاة بني آدم بمعاصيهم،ما ترك على الأرض من دابة تدب عليها،ولكن بحلمه يؤخر هؤلاء الظلمة فلا يعاجلهم بالعقوبة،فإذا جاء الوقت الذي وقت لهلاكهم لا يستأخرون عن الهلاك ساعة،المعنى أنه لو أهلك الآباء بكفرهم لم تكن الأبناء،
عن أبي سلمة،قال،سمع أبو هريرة رجلاً وهو يقول،إن الظالم لا يضر إلا نفسه ،
المراد بالآية، أي لو آخذ الله الخلق بما كسبوا ما ترك على ظهر هذه الأرض من دابة من نبي ولا غيره، وهذا قول، ابن مسعود،لو آخذ الله الخلائق بذنوب المذنبين لأصاب العذاب جميع الخلق،
ولأمسك الأمطار من السماء والنبات من الأرض فمات الدواب، ولكن الله يأخذ بالعفو والفضل، كما قال تعالى(ويعفو عن كثير) الشورى،
فإذا جاء أجلهم،أي أجل موتهم ومنتهى أعمارهم،لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون،
وقيل،كيف يعم بالهلاك مع أن فيهم مؤمناً ليس بظالم،قيل،يجعل هلاك الظالم انتقاماً وجزاء،وهلاك المؤمن معوضاً بثواب الأخرة،
وفي صحيح مسلم،عن عبد الله بن عمر،قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(إذا أراد الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على نياتهم)
يخبر تعالى،عن حلمه بخلقه مع ظلمهم وأنه لو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة أي،لأهلك جميع دواب الأرض تبعاً لإهلاك بني آدم,ولكن الله جل جلاله،يحلم ويستر, وينظر إلى أجل مسمى،أي لا يعاجلهم بالعقوبة, إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحداً،
فرحمة الله وسعت كل شيء،لكنه سبحانه وتعالى،يملي للظالم ويتركه على ما هو عليه،ويرسل له الرسل،وينزل إليه الكتب ويريه من آياته ما يكون عليه حجة، ويجعل له من شدائد الحياة ونكباتها دروساً لعله يستفيد منها، فإذا لم ينفع كل ذلك أخذه الله أخذ عزيز مقتدر،
وعن أبي بردة قال،كان أبو موسى إذا قرأ(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ قال،فالذي غره بربه،هو الجهل به سبحانه وتعالى،
الغرور،وهو الشيطان،ونفسه الأمارة بالسوء،وهواه،
وأتى سبحانه بلفظ (الكريم)وهو السيد العظيم المطاع الذي لا ينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه،
يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف،ما غرك بربك الكريم،حتى عصيت الواحد القهار،وففرطت في حدود الله،فأطلقت بصرك في الحرام،أهي الدنيا،أما كنت تعلم أنها دار فناء،وقد فنيت،أهي الشهوات،أما تعلم أنها إلى زوال،أم هو الشيطان،أما علمت أنه لك عدو مبين،تذكر ذنوبك وابك على تفريطك،فماذا تفعل وقد شهدت عليك جوارحك،فالويل كل الويل لمعشر الغافلين،
فنعوذ بالله من هذه الغفلة إن لم يداركنا الله بواسع رحمته،
اللهم إنا نعوذ بك أن نغتر بحلمك فننتهك حرماتك،ونعوذ بك أن نأمن مكرك فنتجاوز حدودك، يا رب العالمين ويا مجيب السائلين.