امـ حمد
15-06-2015, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التصنع،والتكلف للناس
هناك أشخاص أينما حلوا وأينما جلسوا يأنَسون ويؤنسون، يألفون ويؤلفون، ينبسطون مع من حولهم،لا تشعر أنهم غرباء،لا تحس بفوقية في سلوكهم،ولا انزواءٍ في تصرفاتهم، يتصرفون على سجيتهم في أدب وتواضع،
وفي المقابل هناك أناس تشعر أن حياتهم مصطنعة كلها تصنع وتكلف وأمثال هؤلاء هم أبعد الناس عن كسب قلوب من حولهم،وقد نهى الشرع الحنيف عن التكلف والتصنع وإظهار الإنسان وجها آخر غير حقيقته،عن ابن عمر رضي الله عنهما قال(نهينا عن التكلف)رواه البخاري،
وقال الله تعالى(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)
قال السعدي،رحمه الله (أن أدعي أمراً ليس لي،وأقفو ما ليس لي به علم ،ولا أتبع إلا ما يوحى إلي)
عن أسماء،رضي الله عنها،أن امرأة قالت،يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني،فقال النبي صلى الله عليه وسلم (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)متفق عليه،
قال النووي،رحمه الله ،المتشبع(هو الذي يظهر الشبع ، وليس بشبعان،
ومعناها هنا،أنه يظهر أنه حصل له فضيلة،وليست حاصلة،
ولابس ثوبي زور،أي،وهو الذي يزور على الناس بأن يتزي بزي أهل الزهد،أو العلم ،أو الثروة،ليغتر به الناس ، وليس هو بتلك الصفة ،
من سمات الصالحين،أنهم لا يقولون،ولا يفعلون ، ولا يتصفون ، ولا يتعبدون بشيء ليس له حقيقةً راسخة في قلوبهم ، فلا يظهرون للناس صالحِ أفعالهم ،ويخفون قبيحها،
لقد كان السلف يسترون أحوالهم ، وينصحون بترك التصنع،
صور من التصنع،نظر عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،إلى شاب نكّس رأسه،فقال،يا هذا ارفع رأسك،فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب،فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه ،فإنما أظهر نفاقاً على نفاق،
عن بن الحسن،أن رجلًا تنفس عند عمر كأنه يتحازن،فلكمه،عمر،
الرياء من التصنّع،الرياء الأصغر،ومثاله التصنّع للمخلوق،وعدم الإخلاص لله تعالى،في العبادة،بل يعمل لحظ نفسه تارة،ولطلب الدنيا تارة أخرى،
تذكر وقوفك بين يدي الله، يبتعد العبد عن التصنع للمخلوق،أو اكتساب محمدة عند الناس،أو محبة مدح من الخلق ،
أو معنى من المعاني،سوى التقرب إلى الله ، وليتذكر وقوفه بين يدي الله يوم القيامة ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ،فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ )
التكلّف الزائد،هناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلّف لهم أكثر من اللازم،وخسر الأموال الطائلة ، وأجهد نفسه في إكرامهم،وقد يكون قليل ذات اليد،وهذا على خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم،
من علامات التكلف،التقوّل بلا علم،قال مسروق،دخلنا على عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،
فقال،يا أيها الناس من علم شيئًا فليقل به،ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ،فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم ،الله أعلم ،
قال الله تعالى،لنبيه صلى الله عليه وسلم( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) رواه البخاري،
والثرثرة تعني ،كثرة الكلام تكلفًا،وخروجاً عن الحق،قال الرسول صلى الله عليه وسلم(إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
والمتشدق،الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم،
الثرثارون،هم الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق،والثرثرة كثرة الكلام وترديده،
والمتشدقون، المتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، والمتشدق ،هو المتكلم بملء شدقه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه ،
وقيل أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم،والشدق جانب الفم
وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ، ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبر ،
والمتفيهقون،هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم،وهذا من الكبر والرعونة،أخرج الطبراني ( إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون،وإن أبغضكم إلي المشاءون بالنميمة،المفرقون بين الأحبة،الملتمسون للبرآء العيب )أخرجه أحمد والطبراني وابن حبان ،وصححه الألباني،
والمقصود من الحديث،الحث على مكارم الأخلاق ولين الجانب ، والنهي عن النميمة والسعي بين الناس بالفساد والشر ، وخاصة الأتقياء الأنقياء المسالمون الذين لا غل في قلوبهم ولا حسد ولا ضغينة،
قال العسكري،أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم،النهي عن كثرة الخوض في الباطل،وأن تكلف البلاغة،والتعمق في التفصح مذموم، وأن ضد ذلك مطلوب محبوب ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التصنع،والتكلف للناس
هناك أشخاص أينما حلوا وأينما جلسوا يأنَسون ويؤنسون، يألفون ويؤلفون، ينبسطون مع من حولهم،لا تشعر أنهم غرباء،لا تحس بفوقية في سلوكهم،ولا انزواءٍ في تصرفاتهم، يتصرفون على سجيتهم في أدب وتواضع،
وفي المقابل هناك أناس تشعر أن حياتهم مصطنعة كلها تصنع وتكلف وأمثال هؤلاء هم أبعد الناس عن كسب قلوب من حولهم،وقد نهى الشرع الحنيف عن التكلف والتصنع وإظهار الإنسان وجها آخر غير حقيقته،عن ابن عمر رضي الله عنهما قال(نهينا عن التكلف)رواه البخاري،
وقال الله تعالى(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)
قال السعدي،رحمه الله (أن أدعي أمراً ليس لي،وأقفو ما ليس لي به علم ،ولا أتبع إلا ما يوحى إلي)
عن أسماء،رضي الله عنها،أن امرأة قالت،يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني،فقال النبي صلى الله عليه وسلم (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)متفق عليه،
قال النووي،رحمه الله ،المتشبع(هو الذي يظهر الشبع ، وليس بشبعان،
ومعناها هنا،أنه يظهر أنه حصل له فضيلة،وليست حاصلة،
ولابس ثوبي زور،أي،وهو الذي يزور على الناس بأن يتزي بزي أهل الزهد،أو العلم ،أو الثروة،ليغتر به الناس ، وليس هو بتلك الصفة ،
من سمات الصالحين،أنهم لا يقولون،ولا يفعلون ، ولا يتصفون ، ولا يتعبدون بشيء ليس له حقيقةً راسخة في قلوبهم ، فلا يظهرون للناس صالحِ أفعالهم ،ويخفون قبيحها،
لقد كان السلف يسترون أحوالهم ، وينصحون بترك التصنع،
صور من التصنع،نظر عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،إلى شاب نكّس رأسه،فقال،يا هذا ارفع رأسك،فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب،فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه ،فإنما أظهر نفاقاً على نفاق،
عن بن الحسن،أن رجلًا تنفس عند عمر كأنه يتحازن،فلكمه،عمر،
الرياء من التصنّع،الرياء الأصغر،ومثاله التصنّع للمخلوق،وعدم الإخلاص لله تعالى،في العبادة،بل يعمل لحظ نفسه تارة،ولطلب الدنيا تارة أخرى،
تذكر وقوفك بين يدي الله، يبتعد العبد عن التصنع للمخلوق،أو اكتساب محمدة عند الناس،أو محبة مدح من الخلق ،
أو معنى من المعاني،سوى التقرب إلى الله ، وليتذكر وقوفه بين يدي الله يوم القيامة ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ،فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ )
التكلّف الزائد،هناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلّف لهم أكثر من اللازم،وخسر الأموال الطائلة ، وأجهد نفسه في إكرامهم،وقد يكون قليل ذات اليد،وهذا على خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم،
من علامات التكلف،التقوّل بلا علم،قال مسروق،دخلنا على عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،
فقال،يا أيها الناس من علم شيئًا فليقل به،ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ،فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم ،الله أعلم ،
قال الله تعالى،لنبيه صلى الله عليه وسلم( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) رواه البخاري،
والثرثرة تعني ،كثرة الكلام تكلفًا،وخروجاً عن الحق،قال الرسول صلى الله عليه وسلم(إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
والمتشدق،الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم،
الثرثارون،هم الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق،والثرثرة كثرة الكلام وترديده،
والمتشدقون، المتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، والمتشدق ،هو المتكلم بملء شدقه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه ،
وقيل أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم،والشدق جانب الفم
وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ، ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبر ،
والمتفيهقون،هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم،وهذا من الكبر والرعونة،أخرج الطبراني ( إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون،وإن أبغضكم إلي المشاءون بالنميمة،المفرقون بين الأحبة،الملتمسون للبرآء العيب )أخرجه أحمد والطبراني وابن حبان ،وصححه الألباني،
والمقصود من الحديث،الحث على مكارم الأخلاق ولين الجانب ، والنهي عن النميمة والسعي بين الناس بالفساد والشر ، وخاصة الأتقياء الأنقياء المسالمون الذين لا غل في قلوبهم ولا حسد ولا ضغينة،
قال العسكري،أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم،النهي عن كثرة الخوض في الباطل،وأن تكلف البلاغة،والتعمق في التفصح مذموم، وأن ضد ذلك مطلوب محبوب ،