تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آيـــــــــة .. و تفسيــر



الحياة الخالدة
20-06-2015, 11:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مبارك عليكم الشهر الكريم إخواني و خواتي

مع بدايات الشهر الفضيل .. و مع بداية قراءتنا للقرآن الكريم ( و أكيد مب أول مرة نقراه يعني )

أحببت أن أشارك بهذا الموضوع .. عل أن تكون فيه الفائدة لي و لكم

تتلخص الفكرة في اختيار آية معينة أبدؤها من سورة البقرة .. و أضعها مع التفسير المبسط لها
و أستمر في ذلك طوال أيام الشهر المبارك ( حسب التساهيل )

أرجو من الله التوفيق
و المجال مفتوح لمن يحب أن يشارك

تحياتي للجميع

الحياة الخالدة
21-06-2015, 12:16 AM
{ 153 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } سورة البقرة

أمر الله تعالى المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ }
فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره .. فهو ثلاثة أقسام :
صبرها على طاعة الله حتى تؤديها .. و عن معصية الله حتى تتركها .. و على أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها
فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر .. فلا سبيل لغير الصابر أن يدرك مطلوبه .. خصوصاً الطاعات الشاقة المستمرة .. فإنها مفتقرة أشد الافتقار .. إلى تحمل الصبر .. و تجرع المرارة الشاقة .. فإذا لازم صاحبها الصبر فاز بالنجاح .. و إن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها لم يدرك شيئا .. و حصل على الحرمان
و كذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس و نوازعها إليها و هي في محل قدرة العبد .. فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم .. و كف لدواعي قلبه و نوازعها لله تعالى .. و استعانة بالله على العصمة منها
فإنها من الفتن الكبار .. و كذلك البلاء الشاق .. خصوصاً إن استمر .. فهذا تضعف معه القوى النفسانية و الجسدية .. و يوجد مقتضاها .. و هو التسخط .. إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله و التوكل عليه و اللجوء إليه و الافتقار على الدوام .

فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد .. بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله .. فلهذا أمر الله تعالى به .. و أخبر أنه { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي : مع من كان الصبر لهم خلقاً و صفةً و ملكةً بمعونته و توفيقه و تسديده
فهانت عليهم بذلك المشاق و المكاره و سهل عليهم كل عظيم و زالت عنهم كل صعوبة .. و هذه معية خاصة تقتضي محبته و معونته و نصره و قربه .. و هذه [منقبة عظيمة] للصابرين .. فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله .. لكفى بها فضلاً و شرفاً
و أما المعية العامة فهي معية العلم و القدرة .. كما في قوله تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } و هذه عامة للخلق .

و أمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين و نور المؤمنين .. و هي الصلة بين العبد و بين ربه .. فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة .. مجتمعاً فيها ما يلزم فيها و ما يسن .. و حصل فيها حضور القلب الذي هو لبها .. فصار العبد إذا دخل فيها استشعر دخوله على ربه و وقوفه بين يديه .. موقف العبد الخادم المتأدب .. مستحضراً لكل ما يقوله و ما يفعله .. مستغرقاً بمناجاة ربه و دعائه
لا جرم أن هذه الصلاة من أكبر المعونة على جميع الأمور .. فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر
و لأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وصفاً وداعياً يدعوه إلى امتثال أوامر ربه .. و اجتناب نواهيه هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء .

امـ حمد
21-06-2015, 04:39 PM
تسلمين اختي الغاليه الحياة الخالدة،على الموضوع
يزاااج ربي جنة الفردوس
وكل عام وأنت بخير ومبارك عليج الشهر الفضيل
تفسير سورة البقره(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا )قال ابن العثيمين في بيانها،وهو تعبير باليسر في حياة البشر علي هذه الأرض‏,‏ وفي إعدادها لهم لتكون لهم سكنا مريحا وملجأ وافيا كالفراش‏،
والناس ينسون هذا الفراش الذي مهده الله لهم لطول ما ألفوه‏,‏ ينسون هذا التوافق الذي جعله الله في الأرض ليمهد لهم وسائل العيش‏,‏ وما سخره لهم فيها من وسائل الراحة والمتاع‏,‏ ولولا هذا التوافق ما قامت حياتهم علي هذا الكوكب في مثل هذا اليسر والطمأنينة‏ن
ولو فقد عنصر واحد من عناصر الحياة في هذا الكوكب ما قام هؤلاء الأناسي في غير البيئة التي تكفل لهم الحياة‏،
ولو نقص عنصر واحد من عناصر الهواء عن قدره المرسوم لشق علي الناس أن يلتقطوا أنفاسهم حتي لو قدرت لهم الحياة‏،
هذا من باب تعديد أنواع من مخلوقاته عزّ وجلّ؛ جعل الله لنا الأرض فراشاً مُوَطَّأة يستقر الإنسان عليها استقراراً كاملاً مهيأة له يستريح فيها. ليست نشَزاً؛ وليست مؤلمة عند النوم عليها، أو عند السكون عليها، أو ما أشبه ذلك؛ والله تعالى قد وصف الأرض بأوصاف متعددة،وصفها بأنها فراش، وبأنها ذلول، وبأنها مهاد،
أنه الخالق الرازق مالك الدار، وساكنيها، ورازقهم، فبهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يُشْرَك به غَيره،
ولهذا قال( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
وفي الصحيحين عن ابن مسعود، قال، قلت، يا رسول الله، أي الذنب أعظم، قال(أن تجعل لله ندا، وهو خلقك)

الحياة الخالدة
21-06-2015, 05:46 PM
يزاج الله خير حبيبتي أم حمد
علينا و عليج يتبارك .. و ربي يجعلنا فيه من المغفور لهم .. و يرزقنا و إياكم الفردوس الأعلى

----------

{ 186 } { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }


هذا جواب سؤال .. سأل النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه فقالوا : يا رسول الله .. أقريبٌ ربنا فنناجيه .. أم بعيدٌ فنناديه ؟

فنزل : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } لأنه تعالى الرقيب الشهيد .. المطلع على السر و أخفى .. يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور .. فهو قريبٌ أيضاً من داعيه بالإجابة
و لهذا قال : { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } و الدعاء نوعان : دعاء عبادة .. و دعاء مسألة .

و القرب نوعان : قربٌ بعلمه من كل خلقه .. و قربٌ من عابديه و داعيه بالإجابة و المعونة و التوفيق

فمن دعا ربه بقلبٍ حاضرٍ و دعاءٍ مشروع .. و لم يمنع مانعٌ من إجابة الدعاء .. كأكل الحرام و نحوه .. فإن الله قد وعده بالإجابة .. و خصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء
وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره و نواهيه القولية والفعلية .. و الإيمان به .. الموجب للاستجابة
فلهذا قال : { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
أي : يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان و الأعمال الصالحة .. و يزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة و لأن الإيمان بالله و الاستجابة لأمره سببٌ لحصول العلم كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }

بـارود
22-06-2015, 01:44 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاج الله خير أختي الحياة

وهاذي إضافة بسيطة :

إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة: {الذين آتيناهم الكتاب} [البقرة:121] فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة: (أوتوا نصيبا من الكتاب) فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم: (أوتوا الكتاب) فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت (أهل الكتاب) عمت الفريقين كليهما.

امـ حمد
22-06-2015, 02:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى( وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )سورة البقره،
يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه،وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونه ، فإنما يقول له،كن،أي،مرة واحدة فيكون على وفق ما أراد ،
كما قال تعالى(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )النحل،
وقال تعالى( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )القمر ،
وقال الشاعر ،إذا ما أراد الله أمراً فإنما يقول له كن قولة فيكون،
ونبه تعالى بذلك أيضاً على أن خلق عيسى بكلمة،كن ،فكان كما أمره الله ، قال الله تعالى( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) آل عمران،
الدليل من السنة،حديث أنس بن مالك،قال،سمع النبي صلى الله عليه وسلم ،رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المـنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام،
فقال(لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِلَ به،أعطى، وإذا دُعِيَ به، أجاب)
والمعنى،
قال ابن كثير(بديع السماوات والأرض،مبدع السموات والآرض وخالقهما ومنشئهما ومحدثها على غير مِثَالٍ سَبَقَ)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي(بديع السماوات والأرض،أي،خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم)
تفسير ابن كثير،

الحياة الخالدة
22-06-2015, 07:47 PM
جزاكم الله خير :
أخــــوي بارود
أختـــــي أم حمد

ربي يرزقكم الجنــــــة و نعيمها

الحياة الخالدة
22-06-2015, 07:58 PM
{ 188 } { وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } سورة البقــــــرة

أي : ولا تأخذوا أموالكم أي : أموال غيركم .. أضافها إليهم .. لأنه ينبغي للمسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. ويحترم ماله كما يحترم ماله .. ولأن أكله لمال غيره يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة

و لما كان أكلها نوعين : نوعاً بحق .. و نوعاً بباطل .. و كان المحرم إنما هو أكلها بالباطل .. قيده تعالى بذلك ..
و يدخل في ذلك أكلها على وجه الغصب و السرقة و الخيانة في وديعة أو عارية .. أو نحو ذلك
و يدخل فيه أيضاً أخذها على وجه المعاوضة .. بمعاوضة محرمة .. كعقود الربا و القمار كلها .. فإنها من أكل المال بالباطل .. لأنه ليس في مقابلة عوض مباح
و يدخل في ذلك أخذها بسبب غش في البيع و الشراء و الإجارة و نحوها
و يدخل في ذلك استعمال الأجراء و أكل أجرتهم .. و كذلك أخذهم أجرة على عمل لم يقوموا بواجبه
و يدخل في ذلك أخذ الأجرة على العبادات و القربات التي لا تصح حتى يقصد بها وجه الله تعالى
و يدخل في ذلك الأخذ من الزكوات و الصدقات و الأوقاف و الوصايا .. لمن ليس له حق منها أو فوق حقه

فكل هذا و نحوه .. من أكل المال بالباطل .. فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه .. حتى و لو حصل فيه النزاع و حصل الارتفاع إلى حاكم الشرع .. و أدلى من يريد أكلها بالباطل بحجةٍ غلبت حجة المحق .. و حكم له الحاكم بذلك .. فإن حكم الحاكم لا يبيح محرماً ولا يحلل حراماً .. إنما يحكم على نحو مما يسمع .. وإلا فحقائق الأمور باقية .. فليس في حكم الحاكم للمبطل راحة ولا شبهة ولا استراحة

فمن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة .. و حكم له بذلك .. فإنه لا يحل له .. و يكون آكلاً لمال غيره بالباطل و الإثم .. و هو عالم بذلك .. فيكون أبلغ في عقوبته و أشد في نكاله

و على هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه .. لم يحل له أن يخاصم عن الخائن كما قال تعالى : { وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا }

المهاجر
22-06-2015, 08:01 PM
الله يجزاج خير يالحياة الخالده

بموازين حسناتج

بـارود
22-06-2015, 08:10 PM
وإياج أختي ؛ الحياة

***

{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}[البقرة:185], من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سائر الشهور، بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه، واختصه بذلك، ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله الله فقال: (هدى) لقلوب من آمن به, (وبينات) لمن تدبرها على صحة ما جاء به, ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام. [ابن كثير]. وكل مدح للقرآن فهو عائد إلى مدح شهر رمضان الذي أنزل فيه.

الحياة الخالدة
23-06-2015, 07:33 PM
جزاك الله خير أخوي المهاجر

-----

{ 204 - 206 } { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } سورة البقرة

لما أمر تعالى بالإكثار من ذكره .. و خصوصاً في الأوقات الفاضلة الذي هو خير و مصلحة و بر .. أخبر تعالى بحال من يتكلم بلسانه و يخالف فعله قوله
فالكلام إما أن يرفع الإنسان أو يخفضه فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي : إذا تكلم راق كلامه للسامع .. وإذا نطق ظننته يتكلم بكلام نافع
و يؤكد ما يقول بأنه { وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } بأن يخبر أن الله يعلم أن ما في قلبه موافق لما نطق به .. وهو كاذب في ذلك .. لأنه يخالف قوله فعله .

فلو كان صادقاً لتوافق القول و الفعل .. كحال المؤمن غير المنافق .. فلهذا قال : { وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } أي : إذا خاصمته وجدت فيه من اللدد و الصعوبة و التعصب
وما يترتب على ذلك ما هو من مقابح الصفات .. ليس كأخلاق المؤمنين الذين جعلوا السهولة مركبهم و الانقياد للحق وظيفتهم و السماحة سجيتهم .

{ وَإِذَا تَوَلَّى } هذا الذي يعجبك قوله إذا حضر عندك { سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا } أي : يجتهد على أعمال المعاصي .. التي هي إفساد في الأرض { وَيُهْلِكَ } بسبب ذلك { الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ } فالزروع و الثمار و المواشي تتلف و تنقص .. و تقل بركتها .. بسبب العمل في المعاصي
{ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض .. وإن قال بلسانه قولا حسنا .

ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب .. ولا بر ولا فجور .. حتى يوجد العمل المصدق لها .. المزكي لها
و أنه ينبغي اختبار أحوال الشهود .. و المحق و المبطل من الناس .. بسبر أعمالهم و النظر لقرائن أحوالهم .. وأن لا يغتر بتمويههم و تزكيتهم أنفسهم .

ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله .. إذا أُمِر بتقوى الله تكبر و أنف .. و { أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ } فيجمع بين العمل بالمعاصي و الكبر على الناصحين .

{ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ } التي هي دار العاصين و المتكبرين .. { وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } أي : المستقر و المسكن .. عذاب دائم و هم لا ينقطع .. و يأس مستمر .. لا يخفف عنهم العذاب .. ولا يرجون الثواب .. جزاءً لجناياتهم و مقابلةً لأعمالهم .. فعياذاً بالله من أحوالهم .

بـارود
24-06-2015, 03:29 AM
{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس}[البقرة:189] قال قتادة: سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون, فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم، ولمناسكهم وحجهم، ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه. وفي قوله: {للناس} إشارة إلى كون الرؤية ميقاتا للناس كلهم، فما كان رؤية في عهد النبوة فهو المعتبر بعده.

الحياة الخالدة
01-07-2015, 06:28 PM
{ 264 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة

ينهى عباده تعالى لطفاً بهم و رحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن و الأذى ففيه أن المن و الأذى يبطل الصدقة
و يستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة .. كما قال تعالى : { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }
فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات .. وفي هذه الآية مع قوله تعالى { ولا تبطلوا أعمالكم } حث على تكميل الأعمال و حفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى
و قوله : { كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر } أي : أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر.. فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم .. فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله و الدار الآخرة
فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود .. لأن شرط العمل أن يكون لله وحده .. و هذا في الحقيقة عمل للناس لا لله .. فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور.. فمثله المطابق لحاله { كمثل صفوان } وهو الحجر الأملس الشديد { عليه تراب فأصابه وابل } أي: مطر غزير { فتركه صلدا } أي : ليس عليه شيء من التراب
فكذلك حال هذا المرائي .. قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان .. و صدقته و نحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان .. إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات .. فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب و تبين أن عمله بمنزلة السراب .. و أن قلبه غير صالح لنبات الزرع و زكائه عليه .. بل الرياء الذي فيه و الإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله
فلهذا { لا يقدرون على شيء } من أعمالهم التي اكتسبوها .. لأنهم وضعوها في غير موضعها و جعلوها لمخلوق مثلهم .. لا يملك لهم ضرراً ولا نفعاً .. و انصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته .. فصرف الله قلوبهم عن الهداية
فلهذا قال : { والله لا يهدي القوم الكافرين }

امـ حمد
01-07-2015, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير،قوله تعالى( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)البقرة،
المراد بهم النصارى ،أنهم كانوا يطرحون فيه الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه ، وقد رواه مجاهد ،خربوا المسجد ومنعوا من الصلاة فيه ،
ثم قال( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، النصارى،
والدليل على صحتة،بقوله وسعى في خرابها إلا أحد المسجدين إما مسجد بيت المقدس ،وإما المسجد الحرام ،
وإذ كان ذلك كذلك أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله وأصحابه من الصلاة فيه،
وأيضا فانه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام،
وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة فأي خراب أعظم مما فعلوا أخرجوا عنها رسول الله وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم كما قال تعالى( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون )
فقال تعالى( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ) ، فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها فأي خراب لها أعظم من ذلك وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ورفعها عن الدنس والشرك )تفسير ابن كثير.

بـارود
01-07-2015, 11:24 PM
أحسنتِ الإختيار أختي الحياة ، حيث قال فيها العلماء
أي سورة ( البقرة ) بأنها من أعظم سور القرآن الكريم
حيث اشتملت على ألف أمر وألف نهي وألف حكم !

***

{ومما رزقناهم ينفقون}[البقرة:3] اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الإنفاق, إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى، كالفقر، والجهل، والأمراض المتفشية, فببذل المال تسد حاجات الفقراء, وتشاد معاهد التعليم, وتقام وسائل حفظ الصحة إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال.

الحياة الخالدة
01-07-2015, 11:38 PM
أم حمد
بارود
الله يجزاكم خير و يرزقكم الفردوس الأعلى
و كل من يقرا

الحياة الخالدة
01-07-2015, 11:40 PM
إذاً نخلي التفسير لآيات سورة البقرة

لكن لا يمنع من وضع تفسير لآيات من سور أخرى
و القرآن الكريم كله خير و بركة

الحياة الخالدة
02-07-2015, 03:04 PM
{ 254 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } سورة البقـــرة

وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله .. من صدقة واجبة و مستحبة .. ليكون لهم ذخراً و أجراً موفراً .. في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير.. فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهباً ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه .. و لم ينفعه خليل ولا صديق .. لا بوجاهة ولا بشفاعة
وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين
وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه .. فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده .. و تعدوا الحلال إلى الحرام
و أعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله .. فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله
فلهذا قال تعالى : { والكافرون هم الظالمون } وهذا من باب الحصر .. أي : الذين ثبت لهم الظلم التام .. كما قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم }

امـ حمد
04-07-2015, 03:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قوله تعالى(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ،صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ،أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ، يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أي،مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً،كان في ظلمة عظيمة, وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره, ولم تكن عنده معدة, بل هي خارجة عنه، فلما أضاءت النار ما حوله, ونظر المحل الذي هو فيه, وما فيه من المخاوف وأمنها, وانتفع بتلك النار, وقرت بها عينه, وظن أنه قادر عليها, فبينما هو كذلك, إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور, وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق،
فبقي في ظلمات متعددة،ظلمة الليل,وظلمة السحاب,وظلمة المطر,والظلمة الحاصلة بعد النور,
فكذلك هؤلاء المنافقون, استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين, ولم تكن صفة لهم, فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم, وسلمت أموالهم, وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت, فسلبهم الانتفاع بذلك النور, وحصل لهم كل هم وغم وعذاب,
وحصل لهم ظلمة القبر, وظلمة الكفر, وظلمة النفاق, وظلم المعاصي على اختلاف أنواعها, وبعد ذلك ظلمة النار،وبئس القرار،
فلهذا قال تعالى،عنهم(صُمٌّ ) أي،عن سماع الخير،
( بُكْمٌ )أي،عن النطق به،
(عُمْيٌ )عن رؤية الحق،
( فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال, فإنه لا يعقل, وهو أقرب رجوعا منهم،
ثم قال تعالى( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ) أي، كصاحب صيب من السماء، وهو المطر , أي،ينزل بكثرة(فِيهِ ظُلُمَاتٌ ) ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمات المطر،
(وَرَعْدٌ ) وهو الصوت الذي يسمع من السحاب،
(وَبَرْقٌ ) وهو الضوء ،اللامع، المشاهد مع السحاب،
(كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ ) البرق في تلك الظلمات (مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا )أي، وقفوا،
فهكذا حال المنافقين, إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده, جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده, فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم, ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد, ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت, فهذا تمكن له السلامة،
وأما المنافقون، فأنى لهم السلامة, وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه, بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء،
ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي, ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ) أي،الحسية, ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا يعجزه شيء،
ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض،
وأعظم بشرى حاصلة للإنسان, توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها، ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله أن يجعلنا منهم،ونسأل الله العافية والهداية،وأن يبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، ويجعلنا من المهتدين بهداية القرآن والسنة قائمين بهما، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هداها،
اللهم آميــــــــن.
تفسير ابن كثير.

الحياة الخالدة
04-07-2015, 03:58 PM
{ 224 } { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } سورة البقرة

المقصود من اليمين .. و القسم تعظيم المقسم به .. و تأكيد المقسم عليه
و كان الله تعالى قد أمر بحفظ الأيمان .. و كان مقتضى ذلك حفظها في كل شيء .. و لكن الله تعالى استثنى من ذلك إذا كان البر باليمين يتضمن ترك ما هو أحب إليه .. فنهى عباده أن يجعلوا أيمانهم عرضة .. أي : مانعة و حائلة عن أن يبروا : أن يفعلوا خيراً .. أو يتقوا شراً .. أو يصلحوا بين الناس
فمن حلف على ترك واجب وجب حنثه .. و حرم إقامته على يمينه .. ومن حلف على ترك مستحب .. استحب له الحنث .. ومن حلف على فعل محرم .. وجب الحنث .. أو على فعل مكروه استحب الحنث .. وأما المباح فينبغي فيه حفظ اليمين عن الحنث .

و يستدل بهذه الآية على القاعدة المشهورة أنه " إذا تزاحمت المصالح .. قدم أهمها " فهنا تتميم اليمين مصلحة .. و امتثال أوامر الله في هذه الأشياء مصلحة أكبر من ذلك .. فقدمت لذلك .

ثم ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين فقال : { وَاللَّهُ سَمِيعٌ } أي : لجميع الأصوات { عَلِيمٌ } بالمقاصد والنيات .. و منه سماعه لأقوال الحالفين .. و علمه بمقاصدهم هل هي خير أم شر
وفي ضمن ذلك التحذير من مجازاته .. وأن أعمالكم ونياتكم قد استقر علمها عنده .

{ 225 } ثم قال تعالى: { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

أي : لا يؤاخذكم بما يجري على ألسنتكم من الأيمان اللاغية التي يتكلم بها العبد .. من غير قصد منه ولا كسب قلب .. ولكنها جرت على لسانه كقول الرجل في عرض كلامه : " لا والله " و " بلى والله " و كحلفه على أمر ماض .. يظن صدق نفسه .. وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب .

وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال .. كما هي معتبرة في الأفعال .

{ والله غفور } لمن تاب إليه .. { حليم } بمن عصاه .. حيث لم يعاجله بالعقوبة .. بل حلم عنه و ستر .. و صفح مع قدرته عليه .. و كونه بين يديه .

امـ حمد
04-07-2015, 04:00 PM
الله يعطيج العافيه حبيبتي الحياة الخالدة
ويجعله في ميزان حسناتج يالغلا

الحياة الخالدة
04-07-2015, 04:24 PM
وياج يالغالية أم حمـــــد
الله يجمعنا و إياكم في الفردوس الأعلى

الحياة الخالدة
05-07-2015, 03:52 PM
{ 55 - 56 } { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } سورة الأعراف

الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة ، ودعاء العبادة ، فأمر بدعائه { تَضَرُّعاً } أي: إلحاحاً في المسألة ، ودُءُوباً في العبادة ، { وَخُفْيَةً } أي: لا جهراً وعلانية ، يخاف منه الرياء ، بل خفيةً وإخلاصاً للّه تعالى .

{ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور، ومن الاعتداء كون العبد يسأل اللّه مسائل لا تصلح له ، أو يتنطع في السؤال ، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء ، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه .

{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ } بعمل المعاصي { بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } بالطاعات ، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق ، كما قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق ، والأعمال ، والأرزاق ، وأحوال الدنيا والآخرة .

{ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا } أي: خوفاً من عقابه ، وطمعاً في ثوابه ، طمعاً في قبولها، وخوفاً من ردها ، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه ، ونزل نفسه فوق منزلته ، أو دعاء من هو غافل لاَهٍ .

وحاصل ما ذكر اللّه من آداب الدعاء: الإخلاص فيه للّه وحده ، لأن ذلك يتضمنه الخفية ، وإخفاؤه وإسراره ، وأن يكون القلب خائفاً طامعاً لا غافلاً ، ولا آمناً ولا غير مبال بالإجابة ، وهذا من إحسان الدعاء ، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها ، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، ولهذا قال: { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } في عبادة اللّه ، المحسنين إلى عباد اللّه ، فكلما كان العبد أكثر إحساناً ، كان أقرب إلى رحمة ربه ، وكان ربه قريباً منه برحمته ، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى .

الحياة الخالدة
13-07-2015, 06:05 AM
{ 1-3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } سورة العنكبوت

يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه
فإنهم لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل
ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة
فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله ، يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته .

ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكاً وريباً ، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات ، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه .

والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه ، فمستقل ومستكثر، فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها.