امـ حمد
22-06-2015, 01:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الافتراء على الابرياء
الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة،وخطيئة منكرة(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)النور،
إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات، من الأبرياء والبريئات،عاقبته خطيرة في الدنيا والآخرة،قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)الأحزاب، إن الظن السيئ، والتسرع في الاتهام،
رُوّع به أقوام من الأبرياء، وظُلم به فئام من الناس، وهُجر به صلحاء دون مسوغ شرعي، المبعث على ذلك العداوة،المظلمة من المجهولين الذين ينقلون الأخبار، والظن الآثم، والغيبة النكراء، والبهتان المبين،
إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة،والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا،عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة،
لقد صار الحسد، والعداوات الشخصية، من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات،وهذا يوصف بالإجرام، وبذهاب الدين، والفاحشة،وألسنة الناس تلوك أعراض الأبرياء،
لتحدث القطيعة والبغضاء، قال الشيخ السعدي رحمه الله،وكم أشاع الناس عن الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية،فنميت بالكذب والزور،
وخصوصاً عند من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل،
فالواجب على العاقل التثبت، والتحرز، وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته، وعقله، قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)النحل،
سوء الظن وإشاعة الكذب على الأبرياء،لقد أصبح سوء الظن في الناس متفشياً، وهذا له بواعث،لانتشار الشر الكثير،ولكن هذا لا يبرر أن يساء الظن بكل أحد،
ويقول،كنت أشك به دائماً،إنه منافق،فلان أكل أموال الأيتام،
إما أن يكون كذب،أو مبالغة،أو سمع جزءاً من القصة ولم يسمع البقية،أو سمع من طرف واحد،
فكيف يتبين الإنسان،قال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)الحجرات،لا بد أن نتثبت، وأن نتبين،واستقصاء الأمر،أين الشهود العدول،كم من دماء قد أريقت لأبرياء،وكم من أعراض قد انتهكت،ثم كيف نقبل الأخبار من مجاهيل،ومن الذي يروج هذه الإشاعة،
لن يغني عنك من الله شيئاً ،أن تقول،سمعت الناس يقولونه فقلته، وقد قال تعالى(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)النور،وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)رواه مسلم،
والكذب،الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه،ولذلك ينبغي الدقة والمراجعة للنفس،
قصص من الإفتراء على الأبرياء،
القصة الأولى،قصة الآية ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري،عن أبي هريرة(إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شيء استحياءً منه) كان يبالغ في التستر لا يريد أن يرى أحد شيئاً من جلده،
قال(فآذاه من آذاه من بني إسرائيل،فقالوا،ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة)يعني،انتفاخ في الخصيتين،وإما آفة،
اتهموه بذلك العيب، إنه شيء مشين أن يتكلموا بهذا المستوى(وإن الله أراد أن يبرأه مما قالوا لموسى،فخلا يوماً وحده،أي موسى عليه السلام،فوضع ثيابه على الحجر،وهو بعيد عن الناس ،ثم اغتسل، فلما فرغ،أي،من اغتساله،أقبل إلى ثيابه ليأخذها، معجزة، جرى الحجر بثوب موسى،فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر،أي،يجري وراءه،فجعل يقول،ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عرياناً أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر،أي توقف عن الحركة (فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إن بالحجر لندباً من أثر ضربه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً،وهذا الوحي الذي يوحى أخبرنا كم عدد تلك الضربات،والأثر الذي تركته تلك الضربات في الحجر،وهكذا اتهموا نبيهم،وبرأه الله مما قالوا،بتهم باطلة
القصة الثانيه،والبهتان،الكذب المفرط ،على مريم،افتروا عليها ،عليها السلام، بأنها وقعت في الفاحشة وأنها بغي، وأن ذلك كان مع يوسف النجار، مع أنه كان رجلاً صالحاً (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)مريم ،
ولكن برأها الله،بنطق ولدها عيسى(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)مريم،
وهكذا رد الله تعالى،اتهام البريئة بالزنا،ليس عندهم دليل، ولا رأوا، ولا سمعوا، مباشرة افتروها،
القصه الثالثه،وكان في بني إسرائيل رجل يقال له،جريج كان يصلي، جاءته أمه فدعته، فقال،في نفسه،أجيبها أو أصلي، فتكرر ذلك فتضايقت أمه، فقالت،اللهم لا تمته حتى يبتلى بشيء، يأتيه من الزانيات، وكان جريج في صومعته يعبد الله منقطعاً عن الناس، فتعرضت له امرأة وكلمته أي،بالفاحشة، عرضت عليه الفاحشة، فأبى، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها، فوقع الراعي الزاني على هذه المرأة الزانية، فولدت غلاماً، سألوها من أين هذا،قالت،من جريج، سبحان الله،البهتان،والتهمة،فأتوه فكسروا صومعته، وأنزلوه وسبوه،فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال له،من أبوك يا غلام، قال،الراعي، أنطق الله الغلام، فشهد ببراءة جريج، قالوا،نبني صومعتك من ذهب، قال،لا، إلا من طين،أعيدوها كما كانت(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)الطلاق،
اللهم إنا نسألك أن تعف ألسنتنا من الكذب،وأعمالنا من الرياء، وقلوبنا من النفاق،
اللهم آميـــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الافتراء على الابرياء
الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة،وخطيئة منكرة(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)النور،
إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات، من الأبرياء والبريئات،عاقبته خطيرة في الدنيا والآخرة،قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)الأحزاب، إن الظن السيئ، والتسرع في الاتهام،
رُوّع به أقوام من الأبرياء، وظُلم به فئام من الناس، وهُجر به صلحاء دون مسوغ شرعي، المبعث على ذلك العداوة،المظلمة من المجهولين الذين ينقلون الأخبار، والظن الآثم، والغيبة النكراء، والبهتان المبين،
إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة،والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا،عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة،
لقد صار الحسد، والعداوات الشخصية، من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات،وهذا يوصف بالإجرام، وبذهاب الدين، والفاحشة،وألسنة الناس تلوك أعراض الأبرياء،
لتحدث القطيعة والبغضاء، قال الشيخ السعدي رحمه الله،وكم أشاع الناس عن الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية،فنميت بالكذب والزور،
وخصوصاً عند من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل،
فالواجب على العاقل التثبت، والتحرز، وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته، وعقله، قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)النحل،
سوء الظن وإشاعة الكذب على الأبرياء،لقد أصبح سوء الظن في الناس متفشياً، وهذا له بواعث،لانتشار الشر الكثير،ولكن هذا لا يبرر أن يساء الظن بكل أحد،
ويقول،كنت أشك به دائماً،إنه منافق،فلان أكل أموال الأيتام،
إما أن يكون كذب،أو مبالغة،أو سمع جزءاً من القصة ولم يسمع البقية،أو سمع من طرف واحد،
فكيف يتبين الإنسان،قال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)الحجرات،لا بد أن نتثبت، وأن نتبين،واستقصاء الأمر،أين الشهود العدول،كم من دماء قد أريقت لأبرياء،وكم من أعراض قد انتهكت،ثم كيف نقبل الأخبار من مجاهيل،ومن الذي يروج هذه الإشاعة،
لن يغني عنك من الله شيئاً ،أن تقول،سمعت الناس يقولونه فقلته، وقد قال تعالى(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)النور،وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)رواه مسلم،
والكذب،الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه،ولذلك ينبغي الدقة والمراجعة للنفس،
قصص من الإفتراء على الأبرياء،
القصة الأولى،قصة الآية ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري،عن أبي هريرة(إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شيء استحياءً منه) كان يبالغ في التستر لا يريد أن يرى أحد شيئاً من جلده،
قال(فآذاه من آذاه من بني إسرائيل،فقالوا،ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة)يعني،انتفاخ في الخصيتين،وإما آفة،
اتهموه بذلك العيب، إنه شيء مشين أن يتكلموا بهذا المستوى(وإن الله أراد أن يبرأه مما قالوا لموسى،فخلا يوماً وحده،أي موسى عليه السلام،فوضع ثيابه على الحجر،وهو بعيد عن الناس ،ثم اغتسل، فلما فرغ،أي،من اغتساله،أقبل إلى ثيابه ليأخذها، معجزة، جرى الحجر بثوب موسى،فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر،أي،يجري وراءه،فجعل يقول،ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عرياناً أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر،أي توقف عن الحركة (فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إن بالحجر لندباً من أثر ضربه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً،وهذا الوحي الذي يوحى أخبرنا كم عدد تلك الضربات،والأثر الذي تركته تلك الضربات في الحجر،وهكذا اتهموا نبيهم،وبرأه الله مما قالوا،بتهم باطلة
القصة الثانيه،والبهتان،الكذب المفرط ،على مريم،افتروا عليها ،عليها السلام، بأنها وقعت في الفاحشة وأنها بغي، وأن ذلك كان مع يوسف النجار، مع أنه كان رجلاً صالحاً (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)مريم ،
ولكن برأها الله،بنطق ولدها عيسى(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)مريم،
وهكذا رد الله تعالى،اتهام البريئة بالزنا،ليس عندهم دليل، ولا رأوا، ولا سمعوا، مباشرة افتروها،
القصه الثالثه،وكان في بني إسرائيل رجل يقال له،جريج كان يصلي، جاءته أمه فدعته، فقال،في نفسه،أجيبها أو أصلي، فتكرر ذلك فتضايقت أمه، فقالت،اللهم لا تمته حتى يبتلى بشيء، يأتيه من الزانيات، وكان جريج في صومعته يعبد الله منقطعاً عن الناس، فتعرضت له امرأة وكلمته أي،بالفاحشة، عرضت عليه الفاحشة، فأبى، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها، فوقع الراعي الزاني على هذه المرأة الزانية، فولدت غلاماً، سألوها من أين هذا،قالت،من جريج، سبحان الله،البهتان،والتهمة،فأتوه فكسروا صومعته، وأنزلوه وسبوه،فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال له،من أبوك يا غلام، قال،الراعي، أنطق الله الغلام، فشهد ببراءة جريج، قالوا،نبني صومعتك من ذهب، قال،لا، إلا من طين،أعيدوها كما كانت(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)الطلاق،
اللهم إنا نسألك أن تعف ألسنتنا من الكذب،وأعمالنا من الرياء، وقلوبنا من النفاق،
اللهم آميـــن.