المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أن لكل إنسان منزلاً بالجنة ومنزلاً بالنارِ



امـ حمد
09-07-2015, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن لكل إنسان منزلاً بالجنة ومنزلاً بالنارِ
جاء في بعض الأحاديث الصحيحة،عن ابن عمر بن الخطاب،رضي الله عنهما،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من أن لكل إنسان مقعدين، مقعد في الجنة، ومقعد في النار،فإذا دخل أهل الجنةِ الجنة ودخل أهل النار النار قيل لمن في الجنة،هذا مقعدك من النار لو أنك عملت بغير طاعة الله،عز وجل،
ويقال للآخر،هذا مقعدك من الجنة لو أنك عملت بطاعة الله،عز وجل)رواه البخاري،ومسلم،
فأهل الجنة يتوارثون مقاعد أهل النار من الجنة،
وأهل النار زيادة على مقاعدهم يتوارثون مقاعد أهل الجنة في النار،
فكون هذا الإنسان يفقد منزله في الجنة، ويرث منزل غيره من النار،وقيل له،امكث في هذا المكان، ضيّق وحار،
وكذلك ما ذكره الحسن البصري،رحمه الله،قال،الغبن في ثلاث،
رجل علَّم علماً، علم غيره فانتفع من تعلم منه وعمل بهذا العلم فنجا ودخل الجنة، ولم يعمل هو بعلمه فدخل النار،
ورجل اكتسب مالاً من وجوه يُسأل عنها ثم تركه للورثه فأنفقه وارثه في طاعة الله،عز وجل،فدخل الجنة،وأما هو فحوسب على عمله وعذب على ماله،لأنه اكتسبه من غير وجه يحل،
ورجل مملوك عمل بطاعة الله عز وجل،وقام بحق سيده فدخل الجنة،وأما سيده فضيع حق الله فدخل النار،
فالمقصود أن هذا جميعاً من التغابن الذي يحصل بين الناس في ذلك اليوم، وهكذا ما يمكن أن يقال بأن الله،عز وجل،أعطى كل إنسان رأس مال،وهو هذه الأنفاس والدقائق واللحظات التي تذهب ولا تعود،وكل إنسان أعطاه ستين سنة،وهذا سبعين سنة،وهذا خمساً وعشرين سنة، فيأتون يوم القيامة،
هذا كد وعمل وجد واجتهد في تحصيل منزل في النار،
وذلك عمل وجد واجتهد في تحصيل منزل في الجنة، وهكذا أهل الجنة يتفاوتون غاية التفاوت،
ولما ينظر الناس في صحائف الأعمال،حتى في الأمور المباحة غير المحرمة، فمنهم من لا يجد خلاصة العمر من ستين سنة إلا ما يعادل خمس سنوات أو نحو ذلك من العمل الذي ينفعه، أو أقل من هذا، وباقي العمر خمسة وخمسون سنة ضائعة،
صحف يمر على أوراق كثيرة منها لا يرى فيها شيئاً،يمر عليه اليوم والأسبوع والشهر وهو مضيع مفرط بين نوم ولهو وعبث لا يجدي له نفعاً،
وإذا أردت أن تعرف الحقيقة فانظر في يومك، وفي أمسك القريب الذي مضى بماذا قضيته وما انتفعت،
الوقت الذي انتفعت به فعلاً بما يقربك إلى الله عز وجل،كم يعادل إلى بقية اليوم، إلى الأربع والعشرين ساعة، قد لا تجد إلا ساعتين أو ثلاث ساعات، والباقي اثنتان وعشرون ساعة ضائعة، وبهذا تستطيع أن تعرف أن نسبة الاستفادة من العمر أنها تصل إلى خمسة بالمائة أو اثنين بالمائة أو عشرة بالمائة بهذا الاعتبار، يعرف من الآن الإنسان هل هو مغبون أو غير مغبون،
المال في ماذا ينفقه يسلطه في ماذا،في لهو، يسلطه في محرمات فيشتري مقعداً في النار،
أو تكون منزلته في أدنى المنازل في الجنة، وآخرون في أعلى المنازل بهذا العمل، فينظر الإنسان حتى في نيته،قد يكون في طاعة وفي عمل صالح في علم أو صلاة أو نحو هذا،
ولكن نيته مدخولة، فيكون هذا مما يبعده عن الله -عز وجل-، فيجلس اثنان في مجلس واحد مجلس العلم مثلاً، أو يقوم اثنان للصلاة فهذا يتعب وهذا يتعب وهذا يترك شهوات وهذا يترك شهوات، لكن هذا أول من تسعر به النار ،
وهذا في أعلى المنازل في الجنة،
والمجلس واحد والعمل واحد في صورته الظاهرة، فهذا من أعظم التغابن، هذا أنفق مليوناً وهذا أنفق مليوناً ولكن هذا اشترى به مقعداً في النار وهذا مقعداً في الجنة، إما أنه أنفقه في معصية ظاهرة أو أنه أنفقه على وجه الرياء والسمعة، فيحاسب على هذا، ويعذب عليه،
فنفس العمل الواحد يتغابن الناس فيه غاية التغابن،وهكذا،
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ،وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ،اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)سورة التغابن،
قال ابن عباس،رضي الله تعالى عنهما،بأمر الله، يعنى عن قدره ومشيئته(وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )أي،ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا، هُدىً في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يُخلف عليه ما كان أخذ منه أو خيراً منه،
(وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ) قال،ما أصاب من مصيبة إلا بإذن اللَه هو شيء قدره الله،عز وجل،وقضاه،
(وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)أي،يعلم أن المصيبة،من عند الله، يَهْدِ قَلْبَهُ للرضا، والتسليم، والإذعان، فلا تذهب نفسه حسرات، كحال أولائك الذين يتحسرون على ما فاتهم، ويتسخطون على القدر،
وفي الحديث المتفق عليه(عجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)صحيح مسلم‏،
فإذا كان الإنسان عاقلاً لَبِقًاً كيسًا، يفهم أن هذا المال حركه تحريكًا سديدًا بانتظامٍ على ضوءِ ما جاء به الرسولُ صلى الله عليه وسلم ،فإذا اتَّجَرَ مع اللَّهِ في ساعاتِ عمرِه وأيامِه ولياليه ودقائقِه وثوانيه، نَظَرَ في الأوقاتِ التي تتوجَّه إليه فيها أوامرُ من السماءِ من رَبِّ العالمينَ فاشترى نفسَه وما عند اللَّهِ من الجزاءِ بامتثالِ تلك الأوامرِ وتلك النواهِي، وَنَظَرَ في الأوقاتِ التي لم تَجِبْ فيها أوامرُ معينةٌ فاستكثرَ من الخيرِ بحسبِ استطاعتِه، وَكَفَّ أَذاه وشره، وكَفَّ جوارحه عن معاصِي اللَّهِ، فإذا حركَرأسَ هذا المالِ وهي ساعاتُ هذا العمرِ وأيامه تحريكاً سديداً فيما يرضِي اللَّهَ ربح من رأسِ هذا المالِ مجاورة رب غيرِ غضبانَ، والحورَ والجنان، ونعيمًا لا ينفدُ، والنظرَ إلى وجهِ اللَّهِ الكريمِ، فهذا هو الرابحُ حقًّا، فهي التجارة الرابحة،
وإذا كان المسكينُ سَفِيهًا لا يدري ما قيمةُ رأسِ هذا المالِ الذي عندَه كالجاهلِ الذي يجدُ الياقوتةَ فَيُلْقِيهَا في المزبلةِ لاَ يُلْقِي لَهَا بالاً، وَضَيَّعَ رأسَ هذا المالِ، وَضَيَّعَ أوقاتَه وقيل وقال، وألعاب وملاهي، وربما كان في معصيةِ اللَّهِ، حتى انتهى رأس المال والساعاتُ المقررةُ له، وَفَاتَتِ الفرصة، وضاع الأوان،
جاء الندمُ حيث لا ينفعُ الندمُ، وجُرَّ إلى القبر وقد ضَيَّعَ رأسَ المالِ،وهذا هو الخاسرُ الخسرانَ المبينَ تَمَامًاً، لأن الآخرةَ دارٌ لا تصلحُ للفقراءِ ولا للمفاليسِ من الحسنات،
لأنها دار لا إرفاق فيها ولا خلة ولا شفاعةَ ولا بيعَ، ليس للإنسانِ فيها إلاَّ ما قَدَّمَ، فالمضيعُ لرأسِ هذا المال،أيامَ الدنيا في إمكانِ الفرصة،هو الخاسر كل الخسران،والعياذ بالله،ولا سيما الذي يضيعها ويفنيها في معاصِي اللَّه،جل وعلا، وفي محادَّة خالقِه، ويستعملُ نِعَمَهُ في ما يُسْخِطُهُ ويغضبه،
وعند ذلك يقولُ الواحدُ منهم(لْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)الأعراف،ا

للهم نسألك الفردوس الأعلى من الجنَّة،واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت،واعتقنا جميعا من النار.

الحسيمqtr
09-07-2015, 10:38 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

qatara
09-07-2015, 10:49 PM
نعوذ بالله من النار وان يرحمنا برحمته
ويحسن خاتمتنا ويدخلنا الجنه
من غير حساب ولا سابق عذاب
مع الجميع وصاحبة الطرح

اللهم امين

امـ حمد
09-07-2015, 11:16 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
09-07-2015, 11:17 PM
نعوذ بالله من النار وان يرحمنا برحمته
ويحسن خاتمتنا ويدخلنا الجنه
من غير حساب ولا سابق عذاب
مع الجميع وصاحبة الطرح

اللهم امين






اللهم آمين اخوي قطري
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس