المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإبتسامة أسرع طريق إلى القلوب،وأقرب إلى النفوس



امـ حمد
12-07-2015, 03:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولم يكتفِ النبي،صلى الله عليه وسلم،بأن يكون قدوة عملية في الابتسامة، بل إنه دعا إليها وحثَّ عليها بقوله، فعن أبي ذر الغفاري،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ) رواه الترمذي،وصححه الألباني،المصدر،صحيح الترغيب،
قال المناوي(تبسُّمك في وجه أخيك)يعني،إظهارك له البشاشة، والبشر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة،والتبسُّم والبشر من آثار أنوار القلب(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)عبس،
والبشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين، وجه طليق، وكلام ليِّن،
قال ابن بطال(فيه أن لقاء الناس بالتبسم،وطلاقة الوجه، من أخلاق النُّبوة وهو مناف للتكبر،وجالب للمودَّة)
رسولنا،صلى الله عليه وسلم،هو أعظم الناس قدراً،وأعلاهم شرفاً، وأشرحهم صدراً، وكان يملك قلوب أصحابه،رضي الله عنهم ،بوجهه البسَّام، وابتسامته المشرقة، وكلماته الطيبة، وقد قال الله تعالى عن حاله مع أصحابه(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)آل عمران،
وقال هند بن أبي هالة،رضي الله عنه،كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم،دائم البشر،سهل الخلق،لينَ الجانب،
الابتسامة في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، وهي من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها، وقد فطر الله الخَلْقَ على محبة صاحب الوجه المشرق البسَّام،وكان نبينا،صلى الله عليه وسلم،أكثر الناس تبسماً،وطلاقة وجهٍ في لقاء من يلقاه،وكانت البسمة إحدى صفاته التي تحلّى بها،حتى صارت عنواناً له وعلامةً عليه، وكان لا يفرق في حسن لقائه وبشاشته بين الغني والفقير،والأسود والأبيض،حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم ويحسِن لقاءهم،يعرف ذلك كل من صاحبه وخالطه،
كما قال عبد الله بن الحارث،رضي الله عنه(ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله،صلى الله عليه وسلم) رواه الترمذي وصححه الألباني،
وتصف عائشة،رضي الله عنها،رسول الله،صلى الله عليه وسلم، فتقول(كان ألين الناس،وأكرم الناس،وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكاً بساماً)
وعلى العابد الذي يعبس وجهه ويقطب جبينه،كأنه منزه عن الناس، مستقذر لهم، أو غضبان عليهم،
قال الغزالي،ولا يعلم المسكين أن الورع ليس في الجبهة حتى يقطب، ولا في الوجه حتى يعفر،ولا في الخد حتى يصعر،ولا في الظَّهر حتى ينحني،إنما الورع في القلب)
والبعض تراه عابساً دائماً، يظن أن التبسم فيه إنزال من مكانته، ونقص من هيبته أمام الآخرين، فهؤلاء واهمون ينفرون أكثر مما هم يقربون، لأن التبسم في وجه أخيك مع كونه مفتاحاً للقلوب،وتأليفاً للنفوس فهو سنة نبوية،
فعن جرير بن عبد الله،رضي الله عنه،قال( ما حجبني رسول الله،صلى الله عليه وسلم،منذ أسلمت،ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه مسلم،
التبسم في الوجوه عمل بسيط ويسير،غير مكلف ولا مجهد،ولكن له الأثر الكبير في نشر الألفة والمحبة بين الناس،وهو في سنة النبي ،صلى الله عليه وسلم،من المعروف الذي يؤدي إلى مرضاة الله ،عز وجل،
فعن جابر بن عبد الله،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(كل معروف صدقة،وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق)رواه الترمذي،
وعن أبي ذر،رضي الله عنه،قال،قال لي النبي،صلى الله عليه وسلم(لا تحقرن من المعروف شيئاً،ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه الترمذي وصححه الألباني،
أي،بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن،وجبر خاطره،ومتهلل بالبشر والابتسام، لأن الظَّاهر عنوان الباطن،فلقياه بذلك يشعر لمحبتك له،وفرحك بلقياه، والمطلوب من المؤمنين التواد والتحاب،
ومما ثبت في استحباب البشاشة وطلاقة الوجه عند اللقاء قوله،صلى الله عليه وسلم(إنكم لا تسعون الناس بأموالكم،ولكن يسعهم منكم بسط الوجه،وحسن الخلق) رواه البيهقي في شعب الإيمان،وحسنه الألباني،
قوله،صلى الله عليه وسلم(بسط )أي،منطلق بالسرور والانشراح، قال حبيب بن ثابت،من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو مقبل عليه بوجهه،
الابتسامة إحدى وسائل غرس الألفة والمحبة بين الناس،وهي سنة نبوية ووسيلة دعوية، ومفتاح للقلوب، وكنز تنفق منه مع أهلك وإخوانك وجيرانك وكل من تقابله وتدعوه، وصدقة لا تكلفك ديناراً ولا درهماً،وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين،
بشاشة وجه المرء خير فكيف الـذي يأتي به وهو ضاحك
لو دعاك إنسان إلى طعام، ووجهه باش هاش، لفرحت زيادة على فرحك بإكرامه لك، أما لو كان معبساً مكفهراً، لم يطب لك طعم الطعام،
الابتسامة بوابة الحب,وطريق المودة والقرب, ولوحة الجمال,
تلقى عدوك بالابتسامة فتشعل في قلبه مصباح الحب لك بعد ظلمة, وتجمل في عينه ملامحك بعد غضبه،وينظر المحبان إلى طريق واحد, ينسى كل منهما العتاب,ولا يذكرانه إلا كالسراب, تتجاوز الحدود, فإذا بالابتسامة تصل إلى قلبك وأنت تحدث صديقك بالهاتف،
مع البسمة تذكر الحسنات, وتخفى السيئات, وتنسى الزلات, وتقال العثرات،
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،أجود أبش,أي بشوش مبتسم،
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم،حركة الشفة صدقة يثاب عليها الإنسان،وكيف لا تكون صدقة,وبها تبهج من أمامك, وتشرح صدره,وتدخل السرور عليه,وتخفف بها من معاناته, وتكون هي البوابة للمحبة والمودة،
في كل مكان,ولا لأناس معينين،بل عود نفسك البسمة الحلوة، أثناء اللقاءات الحارة، والاجتماعات الساخنة, والحوارات الحادة, حوِّل بها اللقاء إلى متعة, وحب, وإخاء,
فالمسلم لا يحمل في حناياه إلا الحب للآخرين،وفي إحدى الدراسات العلمية وُجد أن الابتسامة لها تأثير كبير على الراحة النفسية,
ابتسم لوالديك,فهما أحق الناس بالبسمة(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)أقبل عليهما بالبشر والبسمة،
لا تبتسم أمام فتاة رأيتها أثناء مشاهد عابرة، أو مشهد مقصود عاينته, احترم ابتسامتك في الحلال الطيب, ولا تستثمرها فيما لا يرضي الله,لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً, ولا تنسى أن البسمة صدقة( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )

اللهم إجعل المحبة في نفوسنا والإبتسامة في وجوهنا والسعادة في بيوتنا.

الحسيمqtr
12-07-2015, 02:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

عيسى111
12-07-2015, 04:39 PM
جزاك الله خير

الرجاء تصحيح العنوان

امـ حمد
12-07-2015, 08:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم
بارك الله في حسناتك

امـ حمد
12-07-2015, 08:53 PM
جزاك الله خير

الرجاء تصحيح العنوان

لقد تم تصحيح الموضوع اخوي عيسى
جزاك ربي جنة الفردوس على التنبيه،
وبارك الله في حسناتك

حمد جاسم 123
22-07-2015, 05:24 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
22-07-2015, 08:34 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي حمد جاسم
وجزاك ربي جنة الفردوس