الوسيط العقاري
19-07-2015, 02:15 AM
اللَّهُمَّ احْفَظْ قطر من كَيد الكَائدين وحقْد الحاقديْن.. قولوا: آمين..
( د. ربيعة بن صباح الكواري )
البريد الاليكترونى: dr.alkuwari@hotmail.com
تنعُم دولة قطر بنعمة وايمان بالله وفضل منه؛ سياستها الحكيمة والمعتدلة على شتى الأصعدة سواء كانت المحلية أو الاقليمية او الدولية، وذلك بفضل دورها الريادي في قيادة الأمتين العربية والاسلامية، ودورها المحوري في الوقوف مع الشعوب المظلومة ومد جسر التعاون مع كل الدول دون استثناء، ومنها الدول الصديقة من خارج المحيط العربي، ولم يتحقق ذلك الا بفضل الرعاية الكريمة والاهتمام الكبير من لدن سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومِن قَبلِه سمو الأمير الوالد (حفظهما الله).
وقد اصبحت قطر تنعم بالاستقرار الداخلي، وهو ما جعل المقيمَ على هذه الارض الطيبة لا يشعر بينه وبين موطنه الأصلي بأي بُعد، بسبب الانفتاح والتواصل مع جميع الشعوب، بل إن الوافد اصبح يتهافت من أجل الحصول على موطئ قدم له فيها سواء بهدف الحصول على فرصة عمل، أو اللجوء الى الفرص التجارية بغرض لاستثمار.. وقطر اليوم لم تعد مثلَ بقية الدول، حيث يشعر الجميع فيها بتوفير العديد من الفرص لتأسيس حياة كريمة، تقوم على رغد العيش والكسب المادي بالطرق المشروعة، بفضل جذب الجميع اليها من مختلف الجنسيات، وهو من العوامل التي ساعدت على توفير احد اهم الجوانب في المشاركة، لبناء مستقبل افضل. ورغم كل ذلك فإن دولة قطر أصبحت محسودة من قبل اعدائها، ومن يتصيد لها في الماء العكر، بفضل نعمة الامن والأمان والاستثمارات والمشروعات الاقتصادية الناجحة، وذلك بشهادة كبار الخبراء والمحللين في العالم، الذين يؤمنون بأننا نمتلك اكبر قوة اقتصادية ضاربة في المنطقة العربية، وهو ما يبشر بتنمية حقيقية ليس لها حدود!! أعداء قطر بدأوا ـ كما يبدو ـ ينشرون الفتن والاساءة اليها، بقصد وتعمد بهدف تشويه الحقائق والصورة الحسنة التي يعرفها الجميع عن هذا الوطن الغالي والطيب، وبشعبه الوفي والأمين على الشعوب الاخرى، فترى أعداءنا يحاولون في هذه الأيام ـ كما كانوا في السابق وما زالوا ـ أن يرفعوا معاول الهدم لتشويه صورتنا إعلامياً لتغيير الصورة الحقيقية التي يعرفها العالم عن قطر. ورغم ذلك نقول لكل من يحاول تشويه الحقيقة، او يحاول إثارة المشاكل بأن قطر ستظل "كعبة المضيوم" كما قال ذلك المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، قبل اكثر من مائة عام، وإنّ المحاولات اليائسة لتشويه الصورة، او لزرع ما قد يثير البلبلة حول قطر وسمعتها الخارجية، باتت مكشوفة للعالم أجمع..
والأحداث الجارية في المنطقة العربية تجعلنا اكثر حذراً واحترازاً في مثل هذه الظروف، لمحاربة أعداء النجاح والقضاء على أي "خلايا نائمة"، وذلك لكي يتحقق الامن والاستقرار في ربوع الوطن بأكمله، وأيضاً لكي يطمئن المواطن والمقيم معاً، فلا ينتابه او يعتريه اي خوف، وهو ما تعودنا عليه في قطر منذ عقود مضت، وحتى هذه اللحظة.
قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه السامي، بمستهل توليه الحكم سنة 2013م:
لقد تحولت قطر من دولة بالكاد يعرف البعض موقعها على الخريطة، إلى فاعل رئيس في السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والثقافة، والرياضة، على مستوى العالم. وهذا الواقع الجديد قد يُبهر الأنظار، فيفقد البعض توازنه من بلاغة المديح والإطراء، وهو من جهة أخرى قد يثير حسد الحاسدين، فيسيئون لقطر ولأهلها ظلماً وبهتانا، ونحن لا يجوز أن ننزلق إلى أي من المتطّرفين، فالأهم في موقع قطر الدولي والإقليمي الجديد، أنه نقل قطر من دولة تصارع على بقائها ونموها، إلى دولة واثقة راسخة المكانة. ويجب أن نستفيد من هذه المنزلة، وأن نفيد الآخرين أيضاً، ولا يجوز أن نصاب بالغرور، فالتواضع الذي طالما عرف به القطريون، هو سمة الأقوياء الواثقين من أنفسهم والغرور يقود إلى ارتكاب الأخطاء. ومن الطبيعي أن نضع مصلحة قطر والشعب القطري على رأس سلَّم أولوياتنا، وهذا يشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية الثقافية، وفي الوقت ذاته لا ننسى أنه لا هوية من دون انتماء لحلقات أوسع، فنحن جزء من منطقة الخليج العربي، وجزء من العالم العربي والعالم الإسلامي، ونحن أيضا جزء من الإنسانية والمجتمع الدولي.
وأضاف سموه:
لا حاجة للتأكيد على أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر، أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية، فضلا عن العقود والمعاهدات، ولكن هنالك ما هو أعمق من هذا كله: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، ولا نعيش على هامش الحياة، ولا نمضي تائهين بلا وجهة، ولسنا تابعين لأحد، ننتظر منه توجيهاً.. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا.. من المسلمات في قطر، وعند من يتعامل معنا!! نحن أصحاب رؤية.. نحن دولة، وشعب، ومجتمع صالح، متماسك، ولسنا حزبا سياسيا، ولهذا فنحن نسعى للحفاظ على علاقات مع الحكومات والدول كافة، كما أننا نحترم جميع التيارات السياسية المخلصة، المؤثرة والفاعلة في المنطقة، ولكننا لا نحسب على تيار ضد آخر، نحن مسلمون وعرب؛ نحترم التنوع في المذاهب، ونحترم كل الديانات في بلداننا وخارجها، وكعرب نرفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي، ومذهبي، ذلك لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية، ويمنع تحديثها وتطورها على أساس المواطنة، بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة، ولأن هذا الانقسام يسمح لقوى خارجية بالتدخل في قضايا الدول العربية الداخلية، لتحقيق نفوذه فيها.
وليس أدل على محبة سمو الأمير المفدى لشعبه الوفي، من قوله، عندما قال عنه في إحدى خطبه السياسية في القمة العربية بالكويت سنة 2014 م: "اللهم اجعلنا من الذين تحبهم شعوبهم، ونبادلها حباً بحب".
كلمة أخيرة:
نسأل الله ـ في هذه الأيام المباركة وفي كل وقت ـ أن يحفظ قطر وأميرها وشعبها، من كيد الكائدين، وعبث العابثين، وحسد الحاسدين، وحقد الحاقدين.. وأن يحفظ جميع المنشآت ومن فيها، ويحفظ كذلك منازلنا وأهلينا من كل مكروه.. واجعلها يا رب.. بلداً آمناً مطمئناً سخاء رخاء، وسائر بلاد المسلمين.. اللهم من أراد بقطر خيراً فارزقنا خيره، ومن أراد بها شراً فاكْفِنا شره... اللهم آمين.
الشرق
( د. ربيعة بن صباح الكواري )
البريد الاليكترونى: dr.alkuwari@hotmail.com
تنعُم دولة قطر بنعمة وايمان بالله وفضل منه؛ سياستها الحكيمة والمعتدلة على شتى الأصعدة سواء كانت المحلية أو الاقليمية او الدولية، وذلك بفضل دورها الريادي في قيادة الأمتين العربية والاسلامية، ودورها المحوري في الوقوف مع الشعوب المظلومة ومد جسر التعاون مع كل الدول دون استثناء، ومنها الدول الصديقة من خارج المحيط العربي، ولم يتحقق ذلك الا بفضل الرعاية الكريمة والاهتمام الكبير من لدن سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومِن قَبلِه سمو الأمير الوالد (حفظهما الله).
وقد اصبحت قطر تنعم بالاستقرار الداخلي، وهو ما جعل المقيمَ على هذه الارض الطيبة لا يشعر بينه وبين موطنه الأصلي بأي بُعد، بسبب الانفتاح والتواصل مع جميع الشعوب، بل إن الوافد اصبح يتهافت من أجل الحصول على موطئ قدم له فيها سواء بهدف الحصول على فرصة عمل، أو اللجوء الى الفرص التجارية بغرض لاستثمار.. وقطر اليوم لم تعد مثلَ بقية الدول، حيث يشعر الجميع فيها بتوفير العديد من الفرص لتأسيس حياة كريمة، تقوم على رغد العيش والكسب المادي بالطرق المشروعة، بفضل جذب الجميع اليها من مختلف الجنسيات، وهو من العوامل التي ساعدت على توفير احد اهم الجوانب في المشاركة، لبناء مستقبل افضل. ورغم كل ذلك فإن دولة قطر أصبحت محسودة من قبل اعدائها، ومن يتصيد لها في الماء العكر، بفضل نعمة الامن والأمان والاستثمارات والمشروعات الاقتصادية الناجحة، وذلك بشهادة كبار الخبراء والمحللين في العالم، الذين يؤمنون بأننا نمتلك اكبر قوة اقتصادية ضاربة في المنطقة العربية، وهو ما يبشر بتنمية حقيقية ليس لها حدود!! أعداء قطر بدأوا ـ كما يبدو ـ ينشرون الفتن والاساءة اليها، بقصد وتعمد بهدف تشويه الحقائق والصورة الحسنة التي يعرفها الجميع عن هذا الوطن الغالي والطيب، وبشعبه الوفي والأمين على الشعوب الاخرى، فترى أعداءنا يحاولون في هذه الأيام ـ كما كانوا في السابق وما زالوا ـ أن يرفعوا معاول الهدم لتشويه صورتنا إعلامياً لتغيير الصورة الحقيقية التي يعرفها العالم عن قطر. ورغم ذلك نقول لكل من يحاول تشويه الحقيقة، او يحاول إثارة المشاكل بأن قطر ستظل "كعبة المضيوم" كما قال ذلك المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، قبل اكثر من مائة عام، وإنّ المحاولات اليائسة لتشويه الصورة، او لزرع ما قد يثير البلبلة حول قطر وسمعتها الخارجية، باتت مكشوفة للعالم أجمع..
والأحداث الجارية في المنطقة العربية تجعلنا اكثر حذراً واحترازاً في مثل هذه الظروف، لمحاربة أعداء النجاح والقضاء على أي "خلايا نائمة"، وذلك لكي يتحقق الامن والاستقرار في ربوع الوطن بأكمله، وأيضاً لكي يطمئن المواطن والمقيم معاً، فلا ينتابه او يعتريه اي خوف، وهو ما تعودنا عليه في قطر منذ عقود مضت، وحتى هذه اللحظة.
قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه السامي، بمستهل توليه الحكم سنة 2013م:
لقد تحولت قطر من دولة بالكاد يعرف البعض موقعها على الخريطة، إلى فاعل رئيس في السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والثقافة، والرياضة، على مستوى العالم. وهذا الواقع الجديد قد يُبهر الأنظار، فيفقد البعض توازنه من بلاغة المديح والإطراء، وهو من جهة أخرى قد يثير حسد الحاسدين، فيسيئون لقطر ولأهلها ظلماً وبهتانا، ونحن لا يجوز أن ننزلق إلى أي من المتطّرفين، فالأهم في موقع قطر الدولي والإقليمي الجديد، أنه نقل قطر من دولة تصارع على بقائها ونموها، إلى دولة واثقة راسخة المكانة. ويجب أن نستفيد من هذه المنزلة، وأن نفيد الآخرين أيضاً، ولا يجوز أن نصاب بالغرور، فالتواضع الذي طالما عرف به القطريون، هو سمة الأقوياء الواثقين من أنفسهم والغرور يقود إلى ارتكاب الأخطاء. ومن الطبيعي أن نضع مصلحة قطر والشعب القطري على رأس سلَّم أولوياتنا، وهذا يشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية الثقافية، وفي الوقت ذاته لا ننسى أنه لا هوية من دون انتماء لحلقات أوسع، فنحن جزء من منطقة الخليج العربي، وجزء من العالم العربي والعالم الإسلامي، ونحن أيضا جزء من الإنسانية والمجتمع الدولي.
وأضاف سموه:
لا حاجة للتأكيد على أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر، أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية، فضلا عن العقود والمعاهدات، ولكن هنالك ما هو أعمق من هذا كله: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، ولا نعيش على هامش الحياة، ولا نمضي تائهين بلا وجهة، ولسنا تابعين لأحد، ننتظر منه توجيهاً.. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا.. من المسلمات في قطر، وعند من يتعامل معنا!! نحن أصحاب رؤية.. نحن دولة، وشعب، ومجتمع صالح، متماسك، ولسنا حزبا سياسيا، ولهذا فنحن نسعى للحفاظ على علاقات مع الحكومات والدول كافة، كما أننا نحترم جميع التيارات السياسية المخلصة، المؤثرة والفاعلة في المنطقة، ولكننا لا نحسب على تيار ضد آخر، نحن مسلمون وعرب؛ نحترم التنوع في المذاهب، ونحترم كل الديانات في بلداننا وخارجها، وكعرب نرفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي، ومذهبي، ذلك لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية، ويمنع تحديثها وتطورها على أساس المواطنة، بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة، ولأن هذا الانقسام يسمح لقوى خارجية بالتدخل في قضايا الدول العربية الداخلية، لتحقيق نفوذه فيها.
وليس أدل على محبة سمو الأمير المفدى لشعبه الوفي، من قوله، عندما قال عنه في إحدى خطبه السياسية في القمة العربية بالكويت سنة 2014 م: "اللهم اجعلنا من الذين تحبهم شعوبهم، ونبادلها حباً بحب".
كلمة أخيرة:
نسأل الله ـ في هذه الأيام المباركة وفي كل وقت ـ أن يحفظ قطر وأميرها وشعبها، من كيد الكائدين، وعبث العابثين، وحسد الحاسدين، وحقد الحاقدين.. وأن يحفظ جميع المنشآت ومن فيها، ويحفظ كذلك منازلنا وأهلينا من كل مكروه.. واجعلها يا رب.. بلداً آمناً مطمئناً سخاء رخاء، وسائر بلاد المسلمين.. اللهم من أراد بقطر خيراً فارزقنا خيره، ومن أراد بها شراً فاكْفِنا شره... اللهم آمين.
الشرق