المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب



امـ حمد
22-07-2015, 05:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب
تجدون الناس معادن(وتجدون شرَّ الناس ذَا الوجهين،الذي يأتي هؤلاء بوجْه وهؤلاء بوجْه)أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة،
في هذا الحديث إشارة إلى أن الصادق مع نفسه أقرب إلى الله من ذي الوجهين,
ذو الوجهين يدرك ما الذي يرضي الطرف الآخر فيأتي هذا بوجه, وهذا بوجه, هذا منافق, وهذا بعيد عن الدين,
والآن النمط السائد أن الإنسان يرضي كل الأطراف, يعرف كل طرف ماذا يرضيه،فإن جلس مع الدينين دين, إن جلس مع العلمانيين علماني, إن جلس مع الإباحيين إباحي, إن جلس مع أصحاب المبادئ صاحب مبدأ, طبعاً هو ذكي, ذكاؤه يحمله على التلون, هذا التلون يسقطه من عين الله, مع أنه أرضى الناس جميعاً, ومن أرضى الناس جميعاً فهو منافق,
لا يوجد مانع أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه,الإنسان الصادق مع نفسه أقرب إلى الله من المنافق,
إِن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا رأيتم المداحين فاحثوا فى وجوههِم التراب)رواه مسلم،وأحمد والبخاري،وأبو داود،والترمذي،وابن ماجه،
من المقصود بـ(المداحين)المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة،فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيباً له في أمثاله وتحريضاً للناس على الاقتداء به في اشباهه،بما تكلم به من جميل القول فيه،
ماهو المدح المنهي عنه،وفي شرح صحيح البخاري،في قوله (احثوا التراب في وجوه المداحين)أن المراد بهم،المداحون الناس في وجوههم بالباطل،وبما ليس فى الممدوح،
وإشارة إلى أن الكلام فيمن تكرر منه المدح حتى اتخذه صناعة وبضاعة يتأكل بها الناس وجازف في الأوصاف وأكثر الكذب،
والمقصود من ذلك أن المادح من أجل الدنيا أو من أجل حظوظ دنيوية لا يحصل إلا الخيبة، وأنه لا يعطى شيئاً إذا مدح من أجل الدنيا،لأنه لا يستحق،
ثم قوله(فحثا في وجهه التراب) ليس المقصود من ذلك أنه يحثوه على وجهه بحيث يدخل في عينيه، وإنما في جهته واتجاهه،فالمنهي عنه المبالغة والكذب في المدح،
والدافع قد يدفع خصمه بِحثيِ التراب على وجهه اِستِهانة بِه،
أم المؤمنين خديجة،رضي الله عنها،قالت للنبي صلى الله عليه وسلم،أبشر(فوالله لا يخزيك الله أبداً،إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)صحيح البخارى،
قال،وفيه جواز تزكية الرجل فى وجهه بما فيه الخير،
فقد مدح رسول الله عليه السلام،فى الشعر والخطب والمخاطبة ، ولم يحث فى وجه المداحين ولا أمر بذلك،
وفي شرح سنن أبي داود،المقصود بذلك المدح بالحق من أجل أن يتبع الإنسان على ما هو عليه من الخير،وعلى ما فيه من الأعمال الطيبة، فإن هذا لا بأس به،من أجل الاقتداء به، ومن أجل الترغيب وتحفيز الناس ليكونوا مثله ويتابعوه،
ولهذا لما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصدقة جاء رجل بصرة كبيرة،فقال صلى الله عليه وسلم(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها)وهذا مدح لهذا الشخص الذي سبق إلى الخير،واقتدى به الناس وتابعوه، فإذا كان المدح لا يحصل من ورائه مضرة،وإنما المقصود منه الفائدة والمصلحة، وأن يقتدى به ويؤتسى به، ويذكر ويثنى عليه، ويمدح بما هو فيه من أجل أن يتابع، فإن هذا أمر مطلوب ولا بأس به، وفي ذلك تحفيز للهمم إلى أن يكون المخاطبون مثل ذلك الذي مدح وأثني عليه،
وفي شرح سنن أبي داود،وأما ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم،أخذ تراباً من الأرض فرمى به في وجه شارب الخمر،فهذا لا يلزم أنه أصاب به وجهه،
وقوله صلى الله عليه وسلم(إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)معناه،أنه يحثا إلى جهة وجهه،
وفي شرح السنة،للإمام البغوى،وفي الجملة المدح والثناء على الرجل مكروه،لأنه قلما يسلم المادح من كذب يقوله في مدحه، وقلما يسلم الممدوح من عجب يدخله،
وروي أن رجلاً أثنى على رجلٍ عند عمر،فقال عمر،عقرت الرجل ،عقرك الله،
المديح إذا ازداد يُوهم الممدوح أنه صالح, لذلك نوع من أنواع النفاق هو المديح الكاذب،ومن مدحك بما ليس فيك فإنه يذمك.

الحسيمqtr
27-07-2015, 01:07 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
27-07-2015, 04:27 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس