امـ حمد
24-07-2015, 02:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج أحمد،والبخاري،والنسائي،والحاكم،عن سهل بن سعد، رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(أعذر الله إلى امرئ أخر عمره حتى بلغ ستين سنة)
قال تعالى﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾فاطر،
أي،عمراً مديداً, يتذكر فيه الإنسان ما ينبغي أن يتذكره،أي،عمّرت عمراً يكفي أن تعرف الله،
صاحب الستين إلى اليأس والقنوط وترك الدنيا تماماً، بل أدعوه إلى مزيد اهتمام بما هو مقبل عليه (الآخرة)أكثر من اهتمامه بما هو مدبر عنه (الدنيا)
قال ابن بطال،إنما كانت الستون،هي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية،
حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية،
وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل، وأصرحُ من ذلك ما أخرج الترمذي،وابن ماجة،عن أبي هريرة، رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك)
وقال بعض الحكماء الأسنان أربعة،سن الطفولة، ثم الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة، وهي آخر الأسنان وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط، فينبغي له الإقبالُ على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة، وقد استنبط منه بعض الشافعية أن من استكمل ستين فلم يحج مع القدرة فإنه يكون مصراً، ويأثم إن مات،
ومن لم يكن في هذه السن على حاله،وقد دنا أجله ولم يبق إلا القليل،ولم يعزم على التوبة والإنابة،فمتى ستكون هذه التوبة،
إن الغالب أن المرء في هذه السن تضعف قواه، وتقل عزيمته، فحق عليه أن يستسلم لمولاه، ويستعتب بين يديه، فإنه الغفور الودود،
قال القرطبي،جعل الستين غاية الإعذار،وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله، وترقب المنية ولقاء الله،
وإذا بلغ ستين سنة وهو عمر التذكر والتوفيق الذي قال الله تعالى فيه(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)أي الرجوع إليه لكونه انتهاء العمر غالباً،
هذا وإن في بلوغ العمر أربعين سنة استكمال الشباب واستجماع القوة،ولا يزال بعده في نقصان وإدبار،فإذا بلغ ستين سنة،قال، صلى الله عليه وسلم،إذا كان يوم القيامة نودي أبناءُ الستين(أولم نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)
فإذا عمُر ستين سنة فقد جاء أوان التذكر،فلذلك صار حجة عليه،فإنه إذا تذكر رزقه الإنابة إليه في الطاعات،
ومبدأ التذكر تمام العقل وهو بالبلوغ، والستون نهاية زمن التذكر، وما بعده هرم،
الأعذار إلى الله مجازية، والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً في الاعتذار يتمسك به،وأنه لا يعاقب إلا بعد حجة،وقوله،أخْر أجله، يعني أطاله حتى بلَّغه ستين سنة،
وفي رواية معمر،لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى يبلغ ستين سنة أو سبعين سنة لقد أعذر الله إليه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه،قال(من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر،
قوله تعالى(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) (أي،ما عشتم في الدنيا أعماراً،لو كنتم ممن ينتفع بالحق لا نتفعتم به في مدة عمركم،
وقوله تعالى(وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)
قال الطبري،بمعنى الإنذار،هو الشيب،وموت الأهل والأقارب،
لقد فطن سلفنا الصالح إلى أمر الستين فأولوها عناية زائدة خاصة بها، واستقبلوها خير استقبال،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله،والمعنى،أنه لم يبق له اعتذار،كأن يقول،لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت بِه،
أعذر إِليه،إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه،وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة،مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له،فلا ينبغي له حينئذ إلَّا الاستغفار والطاعة،والإقبال على الآخرة،
قال النووي،معناه لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة،ولم يبق فيه موضعاً للإعتذار حيث أمهله طول هذه المدة ولم يعتذر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين)معناه ،أو لم نعمركم ستين سنة،أي الطاعات والبر الموصلة إلى مرضاة الله،عز وجل،في أواخر العمر،لأنه أوان الختام،وبحسنه تحصل ثمرات الطاعات وبركات الحسنات ،
قال الخطابي،أعذر إليه،أي بلغ به أقصى العذر،أن من عمره الله ستين سنة لم يبق له عذر، لأن الستين قريب من معترك المنايا، وهو سن الإنابة والخشوع وترقب المنية ولقاء الله تعالى (تفسير القرطبي )
والإنسان لا يزال في ازدياد إلى كمال الستين، ثم يشرع بعد هذا في النقص والهرم،
قال ابن بطال،وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفاً من الله بعباده، حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم،
وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية،
وأن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل،
وروى الترمذي،عن عبد اللَه بن بسر رضي الله عنه،أن أعرابيّاً قَال،يا رسول اللَه من خير الناس،قال(من طال عمره،وحسن عمله) صححه الألباني في،صحيح الترمذي،
فكبر السن إعذار وإنذار،ومدعاة للتوبة والعمل الصالح،على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى،الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره،وصدقوا إيمانهم،باستعمال التقوى،بامتثال الأوامر،واجتناب النواهي،
فكل من كان مؤمنًا تقيًا كان لله تعالى ولياً،و(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرةِ)
أما البشارة في الدنيا،فهي،الثناء الحسن،والمودة في قلوب المؤمنين،والرؤيا الصالحة،وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق،وصرفه عن مساوئ الأخلاق،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج أحمد،والبخاري،والنسائي،والحاكم،عن سهل بن سعد، رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(أعذر الله إلى امرئ أخر عمره حتى بلغ ستين سنة)
قال تعالى﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾فاطر،
أي،عمراً مديداً, يتذكر فيه الإنسان ما ينبغي أن يتذكره،أي،عمّرت عمراً يكفي أن تعرف الله،
صاحب الستين إلى اليأس والقنوط وترك الدنيا تماماً، بل أدعوه إلى مزيد اهتمام بما هو مقبل عليه (الآخرة)أكثر من اهتمامه بما هو مدبر عنه (الدنيا)
قال ابن بطال،إنما كانت الستون،هي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية،
حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية،
وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل، وأصرحُ من ذلك ما أخرج الترمذي،وابن ماجة،عن أبي هريرة، رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك)
وقال بعض الحكماء الأسنان أربعة،سن الطفولة، ثم الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة، وهي آخر الأسنان وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط، فينبغي له الإقبالُ على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة، وقد استنبط منه بعض الشافعية أن من استكمل ستين فلم يحج مع القدرة فإنه يكون مصراً، ويأثم إن مات،
ومن لم يكن في هذه السن على حاله،وقد دنا أجله ولم يبق إلا القليل،ولم يعزم على التوبة والإنابة،فمتى ستكون هذه التوبة،
إن الغالب أن المرء في هذه السن تضعف قواه، وتقل عزيمته، فحق عليه أن يستسلم لمولاه، ويستعتب بين يديه، فإنه الغفور الودود،
قال القرطبي،جعل الستين غاية الإعذار،وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله، وترقب المنية ولقاء الله،
وإذا بلغ ستين سنة وهو عمر التذكر والتوفيق الذي قال الله تعالى فيه(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)أي الرجوع إليه لكونه انتهاء العمر غالباً،
هذا وإن في بلوغ العمر أربعين سنة استكمال الشباب واستجماع القوة،ولا يزال بعده في نقصان وإدبار،فإذا بلغ ستين سنة،قال، صلى الله عليه وسلم،إذا كان يوم القيامة نودي أبناءُ الستين(أولم نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)
فإذا عمُر ستين سنة فقد جاء أوان التذكر،فلذلك صار حجة عليه،فإنه إذا تذكر رزقه الإنابة إليه في الطاعات،
ومبدأ التذكر تمام العقل وهو بالبلوغ، والستون نهاية زمن التذكر، وما بعده هرم،
الأعذار إلى الله مجازية، والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً في الاعتذار يتمسك به،وأنه لا يعاقب إلا بعد حجة،وقوله،أخْر أجله، يعني أطاله حتى بلَّغه ستين سنة،
وفي رواية معمر،لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى يبلغ ستين سنة أو سبعين سنة لقد أعذر الله إليه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه،قال(من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر،
قوله تعالى(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) (أي،ما عشتم في الدنيا أعماراً،لو كنتم ممن ينتفع بالحق لا نتفعتم به في مدة عمركم،
وقوله تعالى(وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)
قال الطبري،بمعنى الإنذار،هو الشيب،وموت الأهل والأقارب،
لقد فطن سلفنا الصالح إلى أمر الستين فأولوها عناية زائدة خاصة بها، واستقبلوها خير استقبال،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله،والمعنى،أنه لم يبق له اعتذار،كأن يقول،لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت بِه،
أعذر إِليه،إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه،وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة،مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له،فلا ينبغي له حينئذ إلَّا الاستغفار والطاعة،والإقبال على الآخرة،
قال النووي،معناه لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة،ولم يبق فيه موضعاً للإعتذار حيث أمهله طول هذه المدة ولم يعتذر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين)معناه ،أو لم نعمركم ستين سنة،أي الطاعات والبر الموصلة إلى مرضاة الله،عز وجل،في أواخر العمر،لأنه أوان الختام،وبحسنه تحصل ثمرات الطاعات وبركات الحسنات ،
قال الخطابي،أعذر إليه،أي بلغ به أقصى العذر،أن من عمره الله ستين سنة لم يبق له عذر، لأن الستين قريب من معترك المنايا، وهو سن الإنابة والخشوع وترقب المنية ولقاء الله تعالى (تفسير القرطبي )
والإنسان لا يزال في ازدياد إلى كمال الستين، ثم يشرع بعد هذا في النقص والهرم،
قال ابن بطال،وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفاً من الله بعباده، حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم،
وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية،
وأن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل،
وروى الترمذي،عن عبد اللَه بن بسر رضي الله عنه،أن أعرابيّاً قَال،يا رسول اللَه من خير الناس،قال(من طال عمره،وحسن عمله) صححه الألباني في،صحيح الترمذي،
فكبر السن إعذار وإنذار،ومدعاة للتوبة والعمل الصالح،على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى،الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره،وصدقوا إيمانهم،باستعمال التقوى،بامتثال الأوامر،واجتناب النواهي،
فكل من كان مؤمنًا تقيًا كان لله تعالى ولياً،و(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرةِ)
أما البشارة في الدنيا،فهي،الثناء الحسن،والمودة في قلوب المؤمنين،والرؤيا الصالحة،وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق،وصرفه عن مساوئ الأخلاق،