المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أخلاق المسلم العزة



امـ حمد
06-08-2015, 05:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخلاق المسلم العزة
ما هي العزة،العزة هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة، فالله يأمرنا أن نكون أعزاء،لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون لله وحده،فالمسلم يعتز بدينه وربه،ويطلب العزة في رضا الله سبحانه وتعالى،
قال عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،كنا أذلاء،فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله،
والذلة لرب العباد عزة، والذلة للعباد ذلة،
وقيل،من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله،
الله سبحانه،هو العزيز الحكيم،يعطي العزة من يشاء ويمنعها عمن يشاء(اللَّهُمَّ مَالِكُ الْمُلْكِ،تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ،وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ،وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ،وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ،بِيَدِكَ الْخَيْرِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)آل عمران،
أنواع العزة، من عزة المسلم ألا يكون مستباحاً لكل طامع، أو غرضاً لكل صاحب هوى،بل عليه أن يدافع عن نفسه وعرضه وماله وأهله،والمسلم يرفض إذلال نفسه،في سبيل عزته وكرامته،
فهكذا يعيش المسلم محتفظاً بكرامته،لا يضعف، ولا يلين، ولا يتنازل عن شيء من كرامته وعزته من أجل مالٍ قليل، أو عرض دنيوي يزول،وكما جاء في الحديث(من جلس إلى غني فتضعضع (تذلل) له لدنيا تصيبه، ذهب ثلثا دينه، ودخل النار)الطبراني،
ولكي يحافظ المسلم على عزته، ويجعل دينه عزيزاً، يجب عليه أن يعمل، ويكد ويتعب،حتى تتحقق له القوة، فلا عزة للضعفاء الذين يمدون أيديهم للناس ويأكلون بلا تعب،
إن الإسلام حرَّم على الإنسان أن يهون أو يستذل أو يستضعف،أويخدش كرامته ويجرح مكانته،
فعلى المسلم أن يتماسك على ما به من ضائقة حتى تنجلي ولايبكي على ما فَقَد، ويصيح بالخلق طالباً النجدة،
والإسلام عندما أوصى المسلم بالعزة هداه إلى أسبابها، ويسر له وسائلها، وأفهمه أن الكرامة في التقوى، وأن السموَّ في العبادة، وأن العزَّة في طاعة الله،
ومن عزة المؤمن ألاَّ يكون مستباحاً لكل طامع،بل عليه أن يستميت دون نفسه وعرضه وماله وأهله،فإن هذا رخيص لصيانة الشرف الرفيع،
جاء رجل إلى رسول الله، فقال،يا رسول الله،أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي،قال،فلا تعطه مالك،قال،أرأيت إن قاتلني، قال،قَاتله،قال،أرأيت إن قتلني،قال،فأنت شهِيد،قال،أرأيت إن قتلته، قال،هو فِي النارِ)صحيح مسلم،
لذلك فرض الإسلام على المسلم أن يظل منتصب القامة، مرتفع الهامة، لا تدنيه حاجة،ولا تطويه شدَّة،فإنَّ الخوف على الرزق والأجل هما ما يدفع الناس إلى إذلال أنفسهم،وقبول الدنيَّة في دينهم ودنياهم، مع أن الله كتب الآجال والأرزاق،فقال تعالى(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)فاطر،
إن القضاء يصيب العزيز وله أجره،ويصيب الذليل وعليه وزره، فكن عزيزاً ما دام لن يفلت من محتوم القضاء إنسان(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)المنافقون،
ذكر الماوردي قول بعض الأدباء(إذا أردت أن يكون لك عز لا يفنى، فلا تستعز بعز يفنى،
العطاء من الخلق حرمان،والمنع من الله إحسان، جلَّ ربُّنا،إنَّ الله حَكَم بحكم قبل خَلْق السَّماوات والأرض،أن لا يطيعه أحد إلَّا أعزَّه، ولا يعصيه أحد إلَّا أذلَّه، فربط مع الطَّاعة العز،ومع المعصية الذل،كما ربط مع الإحراق النَّار،فمن لا طاعة له لا عزَّ له)
وقيل(من غرس الزهد اجتنى العزة)
وقال ابن المقفَّع(من تعزَّز بالله لم يذلَّه سلطان، ومن توكَّل عليه لم يضرَّه إنسان)
وقال المنفلوطي(جاء الإسلام بعقيدة التَّوحيد ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأَنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رقِّ العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحقِّ والعدل)
قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو،صححه الألباني،
يارب اكرمنا ولاتهنا اعزنا ولا تزلنا،
اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين.

الحسيمqtr
06-08-2015, 10:33 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
07-08-2015, 02:09 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس