امـ حمد
07-08-2015, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكينة النفس منحة من الله
ان سكينة النفس واحة الايمان الصادق،يلجأ اليها المكروب فيطمئن،ويأوى اليها المهموم فيهنأ،ويركن اليها المغموم فيفرح،ويهرع اليها الخائف فيأمن،ومن أشقته دنياه يجد فى رحابها لذة السعادة وهدوء النفس،وصلاح البال،ويكون ممن خصهم الله بقوله(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ،وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ )محمد،
فبدون سكينة النفس يفتقد الانسان الرضا والطمأنينة فهى هبة الله التى يدخرها لأصفيائه ممن عمرت قلوبهم بالايمان به والتسليم المطلق لما قدره،
هى شىء لا يثمره الذكاء ولا العلم ولا الجاه والسلطان ولا غير ذلك من نعم الحياة،ان الايمان هو المصدر الوحيد لاكتساب هذه المنحة الربانية،
وكان الاملم ابن القيم الجوزى يقرأ آيات السكينة عندما تضطرب نفسه فتهدأ ويذهب جزعها وكانت هذه الآيات هى،
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم،
(لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح،
السكينة هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة،هذه السكينة تزهر بغير عون من المال، قد تكون فقيراً ويمنحك الله السكينة فتسعد بها ولو فقد كل شيء،وتشقى بفقدها ولو ملك كل شيء،قد يكون المرء مريضاً وقد ألقى الله في قلبه السكينة،
هذه السكينة ليست ملك أحد،فيمسكها أو يرسلَها،ولكنها في متناول كل واحد من البشر،
عظمة هذا الدين دين البشر،دين أي إنسان،بالدين لا يوجد طبقية، بالدين لا يوجد فئة مختارة،لا يوجد فئة متميزة،وما من محنة تحفها السكينة إلا وتكون هي بذاتها نعمة ،
يعالج المرء أعسر الأمور ومعه السكينة فإذا هي هوادة ويسر، يخوض المخاوف والأخطار ومعه السكينة فإذا هي أمنٌ وسلام ،
هذه السكينة،وجدها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام في النار،ووجدها يوسفُ في الجُبِّ،كما وجدها في السجن،
ويونس في بطن الحوت في ظلمات ثلاث،
ووجدها موسى في اليم،وهو طفلٌ مجرد من كل قوة وحراسة،و أصحاب الكهف في الكهف،حينما افتقدوها في الدور والقصور، ووجدها نبينا محمدعليه الصلاة والسلام،وصاحبه في الغار، والأعداء يتعقبونه،ويَقُصُّون الآثار،
ويجدها كل مؤمنٍ أوى إلي ربه يائساً ممن سواه ، قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب،
إن هذه السكينة ثمرة من ثمار دوحة الإيمان،ومن ثمار التوحيد التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها،هي نفحة من السماء ينزلها الله على قلوب المؤمنين من أهل الأرض،ليثبتوا إذا اضطرب الناس ،وليرضوا إذا سخط الناس،وليوقنوا إذا شكّ الناس،وليصبروا إذا جزع الناس،ولأنك مؤمن متصل بالله تتمتع بميزات لا يعلمها إلا الله،ميزات نفسية،واثق من رضاء الله،ومن محبة الله لك،واثق من أن هذه الدنيا لو أنها تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء،واثق بأن الله وعدك بجنة عرضها السماوات والأرض،
هذه السكينة نور من الله وروح منه ، يسكن إليها الخائف ، ويطمئن عندها القلِق ، ويتسلى بها الحزين ، ويستروح بها المتعب ، ويقوى بها الضعيف ، ويهتدي به الحيران ، هذه السكينة نافذة على الجنة يفتحها الله للمؤمنين من عباده،منها تهب عليهم نسماتها ، وتشرق عليهم أنوارها،ويفوح شذاها وعطرها،ليذيقهم بعض ما قدموا من خير،ويريهم نموذجاً لما ينتظرهم من نعيم،في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة،إنها جنة القرب من الله،ومع القرب السكينة،
قال أحد العلماء،بستاني في صدري،إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة،وإن قتلوني فقتلي شهادة ، فماذا يفعل أعدائي بي،
وجعلوا ذوي السكينة لأن إيمانهم في غاية الطمأنينة،وطواعيتهم دائمة لا يعصون الله ما أمرهم ،
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاَّ نزلت عليهم السكينة،
وحفتهم الملائكة،وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده)
فنزول السكينة عليهم كناية عن التباسهم بطمأنينة الإيمان،واستقرار ذلك في قلوبهم،لأن من تلا كتاب الله وتدارسه يحصل له بالتدبر في معانيه والتفكر في أساليبه،
ما يطمئن إليه قلبه،وتستقر له نفسه،
وقال تعالى(يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا )في سكينة ووقار،
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين ومن أوليائك المقربين ومن أحبابك المخلصين،واجعلني واياكم من اصحاب النفوس المطمأنة الراضية,
يا رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكينة النفس منحة من الله
ان سكينة النفس واحة الايمان الصادق،يلجأ اليها المكروب فيطمئن،ويأوى اليها المهموم فيهنأ،ويركن اليها المغموم فيفرح،ويهرع اليها الخائف فيأمن،ومن أشقته دنياه يجد فى رحابها لذة السعادة وهدوء النفس،وصلاح البال،ويكون ممن خصهم الله بقوله(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ،وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ )محمد،
فبدون سكينة النفس يفتقد الانسان الرضا والطمأنينة فهى هبة الله التى يدخرها لأصفيائه ممن عمرت قلوبهم بالايمان به والتسليم المطلق لما قدره،
هى شىء لا يثمره الذكاء ولا العلم ولا الجاه والسلطان ولا غير ذلك من نعم الحياة،ان الايمان هو المصدر الوحيد لاكتساب هذه المنحة الربانية،
وكان الاملم ابن القيم الجوزى يقرأ آيات السكينة عندما تضطرب نفسه فتهدأ ويذهب جزعها وكانت هذه الآيات هى،
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم،
(لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح،
السكينة هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة،هذه السكينة تزهر بغير عون من المال، قد تكون فقيراً ويمنحك الله السكينة فتسعد بها ولو فقد كل شيء،وتشقى بفقدها ولو ملك كل شيء،قد يكون المرء مريضاً وقد ألقى الله في قلبه السكينة،
هذه السكينة ليست ملك أحد،فيمسكها أو يرسلَها،ولكنها في متناول كل واحد من البشر،
عظمة هذا الدين دين البشر،دين أي إنسان،بالدين لا يوجد طبقية، بالدين لا يوجد فئة مختارة،لا يوجد فئة متميزة،وما من محنة تحفها السكينة إلا وتكون هي بذاتها نعمة ،
يعالج المرء أعسر الأمور ومعه السكينة فإذا هي هوادة ويسر، يخوض المخاوف والأخطار ومعه السكينة فإذا هي أمنٌ وسلام ،
هذه السكينة،وجدها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام في النار،ووجدها يوسفُ في الجُبِّ،كما وجدها في السجن،
ويونس في بطن الحوت في ظلمات ثلاث،
ووجدها موسى في اليم،وهو طفلٌ مجرد من كل قوة وحراسة،و أصحاب الكهف في الكهف،حينما افتقدوها في الدور والقصور، ووجدها نبينا محمدعليه الصلاة والسلام،وصاحبه في الغار، والأعداء يتعقبونه،ويَقُصُّون الآثار،
ويجدها كل مؤمنٍ أوى إلي ربه يائساً ممن سواه ، قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب،
إن هذه السكينة ثمرة من ثمار دوحة الإيمان،ومن ثمار التوحيد التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها،هي نفحة من السماء ينزلها الله على قلوب المؤمنين من أهل الأرض،ليثبتوا إذا اضطرب الناس ،وليرضوا إذا سخط الناس،وليوقنوا إذا شكّ الناس،وليصبروا إذا جزع الناس،ولأنك مؤمن متصل بالله تتمتع بميزات لا يعلمها إلا الله،ميزات نفسية،واثق من رضاء الله،ومن محبة الله لك،واثق من أن هذه الدنيا لو أنها تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء،واثق بأن الله وعدك بجنة عرضها السماوات والأرض،
هذه السكينة نور من الله وروح منه ، يسكن إليها الخائف ، ويطمئن عندها القلِق ، ويتسلى بها الحزين ، ويستروح بها المتعب ، ويقوى بها الضعيف ، ويهتدي به الحيران ، هذه السكينة نافذة على الجنة يفتحها الله للمؤمنين من عباده،منها تهب عليهم نسماتها ، وتشرق عليهم أنوارها،ويفوح شذاها وعطرها،ليذيقهم بعض ما قدموا من خير،ويريهم نموذجاً لما ينتظرهم من نعيم،في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة،إنها جنة القرب من الله،ومع القرب السكينة،
قال أحد العلماء،بستاني في صدري،إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة،وإن قتلوني فقتلي شهادة ، فماذا يفعل أعدائي بي،
وجعلوا ذوي السكينة لأن إيمانهم في غاية الطمأنينة،وطواعيتهم دائمة لا يعصون الله ما أمرهم ،
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاَّ نزلت عليهم السكينة،
وحفتهم الملائكة،وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده)
فنزول السكينة عليهم كناية عن التباسهم بطمأنينة الإيمان،واستقرار ذلك في قلوبهم،لأن من تلا كتاب الله وتدارسه يحصل له بالتدبر في معانيه والتفكر في أساليبه،
ما يطمئن إليه قلبه،وتستقر له نفسه،
وقال تعالى(يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا )في سكينة ووقار،
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين ومن أوليائك المقربين ومن أحبابك المخلصين،واجعلني واياكم من اصحاب النفوس المطمأنة الراضية,
يا رب العالمين.