المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلٌ يرى الناس بعين طبعه



امـ حمد
10-08-2015, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلٌ يرى الناس بعين طبعه
الإنسان كائن اجتماعي يتواصل مع الآخرين معبراً عن ذاته ومظهراً لمبادئه وقيمه وأخلاقه،كيف يرانا الآخرون،هل يرون حقيقتنا أم جزءاً منها،
خلقنا الله مختلفين، لذلك من الصعب جداً أن نرى الناس كما يرون أنفسهم،لكن لابد بدلاً من أن نراهم كما نرى أنفسنا تطبيقاً لمقولة ( كلٌ يرى الناس بعين طبعه)نحن نتعامى عن عيوبنا بينما نرى عيوب الآخرين،
فعندما ينظر إليك الآخرون نظرة سلبية فإن كل ما تقوم به يفسر على أنه تصرف سلبي حتى لو قدمت لهم معروفاً، وعموماً رأي الناس يجب ألا يعطى الاهتمام الأكبر،
أن البعض للأسف يرى الآخرين بعيدين عن رحمة الله ومغفرته، بينما هو الملاك وهو لا يعلم أن ذلك قد يخل بعقيدته، فهو يحمل نوايا الناس على المحمل السيئ، ولا يعلم الغيب وأسرار البشر إلا رب البشر،فلماذا نشغل أنفسنا بما ليس لنا،أن ازدواجية الرؤية توقعنا في المشاكل حتى مع أقرب الناس لنا،إن اللين معهم سيكون الحل الأمثل لتصحيح الرؤية،
قد نخطئ أحياناً،وهناك شخصيات واضحة وشخصيات نحتاج إلى مزيد من الوقت كي نفهمها،أن الغرباء يروننا رائعين إذا ابتسمنا،وسيئين عندما نعبس بوجوههم،فليس المهم كيف يراك الناس،المهم كيف ترى نفسك والأهم كيف يراك الله،
الحكم على الشخص من موقف واحد،حيث إنه قد يعكس جانباً من جوانب الشخصية،
وأنه يجب علينا أن نكتشف الآخرين بأنفسنا وألا نعتمد بشكل كامل على وجهات نظر الآخرين سواءً كانوا شخصاً أو مجموعة،
إحساسنا بالآخرين يساعدنا في رؤيتهم الرؤية الصحيحة لذلك فالتصنع قناع مكشوف لكن ليس دائماً،
إن بعض الناس يرتدون الأقنعة أمام الآخرين لكي تبدو صورتهم أجمل، ولكن الحقيقة لا يمكن تغطيتها بشكل كلي،
ومنها قناع الغنى الذي تحاول صاحبته أن تبدو بمستوى مادي مرتفع وكأن المادة ستجعل منها إنسانة رائعة، وقناع المثالية الزائدة الذي يرهق صاحبته كثيراً، حيث تحاول جادة الظهور بمظهر المثالية والدقة الشديدة، ولا شيء أجمل من الحقيقة،
والأقنعة بمختلف أنواعها سيئة لكن أسوأ قناع هو الذي يرتديه الآخرون للحصول على مآربهم ومقاصدهم الخفية وما أن يصلوا إليها يُنتزع ذلك القناع وبقوة،علناً،
كن جميلاً ترى الناس جميلين، فعلينا النظر للآخر كإنسان فقط ،نظرة طاهرة نقية صافية،
نظرة تستطيع من خلالها أن تحتوي كل الخلافات،فأي نقص نُسمع به الآخر هو نقص في أنفسنا،ولا ننسى أن رؤية وتقدير علاقتنا بالناس المحيطين بنا هي تقدير كامل لرؤيتنا لذواتنا،
الإنسان مخلوق فريد ومتميز يجب ألا نقلل من شأنه، أو أن نسيء الحكم عليه من منظور العمق الديني أو العادات، فالله أعلم بمن هو أتقى والعادة شأن شخصي، ولا بد أن من احترام الآخرين دون اعتبار للمظهر فهو يستحق الاحترام لأنه إنسان،
كيف تتآلف مع نقد الآخرين لك, فأنت بدورك لابد لك من التآلف مع النقد الصحيح للآخرين بأن تتصف بالعدل في نقدك للآخرين,
والمقصود بالعدل هو،العدل في ذكر المساوئ والمحاسن والموازنة بينهما,
فقد ثبت أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون)أخرجه أحمد, والترمذي,وابن ماجة،
فلا أحد يسلم من الخطأ،الذي وقع فيه,ولذلك ينبغي للمسلم إذا وصف غيره ألا يغفل المحاسن لوجود بعض المساوئ، كما لا ينبغي أن يدفن المحاسن ويذكر المساوئ لوجود عداوة أو بغضاء بينه وبين من يصفه،
فالله،عز وجل،قد أدبنا بأحسن أدب وأكمله، فقال سبحانه(وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)الأعراف،
وإنك لتجد كثيراً ممن يذم غيره بذكر مساوئه ويغض الطرف عن محاسنه، بسبب الحسد والبغضاء، أو لتنافس مذموم بينهما, ولكن المنصفون هم الذين يذكرون المرء بما فيه من خير أو شر،ولا يبخسونه حقه، ولو كان الموصوف مخالفاً لهم في الدين والاعتقاد، أو في المذهب والانتماء,
وقبل هذا وذاك ليكن غرضك تبيين السلوك الخطأ رغبة في تعديله من قبل المخطئ،لينتشر الخير, وليكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,وتنال أجر ذلك من الله تعالى.

الحسيمqtr
17-08-2015, 02:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-08-2015, 03:50 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس