المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلق الحياء وأثره في حياة المسلم



امـ حمد
12-08-2015, 04:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلق الحياء وأثره في حياة المسلم
اعلم أن الخير والشر معان كامنة تعرف بسمات دالة
كما قال سلم بن عمرو الشاعر،لا تسأل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد من الخبر
فسمة الخير،الدعة والحياء،وسمة الشر،القحة والبذاء،وكفى بالحياء خيراً أن يكون على الخير دليلاً،وكفى بالقحة والبذاء شراً أن يكونا إلى الشر سبيلاً،
خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها،وهو من أفضل صفات النفس وأجلها وهو من خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل، وقد روى حسان بن عطية عن أبي إمامة قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحياء والعي شعبتان من الأيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)أخرجه أحمد والترمذي والحاكم،
ويقصد بالعي،سكون اللسان تحرزاً عن الوقوع في البهتان، والبذاء،ضد الحياء وهو فحش الكلام،
والبيان،فصاحة اللسان والمراد به هنا ما يكون فيه أثماً من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق،
ويشبه أن يكون العي في معنى الصمت، والبيان في معنى التشدق،
كما جاء في حديث آخر(إن أبغضكم إلى الله الثرثارون المتفيهقون المتشدقون)
وروى أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(الحياء من الأيمان والأيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)أخرجه أحمد والترمذي،وأخرجه البخاري،
الحياء مـن الأيمان،المسلم عفيف حييي والحياء خلق له، والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(الأيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان)رواه البخاري ومسلم،
وسر كون الحياء من الأيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مُبعد عنه، فالأيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي،والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قواه اتقاء للزم والملامة، ومن هنا كان الحياء خيراً، ولا يأتي إلا بخير،كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله(الحياء لا يأتي إلا بخير)رواه البخاري،ومسلم،
قال بعض الحكماء،من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه،
قال بعض البلغاء،حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه،
وقال صالح بن عبد القدوس،
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه،
حياءك فاحفظه عليك وإنما يدل على فعل الكريم حياؤه،
وعمارة القلب،بالهيبة والحياء فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير، قال الفضيل بن عياض،خمس علامات من القسوة،القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء،والرغبة في الدنيا،وطول الأمل،
وقال يحيى بن معاذ،من استحيا من الله مطيعاً استحيا الله منه وهو مذنب،
ويقول الله عز وجل،ما أنصفني عبدي،يدعوني فأستحي أن أرده ويعصيني ولا يستحي مني،
الحـرص على الحياء والدعـوة إليه،المسلم إذ يدعو إلى المحافظة على خلق الحياء في الناس وتنميته فيهم إنما يدعو إلى خير ويُرشد إلى بر،إذ الحياء من الأيمان والأيمان مجمع كل الفضائل وعنصر كل الخيرات،
إذ ضياع بعض حقوق المرء خير له من أن يفقد الحياء الذي هو جزء أيمانه وميزة إنسانيته ومعين خيرته،
خلق الحياء في المسلم غير مانع له أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منـكر،
خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة فعرض لغلاء المهور فقالت له امرأة أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ألم يقل الله (وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاُ)فلم يمنعها الحياء أن تدافع عن حق نسائها،
الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه،
أحدها،حياؤه من الله تعالى، فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره،
روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(استحيوا من الله عز وجل حق الحياء، فقيل يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء،
قال،من حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وترك زينة الحياة الدنيا، وذكر الموت والبلى،فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء) وهذا الحديث من أبلغ الوصايا،
والثاني،حياؤه من الناس،فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح،
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال،من تقوى الله اتقاء الناس ،
والثالث،حياؤه من نفسه،فيكون بالعفة وصيانة الخلوات،
وقال بعض الحكماء،ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك،
وقال بعض الأدباء،من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قدر،

اللهم زينا باالايمان والعفاف والتقى،وحسن الخلق،واغفر زلاتنا وتقصيرنا،وزينا بالحياء من معصيتك،واجعل قلوبنا تبكي من خشيتك،وأعيننا تدمع من ظلمنا لأنفسنا وتقصيرنا بحقك يارب،
نسأل الله العزيز القدير،أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه،
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

A7MADZ7
16-08-2015, 11:20 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
16-08-2015, 04:46 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
17-08-2015, 02:54 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-08-2015, 03:47 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس








بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس