المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدم اظهار المحاسن خشية العين



امـ حمد
13-08-2015, 04:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدم اظهار المحاسن خشية العين
فنعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى,وهذه النعم الخاصة تستوجب على صاحبها مزيد شكر لله تعالى، يتفاوت الناس في قبولها من الله للمُنعم عليه, فهم بين راضٍ بتقدير الله وقضائه لعباده, وبين مَن امتلأ قلبه حسداً يتمنى زوال نعمة أخيه المسلم, ولذلك كان كلّ ذي نعمة محسود, لا سيما في هذا الزمن الذي كثُرَ فيه الجهلُ, وظهرت قِلة الديانةِ،وضعف التوكل، لدى كثير من الناس,فلما كان الأمر كذلك كانت العينُ مسرعةً في انطلاقها من العائن, ومسرعةً في نفوذها في المحسود،
التحرز من العين مقدماً لا بأس به ولا ينافي التوكل،بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه،مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،يعوذ الحسن والحسين ويقول(أعيذكما بكلمات الله التامة،من كل شيطان وهامة،ومن كل عين لامَّة،ويقول،هكذا كان إبراهيم يعوِّذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام)رواه البخاري،
ويشرع للعبد عند الخوف من العين أن يتحفظ منها بستر نفسه وما عنده من النعم،وأن يحافظ على الأسباب الوقائية كأذكار وتعوذات الصباح والمساء والالتزام بالطاعات والبعد عن المعاصي
فيجوز للإنسان أن يخفي شيئاً مما أنعم الله به عليه من مال وجاه وحُسنٍ،
كما ذكر البغوي في كتاب شرح السنة،أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً،فقال دسموا نونته لئلا تصيبه العين،ثم قال في تفسيره،ومعنى، دسموا نونته،أي،سودوا نونته،والنونة النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير،ليرد العين،
وقال ابن القيم،رحمه الله،في علاج العين والحسد،ومن علاج ذلك أيضاً والاحتراز منه ستر محاسن مَن يُخاف عليه العين بما يردها عنه، زاد المعاد،
على الإنسان أن يحرص على عدم إظهار ما يخشى عليه من العين أمام الناس،لئلا تصيبه العين،وكل شيء بأمر الله تعالى،
فللإنسان أن يخفي عن الناس شئياً مما خصه الله به اتقاءً للعين,
كما أنّ له أن يحدّث الناس بنعمة الله عليه على وجه الاعتراف والشكر لله فكلاهما جائز,
ومن درء الحسد قبل وقوعه،ستر المحاسن وما يُخشى عليه من الحسد،
والحذر من المبالغة في إظهار النّعم والتباهي والتفاخر بها،لأن ذلك مدعاة لوقوع الحسد من مبغض متربّص،أو العين من معجبٍ أو محب،
فعن علي بن أبي طالب،وابن عباس،ومعاذ بن جبل،رضي الله عنهم،قالوا،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)وهو،صحيح، أخرجة الشيخ الألباني،
وما أحوجنا إلى نصيحة نبيّ الله يعقوب،عليه السلام، ولنا فيه أسوة حسنة، وعبرة وعظة،إذ أمر بنيه أن لا يدخلوا من باب واحد،قال الله،تعالى(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)سورة يوسف،
قال القرطبي،لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين،فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب، وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلاً،وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة،أمر يعقوب،عليه السلام،بنيه الدخول من أبواب متفرقة هو خشية العين،
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،التوقي من شرور الحاسد والعائن،بالتوكل على الله عز وجل،وأن لا يلتفت الإنسان لهذه الأمور ولا يقدرها وليعرض عنها،باستعمال الأوراد النافعة التي جاء بها الكتاب والسنة،فإنها خير حامٍ للإنسان،مثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى وسلم،في آية الكرسي أن (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطانٌ حتى يصبح)
أسباب للوقاية من الحسد،ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله
التعوذ بالله واللجوء إليه،والتحصن به، وما تعوذ المسلم بأفضل من المعوذتين،قل أعوذ برب الفلق،وقل أعوذ برب الناس،
وتقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره، قال تعالى(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)آل عمران،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(احفظ الله يحفظك)رواه الترمذي،
التوكل على الله،والتوكل أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من أذى الخلق،
وفراغ القلب من الاشتغال به، والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له، فلا يلتفت إليه ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه،وهذا من أقوى الأدوية،
الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه محل خواطر نفسه وأمانيها،
وتجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه،قال تعالى(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)الشورى،
الصدقة والإحسان،فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد،قال تعالى(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلت،
والعلم أن كل ذلك بيد الله يحركه كيف شاء، ولا ينفع إلا بإذنه، قال تعالى(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو)الأنعام،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم(واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)رواه الترمذي،
على المؤمن في مقابلة نعم الله عليه وعلى غيره أن يكون شاكراً،راضيا بما قسم الله له ولغيره, صابراً عما يجده في نفسه إذا أُنعِمَ على غيره, فإن النفس البشرية مطبوعة على الحسد،
وهو غير محاسب على ذلك ما لم يصدر منه قول أو فعل أو تمني زوال نعمة أخيه, ولذلك قيل، لا يسلم جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه, واللئيم يبديه،

اللهم اصلح فساد قلوبنا وانزع الغل والحسد والبغضاء والكبر،من قلوبنا،وطهرها من النفاق،
واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا،من كل سوء ، ومن كل أذى ، ومن كل داء ،
اللهم آميـــــــن.

راجي الْعفو
13-08-2015, 09:07 AM
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الله يجزاج خير

امـ حمد
13-08-2015, 04:05 PM
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الله يجزاج خير


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي راجي العفو
وجزاك ربي جنة الفردوس

A7MADZ7
16-08-2015, 11:19 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
16-08-2015, 04:51 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي احمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
17-08-2015, 02:55 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-08-2015, 03:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس




بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

مدغشقر
27-08-2015, 03:17 AM
جزاج الله خير أم حمد

امـ حمد
27-08-2015, 04:27 AM
جزاج الله خير أم حمد
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي مدغشقر
وجزاك ربي جنة الفردوس