امـ حمد
15-08-2015, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل العمل الصالح في الشهر الحرام
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم،وهي شهر الله المحرم ورجب المعظم ،وذو القعدة، وذو الحجة،لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاء من الله تعالى فيه غزير، قال الله تعالى﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾التوبة،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )صحيح البخاري،
ولهذا نهى الله تعالى عن تحليل الشهر الحرام، قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ ﴾المائدة،
وأشهر ما يميز شهر المحرم،مع غيره من بقية الأشهر في شأن العبادة الصوم، فقد استحبَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم ،كثرةَ الصيام،فعن أَبي هريرة،رضى الله عنه،قَال،قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللّهِ المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)صحيح مسلم،
ومن أيام الله في شهر المحرم التي يستحب صيامها على جهة التأكيد يوم عاشوراء،فقد أكد صيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث عن ابن عباسٍ رضي الله عنه،قال(ما رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء)صحيح البخاري،
ذلك هو طلب المغفرة لذنوب عامٍ قد مضى، فعن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال( صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )صححه الألباني،في صحيح الترمذي،
والإهتمامِ بصيامه مبنيٌّ على قاعدةٍ دينية،فهو اليوم الذي نجى الله تعالى،فيه موسى من الغرق،
كما في حديث ابن عباس رضي اللَه عَنهما قال( قدم النبي صلى الله عليه وسلم،المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال،ما هذا فقالوا،هذا يومٌ عظيمٌ يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكراً،قال النبي صلى الله عليه وسلم،فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه )مسند الإمام أحمد،
وعلى هذا سار أصحابه الكرام يصومون يوم عاشوراء ويأمرون أهليهم وحتى الصبيان بصيامه،لعظم الأجرِ،
وأما شهر رجب،فهو من الشهور الكريمة عند الله ولذلك كان اسمه ،رجب،من الترجيب أي التعظيم، ومن أسمائه،رجب الأصم،لأن القوم لما كانوا يعظمونه في الجاهلية ويتوقفون عن التقاتل فكانت تسكتُ عن الآذان أصواتُ السيوف،
ومن أسمائه،رجب الفرد،لأنه كان وحده حراماً يبن شهرين حلالين،
وقد اختلف أهل الجاهلية قبل الإسلام في تحديده تبعاً لهواهم وعلى حسب انتصارهم أو هزيمتهم،
كما قال الله تعالى﴿ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ﴾التوبة،
فحدده النبي صلى الله عليه وسلم،كما مر في الحديث،ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان،
وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم، يصوم كثيراً من رجب، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،يصوم حتى نقول،لا يفطر،ويفطر حتى نقول،لا يصوم )صحيح مسلم،
ولكن الأمر لم يكن على إتمام الشهر كله مثل رمضان، فقد جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم ،للباهلي الذي حاوره حين قال له حسب رواية أبي داود(قال،صم من الحرم واترك )
وأما ذو الحجة فهو،أيام الحج وأركانه وموسمه الأعظم من التروية إلى عرفه ويوم النحر والتشريق، وفيه الإحرام والطواف والسعي والمبيت والوقوف والحلق والهدي والدعاء والإنفاق،
قد اجتمع في هذه الأيام ما لم يجتمع في العام من سواها لراغبٍ في الخير من مطمعٍ،
اسمع إلى ما ترويه أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً، حتى يضحي)صحيح مسلم،
إضافةً إلى أن الإسلام قد أحاط الأضاحي وصلاة العيد والأيام العشر بمزيد الإهتمام ببيان الفضل،
العمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى،في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة،حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخور،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى،
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾البقرة،
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات، قال الله تعالى﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾
طـه،
وعندئذ،يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل،
وفي الحديث الشهير عن أهل الغار علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن صالح الأعمال ينقذ من المهالك ويقي النفس شرورها وغوائلها ويرتفع بها إلى درجاتٍ،
والعمل الصالح هو وظيفة المؤمن الذي لا يكاد يفرغ من عملٍ ويحلق به عملاً آخر،
وعن قتادة،الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزراً من الظّلم فيما سواها، وإن كان الظّلم في كلّ حالٍ عظيماً، ولكنّ اللّه يعظّم من أمره ما شاء، فإنّ اللّه تعالى اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن النّاس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشّهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيّام يوم الجمعة، واصطفى من اللّيالي ليلة القدر،
فعظّموا ما عظّم اللّه، فإنّما تعظّم الأمور بما عظّمها اللّه،
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،وأعنا على فعل الطاعات وترك المنكرات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل العمل الصالح في الشهر الحرام
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم،وهي شهر الله المحرم ورجب المعظم ،وذو القعدة، وذو الحجة،لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاء من الله تعالى فيه غزير، قال الله تعالى﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾التوبة،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )صحيح البخاري،
ولهذا نهى الله تعالى عن تحليل الشهر الحرام، قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ ﴾المائدة،
وأشهر ما يميز شهر المحرم،مع غيره من بقية الأشهر في شأن العبادة الصوم، فقد استحبَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم ،كثرةَ الصيام،فعن أَبي هريرة،رضى الله عنه،قَال،قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللّهِ المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)صحيح مسلم،
ومن أيام الله في شهر المحرم التي يستحب صيامها على جهة التأكيد يوم عاشوراء،فقد أكد صيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث عن ابن عباسٍ رضي الله عنه،قال(ما رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء)صحيح البخاري،
ذلك هو طلب المغفرة لذنوب عامٍ قد مضى، فعن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال( صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )صححه الألباني،في صحيح الترمذي،
والإهتمامِ بصيامه مبنيٌّ على قاعدةٍ دينية،فهو اليوم الذي نجى الله تعالى،فيه موسى من الغرق،
كما في حديث ابن عباس رضي اللَه عَنهما قال( قدم النبي صلى الله عليه وسلم،المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال،ما هذا فقالوا،هذا يومٌ عظيمٌ يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكراً،قال النبي صلى الله عليه وسلم،فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه )مسند الإمام أحمد،
وعلى هذا سار أصحابه الكرام يصومون يوم عاشوراء ويأمرون أهليهم وحتى الصبيان بصيامه،لعظم الأجرِ،
وأما شهر رجب،فهو من الشهور الكريمة عند الله ولذلك كان اسمه ،رجب،من الترجيب أي التعظيم، ومن أسمائه،رجب الأصم،لأن القوم لما كانوا يعظمونه في الجاهلية ويتوقفون عن التقاتل فكانت تسكتُ عن الآذان أصواتُ السيوف،
ومن أسمائه،رجب الفرد،لأنه كان وحده حراماً يبن شهرين حلالين،
وقد اختلف أهل الجاهلية قبل الإسلام في تحديده تبعاً لهواهم وعلى حسب انتصارهم أو هزيمتهم،
كما قال الله تعالى﴿ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ﴾التوبة،
فحدده النبي صلى الله عليه وسلم،كما مر في الحديث،ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان،
وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم، يصوم كثيراً من رجب، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،يصوم حتى نقول،لا يفطر،ويفطر حتى نقول،لا يصوم )صحيح مسلم،
ولكن الأمر لم يكن على إتمام الشهر كله مثل رمضان، فقد جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم ،للباهلي الذي حاوره حين قال له حسب رواية أبي داود(قال،صم من الحرم واترك )
وأما ذو الحجة فهو،أيام الحج وأركانه وموسمه الأعظم من التروية إلى عرفه ويوم النحر والتشريق، وفيه الإحرام والطواف والسعي والمبيت والوقوف والحلق والهدي والدعاء والإنفاق،
قد اجتمع في هذه الأيام ما لم يجتمع في العام من سواها لراغبٍ في الخير من مطمعٍ،
اسمع إلى ما ترويه أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً، حتى يضحي)صحيح مسلم،
إضافةً إلى أن الإسلام قد أحاط الأضاحي وصلاة العيد والأيام العشر بمزيد الإهتمام ببيان الفضل،
العمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى،في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة،حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخور،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى،
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾البقرة،
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات، قال الله تعالى﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾
طـه،
وعندئذ،يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل،
وفي الحديث الشهير عن أهل الغار علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن صالح الأعمال ينقذ من المهالك ويقي النفس شرورها وغوائلها ويرتفع بها إلى درجاتٍ،
والعمل الصالح هو وظيفة المؤمن الذي لا يكاد يفرغ من عملٍ ويحلق به عملاً آخر،
وعن قتادة،الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزراً من الظّلم فيما سواها، وإن كان الظّلم في كلّ حالٍ عظيماً، ولكنّ اللّه يعظّم من أمره ما شاء، فإنّ اللّه تعالى اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن النّاس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشّهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيّام يوم الجمعة، واصطفى من اللّيالي ليلة القدر،
فعظّموا ما عظّم اللّه، فإنّما تعظّم الأمور بما عظّمها اللّه،
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،وأعنا على فعل الطاعات وترك المنكرات.