ابوالكلام
22-08-2015, 01:46 AM
ماالذي يخنق العقل ؟؟
منقول من مدونة وحيد الغامدي ..
يتعلم الإنسان ويسافر ويختلط بالآخرين ويستوعب عشرات الثقافات الأخرى غير ثقافته الأم .. لكنه في بعض الأحيان لا تزيده كل تلك المقومات إلا استمساكاً بأيديولوجيته التي أنشأ نفسه عليها واعتقدها واستمات في فرضها ونشرها وربما إكراه الآخرين عليها !!
كل تلك الاحتكاكات بالآخر في بعض الأحيان لا تزيده إلا تخلفا ورجعية لأنها محكومة بتلك الأيديولوجيا الخانقة التي استحكمت على دماغه فلم يعد يرى الأمور إلا وفق معايير تلك المحددات التي ترسمها تلك الأيديولوجيا في عقله , فتنطلق كافة التصورات والأفكار من خلال ذلك الخرم الضيق الذي يسمح به مجال تلك الأيديولوجيا .. فيبدأ في تقييم ما حوله وفق قياسات ذات المنطق الأيديولوجي المسيطر عليه وليس وفق المنطق الإنساني والعقلي المفترض .. فيستغرب البعض من حماقة وغباء أستاذ جامعي حاصل على الدكتوراه أو من صفاقة وسفه داعية سافر إلى أصقاع الأرض وربما يجيد الحديث بأكثر من لغة ..دون أن يعرفوا السر وراء تلك الحماقات والغباوات والسفه والطيش !!
السر هو في تلك الأيديولوجيا التي تضع العراقيل أمام انطلاق العقل وتحرره .. أمام الحكمة وحسن التدبر والتدبير .. أمام بعد النظر ووزن الأمور بميزان العقل لا بميزان ما يجب وما لا يجب في عرف الأيديولوجيا أو الحزب أو الجماعة أو حتى القبيلة والعائلة ... فإن فُهم ذلك السر عُرف كيف تتم صناعة الغباء والحمق حتى في عقول بعض الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية !!
يقول غازي القصيبي في معرض حديثه عن القذافي : يعتقد البعض أن القذافي معتوه .. إن من يجلس مع القذافي يكتشف أنه رجل في غاية الذكاء والدهاء .. ولكنه مصاب بجنون العظمة . اهـ
القصيبي – رحمه الله - فسّر لنا سر ( عَتَه ) القذافي الذي كنّا نراه به.. إنها حالة شبيهة باستحكام الأيديولوجيا على أبنائها وأتباعها المؤدلجين .. إنها حالة مرضية اسمها جنون العظمة حين لا يرى العالم إلا من خلال شخصه .. هنا سيختفي العقل وسيظهر ذلك ( العته ) تلقائيا .. في حالة شبيهة بـ عته وحمق بعض المؤدلجين حين تغيب عقولهم تحت ستارة الأيديولوجيا القاتمة , وتذوب إرادتهم أيضا في محدداتها ومعاييرها المصنوعة لأغراض تلك الأفكار التي صنعت وروجت من خلالها !!
تسير العملية الفكرية ( المؤدلجة ) بديناميكية خاضعة لفلسفة ورؤى تلك الأيديولوجيا المستحكمة أياً كانت , فتبدأ تلقائيا في إخضاع كافة العمليات العقلية وكذلك تفسير كافة الظواهر الحياتية وفق إرادة الأفكار التي تصب لمصلحة تلك الأيديولوجيا حتى لو ابتعدت عن الحقيقة مئات السنين الضوئية .. والمصيبة فيما لو جاءت تلك الأفكار صادمة للناس ومضحكة .. إلا أن الغريب هو في سيطرة الأيديولوجيا على العقل المعتقل لديها إلى تلك الدرجة التي لا تتركه لبرهة يتأمل ويقيس فكرته وواقعيتها ومدى مصادمتها للناس , وربما لا يشعر أيضا بالازدراء الذي سببه لنفسه بأفكاره التي يبثها ولا يشعر بمدى الاستخفاف الذي يواجهه .. أو ربما يصبر على كل ذلك .. معتقدا أنه - على صبره - سيكون انتصاره في النهاية أو ( حصوله على أجر ما ) ... ولو تخلص قليلا من قيود الأيديولوجيا .. لعرف كم هو سخيف جدا أن يُظهر نفسه بذلك المظهر !!
إنها الأيديولوجيا التي تنبثق عادة من مصالح اقتصادية أو سياسية أو فكرية أو اجتماعية ولو تلبست بثياب المبادئ والقيم الإنسانية .. حتى حين دخلت في الأديان أفسدتها ونحَت بها ذلك المنحى الذي يسيغ القتل وسفك الدماء لمجرد الاختلاف في الفكرة أو حتى لمجرد الفهم وفق أدوات المنطق الأيديولوجي الملتصق بالدين .. مما تسبب في انحراف الأديان وخروجها عن إنسانيتها وروحانيتها ودورها الحقيقي في المساهمة في الحضارة البشرية عبر التاريخ !!
منقول من مدونة وحيد الغامدي ..
يتعلم الإنسان ويسافر ويختلط بالآخرين ويستوعب عشرات الثقافات الأخرى غير ثقافته الأم .. لكنه في بعض الأحيان لا تزيده كل تلك المقومات إلا استمساكاً بأيديولوجيته التي أنشأ نفسه عليها واعتقدها واستمات في فرضها ونشرها وربما إكراه الآخرين عليها !!
كل تلك الاحتكاكات بالآخر في بعض الأحيان لا تزيده إلا تخلفا ورجعية لأنها محكومة بتلك الأيديولوجيا الخانقة التي استحكمت على دماغه فلم يعد يرى الأمور إلا وفق معايير تلك المحددات التي ترسمها تلك الأيديولوجيا في عقله , فتنطلق كافة التصورات والأفكار من خلال ذلك الخرم الضيق الذي يسمح به مجال تلك الأيديولوجيا .. فيبدأ في تقييم ما حوله وفق قياسات ذات المنطق الأيديولوجي المسيطر عليه وليس وفق المنطق الإنساني والعقلي المفترض .. فيستغرب البعض من حماقة وغباء أستاذ جامعي حاصل على الدكتوراه أو من صفاقة وسفه داعية سافر إلى أصقاع الأرض وربما يجيد الحديث بأكثر من لغة ..دون أن يعرفوا السر وراء تلك الحماقات والغباوات والسفه والطيش !!
السر هو في تلك الأيديولوجيا التي تضع العراقيل أمام انطلاق العقل وتحرره .. أمام الحكمة وحسن التدبر والتدبير .. أمام بعد النظر ووزن الأمور بميزان العقل لا بميزان ما يجب وما لا يجب في عرف الأيديولوجيا أو الحزب أو الجماعة أو حتى القبيلة والعائلة ... فإن فُهم ذلك السر عُرف كيف تتم صناعة الغباء والحمق حتى في عقول بعض الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية !!
يقول غازي القصيبي في معرض حديثه عن القذافي : يعتقد البعض أن القذافي معتوه .. إن من يجلس مع القذافي يكتشف أنه رجل في غاية الذكاء والدهاء .. ولكنه مصاب بجنون العظمة . اهـ
القصيبي – رحمه الله - فسّر لنا سر ( عَتَه ) القذافي الذي كنّا نراه به.. إنها حالة شبيهة باستحكام الأيديولوجيا على أبنائها وأتباعها المؤدلجين .. إنها حالة مرضية اسمها جنون العظمة حين لا يرى العالم إلا من خلال شخصه .. هنا سيختفي العقل وسيظهر ذلك ( العته ) تلقائيا .. في حالة شبيهة بـ عته وحمق بعض المؤدلجين حين تغيب عقولهم تحت ستارة الأيديولوجيا القاتمة , وتذوب إرادتهم أيضا في محدداتها ومعاييرها المصنوعة لأغراض تلك الأفكار التي صنعت وروجت من خلالها !!
تسير العملية الفكرية ( المؤدلجة ) بديناميكية خاضعة لفلسفة ورؤى تلك الأيديولوجيا المستحكمة أياً كانت , فتبدأ تلقائيا في إخضاع كافة العمليات العقلية وكذلك تفسير كافة الظواهر الحياتية وفق إرادة الأفكار التي تصب لمصلحة تلك الأيديولوجيا حتى لو ابتعدت عن الحقيقة مئات السنين الضوئية .. والمصيبة فيما لو جاءت تلك الأفكار صادمة للناس ومضحكة .. إلا أن الغريب هو في سيطرة الأيديولوجيا على العقل المعتقل لديها إلى تلك الدرجة التي لا تتركه لبرهة يتأمل ويقيس فكرته وواقعيتها ومدى مصادمتها للناس , وربما لا يشعر أيضا بالازدراء الذي سببه لنفسه بأفكاره التي يبثها ولا يشعر بمدى الاستخفاف الذي يواجهه .. أو ربما يصبر على كل ذلك .. معتقدا أنه - على صبره - سيكون انتصاره في النهاية أو ( حصوله على أجر ما ) ... ولو تخلص قليلا من قيود الأيديولوجيا .. لعرف كم هو سخيف جدا أن يُظهر نفسه بذلك المظهر !!
إنها الأيديولوجيا التي تنبثق عادة من مصالح اقتصادية أو سياسية أو فكرية أو اجتماعية ولو تلبست بثياب المبادئ والقيم الإنسانية .. حتى حين دخلت في الأديان أفسدتها ونحَت بها ذلك المنحى الذي يسيغ القتل وسفك الدماء لمجرد الاختلاف في الفكرة أو حتى لمجرد الفهم وفق أدوات المنطق الأيديولوجي الملتصق بالدين .. مما تسبب في انحراف الأديان وخروجها عن إنسانيتها وروحانيتها ودورها الحقيقي في المساهمة في الحضارة البشرية عبر التاريخ !!