المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون



امـ حمد
22-08-2015, 03:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن نعيش معصومين من الذنوب،أخرج الإمام مسلم،من حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال،قال الرسول صلى الله عليه وسلم(والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)
هذا قضاء الله وقدره لابد لجنس البشر من أن يقع في الخطأ الذي لا يحبه الله لكن هذا الخطأ قد يكون من الصغائر من اللمم،وقد يكون من الكبائر فسواء كان هذا أو هذا فهذا أمر لابد منه ،
معنى الحديث،أن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه وأن يغفر لهم ليظهر بذلك فضله سبحانه وتعالى،وآثار صفته الغفار والغفور، وهذا كما في قوله تعالى‏(‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ‏) الزمر،
‏الحديث يدل على مسألتين عظيمتين‏،‏
المسألة الأولى‏،أن الله سبحانه وتعالى،عفو يحب العفو، غفور يحب المغفرة‏،
والمسألة الثانية‏،فيه بشارة للتائبين بقبول توبتهم ومغفرة ذنوبهم وألا يقنطوا من رحمة الله ويبقوا على معاصيهم ويصروا عليها، بل عليهم أن يتوبوا ويستغفروا الله سبحانه وتعالى،لأن الله فتح لهم باب الاستغفار وباب التوبة،
وفي الحديث أيضاً،كسر العجب من الإنسان، وأن الإنسان لا يعجب بنفسه وبعمله،لأنه محل للخطأ ومحل للزلل ومحل للنقص، فعليه أن يبادر بالتوبة والاستغفار من تقصيره ومن خطئه ومن زلـله، ولا يظن أنه استكمل العبادة أو أنه ليس بحاجة إلى الاستغفار،فهذا فيه الحث على الاستغفار،وأن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه ويتوبوا إليه،
وجاء في الحديث ‏(‏كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ‏ رواه الإمام أحمد،من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه‏،
وليس معناه أن الله يحب من عباده أن يذنبوا أو يحب المعاصي، فالله سبحانه وتعالى،لا يحب الكفر ولا يرضاه ولا يحب المعاصي، ولكنه يحب من عباده إذا أذنبوا وعصوا أن يتوبوا إليه سبحانه وتعالى،وأن يستغفروه،
أن حديث(لو لم تذنبوا)الهدف منه،ما دام أنكم فطرتم على المعصية فلا تتكلوا عليها وإنما أتبعوها بالإستغفار حتى تعقبها المغفرة،لأن الله عز وجل يقول( إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )
وأن الله سبحانه وتعالى،قضى في سابق علمه أنه لا بد من وقوع الذنوب، حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه، واسمه التواب الغفور والعفو،
فهو سبحانه وتعالى سبق في قضائه وعلمه أن الجن والإنس يذنبون فيتوب الله على من تاب،سبحانه وتعالى،وليس معناها الترخيص للذنوب، لا، الله نهى عنها وحرمها، لكن سبق في علمه أنها توجد، وأنه سبحانه يعفو عمن يشاء ويغفر لمن يشاء إذا تاب إليه،
فلا يقنط المؤمن،ولا ييأس ويعلم أن الله كتب ذلك عليه فليتب إلى الله ولا يقنط وليبادر بالتوبة والله يتوب على التائبين،
لن نسلم من نزغات الشيطان ووسوسته وإغراءاته، فهذا نبي الله آدم تسلط عليه الشيطان ووسوس له،
ونحن من العباد الضعفاء ورب العالمين يخبرنا عن ضعفنا فيقول في الحديث القدسي(يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار،وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم)
نحن أصحاب ذنوب وسيئات،والدواء لضعفنا وتقصيرنا،
لا تقنط من رحمة الله،قال الله تعالى(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)
ارفع يدك إلى الغفور الغفار واعلم أنه يغفر الذنوب( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ )
ابتعد عن كل سبب يوقعك في الذنوب حتى لا يتكرر منك الذنب مرة أخرى،
احزن على ذنبك وابك على خطيئتك لعل الله أن يرى دموعك الصادقة فيرحمك رحمة واسعة،
لا تحتقر معصية ولو كانت صغيرة، فلعلها تكون كبيرة عند الله(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
اجلس مع نفسك وحاسبها وعاتبها لعلها تتعظ وترتدع ورضي الله عن عمر لما قال(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
كن متوازناً بين الخوف والرجاء، وليكن خوفك وأنت في الحياة أكثر من رجائك كما قال السلف، لكي تجتهد في الطاعات وتترك الذنوب والسيئات،
احذر من الإصرار على الذنوب،فالإصرار على الذنب يجعله من الكبائر حتى لو كان ذلك الذنب من الصغائر،وربنا يقول في عباده المتقين(وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا)
اجعل ذنبك كالجبل فوق رأسك الذي تخشى أن يسقط عليك، ولا تجعله كذباب مر على أنفك وذهب.
أبشر برحمة الله ومغفرته وعليك بدوام الاستغفار وستجد من الله التوبة والغفران(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ )
وقال تعالى(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)
ليكن ذلك الذنب طريقاً ليعرفك بنفسك المقصرة وليكن درساً لك بأنك فقير إلى ربك ولا تستغني عن حفظه ورعايته وتوفيقه لك(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ)فأنت ضعيف ومسكين وليس لك حول ولا قوة إلا به سبحانه وبحمده،
فسبحانه يغفر الكثير من الزلل ويقبل اليسير من العمل، وسبحانه ما أرحمه بعباده وما أحلمه على من عصاه وما أقربه ممن دعاه،
الشيخ بن باز رحمه الله،

اللهم ارحم ضعفنا وتب علينا فإنا تائبون ومعترفون بذنوبنا(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
اللهم اغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا يارب اعفو عنا فنحن في أشد الحاجة لعفوك ياأرحم الراحيمن،
اللهم آمين.

الحسيمqtr
23-08-2015, 02:09 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
23-08-2015, 05:29 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

أحمد عراقى
26-08-2015, 03:57 PM
يعطيكم العافيه ..

أحمد عراقى
26-08-2015, 04:22 PM
يعطيكم العافيه ..

امـ حمد
26-08-2015, 04:51 PM
يعطيكم العافيه ..

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي أحمد عراقي
وجزاك ربي جنة الفردوس