المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تشتكي للخلق وتنسى الخالق



امـ حمد
31-08-2015, 02:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تشكي للخلق وتنسى الخالق
الله سبحانه وتعالى،حكيم،عليم،رحيم،عادل،لا يقضي قضاءً إلا بكمال حكمة،وعلم،وعدل،ورحمةٍ،والمؤمن حقًّا من يصبر على البلاء،ويحتسب ثواب ذلك عند الله،تصبر على البلاء، وتطمئن نفسك وترضى بما قدره الله عليك،فالصبر والطمأنينة والرضا،لا تشك للمخلوق ما أصابك من خالقك،
والتضجر من المرض والشكوى للمخلوق ينافي كمال الصبر على أقدار الله المؤلمة، فالله سبحانه أرحم بنا، وأرأف بنا من أنفسنا ومن كل مخلوق، فيجب على المسلم أن يلتجئ إلى الله، ويتضرع إليه ويشكو إليه حاله فهو وحده النافع الشافي،
فلا تتسخط ولا تقل مسني البلاء دون غيري،
ولماذا أصبت بهذه العاهات والأوجاع وغيري يتقلب في صحة وعافية،إياك أن يخدعك الشيطان فتسيء الظن بربك فيحبط عملك، فاصبر على قضاء الله، والصبر واجب وإن انتقلت إلى ما فوق الصبر وهو الرضا،
قال الله جل وعلا(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
فالله سبحانه مدح الصابرين، وأثنى عليهم، وبشرهم بالرحمة، والهداية،
والنعيم المقيم في الجنة،
فالمؤمن ذو صبر،واحتساب،وتحمل لما أصابه المرض بقضاء الله وقدره، وأيقن أن الله أرحم به من أمه عليه،وأبيه،وأرحم به من عباده، وأنه الرحيم به الذي لا يقدّر عليه إلا ما فيه منفعة له، ومصلحة في آجل أمره وعاجله،
فإذا تيقن ذلك صبر على البلاء، ورضي بذلك، واطمأنت نفسه به، وكلما اشتد به البلاء، وعظم الأمر التجأ إلى ربه وخالقه بالتضرع بين يديه، وسؤاله كشف الضر،ودفع البلاء عنه، قال الله جل وعلا عن نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين)
فسأل ربه بكمال رحمته أن يشفيه ويعافيه،واستجاب الله لدعاء ذي النون،إذ نادى وهو في ظلمات بطن الحوت والبحر بقوله(أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)فنسب الظلم لنفسه تأدباً مع ربه،واعترافًا بكمال فضله، ولا يطلبه، ولكن إذا ابتلي به فليصبر، وليرض بقضاء الله وقدره، ولتطمئن نفسه بذلك،
روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه،قال(قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً،قال،الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان صلبًا اشتد بلاؤه،وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض، وما عليه خطيئة)أخرجه الإمام أحمد، والترمذي،وابن ماجه، وصححه الألباني،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فعليه السخط)رواه ابن ماجه،والترمذي،وحسنه الألباني،
على المسلم أن يصبر، ويرضى، ويحتسب، ويطلب من الله المثوبة،ويتذكر الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري،وأبو هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)أخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، والترمذي،
فإن الأفضل للمخلوق أن لا يشكو إلا إلى الله تعالى, كما قال يعقوب عليه السلام(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)يوسف،
وقال تعالى في شأن خوله بنت ثعلبة،رضي الله عنها(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)المجادلة،
ولا ينبغي أن يشكو للمخلوق شيئًا بقدر الله، فإن الله أرحم بالخلق من الخلق, وأقدر على إزالة ما بهم من الضر, ويمنع التشكي الذي يدل على التضجر من قضاء الله وتسخط القدر،وقد قال ابن القيم،الجاهل يشكو الله إلى الناس،وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه،فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم،
وأما عن البكاء فإن البكاء الذي يعتري المرء عند المصائب أمر فطري، والناس يتفاوتون فيه كثرة وقلة،
وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما رأى ابناً لابنته زينب،رضي الله عنها،نفسه تقعقع،فلما قال له الصحابة،ما هذا، فقال(هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه البخاري،
وقد جاء في الحديث(إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)رواه البخاري،
فالله عز وجل قد يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه ودعاؤه
والله سبحانه امرنا بالدعاء ووعدنا بالاجابه(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
فيا من تقطعت به الأسباب،،،واغلقت في وجهه الأبواب
اقرع أبواب السماء،،،والجأ الى الله بالدعاء
بث شكواك اليه وأحسن الظن به
فما خاب من رجاه،،،ولا رُد من دعاه
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة،
والدعاء من اجّل العبادات،به تفتح أبواب السموات،وتقضى الحاجات،
فكم من مريض شافاه الله،وكم من عاص هداه،وكم من فقير اغناه، وكم من مظلوم نصره كل هذا بسبب الدعاء سواء هو يدعو لنفسه اوغيره يدعو له،
ولهذا عجباً لمن يشكو للخلق وينسى الخالق،
قد يقول البعض انا ادعو وادعو،ولكن لا يستجاب لي،إذا اردت ان يستجيب الله لك اسأل نفسك هل دعوت دعاء الراغب المتذلل الفقير الى ماعند ربه،ام انك تدعو بقلب غافل،
فإن للتذلل والخضوع لله له اثر فعال في إجابة الدعاء،
من شروط الدعاء،الإخلاص لله تعالـى (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين)
حضور القلب في الدعاء،واليقين بالإجابه،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه،قال سمعت رسول الله،صلى الله،صلى الله عليه وسلم،في الحديث الذي رواه الترمذي(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة،واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه )
الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال،جاء الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال(ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث،
إما أن تعجل له دعوته في الدنيا،
وإما أن تدخر له في الآخره،
وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك)رواه أحمد،وصححه الألباني،
والدعاء في الرخاء والشدة،ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه قال(من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)رواه الترمذي،
عدم الدعاءعلى الأهل، والمال، والولد، والنفس
التضرع والخشوع والرغبه والرهبه
كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في اجابة الدعاء
أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض
أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال،ولايدعو بإثم أوقطيعة رحم،والابتعاد عن جميع المعاصي،
موانع إجابة الدعاء، ان يكون المطعم والمشرب والملبس من حرام ففي الحديث(ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه السماء،يارب،يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له)رواه الترمذي،والنسائي،
أن يدعو بإثم اوقطيعة رحم،قال النبي صلى الله عليه وسلم(ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم،فقال رجل من القوم،إذا نكثر(يعني من الدعاء)قال،صلى الله عليه وسلم،الله أكثر،
رواه الترمذي،وحسنه الألباني،
ادعوا الله دوماً وأبداً في كل وقت وحين ولنتحرى أوقات استجابة الدعاء،أثناء السجود،وبعد التشهد، وفي جوف الليل،بين الأذان والإقامه آخر ساعه من عصر يوم الجمعه،ومن الدعاء المستجاب بإذن الله دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب،
قال صلى الله عليه وسلم(دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابه،عند راسه ملك موكل كلما دعاء لأخيه بخير قال الملك الموكل به،آمين ولك بالمثل)رواه مسلم،
اللهم اجعـل ابـواب الـجـنة تـفـتح لنا،وكـل حسـنة تـتـضاعـف لـنا،وكـل خـير فـي الـدنيا يـوهـب لنا،ونعـيم فـي الجنة يـعـطـى لـنا،وفـى كـل خـطـوة الـمـلائكة تدعـو لنا،
يارب استجب دعائنا وحقق مرادنا وأملا قلوبنا رضى وسعادة وابعد عنا الأشرار من خلقك ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين، ياأرحم الراحمين،
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

الحسيمqtr
31-08-2015, 12:32 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
31-08-2015, 03:57 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس