المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عظم مسئولية الأمانة



امـ حمد
02-09-2015, 05:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم مسئولية الأمانة
خلق الله الكون بأمانة ووضع كل شيئ في موضعه بنظام دقيق واستأمن الإنسان علي هذا الكون وحمله الأمانة العظمي،فقال تعالي (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)الأحزاب،
فالأمانة هي المسؤولية بين يدي الله عن كل ما كسبت يد الإنسان وما يتحمله من أعباء ثقال،
وذلك في قوله جل وعلا(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)النساء،
مفهوم ا المسئولية في الإسلام، المسئولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية ،
ولابد أن يعلم كل إنسان أن الله تعالي وضع في عنقه أمانة ومسئولية فهي ليست تشريف ولا وجاهة وإنما مسئولية وتكليف،
يقول سبحانه وتعالى(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ،عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الحجر،
كما يصف جل جلاله المؤمنين فيقول (والذين هم لامانتهم وعهدهم راعون)
أى ان الوظيفه العامه وديعه فى يد شاغلها يسأل عنها امام الله،
ورد فى الحديث الشريف فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه ان النبى ،صلي الله عليه وسلم،قال(اذا ضيعت الامانة فأنتظر الساعه, قيل يارسول الله وما اضاعتها قال(اذا اسند الامر الى غير اهله فأنتظر الساعه )
إن أمانة المسئولية في الإسلام تقوم علي أسس،وإذا فرط الإنسان فيها يكون خائنا للأمانة،
الأول،القوة والأمانة، يقول الله تعالى(ان خير من استأجرت القوي الأمين)ولذلك لا يجوز في منهج الإسلام أن يتولى الوظائف وخاصة العامة في الدولة إلا القوي الأمين ومرد القوة إلى القدرة على أداء ما يتولاه في الحكم فترجع إلى الفقه في الشرائع وأساليب التقاضي والعدل الذي أمر الله به،
ثانياً،الحفظ والعلم، ولهذا اختارالله تعالي طالوت عليه السلام لتميزه بصفتي العلم والقوة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)البقرة،
فبعلمه وقوته استطاع بفضل الله تعالى،أن يقود الأمة إلي النجاة والنصر علي الأعداء والقضاء علي المفسدين في الأرض،قال تعالى(فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت )
البقرة،
وهذا نبي الله يوسف عليه السلام ،أنه كان أمينًا على مال العزيز وعرضه، واشتهر بينهم بالعلم والعفة والأمانة والخبرة فرشحه الملك لِيَكون من خاصته المقربين،قال تعالى(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)يوسف،
أي،ائْتُوني به أجعله موضِعَ ثقتي ومشورتي،ورجاحة عقله وحسن تَصرُّفه،
ولما سمِع يوسف عليه السَّلام هذا، رشَّح نفسَه للولاية، فقال للملك(اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )يوسف،
فقد قدَّم يوسف،الترشيح(إِني حفِيظٌ عَلِيمٌ )نا شديد المحافظة على الأموال العامة، فلن أُبدِّدها ولن أختَلِسَها، ولا أُعطيها لمن لا يستحقها،ولن أهمل فيها، عليمٌ بشؤون هذه الأموال وبإدارتها،
ثالثاً،العدل والمساواة، والعدل بالمفهوم الشامل الذي يعامل البشر جميعاً،دون النظر إلى ديانتهم أو لونهم أو جنسيتهم،قوله تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)
ويأمر الله سبحانه وتعالى الحاكم والمحكوم بالالتزام بالعدل ولو كان ذلك على أقرب الناس إليه،
قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
ولقد أهتم الإسلام بالقائد العادل وجعله أحب الخلق إلى الله، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم(أحب الخلق إلى الله، إمام عادل)
وكما نعلم أن الإمام العادل مع السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله،إمام عادل،وشاب نشأ في عبادة الله،ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله، إجتمعا عليه، وافترقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال،فقال،إني أخاف الله،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
رابعاً،الرفق والرحمة، من الطبيعي أن الإنسان دائماً بحاجة إلى رعاية وبشاشة سمحة وقلب كبير يعطيه ولا ينتظر الرد ويحمل همومه ويجد الرعاية والاهتمام والعطف،
ومن هنا خاطب الله سبحانه وتعالى،رسوله الكريم بقوله (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)
فها هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه،عندما سمع العجوز وابنها وهي تقول،لقد كان أبو بكر يحلب لنا شاتنا وقد تولى أمر الخلافة فمن يحلب لنا من بعده، وكان على مقربة فسمع كلامهما فأقترب منهما،وقال أنا أحلب لكما شاتكما حتى يتوفاني الله،
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سمع بكاء صبية صغار لا يجدون عشاء فهرول إلى بيت المال هو وخادمه وحمل على ظهره الدقيق والسمن وقام بطبخ الطعام لهما،
ولقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،يحث القادة على التفاني في خدمة الرعية وهذا واضح من خلال الحديث الشريف (إن لله عباداً اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير،إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول في بيتي هذا( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفُق به)رواه مسلم،
خامساً،تقديم ذوي الكفاءة، والكفاءة هي،النظير والمساواة،
الكفاءة للعمل،القدرة عليه وحسن التصرف فيه،وإعطاء القيادة للأصلح وإلى من يستحقها،
وهو ما يعبر عنه بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب،
وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،لا يسند الوظائف الإدارية،إلا لمن تثبت قدراتهم الإدارية، وملكاتهم الذهنية وخبراتهم المكتسبة، وصفاتهم الأخلاقية حتى يتسنى لهم النهوض بما يناط بهم من الأعمال،
إن الأمة لا تحيا الحياة الكريمة إلاَّ بأداء الأمانة والمسئولية الملقاه علي عاتقها،
فعلى الأمَّة أن تتَّقي الله،وأن تقول القول السديد،قال سبحانه وتعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)الأحزاب،
على ألاَّ يتأثَّر هذا الاختيار بعواملِ المُجامَلة، والقرابة، أو صداقة، أو عصبيَّة،
وإذا فعلنا ذلك أصلحَ الله أعمالَنا، وغفر لنا ذنوبَنا،فالله قد أمر ووعد(وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا )هذا هو الأمر،والوعد( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )الأحزاب،
تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة،والمسئولية ضمير حى إلى جانب الفهم الصحيح للقرآن والسنة، فإذا مات الضمير انتزعت الأمانة
وأدعياء الإسلام يزعمون لأنفسهم أنهم أمناء،ولكن هيهات أن تستقر الأمانة فى قلب تنكر للحق،وانتزاع الأمانة من القلوب الخائنة،وفى النفوس الشريرة، وقد تترك من مرها أثراً لاذعاً،
إن المسئولية أمانة والأمانة بهذا المعنى شاملة لكل مااستحفظ عليه العبد من حقوق سواء كانت لله أو لخلقه،وخيانتها من صفات أهل الكفر والنفاق، فلنحيي خُلقاً عظيماً من أخلاق الإسلام, ولنجاهد أنفسنا عليه لننال عظيم الأجر من الله جل وعز,
أما المؤمن فيرى نفسه في هذه الدنيا مؤتمَناً، ويرى أن عليه مسؤوليةً،نحو ربه قبل كل شيء، ثم نحو نفسه وأبويه وولده ورحِمِه وجاره،
ولا بد من القيام بحق الأمانة وواجب المسؤولية،ليكتسب رضا الله عنه ومحبةَ الله له،
كلٌ مسؤول سائله الله يوم القيامة عما استرعاه عن تلك الرعية، وما استرعاه من تلك المسؤولية،مسؤولٌ الوزيرُ عن وزارته، هل اتقى الله فيما استؤمن عليه، واتقى الله فيما استرعي عليه فكان قائماً بمسؤوليته خير قيام،فما استرعى الله عبداً رعيةً إلا سيسأله عنها، حفظ ذلك أم ضيَّع،
فالقاضي في قضائه اللهُ سائله عما استرعاه عليه،هل حكم بالعدل والقسط،هل اتقى الله وأدى الأمانة،وحكم بن الناس بما يعلم من شرع الله، حكماً عادلاً منصفاً،
الطبيب في عيادته الله قد استرعاه على علاج أولئك، فالله سائله عن مهمته،هل أداها على المطلوب،وسيسأله يوم القيامة،هل أعطى كل ذي حق حقه،أم كان ذا ميول وهوى،يحب بعض الناس دون بعض ويقدم هذا دون هذا لا لمصلحة العمل ولكن لما يمليه الهوى والنفس الأمارة بالسوء، والله سائل ذلك ومحاسبه،
المرأة راعية على بيت زوجها،أجل إنها راعية، ترعى بيت زوجها، ترعى ماله، وأولاده، وكل شؤون البيت، فهي المسؤولة الأولى عنه،
وفي الحديث(خير مال الرجل امرأة صالحة، إن نظر إليها أسرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)أخرجه أبو داود، والحاكم، والبيهقي في السنن،
فمال زوجها أمانة عندها، بيت زوجها أمانة، لا تأذن بالدخول لمن لا يريد زوجها أن تأذن له فيه، ولا تتصرف في ماله إلا بإذنه،
فالمسلم أمام مسؤوليته يتقي الله، ويراقب الله، ويلزم العدل، ويعمل بالعدل،فلا يُظلم أحد عنده، ولا يرضى بالظلم والجور، وأن الله سيسأله، فإن أدى الأمانة كان من الصادقين(يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إتَقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّـدِقِينَ)التوبة،
اعمل في دنياك ما يكون زاداً لآخرتك،لتلقى الله والله راض عنك، وليكون هذا العمل عملاً صالحاً،واتق الله، وأبق لنفسك بعد رضا الله أعمالاً صالحة تُذكر بها بعد موتك،
اللهم وفقنا لأداء الأمانة على الوجه الذي يرضيك عنا،وحق الرعاية،وجعلنا الله جميعاً مفاتيح خيرٍ مغاليق للشر،بِمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين،
نسأل الله جلّ وعلا أن يَرزقنا وإياكم خشيَتَه في الغيب والشهادة، وأن يجعلنا وإياكم من عباده المتقين وأن يَهديَنا جميعاً سواءَ السبيل.

الحسيمqtr
02-09-2015, 08:00 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
03-09-2015, 02:26 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس






بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
11-09-2015, 02:16 AM
نسال الله النجاه وان الله يوفقنا بحمل الامانات


جزيتي الجنه وبارك الله فيك موضوع يستحق الوقوف .

امـ حمد
11-09-2015, 04:44 AM
نسال الله النجاه وان الله يوفقنا بحمل الامانات


جزيتي الجنه وبارك الله فيك موضوع يستحق الوقوف .


تسلمين حبيبتي الصغيره
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا