المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة الدوحة: المضاربات تسيطر والأسعار في أدنى مستوياتها



المهاجر
10-09-2006, 05:38 AM
الروح المعنوية مفقودةِِ والحيرة والاستغراب سيدا الموقف
بورصة الدوحة: المضاربات تسيطر والأسعار في أدنى مستوياتها

بورصة الدوحة تعاني المضارباتِِ والمستثمرون يتخوفون من الانخفاضات


10/09/2006 الدوحة - القبس:
مازالت اجواء الترقب والحذر المشوب بالقلق في بعض الاحيان تسيطر على اجواء تعاملات الاسهم في بورصة الدوحة، وعلى اوساط المستثمرين والمتعاملين الذين اعياهم التعب من طول انتظار اي بارقة امل او تحرك يعيد الالق المفقود منذ فترة طويلة الى البورصة، وذلك على الرغم من الارتفاع الطفيف الذي سجلته البورصة الاسبوع الفائت.
وكان مؤشر بورصة الدوحة قد ارتفع بمقدار 38 نقطة تمثل ما نسبته 0.50 في المائة فقط مقارنة بالاسبوع الذي سبقه، ليغلق على 7767 نقطة مقابل 7729 نقطة، بينما بلغت قيمة التعاملات ما يقارب 808 ملايين ريال.
وبلغت حصة المستثمرين القطريين من تداولات الاسهم في بورصة الدوحة خلال الاسبوع الفائت ما نسبته 76.14 في المائة للشراء و 82.61 في المائة للبيع، مقابل 23.86 في المائة للشراء و 17.39 في المائة للبيع للمستثمرين غير القطريين.
مستثمرون التقتهم 'القبس' في بورصة الدوحة الاسبوع الفائت، ابدوا استغرابا كبيرا لواقع المؤشرات التي تظهرها البورصة، قائلين انه لا يوجد اي مبرر لبقاء اسعار الاسهم في تلك المستويات المتدنية، ولا مبرر ايضا لغياب القوة الشرائية عن البورصة وابتعاد رؤوس الاموال المبالغ فيه، وهو ما يظهر جليا في احجام التداول المتواضعة جدا التي تشير الى ان النشاط الحاصل لا يتجاوز بعض عمليات المضاربة من صغار المستثمرين الموجودين في البورصة.
مؤشرات متواضعة
وما زاد في حيرة واستغراب المستثمرين، ان المؤشرات المتواضعة التي تظهرها الاسهم تترافق مع ارتفاع الارباح التشغيلية للبنوك ولمعظم الشركات وتحقيق ارباح قياسية وغير مسبوقة للبعض منها، مشيرين الى انه ورغم هذا الواقع المبشر مازالت القوة الشرائية تفضل الابتعاد في ظل اغراء الاسهم وجاذبيتها ووصولها الى مستويات سعرية طالما تمنى المستثمرون الوصول اليها.
وبين متعاملون ان عملية اعادة الروح المعنوية والثقة الى المستثمرين يجب ان تتم عبر قنوات معينة يكون لها اثر في تشجيع المتعاملين وحثهم عبر تفعيل وتنشيط دور الصناديق والمحافظ الاستثمارية الكبرى التي بنشاطها وتحركها تعمل على تحفيز المستثمرين.
واشار بعض المستثمرين الى وجود حالة من التخوف الواضح من قبل بعض المتعاملين من الاحتفاظ بالاسهم مدة طويلة لدرجة وصلت بالبعض الى الاكتفاء بأرباح لا تتجاوز دراهم قليلة في السهم، حيث اصبح من النادر حسب قولهم رؤية اسهم ترتفع بالحد الاعلى المسموح به ولعدة ايام متواصلة، فالواقع يشير الى تسرع بالبيع، كما ان الاسهم لا تأخذ حقها الكامل او فرصتها الكاملة في الارتفاع.
غياب السيولة
ومازالت شريحة كبيرة من المتعاملين بالاسهم في بورصة الدوحة تميل الى عدم الامساك بزمام المبادرة وانتظار التحركات الجماعية والانقياد وراء تحركات كبار المستثمرين وهو العرف الذي اصبح يعتمده عدد كبير من المتعاملين بالاسهم في قطر.
وتؤكد نسبة كبيرة من الوسطاء بأن غياب السيولة النقدية الواضح لا يعود الى عدم توافرها اساسا، وانما الى احتجازها من قبل مالكيها الذين ما زالوا بحاجة الى جرعات معنوية اكبر لاعادة ثقتهم بالبورصة وازالة ذلك الحاجز النفسي الوهمي والخوف من الخسارة وتكرار ما تعرض له البعض نتيجة موجة الهبوط التي اجتاحت اسواق المال والبورصات في المنطقة مع نهاية العام الفائت.
ويتبادل المستثمرون القطريون في الوقت الراهن اطراف الحديث الذي تسيطر عليه تساؤلات عديدة حول المصير المرتقب لاداء بورصة الدوحة المتوقع خلال شهر رمضان المبارك الذي اصبح على الابواب، قائلين ان البورصة حاليا وقبل رمضان تمر بفترة من الهدوء والسكون والتراجع في آن وبشكل اكبر من المقبول، فكيف ستكون الحال خلال الشهر الفضيل الذي جرت العادة فيه ان تميل التعاملات الى الهدوء والركود احيانا؟!
وقال وسيط مالي ان السمة الابرز لبورصة الدوحة اصبحت حاليا تتمثل في مخالفة كل التوقعات، لذلك ورغم ما يشار الى تراجع النشاط خلال رمضان، فإنه وكما اعتدنا على البورصة فان التوقعات لن تكون في مكانها ومن الممكن ان تعكس البورصة جميع التوجهات في رمضان وتمضي باتجاه تصاعدي.
وابدى الوسيط المالي استغرابه من ابتعاد السيولة النقدية عن البورصة متسائلا عما اذا كان هناك مستفيدون من بقاء البورصة على وضعها الحالي معلقة ما بين حاجزي 7 و9 آلاف نقطة، لافتا الى بعض التوقعات الايجابية التي تشير الى امكان ارتفاع اداء البورصة والمؤشر، لكن في فترة قد تمتد حتى نهاية اكتوبر المقبل.
ابتعاد المستثمرين
ويعتقد الوسيط ذاته ان ابتعاد المستثمرين عن بورصة الدوحة واحتجاز السيولة النقدية يعود الى غياب النظرة الاستراتيجية للاسهم والتفكير طويل الامد لدى نسبة لا يستهان بها من المستثمرين الذين لا يقومون بالشراء في اسهم شركة معينة بناء على قوة الشركة او مستقبل السهم، بل على متابعة تحركات كبار المستثمرين واللحاق بهم كلما اقدموا على خطوة استثمارية معينة او قاموا بشراء سهم لشركة ما. وقال صالح سعد النابت وهو مستثمر قطري في بورصة الدوحة انه على الرغم من ان البورصة تشهد خلال الوقت الحالي فترة ركود، فإن هناك شيئا مهما وملحوظا يحدث الآن وهو تجميع الاسهم، وقد يكون هذا التجميع من قبل مستثمرين كبار او محافظ مالية، مضيفا ان تجميع الاسهم خلال الفترة الحالية يعطينا مؤشرا قويا على ان بورصة الدوحة مقبلة علي فترة انطلاق وارتفاع.
ويقول النابت انه يستند إلى عدة عوامل في تفاؤله تجاه بورصة الدوحة ابرزها اقتراب دخولنا للربع الاخير من العام الحالي، وهي فترة تظهر فيها نتائج الشركات المالية وبشائر التوزيعات الربحية السنوية، ومن ثم فان هناك مستثمرين يقومون بتجميع الاسهم خلال هذه الفترة للاستفادة من العوائد المتوقعة للشركات خاصة القيادية منها، مما يؤدي الى ارتفاع الطلب على الاسهم وارتفاع اسعارها.
مضاربات وتقلبات
ويقول خبير اقتصادي ان المضاربات تسيطر على بورصة الدوحة بنسبة 80 في المائة من اجمالي حجم التعاملات، وبالطبع فان التقلبات الحادة التي شهدتها البورصة خلال الفترة الماضية ادت الى مخاوف لدى المستثمرين، واصبحت الغالبية تفضل المضاربة من خلال الشراء والبيع بأرباح حتى ولو كانت ضئيلة، بل ان هناك محافظ مالية اعتمدت هي الاخري اسلوب المضاربة، كما ان عددا من شركات الوساطة هي الاخرى اصبحت تعطي مزايا وخصومات على العمولة او التداول بأحجام معينة بهدف تشجيع المستثمرين على التعامل في البورصة، كما ان هذه التوجهات تشجعهم على المضاربة.
لكن الخبير الاقتصادي يؤكد ان لا خوف من المضاربات، خصوصا انها هي التي حافظت على نشاط البورصة خلال الفترة الماضية ولولاها لتعرضت البورصة لركود كبير.

تفاؤل بالارتفاع
يعتقد محللون ماليون ان اسعار الاسهم في بورصة الدوحة لن تنزل الى مستويات اقل مما هي عليه الآن وقد اصبحت مكرراتها الربحية والعائد على الاستثمار فيها هو الافضل مقارنة بالشركات في البورصات الخليجية الاخرى، الامر الذي يبعث على التفاؤل بحركة نمو تشهدها هذه الشركات، والمستثمرون الآن اصبحوا اكثر وعيا حيث انهم يركزون على الشركات التي تحقق ارباحا تشغيلية اكثر، وتعتبر الاسعار في الوقت الحالي مغرية وجذابة للشراء .
ويؤكد احد كبار المستثمرين في بورصة الدوحة ان اسواق المال الخليجية بدأت في التعافي خلال الفترة الحالية، فهناك ارتفاع في بورصتي دبي وابوظبي وتحركات في السوق السعودي، وهذه الاسواق مرت في الفترة الحالية نفسها التي تشهدها بورصة الدوحة وهي الركود مع تجميع الاسهم من جانب المستثمرين، الامر الذي يعطينا مؤشرا وتفاؤلا بقرب ارتفاع اداء الاسهم القطرية.
ويضيف ان الدورة الاقتصادية للاسهم القطرية قد اكتملت، حيث شهدت فترة ارتفاع كبير وتشبع، ثم اعقبها فترة تصحيح كبيرة وهبوط للاسعار بصورة غير مسبوقة، ومن ثم الاتجاه للصعود مرة اخرى.
ويعتقد خبراء اقتصاديون ومحللون ماليون ان العوامل والتوترات السياسية التي تشهدها المنطقة خاصة ما يتعلق بالملف النووي الايراني لها تأثيرات على اسواق وبورصات المنطقة ومن ضمنها بورصة الدوحة، إلا ان المستثمرين اصبحوا يتقبلون السجالات السياسية التي تتم بين ايران والدول الغربية، وبدأت المخاوف تتلاشى تدريجيا باعتبار ان منطقة الشرق الاوسط هي منطقة توترات منذ زمن طويل.

نشاط لا يناسب أداء الشركات
يقول مستثمر الاسهم عبد الرحمن المفتاح ان نشاط تعاملات بورصة الدوحة ما زال يسير بوتيرة منخفضة وبحدة لا تتناسب مع اداء الشركات وانتهاء اجازة الصيف التي من المفترض ان تترافق وعودة معظم المستثمرين الى مضمار التداول لتستمر مؤشرات الاسهم تتحرك بتلقائية محسوبة الى حد ما وبشكل لا ضابط له سوى اتجاه النية لاعطاء صورة مغايرة توحي بارتفاع المؤشر وهو ما لا يتناسب تماما مع الواقع المتراجع لغالبية الاسهم.
واضاف انه تمت العودة الى السياسة التي كانت متبعة خلال الشهر الفائت والقاضية بتركيز بعض كبار المستثمرين نشاطهم على شراء الاسهم المؤثرة التي تدخل بشكل مباشر في حركة المؤشر العامة لاسعار الاسهم.
واوضح ان تلك السياسة تهدف الى اعطاء صورة مثالية عن اداء بورصة الدوحة عبر تحقيق قدر معين من الارتفاع على المؤشر حتى لو كان طفيفا خلال تركيز الشراء على الاسهم المؤثرة التي تدخل في تحركات المؤشر بشكل مباشر.
وتابع المفتاح قوله ان الواقع الفعلي يشير الى ابتعاد كبير للسيولة، وهو ما يظهر عبر حجم التعاملات المتدني في مستويات تقل عن 200 مليون ريال للجلسة الواحدة، اضافة الى انه ورغم ارتفاع المؤشر ايضا فان عددا كبيرا من الشركات تراجعت اسعار اسهمها الى مستويات قياسية وغير مسبوقة.