المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب فلورا دولة قطر - وزارة البيئة



خالد هاني
03-09-2015, 11:04 AM
أصدرت وزارة البيئة حديثاً كتاب فلورا دولة قطر للمؤلف الدكتور هايل محمد الواوي خبير المحاصيل الحقلية والنباتات البرية في إدارة البحوث الزراعية، ويعد هذا الكتاب من المؤلفات العلمية المميزة حيث احتوى بين طياته على نتائج أبحاث ودراسات علمية حديثة لم تُنشر من قبل حول فلورا دولة قطر، كما حظي بمراجعة علمية دقيقة من قبل العديد من الخبراء الزراعيين والبيئين في وزارة البيئة، وأساتذة جامعات ولجان علمية داخلية وخارجية مختصة في مجال الموارد الوراثية النباتية المحلية.
ويَضُم هذا الكتاب بين دفتيه حصر وتوثيق وتصنيف وتوصيف لكافة الأنواع النباتية البرية والرعوية والطبية والعطرية والغذائية ( الموارد الوراثية النباتية Plant Genetic Resources في دولة قطر ) وأسمائها المحلية (أوالعربية) والعلمية وفصائلها وتصنيفها وفق نظام التصنيف الحديث APG III System، وتحديد أماكن تواجدها في بيئة قطر ومدى انتشارها (نادرة أو فريدة أومهددة بالانقراض، أومحدودة أومتوسطة أو واسعة الانتشار) بناءً على نتائج جولات مسح علمية ميدانية قام بها المؤلف واستمرت عشر سنوات اعتباراً من عام 2005 ولغاية عام 2014 وشملت كافة مناطق دولة قطر( في البر القطري والروضات والمحميات والمزارع والمناطق والمدن )، وقد بلغ عدد الأنواع النباتية المرصودة في دولة قطر (502) نوع موثقة بصور مؤرخة وبأماكن انتشار معينة، حيث بلغ عدد الأنواع البرية والمحلية " سواءً الرعوية أوالطبية أوالعطرية أوالغذائية أوالنباتات الضارة أوالمتطفلة " (421) نوع نباتي، بينما بلغ عدد أنواع المحاصيل الحقلية والعلفية (27) نوع محلي أومتأقلم، وبلغ عدد أنواع أشجار وشجيرات الزينة المتلائمة مع الظروف المحلية (31) نوع بينما بلغ عدد أشجار وشجيرات الفاكهة المحلية أوالمدخلة المتأقلمة مع الظروف المحلية (23) نوع نباتي. مع ضرورة الإشارة إلى أن جُل الأنواع النباتية التي تنمو في دولة قطر تتواجد أيضاً في الفلورا النباتية لدول شبه الجزيرة العربية ( السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان..) وقد نوه المؤلف لتلك الأنواع في هذا الكتاب.
وجاءت فكرة هذ الكتاب لسد الفجوات Gaps في حصر وتوثيق الفلورا القطرية Flora of Qatar حيث أدى التوسع الزراعي والعمراني على حساب الحياة الفطرية والمناطق البرية إلى إبادة وتدمير العديد من الموائل الطبيعية للأنواع النباتية البرية، كما أثرت العوامل البيئية والمناخية القاسية ( كالجفاف وانحباس الأمطار في بعض السنوات وانخفاض معدل الهطول المطري السنوي، والحرارة المرتفعة، والملوحة العالية للتربة ومياه الري) سلباً على التنوع الإحيائي Biodiversity في دولة قطر.
كما تأثرت الحياة النباتية في قطر بشكل سلبي أيضاً بالرعي الجائر وكثرة استخدام أماكن التواجد الطبيعي للنباتات البرية والفطرية في الترفيه والتنزه إضافةً إلى تعديات الإنسان على البيئة كالاحتطاب المكثف ودهس السيارات، وقلة الوعي والتثقيف البيئي. وبالمحصلة فإن كل هذه العوامل مجتمعةً أدت إلى ضياع أو اندثار أو انقراض بعض الأنواع النباتية البرية في تلك الموائل الطبيعية.
وبالمقابل فقد أدى التوسع في زراعة محاصيل العلف ونباتات الزينة وتنسيق الحدائق إلى إدخال بذور العديد من النباتات الغازية Invasive والنباتات الضارة والمتطفلة Parasite مع بذور تلك المحاصيل، مما أدى إلى انتشار أنواع نباتية أخرى دخيلة لم تكن موجودة أصلاً في البيئة القطرية.
لقد توخى الدكتور هايل الواوي أن يسلط الضوء في هذا الكتاب ليس فقط على النباتات البرية Wild plants والأنواع النباتية المحلية والمستوطنة Indigenous species في دولة قطر فحسب وإنما حرص على حصر و توثيق وتعريف كافة الأنواع النباتية المزروعة والمدخلة Introduced والمتأقلمة Acclimatized مع الظروف المحلية والتي نمت جنباً إلى جنب مع نباتات الفلورا القطرية، مما يتيح للقارئ الكريم لهذا الكتاب التعرف على كافة أنواع النباتات التي يصادفها في بيئة قطر وطبيعة نموها وأماكن انتشارها وفوائدها وأضرارها، وتمييز النبات البري والمحلي عن النبات المزروع والمدخل، فعلى سبيل المثال على الرغم من كون نبات عين القط Anagallis arvensis L. نبات مدخل إلى دولة قطر إلا أننا كثيراً مانصادفه في البر القطري في الروضات وبين نباتات البيئة المحلية وتحت أشجار السدر، وكذلك الأمر بالنسبة لنبات الغويف Prosopis juliflora (Sw.) DC فعلى الرغم من كونه نبات مدخل غازي إلا أنه أصبح واسع الانتشار في معظم المناطق البرية وكثيراً ما ينافس نبات الغاف البري Prosopis cineraria L.- المهدد بالانقراض أصلاً – على المساحات والمياه الجوفية، فضلاً عن كونه يهدد التنوع الإحيائي Biodiversity وكثافة النباتات البرية المجاورة له من خلال إفراز أوراق أشجار الغويف لمواد
كيميائية وعضوية تمنع إنبات ونمو النباتات الأخرى حولها مما يعمل على إزاحة النباتات المحلية واحتلال مكانها، علاوةً على تأثيرها الضار على بعض الثدييات العشبية كالأرنب ( بحسب بعض التقارير العلمية ).
ويتميز هذا الكتاب بأنه يسلط الضوء على تحليل الخواص النوعية ( نسبة البروتين%، الألياف%، المادة الجافة% والعناصر المعدنية %) والقيمة الغذائية والاستساغة ( ضعيف، متوسط، عالي ) لما يقارب 100 نوع نباتي بري رعوي أو طبي وذلك ضمن الظروف المحلية لدولة قطر، وهذه النقطة الهامة لم يسبق دراستها من قبل في الكتب والمؤلفات التي تناولت فلورا دولة قطر.
كما يتطرق هذا الكتاب إلى أهمية كل نوع نباتي محلي في دولة قطر سواءً أكانت أهمية بيئية أو تراثية أو تاريخية، أو أهمية اقتصادية أو اجتماعية، أو أهمية رعوية أو طبية وعطرية، أو أهميته كنبات زينة.
فعلى سبيل المثال تحظى شجرة الغاف Prosopis cineraria L. بأهمية خاصة لدى أهل قطر وتعتبر من أهم الأشجار تاريخياً وبيئياً واجتماعياً فهي رمزاً للشموخ والإباء وتحدي الظروف البيئية القاسية. كما تعتبر شجرة السلم من الأشجار المحلية الوطنية أو التراثية المحببة لدى أهل قطر، وقد كانت صورة شجرة السلم Acacia ehrenbergiana Hayne. تستخدم في الطوابع البريدية الرسمية، فهي تتميز بأزهار صفراء فاقعٌ لونها تُسِرُ الناظرين حيث يمتزج في فصل الربيع لون النورات الزهرية الأصفر الفاقع مع اللون الأخضر لشجرة السلم. وفي هذا المجال فإن نبات العرفج Rhanterium epapposum Oliv.نبات محلي رعوي وطبي وعطري في آنٍ واحد وهو يستخدم في الطب الشعبي، وكذلك الحال بالنسبة للأصخبرCymbopogon commutatus Steudel. والعديد من النباتات البرية.
ويُعد نبات القطف (الشليل) Limonium axillare Forssk. أحد النباتات البرية الواعدة لاستخدامه كنبات زينة حيث يتميز بأزهار جميلة جداً إضافةً لجمال أوراقه وتحمله الواسع للملوحة وغيرها من الإجهادات الإحيائية والغير إحيائية، كما يمكن استخدام نبات التُرْبةSilene spp. كنبات زينة نظراً لجمال أزهاره ورائحته العطرية وحُسن منظر النبات، ويُستخدم نبات الرغل Atriplex spp. أيضاً كنبات زينة سياجي في الشوارع، وفي تشكيل باقات الزهور وتنسيق الحدائق.
ولتسهيل دراسة فلورا دولة قطر ولتسليط الضوء على أهمية كل نوع نباتي منها فقد قام الدكتور هايل الواوي بتقسيم الكتاب إلى تسعة فصول هامة، يُركز الفصل الأول على الأنواع الرعوية الواعدة في دولة قطر، بينما يعالج الفصل الثاني موضوع حصر وتوثيق وتصنيف وتوصيف الأنواع البرية وتحديد بيئات انتشارها (الحياة النباتية) في دولة قطر بناءً على المسوحات والجولات الميدانية التي قام بها في البر القطري والتي شملت مختلف مناطق دولة قطر واستمرت منذ عام 2005 لغاية عام 2014.
ونظراً لأهمية حماية الأنواع النباتية البرية والمحافظة عليها فقد خصص الفصل الثالث لاستعراض كافة الأنواع النباتية المحدودة الانتشار والنادرة والفريدة والمهددة بالانقراض، تمهيداً لنقلها وحفظها في البنك الوراثي الحقلي في محطة أبحاث روضة الفرس أوحفظ بذورها في البنك الوراثي، فعلى سبيل المثال فإن نبات الأرطى Calligonum comosum L' Her. كان ينمو برياً في دولة قطر بحسب تقارير المنظمة العربية للتنمية الزراعية عام 1983، إلا أنه حالياً أصبح من النباتات المعرضة للانقرض في دولة قطر، حيث تم رصده بأعداد قليلة جداً في سلوى فقط، ويُعتبر الأرطى من الأنواع الموصى باستخدامها في برامج تثبيت الكثبان الرملية، حيث أعطى نجاحاً كبيراً في هذا المجال، وقد تم إدخال نبات الأرطى من دولة الكويت وزراعته في البنك الوراثي الحقلي في روضة الفرس. وكذلك الأمر بالنسبة نبات الغضى Haloxylon persicum Bunge. فقد انقرض من دولة قطر نتيجةً للظروف البيئية القاسية وانخفاض نسبة الإنبات الطبيعي من جهة، ونتيجة الرعي الجائر والاحتطاب والتدمير الآدمي لأماكن التواجد الطبيعي للغضى ودهس السيارات من جهةٍ أخرى. وقد تم إدخال الغضى من المملكة العربية السعودية إلى دولة قطر منذ أكثر من 10 سنوات، ونجحت زراعته ضمن الظروف المحلية، و تم الحصول على (100) نبات غضى انطلاقاً من نبات واحد، وذلك بقص عقل ساقية بطول (30- 50) سم من النبات الأم وزراعتها مباشرةً في الأرض المستديمة بدون أية معاملات أو استخدام للهرمونات، وهو مزروع حالياً في البنك الوراثي الحقلي في محطة أبحاث روضة الفرس.
ويتناول الفصل الرابع حصر وتعريف وتوصيف النباتات الطبية والعطرية في دولة قطر، وأماكن انتشارها وأهم استخداماتها وفوائدها الطبية والعطرية.
وتَضُم الفلورا القطرية عدداً من الأنواع النباتية التي يمكن أن يستفيد منها الإنسان في التغذية، فعلى سبيل المثال لا يخفى على أحد الأهمية الغذائية للكمأة (الفقع) Trefezia spp. حيث تُعتبر الكمأة سيدة الموائد العربية، وهي من الوجبات الشعبية المرغوبة جداً في قطر، كما أن الناس يستبشرون خيراً بظهور الفقع. ومما لاشك فيه فإن عدم تنظيم عملية الاستفادة من بعض النباتات البرية أو أجزاء منها في عملية التغذية أو التسلية سيؤدي إلى انقراض الكثير منها وخاصةً أن عملية التغذية غالباً ما تتم على الأجزاء التكاثرية من النبات كما في نبات المصيلمو حيث يتسلى بعض الناس بالأبصال مما قد يعرض هذا النبات للانقراض مستقبلاً، وبالتالي لابد من مراعاة المواعيد المناسبة والطرق الصحيحة للاستفادة من الأنواع النباتية الغذائية وترشيد وتنظيم عملية الاستفادة منها وتثقيف المجتمع المحلي بأهمية ذلك بما يضمن ويحقق الاستفادة من تلك الأنواع الغذائية والاستمتاع بما تنبته الأرض والبيئة المحلية من جهة والمحافظة على تلك الأنواع واستدامتها من جهةٍ أخرى، لذا تم تخصيص الفصل الخامس للأنواع البرية ذات الأهمية الغذائية في دولة قطر.
كما تم في الفصل السادس تسليط الضوء على كافة أنواع الحشائش والنباتات الضارة والمتطفلة سواءً المحلية منها أو المدخلة بهدف تعريفها وتصنيفها وتحديد درجة خطورتها والطرق المثلى لمكافحتها.
ومن الأهمية بمكان التطرق لأهم المحاصيل الحقلية والعلفية في دولة قطر كونها تمثل جزءاً من فلورا دولة قطر بصرف النظر عن أهميتها الاقتصادية والعلفية لذا قام المؤلف باستعراضها في الفصل السابع.
وقد قام بتخصيص الفصل الثامن لاستعراض أهم أشجار وشجيرات الزينة التي أدخلت إلى دولة قطر منذ فترة زمنية بعيدة وتأقلمت مع الظروف المحلية ونمت جنباً إلى جنب مع الأنواع النباتية المحلية.
ونظراً لقلة الكتب والمراجع التي تطرقت لأشجار الفاكهة والأشجار المثمرة في دولة قطر، فقد خصص المؤلف الفصل التاسع الأخير لاستعراض كافة أشجار الفاكهة والأشجار المثمرة سواءً المحلية منها أو المدخلة التي تأقلمت مع الظروف البيئية والمناخية واستطاعت النمو وإنتاج ثمار عالية الجودة ضمن ظروف قطر. ، كما تضمنت فصول هذا الكتاب أهم الدراسات والأبحاث التي تناولت نباتات البيئة القطرية.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن الموارد الطبيعية والموارد الوراثية النباتية والحيوانية ماهي إلا أمانة استودعها الأبناء والأحفاد في أعناق الآباء والأجداد، وينبغي علينا استشعار المسؤولية في استغلال تلك الموارد دون هدرٍ أو استنزاف لتأدية هذه الأمانة للأجيال القادمة بهدف تحقيق التنمية المستدامة Sustainable Development والمحافظة على التوازن الطبيعي للبيئة واستدامته مادامت الحياة.

المخفي
03-09-2015, 11:06 AM
وين نحصل نسخة منه

خالد هاني
03-09-2015, 11:09 AM
اعتقد المكتبة في وزارة البيئة

وطن
03-09-2015, 11:12 AM
اعتقد المكتبة في وزارة البيئة

شكرا اخوي

خالد هاني
03-09-2015, 11:20 AM
العفو حياكم الله،،،، انا مجرد ناقل للخبر،، يمكن البعض يهتم بالنباتات البرية فيجد في هذا الكتاب معلومات مفيدة له.:)

94490