امـ حمد
07-09-2015, 05:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المقصود بقهر الرجال
أخرج أبو داوود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد يوماً ورأى رجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال له،النبي صلى الله عليه وسلم( مالي أراك جالس في المسجد في غير وقت صلاة )فقال،يا رسول الله هم نزل بي وديون لزمتني،فقال عليه الصلاة والسلام(ألا أعلمك كلمات إن قلتها أذهب الله همّك )قال،قلت،بلى يا رسول الله قال( قل إذا أصبحت وإذا أمسيت (اللهم إني أعوذ بك من الهّم والغم ومن العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)وقدره،رواه البخاري،مسلم،
من الحديثين يظهر أنه صلى الله عليه وسلم تعوذ وأمر بالتعوذ من قهر الرجال،
فغلبة الدين،أي،قهرهم وشدة تسلطهم عليه،والمراد بالرجال الظَّلَمة،أو الدائنون،وكثرته وثقله وعجزه عن تسديده، فالدين إذا عجز عنه يشغل فكره ويهمه،وربما أتعبه،أهّل الدين بالمطالبات والخصومات وهم لا يعرفون عجزه وحقيقة أمره،
واستعاذ عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال،لما في ذلك من الوهن في النفس،
فما قهر الرجال،قهر الرجال في قول كثير من العلماء،ما يصيب الإنسان من قهر،وهم ،وغم،بغلبة انتصر عليه بها وهو يعلم أنه على الحق وخصمه على الباطل،
أن الحياة الدنيا ميدان تنافس فربما غلبت المطامع الدنيوية على العبد فكان سبباً في قهر أخوانه حتى يصل إلى مبتغاه وأمله فيجعل الطريق إلى مبتغاه وأمله أن يمضي على أكتاف الناس وهذا خلاف اليقين بالله جل وعلا، والإيمان بقضائه وقدره،
وغلبتهم،وتسلطهم وشدتهم بغير وجه حق،واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم،من غلبة الرجال،وظلمهم،وغلبتهم بغير الحق،يؤدي إلى وهن النفس،وضعفها،وإلى الذلة والهوان،فيفتر عن الطاعة والعبادة،
لما يوقع في النفس من الخور والأحزان،والأوهام،الذي قد يؤدّي إلى الحقد،والانتقام،
لا شك أنها مصيبة عظمى،أن يغلبوه ويقهروه حتى يقتلوه أو يأخذوا ماله،أو بعض ماله،أو ضربه،أوعلى غير ذلك مما يضره،أو يهينوه ويظلموه،
استعاذ رسولنا صلى الله عليه وسلم،منهما لما فيهما من شدة الضرر على البدن، وإذابة قواه، وتشويش الفكر والعقل، والإنشغال بهما يفوِّتان على العبد الكثير من الخير، وانشغال الفؤاد والنفس عن الطاعات والواجبات،هذا إن كان الهمّ والحزن في أمور الدنيا،
أما همّ الآخرة،فهو محمود،لأنه يزيد في الطاعة، ويبعث النفس على الجدّ، والعمل، والمراقبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم(من جعل الهموم همّاً واحداً،هم المعاد ،كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك)رواه ابن ماجه،والحاكم،وصححه الألباني،
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة،ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)رواه الترمذي، فينبغي لكل مؤمن أن يُعنى بهذا الدعاء الجليل،
إشارةً إلى الإستعاذة من تمكن العدو منا،لما يحيط من تحكمه من تبعيات أهمها القهر والظلم،ومن كل شر قد يحيط بنا،
فنحن في أشدّ الحاجة إليه،وقد تكالبت علينا الهموم، والغموم والأعداء من كل مكان، فنسأل اللَّه السلامة في ديننا ودنيانا،
فالقهر سببه الغلبة،فالرجل إذا شعر بغلبة الرجال له،وتسلطهم عليه،بحق،أو بغير حق،تسبب ذلك في حصول الكمد والقهر في نفسه،
قال الحافظ ابن حجر،وضَلَع الدين،أي ثقله،
والرّجل لا يقهره إلا الرِّجال الأشداء،وقد يكون ذلك بتسلّط عدو أو ظالم لا يستطيع دفعه،كأن يأخذ ماله أو يعتدي عليه ، فإذا لم يستطع دفعه أورَث ذلك قهراً وهمّـاً وغمّاً،
ولذلك قال الله عز وجل في شأن الكافرين(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ،وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
قال القرطبي،دليل على أن غيظهم كان قد اشتدّ،وهكذا إذا قهر الرجل من قبِل الرِجال فإن قلبه يَحمِل الغيظ،
مر إبراهيم بن أدهم على رجلحزين ومهموم,فقال له،إني سأسألك ثلاثة فأجبني،فقال الرجلالحزين،نعم،
قال إبراهيم،أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من رزقك شيء قدرهالله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من أجلك لحظة كتبها الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،فعلام الحزن والهم
لماذا تعطي الدنيا أكبر من حجمها،فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ونحن في الدنيا عابر سبيل،
أو مثل ماشبهها لنا رسولنا الكريم،صلى الله عليه وسلم(مثل شخص يستظل تحت شجرة فترة قصيرة ثم يتركها ويذهب,
وما أجمل قول الشاعر حين قال،
دعِ الـمقادير تجري في أعـنَّتِها،،،ولا تـنامنَّ إلا خالي الـبالِ،
ما بين غمضةِ عين وانتباهتها،،،يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ،
ومن قال هذا الدعاء كفاه الله هم الدنيا والآخرة(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم،
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راض عنا،
اللهم أبعد عنا الكرب والهم والحزن وأقضى لنا حاجاتنا وأصلح لنا دنيانا وديننا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المقصود بقهر الرجال
أخرج أبو داوود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد يوماً ورأى رجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال له،النبي صلى الله عليه وسلم( مالي أراك جالس في المسجد في غير وقت صلاة )فقال،يا رسول الله هم نزل بي وديون لزمتني،فقال عليه الصلاة والسلام(ألا أعلمك كلمات إن قلتها أذهب الله همّك )قال،قلت،بلى يا رسول الله قال( قل إذا أصبحت وإذا أمسيت (اللهم إني أعوذ بك من الهّم والغم ومن العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)وقدره،رواه البخاري،مسلم،
من الحديثين يظهر أنه صلى الله عليه وسلم تعوذ وأمر بالتعوذ من قهر الرجال،
فغلبة الدين،أي،قهرهم وشدة تسلطهم عليه،والمراد بالرجال الظَّلَمة،أو الدائنون،وكثرته وثقله وعجزه عن تسديده، فالدين إذا عجز عنه يشغل فكره ويهمه،وربما أتعبه،أهّل الدين بالمطالبات والخصومات وهم لا يعرفون عجزه وحقيقة أمره،
واستعاذ عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال،لما في ذلك من الوهن في النفس،
فما قهر الرجال،قهر الرجال في قول كثير من العلماء،ما يصيب الإنسان من قهر،وهم ،وغم،بغلبة انتصر عليه بها وهو يعلم أنه على الحق وخصمه على الباطل،
أن الحياة الدنيا ميدان تنافس فربما غلبت المطامع الدنيوية على العبد فكان سبباً في قهر أخوانه حتى يصل إلى مبتغاه وأمله فيجعل الطريق إلى مبتغاه وأمله أن يمضي على أكتاف الناس وهذا خلاف اليقين بالله جل وعلا، والإيمان بقضائه وقدره،
وغلبتهم،وتسلطهم وشدتهم بغير وجه حق،واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم،من غلبة الرجال،وظلمهم،وغلبتهم بغير الحق،يؤدي إلى وهن النفس،وضعفها،وإلى الذلة والهوان،فيفتر عن الطاعة والعبادة،
لما يوقع في النفس من الخور والأحزان،والأوهام،الذي قد يؤدّي إلى الحقد،والانتقام،
لا شك أنها مصيبة عظمى،أن يغلبوه ويقهروه حتى يقتلوه أو يأخذوا ماله،أو بعض ماله،أو ضربه،أوعلى غير ذلك مما يضره،أو يهينوه ويظلموه،
استعاذ رسولنا صلى الله عليه وسلم،منهما لما فيهما من شدة الضرر على البدن، وإذابة قواه، وتشويش الفكر والعقل، والإنشغال بهما يفوِّتان على العبد الكثير من الخير، وانشغال الفؤاد والنفس عن الطاعات والواجبات،هذا إن كان الهمّ والحزن في أمور الدنيا،
أما همّ الآخرة،فهو محمود،لأنه يزيد في الطاعة، ويبعث النفس على الجدّ، والعمل، والمراقبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم(من جعل الهموم همّاً واحداً،هم المعاد ،كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك)رواه ابن ماجه،والحاكم،وصححه الألباني،
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة،ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)رواه الترمذي، فينبغي لكل مؤمن أن يُعنى بهذا الدعاء الجليل،
إشارةً إلى الإستعاذة من تمكن العدو منا،لما يحيط من تحكمه من تبعيات أهمها القهر والظلم،ومن كل شر قد يحيط بنا،
فنحن في أشدّ الحاجة إليه،وقد تكالبت علينا الهموم، والغموم والأعداء من كل مكان، فنسأل اللَّه السلامة في ديننا ودنيانا،
فالقهر سببه الغلبة،فالرجل إذا شعر بغلبة الرجال له،وتسلطهم عليه،بحق،أو بغير حق،تسبب ذلك في حصول الكمد والقهر في نفسه،
قال الحافظ ابن حجر،وضَلَع الدين،أي ثقله،
والرّجل لا يقهره إلا الرِّجال الأشداء،وقد يكون ذلك بتسلّط عدو أو ظالم لا يستطيع دفعه،كأن يأخذ ماله أو يعتدي عليه ، فإذا لم يستطع دفعه أورَث ذلك قهراً وهمّـاً وغمّاً،
ولذلك قال الله عز وجل في شأن الكافرين(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ،وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
قال القرطبي،دليل على أن غيظهم كان قد اشتدّ،وهكذا إذا قهر الرجل من قبِل الرِجال فإن قلبه يَحمِل الغيظ،
مر إبراهيم بن أدهم على رجلحزين ومهموم,فقال له،إني سأسألك ثلاثة فأجبني،فقال الرجلالحزين،نعم،
قال إبراهيم،أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من رزقك شيء قدرهالله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من أجلك لحظة كتبها الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،فعلام الحزن والهم
لماذا تعطي الدنيا أكبر من حجمها،فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ونحن في الدنيا عابر سبيل،
أو مثل ماشبهها لنا رسولنا الكريم،صلى الله عليه وسلم(مثل شخص يستظل تحت شجرة فترة قصيرة ثم يتركها ويذهب,
وما أجمل قول الشاعر حين قال،
دعِ الـمقادير تجري في أعـنَّتِها،،،ولا تـنامنَّ إلا خالي الـبالِ،
ما بين غمضةِ عين وانتباهتها،،،يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ،
ومن قال هذا الدعاء كفاه الله هم الدنيا والآخرة(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم،
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راض عنا،
اللهم أبعد عنا الكرب والهم والحزن وأقضى لنا حاجاتنا وأصلح لنا دنيانا وديننا.