امـ حمد
09-09-2015, 02:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رؤية الله ألذ النعيم
إن رؤية الله،تبارك وتعالى،بالأبصار جهرة كما يرى القمر ليلة البدر،وتجليه ضاحكاً لهم،هو أفضل نعيم أهل الجنة وأشرفه، وأجله قدراً، وأعلاه شرفاً، وأقره عيناً،
وهو الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم،
لا تغتروا بهذه الحياة، فإن كل ما في هذه الدنيا آيل للزوال والخراب، واستعدوا لدار خلد لا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها،ولا ينقطع نعيمها،قال تعالى(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)آل عمران،
إن أهل الجنة في الجنة في مقام أمين، وفي أمان من تغيرات الزمان وتقلبات الحياة، يتقلبون في جنات ونعيم لهم فيها ما يشاءون، متنعمين مع الزوجات من الحور العين،
يقول الرسول،صلى الله عليه وسلم،قال الله تعالى(أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)السجدة،رواه البخاري،مسلم،
أما تمام النعيم وأعظم اللذائذ وأكبر السرور في الجنة فهو يوم المزيد، يقول الله،سبحانه وتعالى(ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)ق،
ويقول(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)يونس،
وقد فسر الصادق المصدوق،صلى الله عليه وسلم،الزيادة بأنها رؤية المؤمنين لربهم،تبارك وتعالى في الجنة، فيصيبهم من النور والضياء، ويجدون من اللذة عند رؤيته ما يصغر معه نعيم الجنة على ما فيها من أنواع اللذائذ والنعيم، ويرجعون إلى بيوتهم وقد ازدادوا نوراً وضياء،
قال تبارك وتعالى،بما يلحق المؤمنين من الحسن والبهاء والنضارة برؤيتهم لربهم في جنات النعيم فقال(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ،إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)القيامة،
إن الله،سبحانه وتعالى،خلق الخلق لعبادته،فبذكره تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم، فلا يعطيهم في الآخرة شيئاً خيراً لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم، ولا أنعم لقلوبهم، من النظر إليه، وسماع كلامه منه بلا واسطة، ولم يعطهم في الدنيا شيئا خيراً لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه،
عن أَنس،رضي الله عنه،قال،قَال رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم(أتاني جبريل،وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء، فقلت،يا جبرائيل ما هذه،قَال،الجمعة،قَال،قلت،وما الجمعة،قَال،لكم فيها خير،قَال،قلت،وما لنا فيها،قَال،يكون عيداً لك،ولقَومك من بعدك،ويكون اليهود والنصارى تبعاً لك,قَال،قلت،وما لنا فيها،قَال، لكم فيها ساعة،لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها شيئاً من الدنيا والآخرة هو له قَسم،إِلا أعطاه إياه،أو ليس بِقَسم،إلا ادخر له عنده ما هو أفضل منه،أو يتعوذ به من شر هو علَيه مكتوب،ِإلا صرف عنه منَ البلاء ما هو أعظم منه,قَال،قلت له،وما هذه النكتة فيها،قَال،هي الساعة،تقوم يوم الجمعة،وهو عندنا سيد الأيامِ،ونحن ندعوه يوم القيامة ويوم المزيد,قال،قلت،مم ذاك،قَال،لِأن ربك،تبارك وتعالى،اتخذ في الجنة وادياً من مسك أَبيض،فإذا كانَ يوم الجمعة،هبط من عليينَ على كرسيه،تبارك وتعالَى،ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر،ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها،وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب، ثم يتجلى لهم ربك،تبارك وتعالى،ثم يقول،سلوني أعطكم,قَال، فيسألونه الرضى،فيقول،رضائي أحلكم دارِي،فَسلوني أعطكم،قال،فيسأَلونه،قَال،فَيشهدهم أنه قد رضي عنهم،قال،َيفتح لهم ما لم تر عين،ولم تسمع أُذن،ولا يخطر على قلب بشر،قَال،وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة،ثم قَال،يرتفع ويرتفع معه النبيونَ والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم،وهي درة بيضاء ليس فيها فصم ولا قَصم،أَو درة حمراء،أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطرزة،وفيها أَنهارها وثمارها متدلِية،قَال،فليسوا إِلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظراً،وليزدادوا منه كرامة)مصنف ابن أبي شيبة،وحسنه الألباني،
إن هذه الأحاديث وغيرها تشوق المؤمن إلى هذا الفوز العظيم، والظفر الكبير لرؤية وجه الله الجليل الذي هو أطيب الوجوه وأكرمها، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)القصص،(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)الرحمن، فأعظم النعيم هو النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم،(فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) البخاري ومسلم،
لقد وصف الله الجنة لعباده المؤمني،ليزدادوا لها شوقاً ومسابقة وعملاً، فوصف لهم ما فيها من الأنهار والأشجار، وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من النعيم الأبدي، ووصف لهم ما فيها من الدرجات العالية والمنازل الرفيعة، وما لهم من الزوجات الحسان، وما يحصلون عليه من ألذ النعيم وأعظم اللذة برؤية وجهه الكريم،
فمن أحب أن يُكرمه الله بهذه النعمة فعليه أن يحرص على أداء صلاتي الفجر والعصر في جماعة، فقد قال النبي،صلى الله عليه وسلم(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا، ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)ق،رواه البخاري ومسلم،
والمعنى،لا تُغلبوا فتفوّتوا هاتين الصلاتين في جماعة فيفوتكم هذا الفوز الكبير، فتحرمون من النظر إلى وجه الله الكريم،
وقوله،صلى الله عليه وسلم(لا تُضامون في رؤيته)معناه،لا تزدحمون على رؤيته، ولا يحال بينكم وبينه شيء،
فمن حيل بينه وبين رؤيته وحجب عنه فقد ضيم وأذل غاية المذلة،
فهذا هو الشقاء المقيم،وأقسى العذاب عذابهم، فهم المحرمون من النظر إلى ربهم ورؤية وجهه الكريم، وهم المطرودون عن هذا النعيم العظيم، فيالخسارتهم وذلهم وخزيهم ونكالهم،ألا بعداً وسحقاً لهم،
والذين سبق عليهم القول من ربهم بهذا الحرمان الأليم،
أولهم،الكافرون، وهم الذين استبدلوا الكفر بالإيمان،وأعرضوا عن عبادة الرحمن،فأعرض الله عنهم،وحرمهم وحجبهم لذة النظرعن رؤية وجهه الكريم(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ)المطففين،
ثانياً،المنافقون، الذين يعذبون في الدرك الأسفل من النار، فأشد العذاب عذابهم، ومن العذاب أن يحجبوا عن رؤية الله، ويمنعوا من النظر إلى وجه الله الكريم،
ثالثاً،أهل البدعة المنكرين للرؤية، الذين يرون أن الله لا يرى في الجنة، ويردون كل هذه الأدلة الواضحة، من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بشبهات باطلة، وتأويلات فاسدة، يقول الإمام أحمد،رحمه الله،في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة،عن صهيب، عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا استقر أهل الجنة في الجنة ونادى منادٍ،يا أهل الجنة إن الله قد أذن لكم في الزيادة،قال،فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله لا إله إلا هو،
اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة،
اللهم حقق لنا ما نرجو،ولا تخزنا يوم القيامة،واختم لنا بخاتمة الصالحين التائبين،واجعلنا يوم الفزع آمنين،واجعلنا ممن يؤتون كتابهم باليمين،وممن يُرفع مقامُهم في عليين،
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،وأن تقر أعيننا برؤية وجهك الكريم مع نبينا الكريم،صلى الله عليه وسلم،في جنات عدن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رؤية الله ألذ النعيم
إن رؤية الله،تبارك وتعالى،بالأبصار جهرة كما يرى القمر ليلة البدر،وتجليه ضاحكاً لهم،هو أفضل نعيم أهل الجنة وأشرفه، وأجله قدراً، وأعلاه شرفاً، وأقره عيناً،
وهو الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم،
لا تغتروا بهذه الحياة، فإن كل ما في هذه الدنيا آيل للزوال والخراب، واستعدوا لدار خلد لا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها،ولا ينقطع نعيمها،قال تعالى(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)آل عمران،
إن أهل الجنة في الجنة في مقام أمين، وفي أمان من تغيرات الزمان وتقلبات الحياة، يتقلبون في جنات ونعيم لهم فيها ما يشاءون، متنعمين مع الزوجات من الحور العين،
يقول الرسول،صلى الله عليه وسلم،قال الله تعالى(أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)السجدة،رواه البخاري،مسلم،
أما تمام النعيم وأعظم اللذائذ وأكبر السرور في الجنة فهو يوم المزيد، يقول الله،سبحانه وتعالى(ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)ق،
ويقول(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)يونس،
وقد فسر الصادق المصدوق،صلى الله عليه وسلم،الزيادة بأنها رؤية المؤمنين لربهم،تبارك وتعالى في الجنة، فيصيبهم من النور والضياء، ويجدون من اللذة عند رؤيته ما يصغر معه نعيم الجنة على ما فيها من أنواع اللذائذ والنعيم، ويرجعون إلى بيوتهم وقد ازدادوا نوراً وضياء،
قال تبارك وتعالى،بما يلحق المؤمنين من الحسن والبهاء والنضارة برؤيتهم لربهم في جنات النعيم فقال(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ،إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)القيامة،
إن الله،سبحانه وتعالى،خلق الخلق لعبادته،فبذكره تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم، فلا يعطيهم في الآخرة شيئاً خيراً لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم، ولا أنعم لقلوبهم، من النظر إليه، وسماع كلامه منه بلا واسطة، ولم يعطهم في الدنيا شيئا خيراً لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه،
عن أَنس،رضي الله عنه،قال،قَال رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم(أتاني جبريل،وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء، فقلت،يا جبرائيل ما هذه،قَال،الجمعة،قَال،قلت،وما الجمعة،قَال،لكم فيها خير،قَال،قلت،وما لنا فيها،قَال،يكون عيداً لك،ولقَومك من بعدك،ويكون اليهود والنصارى تبعاً لك,قَال،قلت،وما لنا فيها،قَال، لكم فيها ساعة،لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها شيئاً من الدنيا والآخرة هو له قَسم،إِلا أعطاه إياه،أو ليس بِقَسم،إلا ادخر له عنده ما هو أفضل منه،أو يتعوذ به من شر هو علَيه مكتوب،ِإلا صرف عنه منَ البلاء ما هو أعظم منه,قَال،قلت له،وما هذه النكتة فيها،قَال،هي الساعة،تقوم يوم الجمعة،وهو عندنا سيد الأيامِ،ونحن ندعوه يوم القيامة ويوم المزيد,قال،قلت،مم ذاك،قَال،لِأن ربك،تبارك وتعالى،اتخذ في الجنة وادياً من مسك أَبيض،فإذا كانَ يوم الجمعة،هبط من عليينَ على كرسيه،تبارك وتعالَى،ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر،ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها،وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب، ثم يتجلى لهم ربك،تبارك وتعالى،ثم يقول،سلوني أعطكم,قَال، فيسألونه الرضى،فيقول،رضائي أحلكم دارِي،فَسلوني أعطكم،قال،فيسأَلونه،قَال،فَيشهدهم أنه قد رضي عنهم،قال،َيفتح لهم ما لم تر عين،ولم تسمع أُذن،ولا يخطر على قلب بشر،قَال،وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة،ثم قَال،يرتفع ويرتفع معه النبيونَ والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم،وهي درة بيضاء ليس فيها فصم ولا قَصم،أَو درة حمراء،أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطرزة،وفيها أَنهارها وثمارها متدلِية،قَال،فليسوا إِلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظراً،وليزدادوا منه كرامة)مصنف ابن أبي شيبة،وحسنه الألباني،
إن هذه الأحاديث وغيرها تشوق المؤمن إلى هذا الفوز العظيم، والظفر الكبير لرؤية وجه الله الجليل الذي هو أطيب الوجوه وأكرمها، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)القصص،(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)الرحمن، فأعظم النعيم هو النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم،(فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) البخاري ومسلم،
لقد وصف الله الجنة لعباده المؤمني،ليزدادوا لها شوقاً ومسابقة وعملاً، فوصف لهم ما فيها من الأنهار والأشجار، وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من النعيم الأبدي، ووصف لهم ما فيها من الدرجات العالية والمنازل الرفيعة، وما لهم من الزوجات الحسان، وما يحصلون عليه من ألذ النعيم وأعظم اللذة برؤية وجهه الكريم،
فمن أحب أن يُكرمه الله بهذه النعمة فعليه أن يحرص على أداء صلاتي الفجر والعصر في جماعة، فقد قال النبي،صلى الله عليه وسلم(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا، ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)ق،رواه البخاري ومسلم،
والمعنى،لا تُغلبوا فتفوّتوا هاتين الصلاتين في جماعة فيفوتكم هذا الفوز الكبير، فتحرمون من النظر إلى وجه الله الكريم،
وقوله،صلى الله عليه وسلم(لا تُضامون في رؤيته)معناه،لا تزدحمون على رؤيته، ولا يحال بينكم وبينه شيء،
فمن حيل بينه وبين رؤيته وحجب عنه فقد ضيم وأذل غاية المذلة،
فهذا هو الشقاء المقيم،وأقسى العذاب عذابهم، فهم المحرمون من النظر إلى ربهم ورؤية وجهه الكريم، وهم المطرودون عن هذا النعيم العظيم، فيالخسارتهم وذلهم وخزيهم ونكالهم،ألا بعداً وسحقاً لهم،
والذين سبق عليهم القول من ربهم بهذا الحرمان الأليم،
أولهم،الكافرون، وهم الذين استبدلوا الكفر بالإيمان،وأعرضوا عن عبادة الرحمن،فأعرض الله عنهم،وحرمهم وحجبهم لذة النظرعن رؤية وجهه الكريم(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ)المطففين،
ثانياً،المنافقون، الذين يعذبون في الدرك الأسفل من النار، فأشد العذاب عذابهم، ومن العذاب أن يحجبوا عن رؤية الله، ويمنعوا من النظر إلى وجه الله الكريم،
ثالثاً،أهل البدعة المنكرين للرؤية، الذين يرون أن الله لا يرى في الجنة، ويردون كل هذه الأدلة الواضحة، من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بشبهات باطلة، وتأويلات فاسدة، يقول الإمام أحمد،رحمه الله،في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة،عن صهيب، عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا استقر أهل الجنة في الجنة ونادى منادٍ،يا أهل الجنة إن الله قد أذن لكم في الزيادة،قال،فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله لا إله إلا هو،
اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة،
اللهم حقق لنا ما نرجو،ولا تخزنا يوم القيامة،واختم لنا بخاتمة الصالحين التائبين،واجعلنا يوم الفزع آمنين،واجعلنا ممن يؤتون كتابهم باليمين،وممن يُرفع مقامُهم في عليين،
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،وأن تقر أعيننا برؤية وجهك الكريم مع نبينا الكريم،صلى الله عليه وسلم،في جنات عدن.