المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة



امـ حمد
15-09-2015, 06:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
هذا الدعاء يرويه الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه،
(أما إني قد دعوت فيهما،يعني في الركعتين،بدعاء كان رسول اللَّهِ صلى اللَه عليه وسلم يدعو بِهِا(اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي،وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي،أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى.
وأسألك نعيما لا ينفد،وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت،
وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.
اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين)رواه أحمد،والنسائي،وصححه الألباني،
وقوله صلى الله عليه وسلم( في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة )احتراز عن أن يكون الشوق إلى لقاء الله سببه ضرر أو فتنة لحقت بالعبد،بل يسأل الله شوقا إليه،سبَبُهُ حبه سبحانه وتعالى،ورجاءُ ما عنده من الفضل،
وإنما قال( من غير ضراء مضرة،ولا فتنة مضلة )لأن الشوق إلى لقاء الله يستلزم محبة الموت،والموت يقع تمنيه كثيرا من أهل الدنيا بوقوع الضراء المضرة في الدنيا،وإن كان منهيا عنه في الشرع،ويقع من أهل الدين تمنيه لخشية الوقوع في الفتن المضلة،فسأل تمني الموت خالياً من هذين الحالين،وأن يكون ناشئاً عن محض محبة الله،والشوق إلى لقائه،وقد حصل هذا المقام لكثير من السلف،
قال أبو الدرداء،أحب الموت اشتياقا إلى ربي،
وقالت رابعة،طالت عليَّ الأيام والليالي بالشوق إلى لقاء الله،
ويقول الشوكاني رحمه الله،قوله(بعلمك الغيب،وقدرتك على الخلق )
فيه دليل على جواز التوسل إليه تعالى بصفات كماله وخصال جلاله،
هذا ثابت في الصحيحين من حديث أنس بلفظ(اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي،وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي)وهو يدل على جواز الدعاء بهذا،
ولفظه(قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به،فإن كان لا بد متمنياً فليقل،اللهم أحيني)إلى آخره،
قوله(خشيتك في الغيب والشهادة )أي،في مغيب الناس وحضورهم،
وقوله(وكلمة الحق في الغضب والرضا ) إنما جمع بين الحالتين،لأن الغضب ربما حال بين الإنسان وبين الصدع بالحق،وكذلك الرضا،ربما قاد في بعض الحالات إلى المداهنة وكتم كلمة الحق،
قوله( والقصد في الفقر والغنى )بمعنى،استقامة الطريق والاعتدال،وضد الإفراط،لأن بطر الغنى ربما جر إلى الإفراط،
وعدم الصبر على الفقر ربما أوقع في التفريط،
قوله(والشوق إلى لقائك )إنما سأله صلى الله عليه وسلم،لأنه من موجبات محبة الله للقاء عبده،لحديث( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ) ومحبة الله تعالى لذلك من أسباب المغفرة،
قوله(في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مُضلة) أي أسألك شوقاً لا يوجد فيه ما يُضرني في ديني، ولا في دنياي بأن أحيا حياة خالية من الضرّ والبلاء الذي لا صبر عليه، وخالية من الفتن المضلّة، الموقعة في الحيرة،ومفضية إلى الهلاك،
قوله( مُضِرَّة ) إنما قيد صلى الله عليه وسلم،بذلك لأن الضراء ربما كانت نافعة آجلاً أو عاجلاً،فلا يليق الاستعاذة منها،
قوله(مُضِلة)وصفها صلى الله عليه وسلم،بذلك لأن من الفتن ما يكون من أسباب الهداية،وبهذا الاعتبار مما لا يستعاذ منه،
هذا الدعاء كبير النفع، عظيم الشأن،وغزير الفوائد،لما فيه من معانٍ ومقاصد جليلة,
توسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى،وصفاته العُلا،
وتفويض الأمور إلى اللَّه تعالى،والتوكل عليه جل وعلا،
وسؤاله التوفيق إلى كمال العبودية من العبادات،
وفيه سؤال أعلى نعيم الآخرة,وأعلى نعيم الدنيا,
قوله(اللَّهم بعلمك الغيب)ألاستعطاف والتذلّل,أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك،ولم يخف عليك مما استأثرت به, فيه تفويض العبد أموره إلى اللَّه جل شأنه, وطلب الخيرة في أحواله، وشأنه منه جل وعلا, وتوسلاً إليه سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء, وأحاط بكل شيء،
قوله(وبقدرتك على الخلق) توسل لكمال قدرته النافذة على جميع المخلوقات،إنسها،وجنّها،وملائكتها،لأن التوسل بأسماء اللَّه وصفاته،هو أكبر الوسائل التي يرجى معها استجابة الدعاء،
وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان،

النوع الأول،ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى, وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه تعالى بغير تردد،لأنه خير محض،
النوع الثاني، ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا،كالموت والحياة، والغنى والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدنيا التي يجهل عواقبها،فهذه لا ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد،لأن العبد جاهل بعواقب الأمور،وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين معاً،فإنه لما سأل الموت والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرة لعبده,ولما سأل الخشية وما بعدها مما هو خير صرف جزم به،ولم يقيّده بشيء)
ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء،ما يدعو به،لأنه يدعو رب الأرض والسموات،فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني، وأنبل الأماني،
قوله(أحيني ما علمت الحياة خيراً لي)أسألك بأن تحيني حياة طيبة، بأن يغلب خيري على شرّي, بأن أتمسك بشريعتك، متبعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم،إذا كانت الحياة خيراً لي,
وفي هذا تفويض كامل للَّه تعالى, وتقديم اختياره تعالى على اختيار نفسه, لعجزه، وضعف اختيار العبد لنفسه، فهو عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع مضارّه إلا بما أعانه اللَّه عليه، ويَسَّره له, وفيه كذلك حسن الظن باللَّه جل وعلا،بكمال أفعاله، وصفاته المقترنة بكمال الحكمة والعلم والعدل،
قوله(وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي) بأن تغلب سيئاتي على حسناتي, بأن تقع الفتن والفساد والشر في الدين، ففي هذه الحال يكون الموت خيراً لما فيه من الراحة للمؤمن، والسلامة من البلايا،ولهذا جاء النهي في السنة عن تمني الموت لضُر نزل بالعبد لجهله بالعواقب،ففي صحيح البخاري،عن أبي هريرة، رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد،وإما مسيئًا فلعله يستعتب)يستعتب، أي يرجع،
أي،علّة النهي عن تمني الموت بأن العبد إن كان محسناً فحياته يرجى أن يزداد بها إحساناً، وإن كان مسيئاً فإنه يسترضي اللَّه بالإقلاع عن الذنوب، وطلب المغفرة،
قوله(وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة) أي أسألك يا إلهي دوام الخشية مع الخوف في السر والعلن،والظاهر والباطن،فإن خشيتك رأس كُل خير،قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
وقال تعالى(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)
(وقد فُسّر الغيب في هذه الآيات بالدنيا؛ لأن أهلها في غيب عما وعدوا به من أمر الآخرة،
والموجب لخشية اللَّه تعالى في السر والعلانية،أمور منها،قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي،
والنظر في شدة بطشه وانتقامه وقوته وقهره،
قوة المراقبة للَّه،والعلم بأنه شاهد ورقيب على قلوب عباده وأعمالهم،وأنه مع عباده،حيث كانوا،
قوله(وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب) وهذا المطلب عزيز جداً يقلّ في واقع العبد، لذلك سأله ربَّه تعالى،
وأسألك يا اللَّه النطق بالحق في جميع أحوالي، في حال غضبي، وفي حال رضاي، فلا أداهن في حال رضى الناس وغضبهم عليَّ، ويكون الحق مقصدي في جميع الأحوال.
قوله(وأسألك القصد في الغنى والفقر) وبأن أكون مقتصداً معتدلاً في حال غناي وفقري،فلا أنفق في الغنى بسرف،ولا طغيان،ولا أضيّق في حال فقري خوف نفاد الرزق، كما قال تعالى(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)والقوام هو القصد، والتوسّط، وفي كل الأمور،
قوله(وأسألك نعيماً لا ينفد)أي،أسألك نعيماً لا ينقضي،ولا ينتهي، وليس ذلك إلا نعيم الآخرة،قال تعالى(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ،
وقال جل شأنه(إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ)أي في الجنة، فهو دائم لا ينتهي ولا ينقص،
(أما نعيم الدنيا فهو نافد، كما أن الدنيا كلها نافذة، وكأنه حين ينزل به الموت وسكراته لم يذق نعيماً من نعيم الدنيا)
قوله(وأسألك قرة عين لا تنقطع) وقرة العين هي من جملة النعيم الذي أسأله في الدنيا والآخرة،لأن النعيم منه ما هو منقطع، ومنه ما لا ينقطع، فمن قرّت عينه بالدنيا فقُرَّة عينه منقطعة، سروره فيها زائل،لأن لذاتها مشوبة بالفجائع والمنغصات، فلا تقرَّ عين المؤمن في الدنيا إلا باللَّه عز وجل وذكره ومحبته والأنس به، والمحافظة على طاعته في الليل والنهار،
ومن أعظمها الصلاة،كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم(وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)وقرّة العين في الآخرة تشمل النعيم في البرزخ، وفي الجنة، وقرّة العين التي لاتنقطع هي التي لا تنتهي، فإنّ من قرَّت عينه باللَّه جلّ وعلا فقد حصلت له قرة عين لا تنقطع في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة،
قوله(وأسألك الرضى بعد القضاء) لأنه حينئذ تتبين حقيقة الرضا، وسؤال اللَّه الرضى بعد القضاء يتضمن الرضا بما فيه من خير أو شر، فأما في الخير فيرضى ويقنع به ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به،
وأما في الشر فيصبر،ولا يتكلّف في طلب الزيادة،ويشكر على ما أوتي به،ولا ينزعج ولا يتسخّط، ويتلّقاه بوجهٍ منبسطٍ،وخاطرٍ منشرحٍ،وشكرٍ مستمرٍّ،
والرضى بالقضاء مقام عظيم،من حصل له فقد رضي اللَّه عنه، فإن الجزاء من جنس العمل،قال اللَّه تعالى(رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
(قال عبد الواحد بن زيد،الرضا باب اللَّه الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين)
قوله(وأسألك برد العيش بعد الموت) أي،أسألك الراحة بعد الموت، ويكون ذلك برفع الروح إلى الجنان في عليين، وهذا يدل على أن العيش وطيبه، وبرده، إنما يكون بعد الموت للمؤمن، فإن العيش قبل الموت منغصٌ لما فيه من الهموم والغموم،
قوله(وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك) جمع هذا الدعاء أطيب وأهنأ شيء في الدنيا، وهو الشوق إلى لقاء اللَّه عز وجل وأنعم وأطيب شيء في الآخرة هو النظر إلى وجه اللَّه الكريم،
فعن صهيب رضى الله عنه،أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ،قال(إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ،يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى،تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُم،فَيقُولُون،ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا،ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ،قال،فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ عز وجل،فهو أعظم من كل نعيم في الجنة وما فيها)
وقوله(اللَّهم زَينا بزينة الإيمان) يا اللَّه زيَّن بواطننا وظواهرنا بزينة الإيمان، فتشمل زينة الباطن بالاعتقاد الصحيح، واليقين الثابت، وزينة اللسان بالذكر والقرآن، وزينة الظاهر بالأعمال الصالحة، والطاعة الدائمة، فإن الزينة الكاملة النافعة الدائمة، هي زينة الإيمان والتقوى إذا شملت القلب والبدن، فقد سمَّى اللَّه تعالى التقوى لباساً، وأخبر أنها خير من لباس الأبدان(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)
قوله(واجعلنا هداة مهتدين) بأن نهدي أنفسنا، ونهدي غيرنا، وهذا أفضل الدرجات، قال تعالى(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)وكما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم،لمعاوية رضى الله عنه(اللَّهم اجعله هادياً مهدياً، واهده،واهد به)
ووصف الهداة بالمهتدين، وذلك أن يكون العبد عالماً بالحق متبعاً له، معلّماً لغيره ومرشداً له،

فحقّ على الداعي أن يعتني بهذا الدعاء العظيم الجامع والشامل لكل خيرات الدنيا والآخرة.

المحاميه
15-09-2015, 07:21 AM
جزاج الله خير
كلام سليم

امـ حمد
15-09-2015, 07:37 AM
جزاج الله خير
كلام سليم


تسلمين حبيبتي المحاميه
ويزاااج ربي جنة الفردوس
نورتي صفحتي المتواضعه اختي

الحسيمqtr
15-09-2015, 10:18 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-09-2015, 04:27 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
16-09-2015, 04:09 PM
اول مره اسمع هذا الدعاء راح اكتبه على ورقه وادعيه لعل وعسى تتغير الدنيا معااي

جزيتي خيراا حبيبتي

امـ حمد
16-09-2015, 04:39 PM
اول مره اسمع هذا الدعاء راح اكتبه على ورقه وادعيه لعل وعسى تتغير الدنيا معااي

جزيتي خيراا حبيبتي


حبيبتي الله يسعدك في الدنيا والآخره كازانوفا
بارك الله في حسناتج يالغلا