المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر،وأنا الدهر



امـ حمد
17-09-2015, 03:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم( قال الله عز وجل،يؤذيني ابن آدم يسب الدهر،وأنا الدهر بيدي الأمر،أقلب الليل والنهار ) رواه البخاري ومسلم ، وجاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم( قال الله عز وجل، يؤذيني ابن آدم يقول،يا خيبة الدهر،فلا يقولن أحدكم،يا خيبة الدهر،فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما )ومنها رواية للإمام أحمد( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال،أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني،
معاني المفردات،السب،الشتم أو التقبيح والذم،
الدهر،الوقت والزمان،
يؤذيني،أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي،
وأنا الدَّهر،أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه،
معنى الحديث،أقسم الله تعالى،بالعصر والزمان لعظمته وأهميته، فهو ظرف العمل ووعاؤه،وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة،وهو الحياة،فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة،ولهذا امتن الله به على عباده فقال(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)الفرقان، فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار،ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل،
وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة،أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان،فيقول أحدهم،قبح الله الدهر الذي شتت شملنا،ولعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا،وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم،فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان،فإنما يسب،في الحقيقة،الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها،حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر،فإن الدَّهر لا فعل له،وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع،الخافض الرافع،المعز المذل،وأما الدهر فليس له من الأمر شيء،فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل،ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله،
ومثل من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق،فجعل يقول،لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا،ويكون ذلك من قضاء النبي،صلى الله عليه وسلم،وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة،وان كان السابُّ لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ،مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم،فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ،وطرف محايد لا له ولا عليه،والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء،
فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد،منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب،فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله،منقاد لأمره متذلل لتسخيره،فسابُّه أولى بالذم،
ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا،إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع،وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر،ورفع من لا يستحق الرفعة،وحرم من ليس أهلاً للحرمان،
فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما،إما مسبة الله،أو الشرك به،
فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك،وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك،فهو يسب الله تعالى،
ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي،والاهتمام بالأمور العملية،فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء،هل سيغير ذلك من حاله،هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها،هل سيحصل ما كان يطمح إليه،
إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً،ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً،
وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا،ولا يلزم من الأذية الضرر،فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك،ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى(إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) الأحزاب،
ونفى عن نفسه أن يضره شيء ، فقال تعالى(إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً )آل عمران،
وقال في الحديث القدسي( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ) رواه مسلم،

الحسيمqtr
18-09-2015, 09:37 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
18-09-2015, 05:01 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
19-09-2015, 11:22 AM
لا اله الا الله

جزيتي خيرا

امـ حمد
19-09-2015, 04:17 PM
لا اله الا الله

جزيتي خيرا






تسلمين حبيبتي كازانوفا
بارك الله في حسناتج يالغلا