رجل الجزيرة
17-09-2015, 04:45 PM
اتهمت الأمطار وبرأت نفسها وتجاهلت اتهام الشركة المنفذة
رد أشغال يصدم المنتقدين والمطبلين
الهيئة : الأمطار تجاوزت المعدل المعتاد وتخطت الحدود التصميمية للشبكة
أعمال الصيانة الدورية للشبكة انتهت قبل أسبوع من هطول الأمطار
شبكة تصريف المياه السطحية للموقع صممت بطاقة استيعابية لعام 2008
http://raya.com/File/GetImageCustom/5c19e72b-a3ab-4054-9e5c-ef5dd12b883c/316/235
رد أشغال يصدم المنتقدين والمطبلين
•الراية تعقب:
•أشغال تجاهلت الرأي العام .. ومبرراتها الواهية تفتح شهية الساخرين
•الهيئة تعترف بإنشاء طريق بالمليارات لا يواكب تحديات المستقبل
•كميات الأمطار ليست حدثاً نادراً يتكرر كل عشرات السنين
•لماذا تنسى الهيئة أن طريق دخان غرق للمرة الثانية خلال 3 سنوات
•الهيئة برأت نفسها من إهمال الصيانة .. وتخلت عن مساءلة الشركة المنفذة
•كلما حاولت أشغال البحث عن مبررات لا تمسها تدين نفسها أكثر
الدوحة - الراية:
أصدرت هيئة الأشغال العامة " أشغال" أمس بيانا صحفيا بشأن الأمطار التي قطعت طريق دخان الشيحانية الجمعة الماضية .. وفيما يلي نص البيان:
تعرضت منطقة الشيحانية وطريق دخان السريع لهطول أمطار غزيرة بعد ظهر يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015، ما أدى إلى حدوث تجمع للمياه في موقع التقاطع رقم 42 على طريق دخان السريع، وهي منطقة تقاطع لبصير على بعد حوالي 5 كلم من تقاطع الشيحانية.
وعلى الفور قامت الهيئة باتخاذ الإجراءات اللازمة وفق خطة الطوارىء المعتمدة للتعامل مع هذه الحالات، وذلك كما يلي:
•أعلنت إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي حالة التأهب (المستوى الأول) ظهر يوم الجمعة 11 سبتمبر فور رصد الأمطار المتوقعة، وتم إخطار جميع أعضاء فرق الطوارئ بالبدء في تنفيذ إجراءات حالة التأهب لطوارئ الأمطار (والتي تشمل جميع مرافق الصرف بالدولة).
•في الساعة 14:54 تم إبلاغ فرق الطوارئ بوجود تجمع للمياه يعيق الحركة المرورية عند التقاطع المذكور نتيجة لهطول أمطار غزيرة ومركزة مصاحبة للعاصفة الرعدية في المنطقة، عندئذ رفعت إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي حالة التأهب إلى درجة التأهب القصوى (المستوى الثاني) ومن ثم تم رفعها إلى حالة الطوارئ (المستوى الثالث).
•في حدود الساعة 16:30 وصلت صهاريج سحب المياه إلى موقع تجمع المياه، وبدأت بسحب المياه المتجمعة، كما قامت الهيئة بتركيب مضخات لصرف وضخ المياه خارج الطريق. وقد تواجد بالموقع مديرو إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي وإدارة صيانة الطرق ورؤساء الأقسام المعنية بالهيئة للتعامل مع الموقف.
•وكانت الشرطة قد أغلقت الطريق السريع في كلا الاتجاهين فور بدء تجمع المياه على الطريق بصورة تعيق المرور، وتم تحويل الحركة المرورية لتفادي تجمعات المياه على الطريق حتى تم إعادة فتحه للمرور في الساعات الأولى من صباح يوم السبت بعد الانتهاء من سحب المياه المتجمعة به.
وقد كان السبب الرئيسي لتجمع المياه بالطريق هو الكميات الكبيرة وغير المعتادة من الأمطار التي هطلت خلال فترة قصيرة من الوقت على هذه المنطقة، فقد ظهر من خلال الفيديوهات المصورة ومعاينة الموقع على الطبيعة بعد ظهر يوم الجمعة أن الأمطار كانت بالغة الشدة وتجاوزت المعدل المعتاد بشكل كبير جداً، لذلك بالرغم من وجود شبكة لصرف المياه السطحية بالطريق تضم عدة أحواض وخزانات لتجميع مياه الأمطار بعيداً عن الطريق السريع، إلا أنه نتيجة للكميات الكبيرة من الأمطار التي سقطت على الطريق وعلى المنطقة المحيطة به أيضاً، والتي تخطت الحدود التصميمية للشبكة، لم تتمكن الشبكة من استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه.
الطاقة الاستيعابية
وقالت الهيئة في بيانها : يجب التنويه هنا إلى أن طريق دخان قد تم تنفيذه وافتتاحه عام 2008، وقد صممت شبكة تصريف المياه السطحية للموقع بطاقة استيعابية تمكنها من تصريف هطول مطري يمثل الحد الأقصى لكثافة الهطول المطري وفقاً للمعايير التصميمية المعتمدة.
وبذلك فإن العاصفة المطرية التي هبت على هذه المنطقة تسببت بهطول مطري كثيف فاق القدرة التصميمية لشبكة تصريف مياه الأمطار بالطريق. وكما هو متعارف عليه، فإنه وفي مثل هذه الحالات نادرة الحدوث من الهطول المطري الكثيف والمركز، والتي تتكرر مرات قليلة على مدى عشرات السنين، فإنه يجري عادة التعامل معها من خلال خطط طوارىء معدة لمثل هذه الحالات.
وأضافت: كانت الهيئة قد انتهت من أعمال الصيانة الدورية لشبكة صرف المياه السطحية في المنطقة قبل أسبوع واحد من حدوث الأمطار. هذا وتقوم الهيئة، من خلال خططها وبرامجها الدورية، بمراجعة كفاءة أنظمة الصرف في الطرق السريعة والتأكد من جاهزيتها في حال هطول الأمطار، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتنظيف الدورية لجميع شبكات الصرف في الدولة.
و جاء في البيان : تتوجه "أشغال" بالشكر الجزيل إلى كافة الجهات التي أسهمت بالتعاون مع الهيئة في مواجهة هذه الحالة الطارئة والتعامل مع هذا الموقف في أسرع وقت، خاصة أجهزة وزارة الداخلية ووزارة البلدية والتخطيط العمراني الذين قاموا بتوفير كافة الإمكانيات المتاحة لديهم لمواجهة هذا الموقف الطارىء.
تعقب:
صامت هيئة أشغال عن الكلام 4 أيام بعد حادث غرق طريق الشيحانية - دخان الجمعة الماضية ، فلم ترد على سيل التساؤلات الغاضبة حول العيوب الهندسية في الطريق الذي تكلف مليارات الريالات ولم تحتمل شبكة تصريف المياه تلك الأمطار التي لم تستمر ساعات قليلة.
صباح السبت الماضي انتظر الرأي العام خروج مسؤول بالهيئة للاعتذار عن تكرار غرق الطريق للمرة الثانية خلال 3 سنوات .. أو مبادرة الهيئة بإبلاغ النيابة ومقاضاة الشركة المنفذة التي لم تلتزم بالمواصفات ووقف التعامل معها لحين انتهاء التحقيقات وصدور حكم قضائي ..لكن الهيئة لم تفعل !
بل إن أصحاب المقالات الذين تطوعوا للدفاع عن أشغال في مواجهة الرأي العام الغاضب روجوا لأكذوبة تشكيل الهيئة للجنة تقصي الحقائق حول الحادث ، لتحديد المسؤولية القانونية ومساءلة المقصرين من الشركات والأفراد .. لكن الهيئة خيبت آمال المدافعين عنها أيضا ولم تفعل ما روجه " المطبلون " من أخبار كاذبة لتهدئة الرأي العام!
قررت الهيئة التزام الصمت تماما متجاهلة الرأي العام وغضب المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي .. قبل إصدار بيان صحفي أمس لا يحمل أي إشارة الى تشكيلها للجنة للتحقيق في الأسباب وتحديد المسؤولية أو الإشارة الى أي مسؤولية من أي نوع قد يتحملها مسؤول بالهيئة أو بالشركة المنفذة .
بيان فقير
بدا البيان فقيرا بما يحمله من معلومات ومبررات واهية تثير السخرية أكثر مما تثير الغضب على طريقة تعامل الهيئة مع أمطار لم تفاجئ المسؤولين بالهيئة .. بل جاءت - وفقا لبيان الهيئة - متوقعة بل إن الهيئة تأهبت لمواجهة تبعاتها .. لولا أن الأمطار كانت بكميات لم تتوقعها الهيئة!
خيبت الهيئة توقعات المنتقدين والمطبلين بتحميل المسؤولية للأمطار نفسها التي جاءت بكميات كبيرة لم تكن تتوقعها .. حيث جاء في البيان بالنص" السبب الرئيسي لتجمع المياه بالطريق هو الكميات الكبيرة وغير المعتادة من الأمطار التي هطلت خلال فترة قصيرة من الوقت على هذه المنطقة".
وأضافت: "الأمطار كانت بالغة الشدة وتجاوزت المعدل المعتاد بشكل كبير جداً، لذلك بالرغم من وجود شبكة لصرف المياه السطحية بالطريق تضم عدة أحواض وخزانات لتجميع مياه الأمطار بعيداً عن الطريق السريع، إلا أنه نتيجة للكميات الكبيرة من الأمطار التي سقطت على الطريق وعلى المنطقة المحيطة به أيضاً، والتي تخطت الحدود التصميمية للشبكة، لم تتمكن الشبكة من استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه" .!!
هدية للمغردين
هل من الممكن أن يصدق أحد ما تسوقه الهيئة من مبررات ؟ .. فالبيان بما يتضمنه من مبررات واهية يمثل هدية للمغردين الساخرين على مواقع التواصل الاجتماعي ورسامي الكاريكاتير للسخرية من عبقرية من يخططون لمشروعات طرق بالمليارات تغرق أمام أمطار سبتمبر فتوقفت حركة السير وتم استدعاء أسطول من الصهاريج لسحب المياه لإعادة فتح الطريق .. فماذا ستكون الصورة خلال موسم الأمطار في الشتاء؟ .. هل يستدعي الأمر استدعاء الطرادات؟!
فوفقا لبيان الهيئة فإن الأمطار وحدها هي المتهمة بغرق الطريق .. وليس نتيجة عجز شبكة تصريف مياه الأمطار وفقا لتقرير لجنة تقصي الحقائق لنفس الشبكة منذ 3 سنوات .. فهذه المرة تبرئ الهيئة نفسها من الإهمال في صيانة تلك الشبكة حيث تقول في بيانها : " كانت الهيئة قد انتهت من أعمال الصيانة الدورية لشبكة صرف المياه السطحية في المنطقة قبل أسبوع واحد من حدوث الأمطار. هذا وتقوم الهيئة، من خلال خططها وبرامجها الدورية، بمراجعة كفاءة أنظمة الصرف في الطرق السريعة والتأكد من جاهزيتها في حال هطول الأمطار، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتنظيف الدورية لجميع شبكات الصرف في الدولة".!
مبررات أشغال
من يقرأ بيان الهيئة يكتشف أن الهيئة كلما حاولت البحث عن مبررات لا تمسها .. نكتشف أنها تدين نفسها أكثر .. فحين تقول إن كميات الأمطار تجاوزت الطاقة الاستيعابية لشبكة التصريف .. نجدها تعترف بأن شبكة تصريف المياه السطحية صممت بطاقة استيعابية تعود الى عام 2008 وهو توقيت تنفيذ طريق دخان .. وكأن المشروعات العملاقة للطرق ليس من ضمن معيار إنشائها أن تواكب متطلبات 20 سنة في المستقبل.
فالبيان يقول بالنص " يجب التنويه هنا إلى أن طريق دخان قد تم تنفيذه وافتتاحه عام 2008، وقد صممت شبكة تصريف المياه السطحية للموقع بطاقة استيعابية تمكنها من تصريف هطول مطري يمثل الحد الأقصى لكثافة الهطول المطري وفقاً للمعايير التصميمية المعتمدة. . وبذلك فإن العاصفة المطرية التي هبت على هذه المنطقة تسببت بهطول مطري كثيف فاق القدرة التصميمية لشبكة تصريف مياه الأمطار بالطريق".
أمطار نادرة!
بل إن الهيئة تذهب الى أبعد من ذلك حينما تعتبر أن تلك الأمطار من الحالات النادرة التي لا تتكرر إلا مرات قليلة على مدى عشرات السنين (!!) .. هل تصدق الهيئة هذا المبرر الذي تسوقه ؟ وهل الأمطار التي أغرقت نفس الطريق قبل 3 سنوات كانت حدثا نادرا أيضا يتكرر كل عشرات السنين !!
فالبيان يقول " : كما هو متعارف عليه، فإنه وفي مثل هذه الحالات نادرة الحدوث من الهطول المطري الكثيف والمركز، والتي تتكرر مرات قليلة على مدى عشرات السنين، فإنه يجري عادة التعامل معها من خلال خطط طوارىء معدة لمثل هذه الحالات" !.
الطبيعة والطقس
هكذا تتعامل الهيئة مع الواقعة .. لا لجان لتقصي الحقائق .. لا اعتذارات .. لا بيان منطقيا للرد على ما ساقه العديد من الخبراء حول أسباب غرق الطريق للمرة الثانية خلال 3 سنوات .. وعلى الأمطار أن تكتفي بكميات تناسب القدرة الاستيعابية لشبكة تصريف المياه التي صممت بمعايير 2008 فقط بدلا من أن تواكب متطلبات 50 عاما في المستقبل.. وهي مبررات تبرئ ليس فقط الشركة المنفذة لطريق دخان - الشيحانية ، فالهيئة تمنح الشركة شهادة تبرئها من أي اتهام ، بما يعد تنازلا مكتوبا عن مقاضاة تلك الشركة في المستقبل لو تم فتح تحقيقات جدية حول أسباب غرق الطريق .. بل إن مبررات أشغال تنسحب على العديد من المشروعات الأخرى باعتبارها حلا جاهزا لإخراج الهيئة من أي اتهامات.. فطالما تتحمل الطبيعة والطقس المسؤولية فإن المسؤولين في أمان !.
http://raya.com/news/pages/eba44238-4cc2-4fbe-bca1-311028d2fcd4
رد أشغال يصدم المنتقدين والمطبلين
الهيئة : الأمطار تجاوزت المعدل المعتاد وتخطت الحدود التصميمية للشبكة
أعمال الصيانة الدورية للشبكة انتهت قبل أسبوع من هطول الأمطار
شبكة تصريف المياه السطحية للموقع صممت بطاقة استيعابية لعام 2008
http://raya.com/File/GetImageCustom/5c19e72b-a3ab-4054-9e5c-ef5dd12b883c/316/235
رد أشغال يصدم المنتقدين والمطبلين
•الراية تعقب:
•أشغال تجاهلت الرأي العام .. ومبرراتها الواهية تفتح شهية الساخرين
•الهيئة تعترف بإنشاء طريق بالمليارات لا يواكب تحديات المستقبل
•كميات الأمطار ليست حدثاً نادراً يتكرر كل عشرات السنين
•لماذا تنسى الهيئة أن طريق دخان غرق للمرة الثانية خلال 3 سنوات
•الهيئة برأت نفسها من إهمال الصيانة .. وتخلت عن مساءلة الشركة المنفذة
•كلما حاولت أشغال البحث عن مبررات لا تمسها تدين نفسها أكثر
الدوحة - الراية:
أصدرت هيئة الأشغال العامة " أشغال" أمس بيانا صحفيا بشأن الأمطار التي قطعت طريق دخان الشيحانية الجمعة الماضية .. وفيما يلي نص البيان:
تعرضت منطقة الشيحانية وطريق دخان السريع لهطول أمطار غزيرة بعد ظهر يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015، ما أدى إلى حدوث تجمع للمياه في موقع التقاطع رقم 42 على طريق دخان السريع، وهي منطقة تقاطع لبصير على بعد حوالي 5 كلم من تقاطع الشيحانية.
وعلى الفور قامت الهيئة باتخاذ الإجراءات اللازمة وفق خطة الطوارىء المعتمدة للتعامل مع هذه الحالات، وذلك كما يلي:
•أعلنت إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي حالة التأهب (المستوى الأول) ظهر يوم الجمعة 11 سبتمبر فور رصد الأمطار المتوقعة، وتم إخطار جميع أعضاء فرق الطوارئ بالبدء في تنفيذ إجراءات حالة التأهب لطوارئ الأمطار (والتي تشمل جميع مرافق الصرف بالدولة).
•في الساعة 14:54 تم إبلاغ فرق الطوارئ بوجود تجمع للمياه يعيق الحركة المرورية عند التقاطع المذكور نتيجة لهطول أمطار غزيرة ومركزة مصاحبة للعاصفة الرعدية في المنطقة، عندئذ رفعت إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي حالة التأهب إلى درجة التأهب القصوى (المستوى الثاني) ومن ثم تم رفعها إلى حالة الطوارئ (المستوى الثالث).
•في حدود الساعة 16:30 وصلت صهاريج سحب المياه إلى موقع تجمع المياه، وبدأت بسحب المياه المتجمعة، كما قامت الهيئة بتركيب مضخات لصرف وضخ المياه خارج الطريق. وقد تواجد بالموقع مديرو إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي وإدارة صيانة الطرق ورؤساء الأقسام المعنية بالهيئة للتعامل مع الموقف.
•وكانت الشرطة قد أغلقت الطريق السريع في كلا الاتجاهين فور بدء تجمع المياه على الطريق بصورة تعيق المرور، وتم تحويل الحركة المرورية لتفادي تجمعات المياه على الطريق حتى تم إعادة فتحه للمرور في الساعات الأولى من صباح يوم السبت بعد الانتهاء من سحب المياه المتجمعة به.
وقد كان السبب الرئيسي لتجمع المياه بالطريق هو الكميات الكبيرة وغير المعتادة من الأمطار التي هطلت خلال فترة قصيرة من الوقت على هذه المنطقة، فقد ظهر من خلال الفيديوهات المصورة ومعاينة الموقع على الطبيعة بعد ظهر يوم الجمعة أن الأمطار كانت بالغة الشدة وتجاوزت المعدل المعتاد بشكل كبير جداً، لذلك بالرغم من وجود شبكة لصرف المياه السطحية بالطريق تضم عدة أحواض وخزانات لتجميع مياه الأمطار بعيداً عن الطريق السريع، إلا أنه نتيجة للكميات الكبيرة من الأمطار التي سقطت على الطريق وعلى المنطقة المحيطة به أيضاً، والتي تخطت الحدود التصميمية للشبكة، لم تتمكن الشبكة من استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه.
الطاقة الاستيعابية
وقالت الهيئة في بيانها : يجب التنويه هنا إلى أن طريق دخان قد تم تنفيذه وافتتاحه عام 2008، وقد صممت شبكة تصريف المياه السطحية للموقع بطاقة استيعابية تمكنها من تصريف هطول مطري يمثل الحد الأقصى لكثافة الهطول المطري وفقاً للمعايير التصميمية المعتمدة.
وبذلك فإن العاصفة المطرية التي هبت على هذه المنطقة تسببت بهطول مطري كثيف فاق القدرة التصميمية لشبكة تصريف مياه الأمطار بالطريق. وكما هو متعارف عليه، فإنه وفي مثل هذه الحالات نادرة الحدوث من الهطول المطري الكثيف والمركز، والتي تتكرر مرات قليلة على مدى عشرات السنين، فإنه يجري عادة التعامل معها من خلال خطط طوارىء معدة لمثل هذه الحالات.
وأضافت: كانت الهيئة قد انتهت من أعمال الصيانة الدورية لشبكة صرف المياه السطحية في المنطقة قبل أسبوع واحد من حدوث الأمطار. هذا وتقوم الهيئة، من خلال خططها وبرامجها الدورية، بمراجعة كفاءة أنظمة الصرف في الطرق السريعة والتأكد من جاهزيتها في حال هطول الأمطار، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتنظيف الدورية لجميع شبكات الصرف في الدولة.
و جاء في البيان : تتوجه "أشغال" بالشكر الجزيل إلى كافة الجهات التي أسهمت بالتعاون مع الهيئة في مواجهة هذه الحالة الطارئة والتعامل مع هذا الموقف في أسرع وقت، خاصة أجهزة وزارة الداخلية ووزارة البلدية والتخطيط العمراني الذين قاموا بتوفير كافة الإمكانيات المتاحة لديهم لمواجهة هذا الموقف الطارىء.
تعقب:
صامت هيئة أشغال عن الكلام 4 أيام بعد حادث غرق طريق الشيحانية - دخان الجمعة الماضية ، فلم ترد على سيل التساؤلات الغاضبة حول العيوب الهندسية في الطريق الذي تكلف مليارات الريالات ولم تحتمل شبكة تصريف المياه تلك الأمطار التي لم تستمر ساعات قليلة.
صباح السبت الماضي انتظر الرأي العام خروج مسؤول بالهيئة للاعتذار عن تكرار غرق الطريق للمرة الثانية خلال 3 سنوات .. أو مبادرة الهيئة بإبلاغ النيابة ومقاضاة الشركة المنفذة التي لم تلتزم بالمواصفات ووقف التعامل معها لحين انتهاء التحقيقات وصدور حكم قضائي ..لكن الهيئة لم تفعل !
بل إن أصحاب المقالات الذين تطوعوا للدفاع عن أشغال في مواجهة الرأي العام الغاضب روجوا لأكذوبة تشكيل الهيئة للجنة تقصي الحقائق حول الحادث ، لتحديد المسؤولية القانونية ومساءلة المقصرين من الشركات والأفراد .. لكن الهيئة خيبت آمال المدافعين عنها أيضا ولم تفعل ما روجه " المطبلون " من أخبار كاذبة لتهدئة الرأي العام!
قررت الهيئة التزام الصمت تماما متجاهلة الرأي العام وغضب المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي .. قبل إصدار بيان صحفي أمس لا يحمل أي إشارة الى تشكيلها للجنة للتحقيق في الأسباب وتحديد المسؤولية أو الإشارة الى أي مسؤولية من أي نوع قد يتحملها مسؤول بالهيئة أو بالشركة المنفذة .
بيان فقير
بدا البيان فقيرا بما يحمله من معلومات ومبررات واهية تثير السخرية أكثر مما تثير الغضب على طريقة تعامل الهيئة مع أمطار لم تفاجئ المسؤولين بالهيئة .. بل جاءت - وفقا لبيان الهيئة - متوقعة بل إن الهيئة تأهبت لمواجهة تبعاتها .. لولا أن الأمطار كانت بكميات لم تتوقعها الهيئة!
خيبت الهيئة توقعات المنتقدين والمطبلين بتحميل المسؤولية للأمطار نفسها التي جاءت بكميات كبيرة لم تكن تتوقعها .. حيث جاء في البيان بالنص" السبب الرئيسي لتجمع المياه بالطريق هو الكميات الكبيرة وغير المعتادة من الأمطار التي هطلت خلال فترة قصيرة من الوقت على هذه المنطقة".
وأضافت: "الأمطار كانت بالغة الشدة وتجاوزت المعدل المعتاد بشكل كبير جداً، لذلك بالرغم من وجود شبكة لصرف المياه السطحية بالطريق تضم عدة أحواض وخزانات لتجميع مياه الأمطار بعيداً عن الطريق السريع، إلا أنه نتيجة للكميات الكبيرة من الأمطار التي سقطت على الطريق وعلى المنطقة المحيطة به أيضاً، والتي تخطت الحدود التصميمية للشبكة، لم تتمكن الشبكة من استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه" .!!
هدية للمغردين
هل من الممكن أن يصدق أحد ما تسوقه الهيئة من مبررات ؟ .. فالبيان بما يتضمنه من مبررات واهية يمثل هدية للمغردين الساخرين على مواقع التواصل الاجتماعي ورسامي الكاريكاتير للسخرية من عبقرية من يخططون لمشروعات طرق بالمليارات تغرق أمام أمطار سبتمبر فتوقفت حركة السير وتم استدعاء أسطول من الصهاريج لسحب المياه لإعادة فتح الطريق .. فماذا ستكون الصورة خلال موسم الأمطار في الشتاء؟ .. هل يستدعي الأمر استدعاء الطرادات؟!
فوفقا لبيان الهيئة فإن الأمطار وحدها هي المتهمة بغرق الطريق .. وليس نتيجة عجز شبكة تصريف مياه الأمطار وفقا لتقرير لجنة تقصي الحقائق لنفس الشبكة منذ 3 سنوات .. فهذه المرة تبرئ الهيئة نفسها من الإهمال في صيانة تلك الشبكة حيث تقول في بيانها : " كانت الهيئة قد انتهت من أعمال الصيانة الدورية لشبكة صرف المياه السطحية في المنطقة قبل أسبوع واحد من حدوث الأمطار. هذا وتقوم الهيئة، من خلال خططها وبرامجها الدورية، بمراجعة كفاءة أنظمة الصرف في الطرق السريعة والتأكد من جاهزيتها في حال هطول الأمطار، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتنظيف الدورية لجميع شبكات الصرف في الدولة".!
مبررات أشغال
من يقرأ بيان الهيئة يكتشف أن الهيئة كلما حاولت البحث عن مبررات لا تمسها .. نكتشف أنها تدين نفسها أكثر .. فحين تقول إن كميات الأمطار تجاوزت الطاقة الاستيعابية لشبكة التصريف .. نجدها تعترف بأن شبكة تصريف المياه السطحية صممت بطاقة استيعابية تعود الى عام 2008 وهو توقيت تنفيذ طريق دخان .. وكأن المشروعات العملاقة للطرق ليس من ضمن معيار إنشائها أن تواكب متطلبات 20 سنة في المستقبل.
فالبيان يقول بالنص " يجب التنويه هنا إلى أن طريق دخان قد تم تنفيذه وافتتاحه عام 2008، وقد صممت شبكة تصريف المياه السطحية للموقع بطاقة استيعابية تمكنها من تصريف هطول مطري يمثل الحد الأقصى لكثافة الهطول المطري وفقاً للمعايير التصميمية المعتمدة. . وبذلك فإن العاصفة المطرية التي هبت على هذه المنطقة تسببت بهطول مطري كثيف فاق القدرة التصميمية لشبكة تصريف مياه الأمطار بالطريق".
أمطار نادرة!
بل إن الهيئة تذهب الى أبعد من ذلك حينما تعتبر أن تلك الأمطار من الحالات النادرة التي لا تتكرر إلا مرات قليلة على مدى عشرات السنين (!!) .. هل تصدق الهيئة هذا المبرر الذي تسوقه ؟ وهل الأمطار التي أغرقت نفس الطريق قبل 3 سنوات كانت حدثا نادرا أيضا يتكرر كل عشرات السنين !!
فالبيان يقول " : كما هو متعارف عليه، فإنه وفي مثل هذه الحالات نادرة الحدوث من الهطول المطري الكثيف والمركز، والتي تتكرر مرات قليلة على مدى عشرات السنين، فإنه يجري عادة التعامل معها من خلال خطط طوارىء معدة لمثل هذه الحالات" !.
الطبيعة والطقس
هكذا تتعامل الهيئة مع الواقعة .. لا لجان لتقصي الحقائق .. لا اعتذارات .. لا بيان منطقيا للرد على ما ساقه العديد من الخبراء حول أسباب غرق الطريق للمرة الثانية خلال 3 سنوات .. وعلى الأمطار أن تكتفي بكميات تناسب القدرة الاستيعابية لشبكة تصريف المياه التي صممت بمعايير 2008 فقط بدلا من أن تواكب متطلبات 50 عاما في المستقبل.. وهي مبررات تبرئ ليس فقط الشركة المنفذة لطريق دخان - الشيحانية ، فالهيئة تمنح الشركة شهادة تبرئها من أي اتهام ، بما يعد تنازلا مكتوبا عن مقاضاة تلك الشركة في المستقبل لو تم فتح تحقيقات جدية حول أسباب غرق الطريق .. بل إن مبررات أشغال تنسحب على العديد من المشروعات الأخرى باعتبارها حلا جاهزا لإخراج الهيئة من أي اتهامات.. فطالما تتحمل الطبيعة والطقس المسؤولية فإن المسؤولين في أمان !.
http://raya.com/news/pages/eba44238-4cc2-4fbe-bca1-311028d2fcd4