امـ حمد
20-09-2015, 05:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البلاء موكل بالمنطق
(امسك عليك لسانك )صححه الألباني،
ينبغي للمسلم أن يعود لسانه الخير،وأن لا يتفاءل الشر لنفسه، وأن يسأل الله تعالى العافية، فقد ورد في بعض الآثار أن البلاء موكل بالمنطق،
فالبلاء موكل بالمنطق،عبارة لها تحقيق في واقع الناس،وتحسين اللفظ واختيار المعاني،باب عظيم اعتنى به العلماء،وله شواهد كثيرة في السنة ،
فحفظ المنطق وتخير الألفاظ،من توفيق الله للعبد،ومن ذلك الأمنية المتفائلة يـُحصّل بها العبد خيراً وبركة،وبضدها التشاؤم والحسرات،
فسلامة المنطق من سداد الرأي، وحسن اللفظ من كمال العقل، واصطفاء الكلام من نور البصيرة،
ومن البلاء الحاصل بالقول،قول الشيخ البائس الذي عاده النبي عليه الصلاة والسلام،فرأى عليه حمى،
لما رواه البخاري،عن ابن عباس رضي الله عنهما،أن النبي صلى الله عليه وسلم(دخل على أعرابي يعوده،وكان إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله، فقال له،لا بأس طهور إن شاء الله،قال،كلا، بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور،فقال،فنعم إذن)
وهذا الحديث في معناه،يشير إلى أن الإنسان لا يقول إلا خيراً، ولا يدعو على نفسه إلا بخير فربما يدعو بشيء فيستجيب،
وقال الإمام الماوردي،القدر موكّل بالمنطق،
وقد أحسن من قال،
لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ،،،،تخشى عواقبها وكن ذا مصدقِ
واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى،،،،،إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ
لا تنْطِقَنَّ بما كرهت فربما،،،،عَبِثَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ
وقال ابن القيم،رحمه الله تعالى،فحفظ المنطق،وتخير الأسماء من توفيق الله للعبد،وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم،من تمنى أن يحسن أمنيته،
وقال،إن أحدكم لا يدري ما يكتب له من أمنيته،أي،ما يقدر له منها،وتكون أمنيته سبب حصول ما تمناه أو بعضه،وقد بلغك أو رأيت أخبار كثير من المتمنين أصابتهم أمانيهم أو بعضها،
وأورد القرطبي في تفسيره عند هذه الآية،قوله،أن يوسف عليه السلام لما قال(السجن أحب إلي)أوحى الله إليه،يا يوسف،أنت حبست نفسك، حيث قلت السجن أحب إلي، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت،
وفي تفسير السمعاني عند هذه الآية،يقال،لو لم يقل هذا لم يبتل بالسجن،والأولى بالمرء أن يسأل الله العافية،
معنى البلاء موكل بالمنطق،
الأول، ما ذكره المناوي،رحمه الله،من أن المراد به،أن العبد في سلامةٍ من أمره ما سكت،فإذا نطق عرف ما عنده بمحنة النطق فيتطرق للخطر أو الظرف،
الثاني، من أن المراد به،أنه للتحذير من سرعة النطق بغير تثبُّت خوف بلاءٍ لا يطيق دفعه،
الثالث، ما هو بمعنى الشماتة من الشخص،فالمعروف أن من تشمّت بشخص ابتلي ببلائه،ولذا جاءَ الأدب النبوي لمن رأى على شخصٍ بلاءً أن يقول(الحمد لله الذي عافني مما ابتلاك و فضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ،
في فيض القدير(البلاء موكل بالقول)قال الديلمي البلاء الامتحان والاختبار ويكون حسناً ويكون سيئاً والله يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره،ويبلوه بما يكره ليمتحن صبره،
ولهذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم،لمعاذ أنت في سلامة ما سكت،فإذا تكلمت فلك أو عليك،ويحتمل أن يريد التحذير من سرعة النطق بغير تثبت خوف بلاء لا يطيق دفعه،وقد قيل اللسان ذئب الإنسان،وما من شيء أحق بسجن من لسان،
أن سبب أن يقع الرجل فيما تكلم به راجع إلى ثلاثة الأمور
الأول،هو ظن بربه،وذلك لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة،قال،قال النبِي صلى اللهُ عليهِ وسلم،يقول اللَّه تعالى(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) فمن تكلم البلاء وظن أن ربه سيوقعه فيه،فقد يقع فيه،
الثاني،أن يقول هذا الأمر ويظن أنه يمتنع عنه لقدرته،
( قال مالك،كان ابن مسعود يقول إن البلاء موكل بالقول،يريد أن الرجل إذا قال لا أفعل كذا وكذا معتقداً أنه لا يفعله لقدرته على الامتناع منه قد يعاقبه الله عز وجل،بأن يوقعه فى فعل ذلك،
لحديث أنس،رضي الله عنه،كما في الصحيحين،قال،صلى الله عليه وسلم(يعجبني الفأل ، فقيل ما الفأل يا رسول الله،قال،الكلمة الطيبة والحسنة )
وبهذا يتبين لنا أن الإنسان يتوقع الخير مما يسمعه من كلام حسن صالح،
الثالث،الحذر الحذر من الدعاء على النفس والمال والولد،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم)أخرجه أبو داود، وصححه الألباني،
شرح سنن أبي داود،أَي لِئلَّا تصادِفوا ساعة إجابة ونيل فتستجاب دعوتكم السوء،
إن من يدعو بالسوء على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه لا يريد ذلك ولا يقصده غالبا، ولهذا يقول الله تعالى(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)يونس،أي أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، لأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم،والحالة هذه،لطفا ورحمة، ولو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم،
وفوق ذلك يتكرم الله عليهم بالاستجابة لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء،
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له،اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البلاء موكل بالمنطق
(امسك عليك لسانك )صححه الألباني،
ينبغي للمسلم أن يعود لسانه الخير،وأن لا يتفاءل الشر لنفسه، وأن يسأل الله تعالى العافية، فقد ورد في بعض الآثار أن البلاء موكل بالمنطق،
فالبلاء موكل بالمنطق،عبارة لها تحقيق في واقع الناس،وتحسين اللفظ واختيار المعاني،باب عظيم اعتنى به العلماء،وله شواهد كثيرة في السنة ،
فحفظ المنطق وتخير الألفاظ،من توفيق الله للعبد،ومن ذلك الأمنية المتفائلة يـُحصّل بها العبد خيراً وبركة،وبضدها التشاؤم والحسرات،
فسلامة المنطق من سداد الرأي، وحسن اللفظ من كمال العقل، واصطفاء الكلام من نور البصيرة،
ومن البلاء الحاصل بالقول،قول الشيخ البائس الذي عاده النبي عليه الصلاة والسلام،فرأى عليه حمى،
لما رواه البخاري،عن ابن عباس رضي الله عنهما،أن النبي صلى الله عليه وسلم(دخل على أعرابي يعوده،وكان إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله، فقال له،لا بأس طهور إن شاء الله،قال،كلا، بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور،فقال،فنعم إذن)
وهذا الحديث في معناه،يشير إلى أن الإنسان لا يقول إلا خيراً، ولا يدعو على نفسه إلا بخير فربما يدعو بشيء فيستجيب،
وقال الإمام الماوردي،القدر موكّل بالمنطق،
وقد أحسن من قال،
لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ،،،،تخشى عواقبها وكن ذا مصدقِ
واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى،،،،،إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ
لا تنْطِقَنَّ بما كرهت فربما،،،،عَبِثَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ
وقال ابن القيم،رحمه الله تعالى،فحفظ المنطق،وتخير الأسماء من توفيق الله للعبد،وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم،من تمنى أن يحسن أمنيته،
وقال،إن أحدكم لا يدري ما يكتب له من أمنيته،أي،ما يقدر له منها،وتكون أمنيته سبب حصول ما تمناه أو بعضه،وقد بلغك أو رأيت أخبار كثير من المتمنين أصابتهم أمانيهم أو بعضها،
وأورد القرطبي في تفسيره عند هذه الآية،قوله،أن يوسف عليه السلام لما قال(السجن أحب إلي)أوحى الله إليه،يا يوسف،أنت حبست نفسك، حيث قلت السجن أحب إلي، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت،
وفي تفسير السمعاني عند هذه الآية،يقال،لو لم يقل هذا لم يبتل بالسجن،والأولى بالمرء أن يسأل الله العافية،
معنى البلاء موكل بالمنطق،
الأول، ما ذكره المناوي،رحمه الله،من أن المراد به،أن العبد في سلامةٍ من أمره ما سكت،فإذا نطق عرف ما عنده بمحنة النطق فيتطرق للخطر أو الظرف،
الثاني، من أن المراد به،أنه للتحذير من سرعة النطق بغير تثبُّت خوف بلاءٍ لا يطيق دفعه،
الثالث، ما هو بمعنى الشماتة من الشخص،فالمعروف أن من تشمّت بشخص ابتلي ببلائه،ولذا جاءَ الأدب النبوي لمن رأى على شخصٍ بلاءً أن يقول(الحمد لله الذي عافني مما ابتلاك و فضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ،
في فيض القدير(البلاء موكل بالقول)قال الديلمي البلاء الامتحان والاختبار ويكون حسناً ويكون سيئاً والله يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره،ويبلوه بما يكره ليمتحن صبره،
ولهذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم،لمعاذ أنت في سلامة ما سكت،فإذا تكلمت فلك أو عليك،ويحتمل أن يريد التحذير من سرعة النطق بغير تثبت خوف بلاء لا يطيق دفعه،وقد قيل اللسان ذئب الإنسان،وما من شيء أحق بسجن من لسان،
أن سبب أن يقع الرجل فيما تكلم به راجع إلى ثلاثة الأمور
الأول،هو ظن بربه،وذلك لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة،قال،قال النبِي صلى اللهُ عليهِ وسلم،يقول اللَّه تعالى(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) فمن تكلم البلاء وظن أن ربه سيوقعه فيه،فقد يقع فيه،
الثاني،أن يقول هذا الأمر ويظن أنه يمتنع عنه لقدرته،
( قال مالك،كان ابن مسعود يقول إن البلاء موكل بالقول،يريد أن الرجل إذا قال لا أفعل كذا وكذا معتقداً أنه لا يفعله لقدرته على الامتناع منه قد يعاقبه الله عز وجل،بأن يوقعه فى فعل ذلك،
لحديث أنس،رضي الله عنه،كما في الصحيحين،قال،صلى الله عليه وسلم(يعجبني الفأل ، فقيل ما الفأل يا رسول الله،قال،الكلمة الطيبة والحسنة )
وبهذا يتبين لنا أن الإنسان يتوقع الخير مما يسمعه من كلام حسن صالح،
الثالث،الحذر الحذر من الدعاء على النفس والمال والولد،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم)أخرجه أبو داود، وصححه الألباني،
شرح سنن أبي داود،أَي لِئلَّا تصادِفوا ساعة إجابة ونيل فتستجاب دعوتكم السوء،
إن من يدعو بالسوء على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه لا يريد ذلك ولا يقصده غالبا، ولهذا يقول الله تعالى(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)يونس،أي أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، لأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم،والحالة هذه،لطفا ورحمة، ولو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم،
وفوق ذلك يتكرم الله عليهم بالاستجابة لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء،
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له،اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .