المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهف وراء لقمة العيش قد يذهب ببعض الناس إلى التلون والتزييف



امـ حمد
21-09-2015, 07:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهف وراء لقمة العيش قد يذهب ببعض الناس إلى التلون والتزييف إن طلب الرزق غريزة عند كل الأحياء فما أن تأتي بواكير الصباح حتى يخرج الفلاحون والتجار وأرباب الإدارات والموظفون في كدح طويل من أجل لقمة عيشهم،
إن الكدح الطويل محك قاس للقيم والأخلاق والثبات واليقين وإن اللهف وراء لقمة العيش قد يذهب ببعض الناس إلى التلون والتزييف والكذب والغش مبيناً أن الشريعة الإسلامية تأبى أن يكون طلب الرزق مزلقة لهذه الآثام كلها مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته)
وقال المناوي،أي اطلبوا الرزق طلباً جميلاً بأن تحسنوا السعي في نصيبكم منها،
قال الطيبي رحمه الله،وفيه أن الرزق مقدر مقسوم لا بد من وصوله إلى العبد لكنه إذا سعى وطلب على وجه مشروع وصف بأنه حلال،
وقوله إلا بطاعته،إشارة إلى أن ما عند الله إذا طلب بطاعته مدح وسمي حلالاً،
موضحاً أن الحل لذلك يكمن في قوله صلى الله عليه وسلم (لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ،تَغْدُو خِمَاصًا،وَتَرُوحُ بِطَانًا)رواه الإِمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم،
حقيقة التوكل ،هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل، في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة،وأن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادًا كليًّا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح،
وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى ،المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك،
وما توكل أحدٌ على الله جل وعلا ،بما تضمَّن من الكفاله،أوثق عنده بما حوته يده،إلا لم يكِلْه الله إلى عباده،وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب ،
إن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به، قال تعالى(
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها،
ويقول ابن مسعود،رضي الله عنه(إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله،وإن رزق الله لا يجلبه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ،وإن الله بفضله وإحسانه جعل الفرح في اليقين والرضى ،وجعل الحزن في الشك والسخط)
أن التوكل على الله هو إحساس بعظمته، وألوهيته وهو عدم التعلق بالخلائق،وإعلان الافتقار الى مقدر الأقدار مبيناً ،
أن أول بواعث التوكل هو توحيد الله سبحانه وتعالى(وتوكل على العزيز الرحيم ، الذي يراك حين تقوم،وتقلبك في الساجدين)
وقال سبحانه(إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ )ويقول سبحانه وتعالى،عن أنبيائه عليهم السلام(وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا)
ويقول عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)
وأن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل لأنه طاعة،والتوكل عبادة والمتوكلون هم العاملون،إن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام،هو إمام المتوكلين وسيرته عطرة مليئة بالتوكل فقد اختفى في الهجرة بغار حراء وأغلق الباب وقال لصاحب الناقة اعقلها وتوكل ،وقال سبحانه عن لوط عليه السلام(ۖفَأَسْرِبِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ)
ونادى أهل الإيمان بقوله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ﴾النساء،
ولم يذكر التوكل إلا بعد استفراغ الجهد وقال(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) فذكر التوكل بعد المشاورة وبذل الأسباب،
إن المسلم إذا خرج من بيته فإنه يقول (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله)وثمة منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا الأنبياء والصالحين،
يقول الله سبحانه وتعالى ،حين أمر موسى عليه السلام بأن يذهب إلى فرعون وملئه(إذهبا إلى فرعون إنه طغى،فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)فلما خافا قال الله لم تخافا إنني معكما أسمع وأرى،
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم،في هجرته من مكة إلى المدينة قال له أبوبكر لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا،قال الرسول عليه الصلاة والسلام،ما ظنك باثنين الله ثالثهما،
أن من كان بصفات الله وأسمائه أعلم ،كان توكله أصح وأقوى،
العاقل يعلم أن الأرزاق قد فُرغ منها،وتضمنها العلي الوفي ، على أن يوفرها على عباده في وقت حاجتهم إليها ، التوكل ،الاعتماد على الله،والإيمان بأنه مسبب الأسباب ،وأن قدره نافذ ،وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى،وحسن الظن بالله تعالى،والالتجاء إليه بالدعاء،والسؤال،والطلب،يقول شيخ الإسلام،ينبغي للمهتم بأمر الرزق أن يلجأ فيه إلى الله ويدعوه,كما قال سبحانه فيما يؤثر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم (كلكم جائع إلا من أطعمته،فاستطعموني أُطعمكم،يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته،فاستكسوني أكسكم )رواه مسلم،
اللهم يا رزاق يا ذو القوة المتين،يا من له ما في السموات والارض ارزقنا من حيث لا نشاء ووسع رزقنا واعنا على طاعتك وحسن عبادتك،واجعلنا نتوكل عليك حق التوكل،وارزقنا حق التوكل عليك.

الحسيمqtr
22-09-2015, 02:20 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
22-09-2015, 04:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس