تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من ذا الذي يتأَلى عليَّ



امـ حمد
27-09-2015, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تأثيرات سلبية، ومخاطر عظيمة على كل من يصاب به، ويكفى في بيان خطورته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أعده من المهلكات،
قال صلى الله عليه وسلم(فأما المهلكات،فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)صححه الألباني،
فإن كان هناك تجاوز إلى الآخرين من الناس باحتقار واستصغار ما يصدر عنهم، فهو الغرور أو شدة الإعجاب،والترفع عليهم فهو التكبر،
واغترار المرء بنفسه واعتباره لها فوق ما هي عليه من علم أو مال أو جاه،وينشأ عن الجهل بحقيقة النفس وقيمتها وخفة العقل،
وهو من أخبث الرذائل ومستنقع قذر ينبعث منه كثير من مفاسد الأخلاق،
الإعجاب بالقلم،والمنصب، أن الكثير يكتب ويستحدث مواضيع ربما تكون من أجمل ما يُقراء لهذا الكاتب فيجد في نفسه التفاخر والزيادة في نفسه وتراه لا يعير للآخرين مدى قبح هذا النوع من الإعجاب بالنفس،
ومن لا يرى هذه الصفة في الكثير من مجتمعنا ففيهم الوزير، والضابط والمدير ولا يرى للموظف البسيط إلا أنه أقل منه وربما يصتصغره في عينه وكأنه حشرة قد يدوسها في أي لحظة وينهي آمالها في الحياة بطوع المنصب،
الإعجاب بالعلم،والدين،كلنا تعلمنا وتفاوتنا في العلم ومنا من وصل لمرتب العلماء ومنا من وصل دون ذلك ويرى ذلك الأمي جاهلاً لا يفقه في هذه الحياة سوى أنه إنسان يمشي على هذه البسيطة وربما كان عند الله أفضل منه بمراحل،
فمنا من يكون إماماً أو طالب علم ومنا من بلغ فوق ذلك لمرحلة شيخ أو فقيه ويرى من دونه أنه لا يفقه في الدين شيء وربما يتعالى على رب العالمين ويحلف يميناً قاطعة أن الله لا يغفر لك،
وكما ورد في الحديث عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال،قال رسول الله صل الله عليه وسلم(قال رجل، والله لا يغفر الله لفلان،فقال الله عز وجل،من ذا الذي يتأَلى عليَّ ) من الذي يحلف عليَّ(أن لا أغفر لفلان،إني قد غفرت له وأحبطتُ عملك )رواه مسلم،
وهذه الصفة من أعظم الصفات التي قد يكون فيها الإنسان معجب بنفسه والتي لا يحمد عقباها،
الإعجاب بالجمال أو الوسامة،طبعاً الحديث موجه للنساء بحكم أنهن هن الجميلات والاتي بعضهن تعجب بنفسها وترى ما دونها من الجمال الذي حباها الله انها أعلى منزلة وأنها تفوق كل من حولها فلا تغترين وتأخذك نفسك إلى عدم شكر النعمة التي أنعم الله بها عليك،
الإعجاب بالنسب،والمال،وهذا النوع قد أخذ في أنفس المجتمع الكثير بأن هذا له أصل والآخر لا أصل له وهذا من القبيلة الفلانية والقبيلة التي أنا منها هي الأعلى وهنا يقع اللوم على صاحبها،
وإذ يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم،لما أنزل عليه(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)الشعراء، ،يا معشر قريش،اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد المطلب،لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا،والناس ليسوا سواسية،فمن هو ثري ومن هو دون ذلك
كان رجل لديه من المال ما الله به عليم فكان يتباهى في المجالس وأحدهم قال يا فلان المال زائل ولا يبقى إلا العمل الطيب،فقال والله العظيم أن الفقر لو أنه صاروخ لما لحقني،تصور بعد عام بالضبط وجد صاحب المال يمد يده أمام باب المسجد فهذا تعالى على قدرة الله،ولم يشكر النعمة التي وهباها الله له،
أن هذه نعم أنعم الله بها علينا واعطانا ولم يحرمنا فمتى ما كنا شاكرين لأنعمة فرب العالمين كريم وسيزيد المحسنين،
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم،أسوة حسنة(قالت عائشة رضي الله عنها،كان الرسول صلى الله عليه وسلم ،يقوم الليل حتى تتفطر قدماه دماً قالت،عائشة رضي الله عنها،قلت،تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر)
قال،أفلا أكون عبداً شكوراً،
فهذه النعم التي أسبغها الله علينا تجعل منا عباداً شاكرين لأنعمة بمجملها ولا تكن في أنفسنا إعجاباً قد يكون في نهاية المطاف في غير صالحنا،
لقد صدق الحكيم،إذ قال(أخوف ما أخافه على الرجل إعجابه بنفسه)
اللهم لا تجعل في قلبونا ذرة من كبر وأحفظنا بحفظك.

الحسيمqtr
28-09-2015, 11:14 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-09-2015, 03:30 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس