المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والله أمرنا بالتزين والتجمل في لباسنا وفي هيئاتنا



امـ حمد
29-09-2015, 12:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
والله أمرنا بالتزين والتجمل في لباسنا وفي هيئاتنا،ولكن ذلك لا يشغلنا عن زينة القلب،يعني نزين الظواهر ولا نزين البواطن نزين القلوب لطاعة الله،ونزين الأبدان بما أباح الله سبحانه وتعالى، وتفاخر بينكم تفاخر بين الناس في الأنساب وفي الأحساب وفي الوظائف كل واحد،يفتخر على الآخر،والفخر إنما هو بطاعة الله عز وجل،والعمل الصالح هذا هو الفخر،وأما الفخر بغير ذلك فإنه فخر باطل خصوصاً الفخر الذي يحمل على احتقار،وازدراء الناس الفخر الذي يحمل على التكبر والأشر والبطر تفاخر بينكم (وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)كل واحد يقول أنا أكثر من فلان ثروة أنا أكثر من فلان مالاً ويفني ليله ونهاره بطلب المال ويكدسه ويرصده في البنوك ويقول أنا أكثر من فلان مالاً(أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)
يفتخر على صاحبه قال له(إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً)فإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الأموال وإنما ينظر إلى الأعمال والقلوب،
فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة,أو صحيحة أو سقيمة,ولا ينظر إلى الصور, وكذلك لا ينظر إلى الأنساب,ولا ينظر إلى الأموال,فليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى,
فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب,وكان عند الله أكرم,لا تفتخر بمالك,ولا بجمالك,لا ببدنك,ولا بأولادك,ولا بقصورك,ولا بسيارتك,ولا بشيء من هذه الدنيا أبداً،إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فاحمد الله عليه،
قوله عليه الصلاة والسلام(ولكن ينظر إلى قلوبكم )فالقلوب هي التي عليها المدار,وهذا يؤيد الحديث(إنما الأعمال بالنيات)
كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح,لكن لما بني على خراب صار خراباً,فالنية هي الأصل,
تجد رجلين يصليان في صف واحد,مقتدين بإمام واحد,يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب,لأن القلب مختلف,أحدهما قلبه غافل,بل ربما يكون مرائياً في صلاته،والعياذ بالله،يريد بها الدنيا،والآخر قلبه حاضر يريد بصلاته وجه الله وتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فبينهما فرق عظيم,فالعمل على ما في القلب,يكون الجزاء يوم القيامة,كما قال الله تعالى(إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ،يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )سورة الطارق،
أي،تختبر السرائر لا الظواهر،
في الدنيا الحكم بين الناس على الظاهر,لقول النبي صلى الله عليه وسلم(إنما أنا بشر,وإنكم تختصمون ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض,وأقضي له على نحو مما أسمع )متفق عليه،
لكن في الآخرة العلم على ما في السرائر،نسأل الله أن يطهر سرائرنا جميعاً،
العلم على ما في السرائر، فإذا كانت السريرة صحيحة فأبشر بالخير,فالعلم على ما في القلب،
فالواجب على الإنسان أن يصلح نيته,يصلح قلبه ,ينظر ما في قلبه من الشك فيزيل هذا الشك إلى اليقين،وذلك بنظره في الآيات (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ )آل عمران،
إذا ألقى الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله،وإلى هذا الكون من يدبره,وكيف تتغير الأحوال,كيف يداول الله الأيام بين الناس,حتى تعلم أن لهذا الكون مدبراً حكيماً عز وجل،
طهر قلبك من الشرك،فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله، ولهذا من تقرب إلى الخلق بما يتقرب به إلى الله ابتعد الله عنه, وابتعد عنه الخلق،لأن الله إذا رضي عنك أرضى عنك الناس, وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس,نعوذ بالله من سخطه وعقابه،
طهر قلبك دائماً,كما قال الله،عز وجل(أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )المائدة,

أسأل الله أن يطهر قلبي وقلوبكم,وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين .

الحسيمqtr
29-09-2015, 08:35 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-09-2015, 04:01 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس