المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الحب الحقيقي



امـ حمد
20-10-2015, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى الحب الحقيقي
من أنواع الحب،فمثلاً،الحب الذي يكون بين الرجل وزوجته،
وحب الوالدين لأنبائهما،وهناك حب الإخوة لبعضهم،وهو الحب الممزوج بأُخوَّة النسب والدم، وهناك حب الأصدقاء،وهو الحب الذي إذا صدق قد يكون مِن أرق وأفضل أنواع الحب،وهناك حبُّ المصلَحة وتبادل المنافع، وهكذا،
وقد يكون هذا الحب موجهاً إلى الأب،وإلأمٍّ ملأ حنانهما القلب، لأنهما سبب الوجود، وأن العبور لا يأتي إلا على صراط رضائهما،وأن الخلود معقودٌ على ناصيتهما،وأن الله لا يرضى إلا برضائهما،وفي هذا يقول الحق﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾الإسراء،
وقد يكون هذا الحب،إلى أخ أو أخت يجمعهما الدم الواحد الذي يجري في عروقهما،وهذا هو السرُّ الذي يجمع بين الإخوة ولو تنافَرت المصالِح واختلفَت،
وفي هذا يقول الحق﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾يوسف،
انظر إلى حنان يوسف،عليه السلام،مع إخوته بعد ما فعلوا معه ما فعلوا،وهذا ما نقصده من الدم الواحد الذي يجري في عروقهما، فضلاً عن سماحة وعلو قدر النبوة في شخص يوسف،عليه السلام،
وقد يكون هذا الحب موجهاً إلى صديقٍ حميم وفّي،تجد عنده ما لم تجده عند الآخرين،حتى ولو كانوا أقرباء أشقاء، وفي هذا يقول الحق﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾الحشر،
إن الثبات على شيء واحد مُحالٌ على الإنسان،فهو دائم التغيُّر،لا يخلو حب الإنسان مِن مصلحة ما،وليست أي مصلَحة،ناهيك لو كانت مصلحة مادية،والذي كانت عيناك لا ترى منه بالأمس إلا محاسنه، فاليوم،وبعد طول العِشرة،ترى عيناك منه المساوئ،وهكذا الحال لكل حبٍّ،
يتبدل ويتغير بتغير الإنسان،وتغير ظروفه وحاجاته،فالأب والأم يُحبان ولدهما،وهذا لأن الله وضع في قلبيهما حب ولدهما وجبلهما على ذلك،
وكذلك حب الأخ والأخت والصديق حبٌّ لا يخلو أبداً مِن تبادُل المصالح،حتى ولو كانت هذه المصالح شريفة،فهي تُعدُّ مِن المصالح التي لا يدوم الحب إلا بها،
أما الذي نَعنيه ونُريد أن نلقي الضوء عليه،حب الله سبحانه وتعالى، فهو المُحبُّ الذي يُحبُّك قبل أن تُحبَّه، ويُعطيك قبل أن تسأله، ويُنعم عليك بدون أن يَنتظِر منك، وإذا احتجْتَ إليه، وجدته في كل وقت، وإذا اعتلاك الهمُّ والغمُّ، لجأت إليه فيَسمع منك شكواك ونجواك دون ضيقٍ ولا ملَل، وإذا استوحَشْتَ، استأنست به فكان خير أنيس ليس له مثيل يملأ عليك وحدتك، فيحن عليك بكلامه الموصول، فيَصِل منك ما انقطع،
فيقشعر جلدُك،ويرتعد سمعُك فرحاً، ويتزلزل قلبك شوقًا، ويَطير فؤادك حبًّا، ويَزداد أمنًا وطمأنينة، وسكينة وراحة،
هو الذي لا يَغيب عنك، وإذا ذهبتَ عنه، تقرَّب منك وهو الغنيُّ عنك، يَدعوك لتأتيه ليُعطيك ما عنده،
وهو الذي يُمهِلك إذا أغضبته حتى ترجع إليه، فإن رجعت لا يُعاتِبك بل يَمحو ما أغضبَه منك، ويُبدلك خيراً منه، ويقول لك،بابي مفتوح لا يُغلَق في وجهك، ويَتلقاك ويَتلقَّفك كحبيبٍ مُشتاقٍ لحبيبِه الذي لم يرَه مِن زمن بَعيد، ويَفرح بك،ويُجزِل لك العطاء،
هو الحبيب الأعلى الذي لا حب إلا حبه،فحبه الجمال والجلال والكمال، فالخضوع له عزَّة، والخشوع له رفعة، والأمر والنهي منه منَّةً،
وهو الذي تَراه بعين قلبك، وتَسمعه بأُذن قلبك، وتودُّ لو أن الليل يطول، والنهار يزول، وتَبقى لحظات القبول، فهذا هو الحب الحقيقي،
قال سبحانه وتعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾المائدة،
سيدنا عمر بن الخطاب، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله أنت أحبّ إليّ من أهلي، وولدي، والناس أجمعين، إلا نفسي التي بين جنبي، فقال له،ما يكمل إيمانك يا عمر، بعد حين قال، يا رسول الله أنت أحبّ إليّ من أهلي، وولدي، والناس أجمعين، ونفسي التي بين جنبي، فقال، الآن يا عمر)عند أخرجه البخاري،ومسلم والنسائي عن أنس بن مالك،
وفي حديث أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره أن النبي ( كان يقول،اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي، وخشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقرر عيني من عبادتك)

عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان من دعاء داود يقول،اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد،قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذا ذكر داود يحدث عنه قال، كان أعبد البشر.

الحسيمqtr
20-10-2015, 02:42 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
20-10-2015, 03:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس