المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً



امـ حمد
31-10-2015, 06:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً
أن ما يصيب كثيراً من أهل الإيمان في الدنيا من المصائب،وما ينال كثيراً من الكفار والفجار والظلمة في الدنيا من الرياسة والمال،فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا للكفار والفجار، وأن المؤمنين حظهم من النعيم في الدنيا قليل،أن العزة والنصرة في الدنيا قد تستقر للكفار والمنافقين على المؤمنين،
فإذا سمع في القرآن قوله تعالى﴿وَالعَاقِبةُ لِلْمُتّقِينَ﴾الأعراف،
حمل ذلك على أن حصوله في الدار الآخرة فقط،ويعتمد على هذا الظن إذا أُديل عليه عدو من جنس الفجرة الظالمين، والمنافقين، وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى،
فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق، فيقول،أنا على الحق. وأنا مغلوب،فصاحب الحق في هذه الدنيا مغلوب مقهور،والدولة فيها للباطل،
كثيراً من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول،يا ربى ما كان ذنبي، حتى فعلت بي هذا،
وقال آخر،إذا تبت إليه وأنبت وعملت صالحاً ضيق على رزقي، ونكد علي معيشتي، وإذا رجعت إلى معصيته،وأعطيت نفسي مرادها، جاءني الرزق والعون ونحو هذا،
فهذا امتحان منه،ليرى صدقك وصبرك، هل أنت صادق في إقبالك عليه، فتصبر على بلائه، فتكون لك العاقبة، أم أنت كاذب فترجع على عقبك،
وهذه الأقوال والظنون الكاذبة عن الصواب مبنية على إثنتين،
إحداهما، حسن ظن العبد بنفسه وبدينه،واعتقاده أنه قائم بما يجب عليه،وتارك ما نهى عنه،
والثانية، اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى،قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره، وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا بوجه من الوجوه، بل يعيش عمره مظلوماً مقهوراً مستضاماً،مع قيامه بما أمر به ظاهراً وباطناً،وانتهائه عما نهى عنه باطناً وظاهراً،فهو عند نفسه قائم بشرائع الإسلام،وحقائق الإيمان،
كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل،ومتدين لا بصيرة له،ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين،
فإذا اعتقد أن الدين الحق واتباع الهدى، والاستقامة على التوحيد، ومتابعة السنة ينافى ذلك،لزم من ذلك إعراضه عن الرغبة في كمال دينه، وتجرده لله ورسوله، فيعرض قلبه عن حال السابقين المقربين،وعن حال المقتصدين أصحاب اليمين، بل قد يدخل مع الظالمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،روى الإمام مسلم،عن أبي هريرة،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً,أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً,يبيع دينه بعرض من الدنيا)
وذلك أنه إذا اعتقد أن الدين الكامل لا يحصل إلا بفساد دنياه، من حصول ضرر لا يحتمله، وفوات منفعة لابد له منها، لم يقدم على احتمال هذا الضرر، ولا تفويت تلك المنفعة،
فسبحان الله،كم صدت هذه الفتنة الكثير من الخلق،بل أكثرهم عن القيام بحقيقة الدين،
وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار والمنافقين على المؤمنين، وللفجار الظالمين، على الأبرار المتقين،فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده،
ما أكثر من الذي يتقربون إلى الله تعالى،ويظنون أنهم من أولياء الرحمن،وهم في الحقيقة من أولياء الشيطان،
وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه، ولا يكون الأمر كذلك،
بل يكون معه نوع من الحق ونوع من الباطل والظلم،والإنسان مجبول على حب نفسه، فهو لا يرى إلا محاسنها، ومبغض لخصمه، فهو لا يرى إلا مساوئه، بل قد يشتد به حبه لنفسه، حتى يرى مساويها محاسن،
كما قال تعالى﴿أَفَمَنْ زُيَّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهٍ فَرَآهُ حَسَناً﴾فاطر،
ويشتد به بغض خصمه، حتى يرى محاسنه مساوئ،
والله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه علماً وعملاً، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل، قال تعالى﴿وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران،
فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان،قال تعالى﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُوِلهِ وَلِلْمُؤْمِنِين﴾المنافقون،
وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب إيمانه، قال تعالى﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا﴾الحج،
وكذلك الكفاية والحَسْب هي بقدر الإيمان،قال تعالى﴿يأَيُّهَا النَّبي حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾الأنفال،
أي،كافيك وكافيهم، فكفايته لهم بحسب اتباعهم لرسوله،وانقيادهم له، وطاعتهم له، فما نقص من الإيمان عاد بنقصان ذلك كله، ومذهب أهل السنة والجماعة،أن الإيمان يزيد وينقص،
وكذلك ولاية الله تعالى لعبده هي بحسب إيمانه قال تعالى﴿وَاللهُ وَلِى المُؤْمِنِينَ﴾آل عمران،
وكذلك معيته الخاصة هي لأهل الإيمان، كما قال تعالى﴿وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ﴾الأنفال،
فإذا نقص الإيمان وضعف، كان حظ العبد من ولاية الله له ومعيته الخاصة بقدر حظه من الإيمان،
فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله،فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه،
قوله تعالى﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾النساء،
بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلا في الآخرة،
فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى،
فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور أين ما كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرا وباطنا. وقد قال تعالى للمؤمنين﴿فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمٌ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾محمد،

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين،ولاتحرمنا مقامات المتقين،واجعلنا أوفر حظاً ونصيباً من لطفك وكرمك ،واختم لنا بخاتمة السعادة،وادخلنا برحمتك جناتك بلا حساب ولاعذاب.

الحسيمqtr
01-11-2015, 10:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

Hassenfatima
01-11-2015, 10:42 PM
ابارك الله فيه

امـ حمد
02-11-2015, 04:18 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
02-11-2015, 04:19 PM
ابارك الله فيه
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
02-11-2015, 06:22 PM
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين،ولاتحرمنا مقامات المتقين،واجعلنا أوفر حظاً
ونصيباً من لطفك وكرمك ،واختم لنا بخاتمة السعادة،وادخلنا برحمتك جناتك بلا حساب ولاعذاب.


الله المستعان

جزاج الله خير
وكثر الله من امثالج

امـ حمد
02-11-2015, 11:37 PM
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين المفلحين،ولاتحرمنا مقامات المتقين،واجعلنا أوفر حظاً
ونصيباً من لطفك وكرمك ،واختم لنا بخاتمة السعادة،وادخلنا برحمتك جناتك بلا حساب ولاعذاب.


الله المستعان

جزاج الله خير
وكثر الله من امثالج

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس