المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان)



امـ حمد
02-11-2015, 05:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قوله تعالى(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ،بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ،فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) الرحمن،
يشير الله سبحانه إلى بحرين يلتقيان،ولكل منهما حدوده ،
وردت في القرآن الكريم آيات كريمات تذكر عظيم خلق الله عز وجل،لكل من البحرين،العذب والمالح،وأنهما من عجيب آياته التي أبدعها سبحانه في هذا الكون،وهذه الآيات هي(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ،وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا، وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) الفرقان،
ويقول عز وجل( أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ )النمل،
ويقول سبحانه( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) فاطر،
أن المقصود بالبحرين هما النوعان المشهوران من المياه الموجودة على وجه الأرض ،
النوع الأول،الأنهار العذبة ،
والنوع الثاني، البحار المالحة،
والدليل على هذا التفسير قوله تعالى،في وصف البحرين(هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ )
وأما البرزخ المذكور بين البحرين، فللعلماء فيه قولان،
الأول، المقصود بالبرزخ الحاجز بين البحرين(الأنهار والبحار ) هو الأراضي الواسعة التي تفصل الأنهار عن البحار ، بحيث لا تختلط المياه فيهما ، بل لكل منهما مجراه ومستقره الذي يستقل به عن الآخر،
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا ) أي،بين العذب والمالح( برزخاً ) أي،حاجزاً ،وهو اليَبَس من الأرض ،
( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) أي،مانعاً أن يصل أحدهما إلى الآخر،
وقوله( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال ابن عباس،أي،أرسلهما . ومنعهما أن يلتقيا ، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما،والمراد بقوله( البحرين ) الملح والحلو ،فالحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس،
( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ ) أي،وجعل بينهما برزخاً،وهو،الحاجز من الأرض ، لئلا يبغي هذا على هذا ، وهذا على هذا ، فيفسد كل واحد منهما الآخر ، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه،
ويقول العلامة السعدي رحمه الله،المراد بالبحرين،البحر العذب ، والبحر المالح ، فهما يلتقيان كلاهما ، فيصب العذب في البحر المالح ، ويختلطان ويمتزجان ، ولكن الله تعالى جعل بينهما برزخاً من الأرض ، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر ، ويحصل النفع بكل منهما ، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم ، والملح به يطيب الهواء ويتولد الحوت والسمك واللؤلؤ والمرجان ، ويكون مستقراً مسخراً للسفن والمراكب،
التفسير الثاني، قال الإمام القرطبي رحمه الله،أن بين البحرين ، العذب والفرات ، حاجزاً لا يظهر للعيان، خلقه الله بقدرته ، يمنع به اختلاط الماء العذب بالماء المالح رغم التقاء الماءين في نهاية مصب الأنهار
( وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ) مانعا من قدرته ؛ لئلا يختلط الأجاج بالعذب،
وقال ابن عباس،ومن قدرته،فلا هذا يغير ذاك،ولا ذاك يغير هذا، والحجز المنع،
وهذا الحاجز هو اليبس من الأرض الفاصل بين الماء العذب، والماء الملح،
والتفسير الثاني،فهو حاجز من قدرة الله غير مرئي للبشر،جعل الحاجز بين البحرين من بديع الحكمة ، وهو حاجز معنوي حاصل من دفع كلا الماءين أحدهما الآخر عن الاختلاط به ، بسبب تفاوت الثقل النسبي لاختلاف الأجزاء المركب منها الماء الملح والماء العذب،
فالحاجز حاجز من طبعهما ، وليس جسما ًآخر فاصلاً بينهما ،
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،بل البرزخ أمرٌ معنوي يحول بين المالح والعذب أن يختلط بعضهما ببعض،إنه يوجد الآن في عمق البحار عيونٌ عذبة تنبع من الأرض،حتى إن الغواصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء،مع ذلك لا تفسدها مياه البحار ، فإذا ثبت هذا فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا والله على كل شئ قدير،
ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله،البرزخ،إما عازل بينهما، وإما حاجز بينهما من الأرض،وهذا من قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث إن هذه البحار تتجاور ويلتقي بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض،لا المالح ينقلب إلى عذب، ولا العذب ينقلب إلى مالح، بل كل منهما يبقى بخصوصياته،
الإسلام سؤال وجواب.

الحسيمqtr
02-11-2015, 09:59 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-11-2015, 11:39 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس