المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفر من قدر الله،إلى قدر الله



امـ حمد
08-11-2015, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفر من قدر الله،إلى قدر الله
والله تعالى،قد أمر عباده بالدعاء، والداعي يطلب جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ثم إذا دعا العبد وسأل ربه حاجته فالله تعالى،يفعل ما يشاء،قد قدر الأسباب والمسببات، وكلها بقدر الله، وجعل هذه الأقدار تتدافع،
فالجوع قدر،والمرض قدر، وقد جعل الله لرفع هذه الأقدار أسباباً فيدفع قدر الجوع بالأكل،والمرض بالدواء،وقدر البرد بالثياب والاستدفاء،ويفر الإنسان من المكان الذي يخاف فيه،أو لا يجد فيه ما يحتاجه،إلى المكان الذي يأمن فيه ويجد فيه ما يحتاجه من المنافع، ولهذا لما رجع عمر،رضي الله عنه،بالمسلمين ولم يدخل بهم الشام لأنه قد حدث فيه الطاعون قيل له(أتفر من قدر الله،قال،نفر من قدر الله،إلى قدر الله)صحيح البخاري‏،من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه‏،
بمعنى أننا نأخذ بالأسباب الواقية التي أمرنا الله باتخاذها وهي من قدر الله تعالى، لأنه لا يقع في هذا الكون إلا ما قدر الله،فهذا أمر مشروع،والله أمرنا بطاعته لنتقي بها عقابه الذي قدره على من عصاه،
أما قول القائل(اللهم إني لا أسألك رد القدر) فهذا كلام لا يصح، وليس له اعتبار ولا أصل له فهو دعاء مبتدع،
فعلى الداعي أن يدعو ربه ويسأله حاجته،فيسأله النصر والرزق والشفاء من المرض وحصول الولد وسائر المطالب، ويسأل ربه أن يدفع عنه المكاره، وأن يلطف به في جميع أحواله،
الإيمانبالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة،كما قال صلى الله عليه وسلم‏(الإيمان‏،أن تؤمن بالله، وملائكته،وكتبه،ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه‏)‏رواه الإمام مسلم،من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وقال صلى الله عليه وسلم‏(‏احرص على ما ينفعك،ولا تعجزنَّ،فإن أصابك شيء،فلا تقل‏،لو أني فعلت كذا،لكان كذا وكذا، ولكن قل‏، قدَّر الله وما شاء فعل‏،فإن ‏(‏لو‏)‏تفتح عمل الشيطان‏)‏رواه الإمام مسلم،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،
والله جل وعلا يقول‏(‏إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ‏)‏القمر،فالإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، فلا بد من الإيمان بالقضاء والقدر‏،أننا نؤمن بالقدر، ونعمل بالأسباب،لأن الله أمرنا باتخاذ الأسباب وبالعمل وبتجنُّب الأشياء المضرَّة،
ومن الفعل الإلهي قوله(والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء)غافر،
(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ)الزخرف،
التفسير،ونادى هؤلاء المجرمون بعد أن أدخلهم الله جهنم (مالكًا) خازن جهنم،يا مالك لِيُمِتنا ربك، فنستريح ممَّا نحن فيه، فأجابهم مالكٌ،إنكم ماكثون،لا خروج لكم منها، ولا محيد لكم عنها، لقد جئناكم بالحق ووضحناه لكم، ولكن أكثركم لما جاء به الرسل من الحق كارهون،
الشاهد في القصة،هو قول عمرَ رضي الله عنه،لأبي عبيدة،نعم، نَفِرُّ من قدر الله إلى قَدَر الله،هذه الكلمة التي تفوَّه بها الخليفة المُلْهم أصبحت خالدة تَرُدُّ على كثير من الطوائف المتخبِّطة في مسائل القضاء والقدر،وتقطع عليهم سيرهم الباطل،نعم تفر من المرض إلى العافية،وتفر من الموت إلى الحياة،إن أمكنك ذلك، مع عِلْمك اليقيني أنَّ هذه الآفات واقعة بك يوماً ما لا محالة، وبقدر الله،ومُتذكِّرًا قول الله تعالى﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾الرعد،
موقف عمر رضي الله عنه مع السارق،عندما سرق رجل، فأمر عمر رضي الله عنه،أن تُقطع يده فقال،يا أمير المؤمنين،سرقتُ بقَدَر الله، فردَّ الفاروق بحكمته،وأنا أقطعها بقدر الله،
والمتأمِّل أن عمر رضي الله عنه،لمن احتجَّ بالقَدر تتَّسم بالإقناع وسرعة البديهة،فقد أراد عمر رضي الله عنه،أن يُبطِل دعوى القدريَّة مبيِّنًا قوله تعالى﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾المدثر،
موقف عمر رضي الله عنه مع المتواكل،ضرب عمر رضي الله عنه،عاطلاً ليس له حرفة،وقال له،إن السماء لا تُمطِر ذهباً،
إن التواكلَ على القَدَر وترك العمل لا يرُوق للخليفة عمر،فهو يرى أن الاعتماد الأجوف على الأقدار يُناقض التوكل،
ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه قوله،المتوكل هو الذي يُلقي حبَّه في الأرض،ويتوكَّل على الله،
عن حفصة رضي الله عنها، أن عمر كان يقول في دعائه(اللهم ارزقني شهادةً في سبيلك،واجعل موتي في بلد رسولك،فقلتُ له، أنَّى لك هذا،قال(يأتيني به اللهُ إن شاء)
ما أجمل هذا اليقين الذي ملأَ قلب الفاروق،بل ما أجمل الفهم الرباني الذي أعطاه الله،
ويُعزِّز هذا الموقف ما ذكره ابنُ القيم،وهو قول عمر(إني لا أَحمل همَّ الإجابة،ولكني أحمل همَّ الدعاء)
كان يعلَمُ رضي الله عنه أن مَن فتح الله له بابَ الدعاء يُوشك أن يُجاب، وفَهِم قوله تعالى﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾البقرة،
وأن الأهم هو الاستجابةُ لله بالدعاء﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ﴾البقرة،
ومع الدعاء لا بدَّ من مصاحبة الإيمان الذي هو مِلاك الأمر كله ﴿ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾البقرة،
أن الصحابةَ هم الصفوة الذين فَهِموا عن الله،وعن رسوله عليه الصلاة والسلام، حقيقة الفهم،وقد أوصى عليه الصلاة والسلام بالاقتداء به وبهم فقال(عليكم بسنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المَهديِّين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنواجِذ)

فاللهَ أسأل أن يُوفِّقنا للاقتداء بهم،وأسأله سبحانه أن يحشرنا في زمرتهم بحبنا لهم.

رحال الدوحه
09-11-2015, 02:52 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،


بارك الله فيج اختي ام حمد وجزاج ربي كل خير دنيا واخره .. والجميع

ما شاء الله وتبارك الرحمن دوم تتحفينا بالمفيد جعله في ميزان حسناتج ..
ويبارك لج فعلمج ويزيدج من فضله .

آمــــــــــــــين

امـ حمد
09-11-2015, 03:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،


بارك الله فيج اختي ام حمد وجزاج ربي كل خير دنيا واخره .. والجميع

ما شاء الله وتبارك الرحمن دوم تتحفينا بالمفيد جعله في ميزان حسناتج ..
ويبارك لج فعلمج ويزيدج من فضله .

آمــــــــــــــين



اللهم آمين
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي رحال الدوحه
وجزاك ربي جنة الفردوس،ولك مثل مادعوت لي

الحسيمqtr
09-11-2015, 03:33 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
09-11-2015, 07:14 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس



اللهم آمين
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس،