المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكبر والتكبر



امـ حمد
17-11-2015, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكبر والتكبر
لقد حرم الإسلام الكبر والخيلاء،فهما لا يليقان بالإنسان لأنه عبد مخلوق،وإنما هما من صفات الخالق جل وعلا،وقد حرم الله كل سبب يدعو إلى الكبر،وفي المقابل حبب الإسلام التواضع، ودعا إليه، ومدح أهله،
يقول الله تبارك وتعالى(إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ)غافر،
والمولى عز وجل ذم الكبر وأهله، فقال تعالى(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)الأعراف،
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم(ثلاثة لا تسأل عنهم،رجل نازع الله رداءه، ورجل نازع الله كبريائه، ورجل اتخذ الأيمان بضاعة)أخرجه أحمد،
يقول الله تبارك وتعالى(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)النحل،
قال أبو هريرة،قال النبي صلى الله عليه وسلم(يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر تطؤهم الناس لهوانهم على الله تعالى)أخرجه البزار،
وقال صلى الله عليه وسلم(إن في النار قصرا يجعل فيه المتكبرون ويطبق عليهم)أخرجه البيهقي،أبو داود،
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه(لا يحقرن أحد أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير،
وقال وهب،لما خلق الله جنة عدن نظر إليها فقال(أنت حرام على كل متكبر)
وكان الأحنف بن قيس يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يوماً،فقال(عجبا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين)
وقال (ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر قط ،إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو كثر)
وقال صلى الله عليه وسلم(بينما رجل يتبختر في بردته إذ أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) (متفق عليه من حديث أبي هريرة)
وقال صلى الله عليه وسلم(من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان)أخرجه أحمد والطبراني والحاكم،من حديث ابن عمر)
ويروى أن مطرف بن عبد الله بن الشخير،رأى المهلب وهو يتبختر،فقال( يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله ورسوله،فقال له المهلب،أما تعرفني،فقال،بلى أعرفك،أولك نطفة مذرة،وآخرتك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة، فمضى المهلب وترك مشيته تلك،وقال مجاهد في قوله تعالى( ثم ذهب إلى أهله يتمطى)أي يتبختر،
وقال المسيح عليه السلام(طوبى للمتواضعين في الدنيا هم أصحاب المنابر يوم القيامة،طوبى للمصلحين بين الناس في الدنيا هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة،
طوبى للمطهرة قلوبهم في الدنيا هم الذين ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة)
وقال جرير بن عبد الله،انتهيت مرة إلى شجرة تحتها رجل نائم قد استظل بنطع له وقد جاوزت الشمس النطع فسويته عليه ثم إن الرجل استيقظ فإذا هو سلمان الفارسي،فذكرت له ما صنعت فقال لي،يا جرير،تواضع لله في الدنيا فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة يا جرير،أتدري ما ظلمة النار يوم القيامة،قلت،لا، قال،إنه ظلم الناس بعضهم لبعض في الدنيا،وقالت عائشة رضي الله عنها،إنكم لتغفلون عن أفضل العبادات،التواضع،
وعن أَبي سعيد الخدري،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(احتجت الجنة والنار،فقالت النار،في الجبارون والمتكبرون،وقالتِ الجنة،في ضعفاء الناس ومساكينهم،فقضى الله بينهما،إنك الجة رحمتي أرحم بِك من أشاء،وإنك النار عَذَابِي أعَذب بِك من أشاء،ولِكِليكما عَلي ملؤهَا)رواه مسلم،
مظاهر الكبر،تظهر على المتكبر في صفاته وحركاته، تدل على العجب بالنفس للآخرين،منها،
أن يحب قيام الناس له أو بين يديه، وقد قال علي رضي الله عنه(من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام)
وقال أنس رضي الله عنه(لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك) رواه الترمذي،وأحمد،وصححه الألباني،
أن لا يمشي إلا ومعه غيره يمشي خلفه، قال أبو الدرداء رضي الله عنه(لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مشي خلفه)رواه ابن المبارك،
أن يتوقى من مجالسة المرضى والمعلولين ويتحاشى عنهم وهو الكبر (دخل رجل وعليه جدري قد تقشر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده ناس من أصحابه يأكلون فما جلس إلى أحد إلا قام من جنبه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم،إلى جنبه)
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يحبس عن طعامه مجذوما ولا أبرص ولا مبتلى إلا أقعدهم على مائدته،
أن لا يتعاطى بيده شغلاً في بيته والتواضع خلافه، روي أن عمر بن عبد العزيز،أتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكاد السراج يطفأ،فقال الضيف أقوم إلى المصباح فأصلحه،فقال ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه،
فقام وملأ المصباح زيتاً فقال الضيف قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين فقال، ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء وخير الناس من كان عند الله متواضعاً،
ومن أسباب الكبر، هو العجب فهو يورث الكبر الباطن والكبر يثمر التكبر الظاهر في الأعمال والأقوال والأحوال،
والرياء, فهو يدعو إلى أخلاق المتكبرين حتى إن الرجل ليناظر من يعلم أنه أفضل منه وليس بينه وبينه معرفة ولا محاسدة ولا حقد،ولا يتواضع له خيفة من أن يقول الناس إنه أفضل منه فيكون باعثه على التكبر عليه،
وأما الذي يتكبر بالعجب أو الحسد أو الحقد،قد ينتمي إلى نسب شريف،ثم يتكبر به على من ليس ينتسب إلى ذلك النسب ويترفع عليه في المجالس ويتقدم عليه في الطريق ولا يرضى بمساواته في الكرامة والتوقير،

نسأل الله أن يبعد عنا الكبر،وأن لايجعل في قلوبنا مثقال ذرة من الكبر،وجعلنا من الذين يحبون التواضع لله،وأن يبعد عنا وعنكم الغرور وجعلنا من المتواضعين ، لأن من تواضع لله رفعه.

الحسيمqtr
17-11-2015, 08:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-11-2015, 11:08 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس