المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة



امـ حمد
26-11-2015, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة
فإن الحياة دار ابتلاء ومحن،منذ أن خلق الله آدم وأنزله إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة على الناس،إلا أن الفتن تزيد في زمن دون زمان،ومكان دون مكان،وإن من أشد أيام الفتنة وأزمنتها ما يكون في آخر الزمان،وهي الأزمنة التي أخبر عنها النبي،صلى الله عليه وسلم،في أحاديث كثيرة،وحذر من فتنها ودعا الناس إلى الاعتصام بالحق،ومجانبة أهل الشر والكفر،
الحديث،عن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنه،أن رسول اللَه،صلى اللَه عليه وسلم،قال(كيف بكم وبِزمانٍ)أو(يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة مِنْ الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا)وشبك بين أصابعه،فقالوا،وكيف بنا يا رسول اللَه،قال(تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم)رواه أحمد،وأبو داود،وصححه الألباني،
قوله(يغربل الناس) أي يذهب خيارهم ويبقي أراذلهم، كتنقية الغربال للطحين وغيره،
قال القرطبي،عبارة عن موت الأخيار وبقاء الأشرار،كما يبقى الغربال من حثالة ما يغربله،
والحثالة،ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر إذا بقي، وحثالة الدهن تفله وكأنه الرديء من كل شيء،ويقال، حثالة وحفالة بالثاء والفاء معاً،
ومنه قول النبي،صلى الله عليه وسلم(يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله) رواه البخاري،
وقال،يقال حفالة وحثالة،وهذا كناية عن خسة أولئك القوم ورذالتهم،ولا يكون أمرهم مستقيماً،بل يكون كل واحد في كل لحظة على طبع وعلى عهد ينقضون العهود ويخونون الأمانات،وتلبس أمر دينهم فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر،
شرح الحديث، في هذا الحديث يبين النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه يأتي على الناس زمان غير محدد بوقت ولا بمكان، ويكون في ذلك الزمان غربلة للناس،فيذهب الصالحون كما يذهب الدقيق النقي إلى الصحن، وتبقى الحثالة والقشور في الغربال أو المُنخُل،
وهؤلاء الحثالة من الناس شرار فجار،لا يعرفون عهداً ولا يؤدون أمانة، إذا عاهدوا غدروا وإذا ائتمنوا خانوا، قد اختلطت أمورهم ومرجت عهودهم وضاعت أماناتهم،
ثم بين النبي،صلى الله عليه وسلم،فأرشد إلى لزوم الخير وتجنب الشر، ولا يكون ذلك إلا بالتزام كتاب الله وسنة رسوله،صلى الله عليه وسلم،والسير على منهج السلف،الذي لا نجاة للأمة إلا به،
وأرشد النبي،صلى الله عليه وسلم،الإنسان إلى الاهتمام بخاصة نفسه، وترك أمر العامة، وخاصة عند عدم الاستجابة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وفي هذا الحديث إرشاد إلى التمسك بالخير،وإظهار مكارم الأخلاق مع الناس،عند حلول الفتن إن استطاع الإنسان الصبر وتحمل الضيم وأمن على نفسه وعرضه ودينه،
وسيأتي الكلام لاحقاً عن العزلة والخلط والتفصيل في ذلك،
وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به)رواه البخاري،ومسلم،
وعن أبي سعيد الخدري،رضي الله عنه- أنه قال،قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)رواه البخاري،
قال ابن حجر،والخبر دال على فضيلة العزلة لمن خاف على دينه،
العزلة والخلطة أيهما أنسب للمسلم،لما أشار النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحديث،وهو قوله(فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة)وغيره من الأحاديث إلى العناية بخاصة النفس عند الفتن، تكلم العلماء رحمهم الله في هذه الأحاديث التي تأمر المسلم بالاعتزال عن الناس، وأخرى تأمره بالخلطة والصبر والأمر والنهي، وهل العزلة عن الناس وتركهم والفرار بالدين أسلم وأولى، أم الخلطة مع الصبر على الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
قال ابن حجر،اختلف السلف في أصل العزلة فقال الجمهور، الاختلاط أولى لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام،وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة،
وقال قوم،العزلة أولى لتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين،
وقال النووي،تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى،
فمن يتحتم عليه المخالطة من كانت له قدرة على إزالة المنكر فيجب عليه،وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها، كما قال تعالى(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً)الأنفال،
ويؤيد حديث أبي سعيد(خير الناس رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره)
والذي ينبغي على المسلم فعله أيام الفتن أن يتقي الله تعالى، ويتجنب الخوض فيها والمشاركة في إشعال فتيلها،والمسلم مطالب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيام الفتن وغيرها، فإن كان يستجاب له وينصت لقوله فوجوده خير بينهم، وإن رآى أهواء متبعة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فليزم خاصة نفسه، حتى يأذن الله تعالى بتغيير الحال وإصلاح الفساد،

نسأل الله أن يمتعنا بحياة طيبة، وأن يميتنا على دينه ويحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجعل الجنة دارنا وقرارنا،

الحسيمqtr
27-11-2015, 09:46 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
27-11-2015, 02:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
27-11-2015, 05:42 PM
الله يجزاج خير

بس لو مكبره الخط كان زين وبلون اخر كان ابرك

النهار
27-11-2015, 06:00 PM
الله يجزاج خير

امـ حمد
27-11-2015, 11:13 PM
الله يجزاج خير

بس لو مكبره الخط كان زين وبلون اخر كان ابرك

ان شاء الله اخوي
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
27-11-2015, 11:14 PM
الله يجزاج خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي النهار
وجزاك ربي جنة الفردوس