امـ حمد
02-12-2015, 03:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رؤية الله تعالى في الآخرة
اللهِ تعالَى يدلكم علَى سبيلِ الوُصولِ إلى دَارِ السلامِ، وهيَ الجنَّةُ التِي أَعَدَّها اللهُ لأَوْلِيَائِهِ، واللهُ يَهدِي مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ فَيُوَفِّقُه لإِصابَةِ الطريقِ الْمُسْتَقِيمِ الذِي جَعَلَهُ جَلَّ ثَناؤُهُ سَبَبًا لِلْوُصُولِ إلَى رِضَاهُ، وطريقًا لِمَنْ سَلَكَ فيهِ إلَى جِنَانِهِ وكَرامَتِه،إنَّ الفَوْزَ الحقيقِيَّ هو الفوز في الآخرة وإن السعيد من فاز هناك،
وأمَّا الطريقُ إلى ذلكَ فَهُوَ التَّقْوَى أي أدَاءُ الطاعاتِ واجتِنَابُ الْمُنْكَراتِ فَمَنْ أحسَنَ في هذِهِ الدُّنيا فَلَهُ الْحُسْنَى وزيادَةٌ كما قالَ عزَّ مِنْ قَائِلٍ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وزِيَادَةٌ ولا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾أي الذينَ أَحْسَنُوا بِالقِيامِ بِما أَوْجَبَهُ اللهُ عليهِمْ مِنَ الأَعْمَالِ والكَفِّ عمَّا نهاهُمْ عنهُ مِنَ الْمَعاصِي وَعَدَهُمُ اللهُ بِالْحُسْنَى وهِيَ الجنَّةُ،وأمَّا الزِّيادَةُ فهِيَ نعيمٌ زائِدٌ يَحْصُلُونَ عليهِ وَهُمْ فِي الجنَّةِ وهُوَ رُؤْيَةُ اللهِ تعالَى،
رُؤْيَةُ اللهِ هِيَ أَعْظَمُ نَعِيمِ أَهْلِ الجنَّةِ فَلَيْسَ شَىْءٌ أَحَبَّ إلَى أَهْلِ الجنَّةِ مِنْ رُؤْيَةِ الله،وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ بَعضَهُمْ يَرَوْنَ اللهَ في الأُسْبُوعِ مَرَّةً وبعضَهُمْ يَرَوْنَهُ سُبحانَهُ كلَّ يَومٍ مَرَّتَيْنِ كُلٌّ بِحَسَبِ دَرَجَتِهِ وَعُلُوِّ مَقَامِهِ عندَ اللهِ لأنَّ نَعيمَ أَهْلِ الجنَّةِ مُتَفَاوِتٌ وذَلِكَ علَى حَسَبِ مَا قَدَّمَ الشخصُ مِنَ الأَعْمَالِ،
وهذهِ الرُّؤْيةُ لِلْمُؤْمنينَ بعدَ دُخولِهِمُ الجنَّةَ ثَابِتَةٌ فِي الشَّرعِ مُجْمَعٌ علَيْهَا بَيْنَ أهْلِ السُّنةِ والجماعةِ فَلا يَجوزُ نَفْيُها ويَدُلُّ علَى ذلكَ قولُ اللهِ تعالَى ﴿وُجوهٌ يومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ سورة القيامة،
وكذلكَ قولُه صلى الله عليه وسلم،فيمَا رواهُ مُسلمٌ في صَحِيحِه(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَومَ القِيامَةِ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ ليلَةَ البَدْرِ لا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِه)أَي لا تَتَزَاحمُونَ في رُؤْيَتِهِ وذَلكَ لأَنَّ رؤيةَ اللهِ لا تَكُونُ بِالْمُقَابَلَةِ والْمُواجهَة،إِنَّما اللهُ يَكْشِفُ الحِجَابَ عَنْ أَبْصَارِ الْمُؤْمِنِينَ أَي يُعْطِي المؤمِنِينَ فِي أَبْصَارِهِمْ قُوَّةً يَرَوْنَ بِهَا اللهَ بِلا جِهَةٍ وَلا مَكَان،كَمَا نَبَّهَ علَى ذلكَ الإمامُ أبو حنيفَةَ رَضِيَ الله عنه،فإنهُ قالَ (وَلِقَاءُ اللهِ لأَهْلِ الجنَّة،أَيْ رؤيَتُهُمْ لله،بِلا جِهَةٍ ولا تَشْبِيهٍ وَلا كَيْفٍ حَق)
نَصَّ عليهِ عُلماءُ أَهلِ السنةِ والجماعةِ وهو يُفْهَمُ مِنْ رِوايَةِ البُخَارِيِّ لِهَذَا الحديثِ فَفِيه(أَنَّ الناسَ قالوا يا رسولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُمارُونَ (وَالْمِرْيَةُ الشَّكُّ) فِي القَمَرِ ليلةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قالُوا لا يَا رَسُولَ اللهِ قالَ فَهَلْ تُمارُونَ في الشَّمسِ ليسَ دُونَها سَحَابٌ قَالُوا لا قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِك)
قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه(والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة)
قال أبو زكريا محيي الدين النووي،في شرح صحيح مسلم،رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين(اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية اللَه تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً،وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة،وإثبات رؤية اللَه تعالى في الآخرة لِلْمُؤْمِنَيْنِ،
اللهم ارزقنا الفردوس الاعلى،ولا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم يارب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رؤية الله تعالى في الآخرة
اللهِ تعالَى يدلكم علَى سبيلِ الوُصولِ إلى دَارِ السلامِ، وهيَ الجنَّةُ التِي أَعَدَّها اللهُ لأَوْلِيَائِهِ، واللهُ يَهدِي مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ فَيُوَفِّقُه لإِصابَةِ الطريقِ الْمُسْتَقِيمِ الذِي جَعَلَهُ جَلَّ ثَناؤُهُ سَبَبًا لِلْوُصُولِ إلَى رِضَاهُ، وطريقًا لِمَنْ سَلَكَ فيهِ إلَى جِنَانِهِ وكَرامَتِه،إنَّ الفَوْزَ الحقيقِيَّ هو الفوز في الآخرة وإن السعيد من فاز هناك،
وأمَّا الطريقُ إلى ذلكَ فَهُوَ التَّقْوَى أي أدَاءُ الطاعاتِ واجتِنَابُ الْمُنْكَراتِ فَمَنْ أحسَنَ في هذِهِ الدُّنيا فَلَهُ الْحُسْنَى وزيادَةٌ كما قالَ عزَّ مِنْ قَائِلٍ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وزِيَادَةٌ ولا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾أي الذينَ أَحْسَنُوا بِالقِيامِ بِما أَوْجَبَهُ اللهُ عليهِمْ مِنَ الأَعْمَالِ والكَفِّ عمَّا نهاهُمْ عنهُ مِنَ الْمَعاصِي وَعَدَهُمُ اللهُ بِالْحُسْنَى وهِيَ الجنَّةُ،وأمَّا الزِّيادَةُ فهِيَ نعيمٌ زائِدٌ يَحْصُلُونَ عليهِ وَهُمْ فِي الجنَّةِ وهُوَ رُؤْيَةُ اللهِ تعالَى،
رُؤْيَةُ اللهِ هِيَ أَعْظَمُ نَعِيمِ أَهْلِ الجنَّةِ فَلَيْسَ شَىْءٌ أَحَبَّ إلَى أَهْلِ الجنَّةِ مِنْ رُؤْيَةِ الله،وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ بَعضَهُمْ يَرَوْنَ اللهَ في الأُسْبُوعِ مَرَّةً وبعضَهُمْ يَرَوْنَهُ سُبحانَهُ كلَّ يَومٍ مَرَّتَيْنِ كُلٌّ بِحَسَبِ دَرَجَتِهِ وَعُلُوِّ مَقَامِهِ عندَ اللهِ لأنَّ نَعيمَ أَهْلِ الجنَّةِ مُتَفَاوِتٌ وذَلِكَ علَى حَسَبِ مَا قَدَّمَ الشخصُ مِنَ الأَعْمَالِ،
وهذهِ الرُّؤْيةُ لِلْمُؤْمنينَ بعدَ دُخولِهِمُ الجنَّةَ ثَابِتَةٌ فِي الشَّرعِ مُجْمَعٌ علَيْهَا بَيْنَ أهْلِ السُّنةِ والجماعةِ فَلا يَجوزُ نَفْيُها ويَدُلُّ علَى ذلكَ قولُ اللهِ تعالَى ﴿وُجوهٌ يومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ سورة القيامة،
وكذلكَ قولُه صلى الله عليه وسلم،فيمَا رواهُ مُسلمٌ في صَحِيحِه(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَومَ القِيامَةِ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ ليلَةَ البَدْرِ لا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِه)أَي لا تَتَزَاحمُونَ في رُؤْيَتِهِ وذَلكَ لأَنَّ رؤيةَ اللهِ لا تَكُونُ بِالْمُقَابَلَةِ والْمُواجهَة،إِنَّما اللهُ يَكْشِفُ الحِجَابَ عَنْ أَبْصَارِ الْمُؤْمِنِينَ أَي يُعْطِي المؤمِنِينَ فِي أَبْصَارِهِمْ قُوَّةً يَرَوْنَ بِهَا اللهَ بِلا جِهَةٍ وَلا مَكَان،كَمَا نَبَّهَ علَى ذلكَ الإمامُ أبو حنيفَةَ رَضِيَ الله عنه،فإنهُ قالَ (وَلِقَاءُ اللهِ لأَهْلِ الجنَّة،أَيْ رؤيَتُهُمْ لله،بِلا جِهَةٍ ولا تَشْبِيهٍ وَلا كَيْفٍ حَق)
نَصَّ عليهِ عُلماءُ أَهلِ السنةِ والجماعةِ وهو يُفْهَمُ مِنْ رِوايَةِ البُخَارِيِّ لِهَذَا الحديثِ فَفِيه(أَنَّ الناسَ قالوا يا رسولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُمارُونَ (وَالْمِرْيَةُ الشَّكُّ) فِي القَمَرِ ليلةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قالُوا لا يَا رَسُولَ اللهِ قالَ فَهَلْ تُمارُونَ في الشَّمسِ ليسَ دُونَها سَحَابٌ قَالُوا لا قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِك)
قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه(والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة)
قال أبو زكريا محيي الدين النووي،في شرح صحيح مسلم،رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين(اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية اللَه تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً،وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة،وإثبات رؤية اللَه تعالى في الآخرة لِلْمُؤْمِنَيْنِ،
اللهم ارزقنا الفردوس الاعلى،ولا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم يارب.