المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يربط الله على قلوب المؤمنين



امـ حمد
09-12-2015, 05:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى يربط الله على قلوب المؤمنين
كم نحن بحاجةٍ ماسةٍ لهذا الربط الرباني,لأننا به نستطيع إكمال الطريق إلى الله جل وعلا, وقد ذكر الله امتنانه على عباده بالربط على قلوبهم في مواضع هم في غاية الشدة والخوف, وعلى وشك الانهزام النفسي والسقوط في براثن الشيطان, لولا لطف الله وعنايته في الوقت المناسب لارتدوا على أعقابهم خاسرين،
ثلاثة مواطن يربط الله فيها على قلب من لجأ إليه واستعان به وتوكل عليه،
الموطن الأول، عند الجهاد في سبيل الله تعالى، في معركة بدر الكبرى يحتف المشركون بالمسلمين في كثرةٍ كاثرةٍ من العدد والعتاد, والقوة والبأس, وهم في ضعف إلا بالله, وقلة إلا مع الله, وخوف إلا من الله, فلما علم الله ما في قلوبهم جاء نصره لهم, وربطه على قلوبهم, وتأييده بملائكته لتكون معهم, فينتصروا على الكافرين،
قال تعالى(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)الأنفال،
إن المجاهدين في سبيل الله اليوم ينبغي عليهم أن يفهموا هذا المعنى الكبير،فلا ييأسوا حينما يرون أنفسهم قلةً في مقابل عدوهم ذي العدد الكبير,وضعفاء في مقابل عدوٍ تقوّى بإخوانه من الكفار والمنافقين،فأمدوه بقوة السلاح والمال والسياسة, وأذلاء إذ لم يروا من أبناء جنسهم من العرب والمسلمين من ينصرهم أو ينتصر لهم فتركوهم بلا حول ولا قوة إلا بالله,
على المجاهدين في سبيل الله أن يسألوا ربهم أن يربط على قلوبهم ليكونوا من المؤمنين،إذ لا نصر إلا من الله تعالى(إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)آل عمران،
الموطن الثاني، عند قول كلمة الحق أمام من لا يقبل بها من سلطان أو غيره وهو ذو بأس وجاه وقوة,فيدعو المؤمن بالله جل وعلا من كفر بالله وخالف أمره, فإنهم إن أرادوا أن يبطشوا به حين واجههم بالقول السديد, ونطق لهم بالحق وأخذهم بالوعد والوعيد, هنا يربط الله على قلبه ويثبته حتى يقول بالحق وبه يعدل،
انظروا كيف نصر الله الفتية الصالحين حين أخذوا على أنفسهم أن يدعوا أقوامهم لتوحيد الله ويعبدوه وحده لا يشركون به شيئاً, فلما أراد الكفار أن يبطشوا بهم ويقتلوهم وينكلوا بهم حماهم الله وحفظهم وربط على قلوبهم حتى لا يفتنوا فينكبوا على وجوههم كافرين،قال تعالى(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) الكهف،
والموطن الثالث، من مواطن الربط على القلب عند المصائب والابتلاءات, فإن البلاء لا يزال بالمؤمن يأتيه ويصاب منه حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة, إلا أن هذه المصائب قد تهز إيمان المرء وتفرغ قلبه من كل شيء، فيحتاج حينها إلى عون الله وتوفيقه أن يثبّته عند المصيبة ويربط على قلبه ليكون المؤمنين،
أوحى الله إلى أم موسى عليه السلام،حينما كان رضيعاً إذا خافت عليه من بطش فرعون وجنوده أن ترميه في البحر, ووعدها أن يرده إليها,
إلا أن الحبل المربوط بسرير موسى انقطع وسار إلى قصر فرعون وأخذه آل فرعون, ففزعت أم موسى وخافت أن يقع به ما وقع لبني إسرائيل من القتل والتنكيل, فأصبح فؤادها كما أخبر الله فارغًا من أي شيء إلا من التفكير في موسى وكيف تسترجعه من جديد, حتى إنها همت أن تذهب لقصر فرعون فتخبرهم أنه ابنها لولا أن ربط الله على قلبها وثبتها على الحق حتى تمضي حكمة الله ولتكون من المؤمنين،
قال تعالى(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)القصص،
يقول الله تعالي فس سورة طه (رَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
إن الإنسان قد يظن نفسه قوياً فإذا جاءته المصائب ضعف وتسخط على الله واعترض على أقداره المؤلمة, فإذا تقوى بالذكر وتحلى بالصبر ربط الله على قلبه ليكون المؤمنين،
إن إبراهيم عليه السلام، لما أوقد قومه له النار وأرادوا قذفه بها قال،حسبنا الله ونعم الوكيل، وصبر، فأنجاه الله منها,
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم،وأصحابه رضي الله عنهم لما اجتمع عليهم الأحزاب قالوا،حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم،
كونوا مع الله في الرخاء يكن معكم في الشدة والبلاء, إن العبد ما اعتصم بالله لو كادته السموات والأرض جعل الله له من بينها فرجاً وخرجاً،
(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ومنه ما يعلمه, من أحوالكم, التي يجري من شرائعه الدينية عليكم, ما يناسبها،
فإن التعلق بالله تعالى، والاعتصام بكتابه، والتسليم لقضائه وقدره، ومن ثم الطمع فيما أعده للصابرين الثابتين،فيه ما يدفع للاحتساب والاسترجاع،
ويبقى خير الزاد هو التقوى، وأن نأويَ إلى الله مطمئنين موقنين، وأن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون،
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين، الذين يسلِّمون لأمرك، وينقادون لحُكمك، ويرتضون مشيئتك.

qatara
09-12-2015, 05:50 AM
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين، الذين يسلِّمون لأمرك، وينقادون لحُكمك، ويرتضون مشيئتك.

جزاج الله خير

امـ حمد
09-12-2015, 03:18 PM
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين، الذين يسلِّمون لأمرك، وينقادون لحُكمك، ويرتضون مشيئتك.

جزاج الله خير


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
11-12-2015, 11:42 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
11-12-2015, 03:12 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

معماري7
23-12-2015, 08:00 PM
اللهم أصلح نفوسنا واجعلنا من عبادك الصالحين

امـ حمد
24-12-2015, 12:12 AM
اللهم أصلح نفوسنا واجعلنا من عبادك الصالحين


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي معماري7
وجزاك ربي جنة الفردوس

الماسه111
26-02-2016, 10:14 PM
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين، الذين يسلِّمون لأمرك

امـ حمد
29-02-2016, 06:10 AM
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين المحتسبين، الذين يسلِّمون لأمرك


بارك الله فيج وفي ميزان حسناتج اختي الغاليه
ويزاااج ربي جنة الفردوس