المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قـصـة الأديــب الالــمــعـي [ الأصمعي ] .. مــع الخـلـيـفـة [ أبو جعفر المنصور] ..،!!



ساحر برشلونة
12-09-2006, 09:04 PM
أسعد الله اوقتاكم بكل خير ، مشرفين و أعضاء منتدانا

العزيزأقدم لكم اليوم قصة تعتبر من " طرائف الأدب العربي " ،، قصة توضح

مدى ذكاء الأديب ، وجمالية الشعر العربي الفصيح القديم ، إنها قصة

الشاعر الألمعي [ الأصمعي ] ، مع الخليفة [ أبو جعفر المنصور ] فـ لنصغي إليها ،،





كان الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور" حريص على أموال الدولة ، فقد كان ينظم مسابقات في قول الشعر ، وكانت للمسابقات جوائز قيمة ، ولا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره ، وكان يحفظ الشعر الذي يلقى على مسامعه من أول مرة ، وله غلام يحفظ القصيدة من مرتين ، و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث، فكان الشاعر يتأمل طوال الليل وينظم قصيدته من بنيات افكاره ، ويتعب عليها ، وعندما يتوجه للخليفة يقول له :" إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا ، وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا " ، فيوافق الشاعر ويلقيها على الخليفة الذي بدوره يرددها له كأنه يحفظها منذ زمن بعيد !!

ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية فتقولها كاملة ، فيشك الشاعر في نفسه ، كيف يحفظها وانا نظمتها من زمن ليس بـ بعيد ؟!وهكذا الحال مع كل الشعراء ،.

فـ بينما هم كذلك إذا بأديبنا "الأصمعي" يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم ، فقال :" دعوا الأمر لي " .. فـ كتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات ، وتنكر بزي أعرابي وذهب للخليفة ليلقيها عليه ، فقال الخليفة :أتعرف الشروط .. قال : نعم .. قال : هات القصيدة .. فقال :




صـوت صفيـر البلبـلِ هيـجَ قلـبَ الثـمـلِ
الماءُ والزهرُ معـا مـعَ زهـرِ لحـظِ المقـلِ
وأنـت يـا سيدلـي ِوسيـدي ومولَـى لِــيِ
فـكـم فـكـم تيمـنـي غـزيـلٌ عقـيـقـلِ
قطفتـه مـن وجنـةٍ مـن لثـمِ وردِ الخجـلِ
فقـالَ لا لا لا لا لا وقــد غــدا مـهـرولِ
والخوذُ مالت طربـاً مـن فعـلِ هـذا الرجـلِ
فولولت وولولـت ولـي ولـي يـا ويـل لـي
فقلـت لا تولـولـي وبـيـنِ اللـؤلـؤ لــي
قالـت لـه حيـن كـذا انهـض وجـد بالنقـل
وفتيـةً سقوننـي قـهـوةً كالعـسـل لــي
شممتهـا بأنفـي أزكــى مــن القرنـفـلِ
في وسط بستان حلي بالزهـر والسـرور لـي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطـب طـب لـي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طالب إلي
شوي شوي وشا هـشَ علـى ورق سفرجـلِ
وغـرد القمـري يصيـح ملـلٍ فــي مـلـلِ
ولـو ترانـي راكبـاً علـى حـمـار أهــزل
يمشـي علـى ثـلاثـة كمشـيـة العرنـجـل
والنـاس ترجـم جملـي بالسـوق بالقلقللـي
والكـل كعكـع كعكـع خلفـي ومـن حويللـي
لكـن مشيـت هاربـاً مـن خشيـة العقنقلـي
إلــى لـقـاء مـلـكٍ معـظـمٍ مـبـجـل
يأمـر لـي بخلعـة حمـراء كالـدم دم لــي
اجــر فيـهـا ماشـيـاً مبـغـدداً للـذيـل
أنا الأديب الألمعـي مـن حـي أرض الموصـل
نظمت قطعاً زخرفـت يعجـز عنهـا الأُدبللـي
لي أقول فـي مطلعهـا صـوت صفيـر البلبـل








علامات التعجب واضحة على ملامح الخليفة ، عجز عن ترديد القصيدة ، لصعوبة حروفها وتداخل كلماتها ، فـ نادي الغلام الذي بدوره نطق الابيات متقطعه ، فـ نادي الجاريه ولم تستطع قول شيئاً ، عندها استسلم الخليفة للأمر الواقع وقال للأصمعي : " أحضر ما كتبت عليه القصيدة لنعطيك وزنه ذهباً " .. فـ قال الاصمعي : " لقد ورثت عاموداً من الرخام عن أبي ، نقشت عليه القصيدة ، وهو على ظهر ناقتي ، لا يستطيع حمله إلا أربعة من الجنود " .. ، فـ إنهار الخليفة واحظر الجنود عامود الرخام و وزنوه وأخذ الاصمعي كل ما في الخزنة .


وعندما أراد الخروج ، عرف الخليفة أنه الأصمعي ، وعرف منه سبب حيلته، فاتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم.





..
..
..
..
..
..

أتمنى من قلبي أن اكون وفقت في سرد الموضوع لكم ، كما اتمنى لكم

حياة سيعدة ومفعمة بالحيوية ، وإلى لقاء قريب ، مع موضوع جديد

أرق التحايا ،.

مطيع الله
13-09-2006, 07:50 AM
هذا الأديب
شكراً ساحر برشلونة