المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. ][ .. بل الإنسان على نفسه بصيرة ..][..



عـ العبيدلي
30-12-2015, 08:27 AM
السلام عليكم ..

صبحكم الله بالخير ..

مقالي هالاسبوع في جريدة الشرق

.. ][ .. بل الإنسان على نفسه بصيرة ..][.. (http://www.al-sharq.com/news/details/394469#.VoNq809GRZ8)

يخبرنا الله تعالى في هذه الآية، أن الإنسان هو البصير على نفسه، حتى لو أبدى غير ذلك، أو حتى لو حاول خداع نفسه، سأضرب لكم مثالاً للتوضيح، قبل أن أتحدث عن تطبيق هذه الآية في حياتنا.. لو قال أحد الناس: إنه عازم على القيام لصلاة الفجر على وقتها، وهو في قرارة نفسه يعلم أنه لا يستيقظ من النوم بسهولة، فنام متأخرا ووضع منبها واحدا فقط لصلاة الفجر، في حين وضع 5 منبهات للقيام للعمل، وهو في نيته أنه لا فرق إذا قام للصلاة أم لا!! إن استيقظ فالحمد لله.. وإن لم يستيقظ فهو يقنع نفسه بأنه حاول!! لو سألت هذا الرجل سيقول لك: إنه حاول ولكنه لم يستيقظ، ولكن لو جلس مع نفسه جلسة مصارحة، فهل كانت محاولته جادة؟ هل اتخذ كل الأسباب؟ هل كانت نيته صادقة للاستيقاظ لصلاة الفجر؟ قد يخدع الناس أنه حاول، ولكن لو صدق مع نفسه، فسيجد أنه لم يحاول بأقصى إمكاناته.
وعلى هذا المثال نقيس كل شيء في حياتنا، هل حاولت ـ بجد ـ أن تصل لمعدل الامتياز في الجامعة؟ هل أتقنت واجتهدت في عملك لتصل إلى المنصب الذي تنادي به؟ قد نبين للناس شيئاً ونقنع أنفسنا بشيء آخر، ولكن في الحقيقة نحن لا نبذل جهدنا للوصول إليه.
ومن الأمور المستفادة من هذه الآية أيضاً: ألا تحزن إذا اتهمك الناس بشيء ليس فيك، لأنك تعلم ان هذا الشيء أنت بريء منه، فثق بنفسك فأنت أعلم بنفسك ودافع عن نفسك، ورد على من اتهمك لأنك على حق، والعكس صحيح لا تفرح بشيء امتدحه الناس فيك، وأنت لم تفعله، ولكن اطمح إلى أن تصل إلى هذا المستوى، حتى تكون فعلاً تستحق ما يقال عنك. وينتشر في هذه الأيام التلاعب في الأحكام الشرعية، فبعض الناس يكون متيقناً من حرمة أمر ما، ولكنه يبحث عن فتوى ناقصة، أو حكم لا يقع عليه، ويفرضه على نفسه، أو حكم ثانٍ، ويقيسه على نفسه وأمور كثيرة، يحاول الشخص فيها خداع نفسه، والتلاعب بالأحكام، ومن الغريب في هذا الصنف من الناس، أنه يدافع عن حكمه وهو يعلم أنه على خطأ. أيضا من هذه الأمور؛ الجدال مع الناس، فالبعض حتى لو استيقن انه على خطأ، وتثبت من هذا الخطأ تراه يدافع عن موقفه، وهو يعلم أنه على خطأ، ولكن هناك أمر نفسي يجعله يتمسك بكلامه، وتأخذه العزة بالإثم، ولا يعترف بخطئه. ومن أعظم ما يستفاد من هذه الآية: هو الاعتراف بالذنب والتوبة منه، وحسن الأدب مع الله، وأيضا مع الناس، في حال أنك أخطأت بادر واعتذر عن خطئك.
وهذه الآية تحثنا على البحث في انفسنا وأخطائها، والجلوس جلسات مصارحة صادقة، مع النفس، وتخليصها من الشوائب، فأنت على نفسك بصيرة، فأصلحها، وابتعد عن الأعذار الواهية، وختاماً.. تأكد أنك أعلم الناس بنفسك، وأن الله يعلم ما في قلبك، وهو أعلم بك من نفسك، فلو خدعت نفسك، فأنت تعلم أنك مخادع، ولو خدعت الناس، فسيعلمون أنك مخادع ولو بعد حين، ولكنك لن تخدع الله، فإنه يعلم السر وما هو أخفى منه، فأصدق الله في جميع أمورك.

وقواكم الله

قطريه ماركه
30-12-2015, 09:54 AM
ولكنك لن تخدع الله، فإنه يعلم السر وما هو أخفى منه، فأصدق الله في جميع أمورك.

مقال جميل و مهم في هذا الزمن

يعطيك العافية

نايم سهران
02-01-2016, 01:18 PM
الله يعطيك العافيه على المجهود

امـ حمد
02-01-2016, 04:25 PM
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس