ضوى
11-01-2016, 12:29 AM
الكاتب: د.جاسم المطوع.
(بطاقة للفقير ، وبيوت للقطط ، وفريق خاص للمعاقين ، وحاويات جميلة في الطرقات ، وألعاب ترفيهية للأطفال عند كل بناية)،
هذا ما لفت نظري في زيارتي الأخيرة لتركيا،
فقد زرنا مدينة (باشاك شهير) 👈وهذه المدينة كانت مشهورة بكثرة أماكن الدعارة وبيع المخدرات وكثرة الجريمة ،
وقد وضعت لها البلدية خطة تطويرية منذ خمس سنوات،فتحولت المدينة إلى أجمل مكان سياحي ، بتنظيم بنائها ونظافة طرقها وجمال حدائقها وبساتينها ، وفيها وادٍ كانت مياه المجاري تسيل فيه ،
والآن تراه جميلا بالألعاب الرياضية والحدائق المعلقة والمطاعم التركية الشهيرة ، وبعد هذه الجولة الجميلة في المدينة ،
👈زرنا رئيس بلديتها لنتعرف على تجربتهم في كيفية تحويل المدينة من مدينة كانت رمزا للجريمة والمجرمين،
إلى أشهر مدينة سياحية ، تمتاز بالتكافل الاجتماعي بين الجيران والاهتمام بالفقير والمعاقين!
👈وبعد شرح الخطة التطويرية ، ذكر لنا ابتكارا طبقته البلدية للتعامل مع الفقراء ، يحفظ لهم كرامتهم ولا يشعرهم بذل السؤال ، وذلك من خلال صرف بطاقة لكل فقير ، يشتري بها ما يحتاج إليه شهريا من الأسواق ،
وقد تفاعل معها الفقراء وشعروا باحترام وتقدير لذاتهم ،
ثم تحدث معنا عن تشكيل فرقة تطوعية تتكون من خمسين شابا وفتاة ، يجلسون على الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة ، ويجوبون كل أسبوع في شوارع المدينة وسككها ، فيكتشفون الطرق التي لا تصلح لسير كرسي المعاق ، فيرفعوا فيها تقريرا ليتم تسويتها وإصلاحها،
ثم سألناه عن سبب كثرة ألعاب الأطفال التي رأيناها ونحن نمشي بالمدينة ، فقال:
إن قانون البلدية في تركيا لا يسمح لأي تاجر يبني بناية تجارية ليس فيها حديقة ومكان مخصص لألعاب الأطفال ، وإلا لا يسمح له بالبناء ولا يرخص له ، وحسب ما أفاد فإن في المدينة أكثر من ألف بناية تجارية للسكن.
👈كرر لنا رئيس البلدية أكثر من مرة، أن شعارهم هو
"خدمة الناس ودعم العمل الاجتماعي وتطويره"،
ولهذا فإن البلدية تتبنى مثل هذه المبادرات الاجتماعية ، بل ومن جميل ما رأيت على الأرصفة وأنا أمشي بالطرقات ،
بيوتا صغيرة على شكل مثلث ،
فسألت صاحبي:
ما هذه الأكشاك الصغيرة؟
فقال:
هذه بيوت جديدة عملتها البلدية للقطط الضالة بالشوارع ، تحتمي فيها ليلا أو وقت البرد ، وقد تم توزيع هذه البيوت في كل شوارع استانبول.
👈مثل هذه المشاريع الاجتماعية من أشخاص حريصين على خدمة الناس وكسب قلوبهم ليحققوا لهم العيش الاجتماعي الآمن،
👍ذكرني بما كان يفعله عمر الفاروق رضي الله عنه
لتحقيق الأمن الاجتماعي ،
وذلك بفرض مبلغ لكل رضيع ، وتحديد مدة سفر المجاهد حتى لا يطيل على أهله ،
وقد زرت أكثر من مؤسسة اجتماعية في تركيا ولمست حبهم للدين وخدمته من خلال المشاريع الاجتماعية ،
وتلمست التدين الحقيقي عندهم على الرغم من أننا نتعامل مع أشخاص أحيانا لا يوحي شكلهم أنهم متدينون ، ولكنهم ذوو أخلاق عالية ، وملتزمون بصلاتهم ويسعون لخدمة الناس ومجتمعهم ،
فتذكرت كلمة جميلة للأديب والمؤرخ المصري أحمد أمين (متوفى 1954)،
👈عندما قال
"هل تعرف الفرق بين الحرير الطبيعي والحرير الصناعي ،
وبين الأسد وصورة الأسد ،
وبين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة؟..
فإذا عرفت ذلك ،
عرفت الفرق بين التدين الحقيقي والتدين الصناعي"،
تذكرت هذه الكلمات وأنا أرى تدين الأتراك ، فالمشاريع التي يقيمونها مستمرة لا تتوقف ، وهم منطلقون في خدمة الإسلام والمسلمين ،
بل إنني زرت أكاديمية الفاتح واجتمعت مع مديرها وهو(د.آدم) فعلمت أن من أهدافه تعليم اللغة العربية لخمسة ملايين تركي ، وقد حقق حتى الآن ثلث هدفه ، فسألته عن سبب ذلك فقال:
إن اللغة العربية هي لغة القرآن ، وهي هويتنا ، كما أنها جزء من عقيدتنا ، وهي وسيلة الخطاب والتفاهم بين كل المسلمين.
إن هناك فرقا واضحا بين من يحمل الدين برأسه ،
ومن يحمله بقلبه ،
وهناك فرق بين من يتغنى بالدين ،
ومن يكون الدين همه ويعمل لتحقيقه ،
وهناك فرق بين من يكثر الكلام بالدين ، ومن يكثر العمل به ،
وهناك فرق بين المتدين الفاضي الذي يجوب بالأسواق ويقلب صفحات النت ، ويدمن على شبكات التواصل الاجتماعي ،
والمتدين صاحب المشروع الذي يعمل من أجله،
👈كما أن هناك فرقا بين المتدين الحقيقي والصناعي.👉
راقت لي جدا وواثقة جدا انها ستعجبكم ايضا
اتمنى لكم قراءة شيقة
(بطاقة للفقير ، وبيوت للقطط ، وفريق خاص للمعاقين ، وحاويات جميلة في الطرقات ، وألعاب ترفيهية للأطفال عند كل بناية)،
هذا ما لفت نظري في زيارتي الأخيرة لتركيا،
فقد زرنا مدينة (باشاك شهير) 👈وهذه المدينة كانت مشهورة بكثرة أماكن الدعارة وبيع المخدرات وكثرة الجريمة ،
وقد وضعت لها البلدية خطة تطويرية منذ خمس سنوات،فتحولت المدينة إلى أجمل مكان سياحي ، بتنظيم بنائها ونظافة طرقها وجمال حدائقها وبساتينها ، وفيها وادٍ كانت مياه المجاري تسيل فيه ،
والآن تراه جميلا بالألعاب الرياضية والحدائق المعلقة والمطاعم التركية الشهيرة ، وبعد هذه الجولة الجميلة في المدينة ،
👈زرنا رئيس بلديتها لنتعرف على تجربتهم في كيفية تحويل المدينة من مدينة كانت رمزا للجريمة والمجرمين،
إلى أشهر مدينة سياحية ، تمتاز بالتكافل الاجتماعي بين الجيران والاهتمام بالفقير والمعاقين!
👈وبعد شرح الخطة التطويرية ، ذكر لنا ابتكارا طبقته البلدية للتعامل مع الفقراء ، يحفظ لهم كرامتهم ولا يشعرهم بذل السؤال ، وذلك من خلال صرف بطاقة لكل فقير ، يشتري بها ما يحتاج إليه شهريا من الأسواق ،
وقد تفاعل معها الفقراء وشعروا باحترام وتقدير لذاتهم ،
ثم تحدث معنا عن تشكيل فرقة تطوعية تتكون من خمسين شابا وفتاة ، يجلسون على الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة ، ويجوبون كل أسبوع في شوارع المدينة وسككها ، فيكتشفون الطرق التي لا تصلح لسير كرسي المعاق ، فيرفعوا فيها تقريرا ليتم تسويتها وإصلاحها،
ثم سألناه عن سبب كثرة ألعاب الأطفال التي رأيناها ونحن نمشي بالمدينة ، فقال:
إن قانون البلدية في تركيا لا يسمح لأي تاجر يبني بناية تجارية ليس فيها حديقة ومكان مخصص لألعاب الأطفال ، وإلا لا يسمح له بالبناء ولا يرخص له ، وحسب ما أفاد فإن في المدينة أكثر من ألف بناية تجارية للسكن.
👈كرر لنا رئيس البلدية أكثر من مرة، أن شعارهم هو
"خدمة الناس ودعم العمل الاجتماعي وتطويره"،
ولهذا فإن البلدية تتبنى مثل هذه المبادرات الاجتماعية ، بل ومن جميل ما رأيت على الأرصفة وأنا أمشي بالطرقات ،
بيوتا صغيرة على شكل مثلث ،
فسألت صاحبي:
ما هذه الأكشاك الصغيرة؟
فقال:
هذه بيوت جديدة عملتها البلدية للقطط الضالة بالشوارع ، تحتمي فيها ليلا أو وقت البرد ، وقد تم توزيع هذه البيوت في كل شوارع استانبول.
👈مثل هذه المشاريع الاجتماعية من أشخاص حريصين على خدمة الناس وكسب قلوبهم ليحققوا لهم العيش الاجتماعي الآمن،
👍ذكرني بما كان يفعله عمر الفاروق رضي الله عنه
لتحقيق الأمن الاجتماعي ،
وذلك بفرض مبلغ لكل رضيع ، وتحديد مدة سفر المجاهد حتى لا يطيل على أهله ،
وقد زرت أكثر من مؤسسة اجتماعية في تركيا ولمست حبهم للدين وخدمته من خلال المشاريع الاجتماعية ،
وتلمست التدين الحقيقي عندهم على الرغم من أننا نتعامل مع أشخاص أحيانا لا يوحي شكلهم أنهم متدينون ، ولكنهم ذوو أخلاق عالية ، وملتزمون بصلاتهم ويسعون لخدمة الناس ومجتمعهم ،
فتذكرت كلمة جميلة للأديب والمؤرخ المصري أحمد أمين (متوفى 1954)،
👈عندما قال
"هل تعرف الفرق بين الحرير الطبيعي والحرير الصناعي ،
وبين الأسد وصورة الأسد ،
وبين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة؟..
فإذا عرفت ذلك ،
عرفت الفرق بين التدين الحقيقي والتدين الصناعي"،
تذكرت هذه الكلمات وأنا أرى تدين الأتراك ، فالمشاريع التي يقيمونها مستمرة لا تتوقف ، وهم منطلقون في خدمة الإسلام والمسلمين ،
بل إنني زرت أكاديمية الفاتح واجتمعت مع مديرها وهو(د.آدم) فعلمت أن من أهدافه تعليم اللغة العربية لخمسة ملايين تركي ، وقد حقق حتى الآن ثلث هدفه ، فسألته عن سبب ذلك فقال:
إن اللغة العربية هي لغة القرآن ، وهي هويتنا ، كما أنها جزء من عقيدتنا ، وهي وسيلة الخطاب والتفاهم بين كل المسلمين.
إن هناك فرقا واضحا بين من يحمل الدين برأسه ،
ومن يحمله بقلبه ،
وهناك فرق بين من يتغنى بالدين ،
ومن يكون الدين همه ويعمل لتحقيقه ،
وهناك فرق بين من يكثر الكلام بالدين ، ومن يكثر العمل به ،
وهناك فرق بين المتدين الفاضي الذي يجوب بالأسواق ويقلب صفحات النت ، ويدمن على شبكات التواصل الاجتماعي ،
والمتدين صاحب المشروع الذي يعمل من أجله،
👈كما أن هناك فرقا بين المتدين الحقيقي والصناعي.👉
راقت لي جدا وواثقة جدا انها ستعجبكم ايضا
اتمنى لكم قراءة شيقة