المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الإصلاح بين الناس



امـ حمد
11-03-2016, 03:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الإصلاح بين الناس
هنيئاً له،ثم هنيئاً لمن اتصـف بهـذه الصفة،قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة،أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة ،فقال أبو الدرداء،قلنا بلى يا رسول الله،قال،إصلاح ذات البين)أخرجه أحمد وأبو داود،والترمذي،وصححه الألباني،
إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة،يحبها الله سبحانه وتعالى،
فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين،نفسه تحب الخير،تشتاق إليه،يبذل ماله،ووقته،ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر،ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما،
كم بيت كاد أن يتهدّم،بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه،وكاد الطلاق،فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة،ونصيحة غالية،ومال مبذول،يعيد المياه إلى مجاريها،ويصلح بينهما،
كم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين،أو صديقين،أو قريبين، بسبب زلة،وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما،
كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال،وفتن شيطانية،كادت أن تشتعل لولا فضل الله ثم المصلحين،
الإصلاح بين الناس أمر مشروع،فقال تعالى(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)الحجرات،
إن الإصلاح بين الناس عمل شريف،فاضل، وثوابه عند الله عظيم،
فمن فضائله، أن الإصلاح بين الناس خير،وقوله تعالى(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) النساء،أنه نفع متعدي أفضل من نوافل الصيام والصلاة والصدقة، لتعدي نفعه، وأن نفعه متعدي،
يقول صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بما هو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة،قالوا بلى يا رسول الله،قال،إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة)رواه الترمذي،
وأنه عمل يرضي الله ورسوله،يقول صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب،ألا أخبرك بعمل يرضي الله ورسوله،قال نعم،قال(أصلح بين الناس إذا فسدوا وقارب بينهم إذا تباعدوا)رواه أبي داود،وصححه الألباني،
ومن الإصلاح بين الناس،أن النبي صلى الله عليه وسلم،أباح للمصلح الكذب مع أن الكذب من كبائر الذنوب،لكن أباح للمصلح الذي يقصد الخير أن يكذب توسلاً إلى جمع الكلمة وقطع دابر الفساد،
لأن الإصلاح التوفيق بين الآخرين،وإزالة أسباب القطيعة والنزاع،
قال العلماء،لابد للمصلح أن تتوفر فيه الصفات التالية،
أولاً، أن يكون مخلصًا لله في عمله لا يريد رياءاً ولا سمعة ولكن تقرباً إلى الله،ولهذا قال الله تعالى(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)النساء،
ثانياً، أن يعتقد أن ما يفعله امتثالاً لأمر الله حيث يقول تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)الأنفال،
وأن يشكر الله إذ وفقه لهذا العمل الصالح،
ثالثاً، أنه لا يقرر الإصلاح حتى يعلم حقيقة القضية ويسمع من الطرفين كلهما ويدرس الأمر دراسة واضحة حتى يكون إقدامه على علم وبصيرة،وأن يكون ذا عدل في إصلاحه فلا يقصد بإصلاحه إضرار فلان ونفع فلان ولا مجاملة هذا مع ضرر هذا لأن الله يقول(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ)الحجرات،
فالمصلح لا يريد الضرر بهذا لا يجامل غنياً لغناه،ولا قوياً لقوته، ولا ذو جاهٍ لجاهه،ولكن يحترم القوي والضعيف ويصلح صلحاً لا ينفع غنياً ويضر فقيراً،وإنما تكون المنفعة للجميع لأن قصده وجه الله والدار الآخرة،
ولا بد أن يكون على علم حتى لا يخالف الشرع فيما يقول، وينبغي له أن يستعين بالله في كل أموره،
إن الإصلاح بين الناس عام في جميع شؤون الحياة،
فأعظمها الصلح بين الزوجين، عندما يختلف الزوجان فيما بينهما فالساعي بالإصلاح يوفق بينهما توفيقاً يضمن به توفيق الله اتفاقهما حتى لا يلجأ إلى الخصومة ويلجأ إلى الطلاق فيصلح بين الزوجين في سبيل اجتماع كلمتهما والله يقول تعالى(إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)النساء،
فالإصلاح بين الزوجين،تضييق شقة الخلاف وعدم انتشار ذلك خارج سور البيت حتى تسلم الأسرة من النزاع والاختلاف،
والإصلاح يكون بين ذوي الأرحام بين الأخوة، فإن الإصلاح بينها أمر مطلوب،وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه،يرشد القضاة ألا يقطعوا بالخصومة بين الأرحام لعلهم أن يصطلحوا لأن إصدار الحكم ربما يزيد البغضاء والعداوة وتبقى الشحناء بين الأرحام،
وإصلاح الورثة عند التنزاع، فإن كثيراً من الورثة ربما يتنازعون على الميراث مع أن أحكام الله واضحة والله قسم الفرائض بنفسه وأعطى كل ذي حق حقه،
على المصلح أن يخلص النية لله، فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة، وإنما يقصد بعمله وجه الله،
وأن يتحرّى العدل ليحذر كل الحذر من الظلم،ولا تتعجل في حكمك وتريَّث،فالعجلة قد يُفسد فيها المصلح أكثر مما أصلح،وأن تختار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين،بمعنى أنك لا تأتي للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلح بينهما،والأهم التلطُّف في العبارة فتقول،يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا،وتذكر محامده ومحاسن أعماله، ويجوز لك التوسع في الكلام ولو كنت كاذباً،
إن ديننا دين عظيم،يتشوّف إلى الصلح،ويسعى له،وينادي إليه، قال تعالى(فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ )
فقد يكون بينك وبين أخيك،أو ابن عمك،أو أحد أقاربك،أو زوجك، أو صديقك،قال تعالى(وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ،إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)
فعلينا بالصلح والمصافحة والمصالحة،والتنازل والمحبة،والأخوة حتى تعود المياه إلى مجاريها،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس،فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً،إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء،فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا )صحيح مسلم،
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم،ابتعدوا عن الدنيا كلها،لماذا تهجر أخوانك،لأجل مال أو من أجل قطعة أرض،أو من أجل أمور دنيوية لا خير فيها،
فما هو الخير الذي في الحياة بعد عبادة الله،إذا هجر الإنسان إخوانه وأحبابه وأحب الناس إليه،

اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش،وأصلح بيننا وبين أقاربنا،وأحبابنا،واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم آميـــــــن.

الحسيمqtr
12-03-2016, 07:35 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
12-03-2016, 03:44 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس