امـ حمد
13-03-2016, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التائهون فى هذه الحياة
إن التائه ليس من ضل الطريق، ولكن التائه الضائع هو من تاه عن سبيل الهدى والرشاد,
التائه الضال،هو من طلب العز من الناس، ولم يطلبه من الله، فمن فعل ذلك فقد ضل وأخطأ الطريق، ومن أخطأ الطريق لم يزده سيره إلا بعدًا عن الله عز وجل،
فهذا هو التائه حقًّا إلا أن يتوب ويرجع إلى الإيمان، ويسلك الطريق المستقيم، طريق الله ورسوله،وأصحابه الأطهار الأخيار، رضى الله عنهم،فإذا قلت،لا إله إلا الله، طالبك الله بها وبحقها، وحقها ألا تنسب الأشياء إلا إليه، وتعتقد اعتقاداً جازماً لا شك فيه، بأنه الخالق لنا ولا يجرى شىء فى ملكه إلا بعلمه وإذنه، وأن تصريف جميع الأمور فى الكون منه وإليه،
فالله تعالى يقول،عن طائفة ضالة مضلة(طَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَىء قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
ومثال من يشهد للمخلوقين،أو يعتقد أن للناس أفعالاً حقيقية يعملونها،كذلك حال من يعتقد أن الضرر جاءه من العبيد،ومثال من يشهد أن الإحسان من المخلوقين، فيتذلل لهم، ويتقرب إليهم طمعاً فيما عندهم،
فإذا كنت أيها العبد تعتقد أن الخيرات التى وصلت إليك هى من الناس، وأنهم أصحاب الجميل عليك, فأنت التائه عن طريق الحق والصواب،
إن ورود الأشياء من الله المنعم المنان،ولا تشهدها من غيره، وإنما أجرى الله نعمته على يد عبد من عباده، ولا جميل للعبد قط، إلا خدمة توصيلها إليك،فاشكر ربك قبل عبده، واحمد الله الذى من عليك بهذه النعم, وعطف عليك قلوب عباده،
وإياك وذهول القلب عن وحدانية الله تعالى فى كل لحظة من حياتك،فأول درجات الذاكرين استحضار وحدانية الله تعالى، وما ذكره الذاكرون وفتح عليهم إلا باستحضارهم ذلك, وما طردوا من رحمته إلا بذكرهم مع غلبة ذهول قلوبهم, وإعراضهم عن الله,
واستعن على ذلك بالسير على طريق أهل الحق والصواب من الأنبياء والمرسلين, والمؤمنين الصالحين,قال تعالى(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)الأنعام،
والصراط المستقيم،هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه،
فالصراط،الإسلامُ،
والسوران،حدود الله،
والأبواب المفتَّحة،محارمُ الله،والداعي على رأس الصراط، كتابُ الله، والداعي من فوق الصراط،واعظُ اللهِ في قلب كل مسلمٍ) رواه الترمذي، والنسائي،
فالصِّراطُ المستقيم هو سبيلُ الله، المتمثِّل باتباع ما أمر الله ورسوله به، وبالبُعد عما نهى اللهُ ورسوله عنه،
فمن فعل ذلك كان سالكاً على الصراط المستقيم،فاتِّباع الصراط المستقيم يعني الأخذَ بالدِّين كله،لذلك يدعو المسلمُ ربَّه لهدايته وتوفيقه لهذا الصراط المستقيم﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ،صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾الفاتحة،
فهو صراطُ الأنبياء وطريقهم،وطريقُ مَن سار على نهجهم ممن أنعَم الله عليهم، ووفَّقهم إلى هذا المنهجِ القويم،
وأما صراطُ المغضوب عليهم والضالين فهو ليس بمستقيمٍ، إنه السُّبل المتفرِّقة التي تتشعب لتضل في التِّيه عن يمين وشِمال،
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةَ قال،قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم(يقول اللهُ تعالى،قسَمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصفين،
فنِصفها لي، ونِصفها لعبدي، ولعبدي ما سأَل،
إذا قال، الحمد لله رب العالمين، قال،حمِدني عبدي، وإذا قال، الرحمن الرحيم قال،أثنى عليَّ عبدي،
فإذا قال،مالك يوم الدين، قال،مجَّدني عبدي،
فإذا قال،إياك نعبد وإياك نستعين، قال،هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأَل،
فإذا قال،اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين، قال،هذا لعبدي، ولعبدي ما سأَل)وهذا الصراطُ المستقيم الذي تقدَّم هو اتِّباعَ الدِّين الإسلامي، وعدم الميلِ عنه إلى غيره، وهو الذي دعا إلى اتِّباعه الأنبياءُ والرسل، وجاء على لسانِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم،أن اللهَ سبحانه وتعالى هداه إلى هذا الصراطِ،قال تعالى﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ الأنعام، وهذا الصراطُ هو الدِّين الثَّابت القائم الذي عليه إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام، وهو،الحنيفية السَّمحة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم،إذا أصبَح يقول(أصبَحْنا على ملَّةِ الإسلام، وعلى كلمةِ الإخلاص،وعلى ودين نبينا محمد، وملَّةِ أبينا إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين)
أما الصراطُ الحسي فهو الذي يُنصَب يوم القيامة فوق جهنم، فيعبُر عليه الناس،قال تعالى﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيّاً،ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾مريم،
والورود،هو المرورُ على الصِّراط،
والصراط،هو الجسر الذي يُنصَب فوق جهنَّم فيعبُر الناس عليه إلى الجنة، فمنهم من يسقُط وهم الكفار، ومنهم من ينجو وهم المؤمنون، فهذا هو الصراطُ الذي يُنصَب يوم القيامة ليمرَّ عليه جميع الخلائق من البشر، وتكون سرعتُهم عليه بحسَب أعمالِهم ولطفِ الله بهم،
وعن المغيرة بن شعبة قال،سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول(شِعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة،ربِّ، سلِّم سلِّم)أخرجه الترمذي،
فهنا استعارة لعبارة (الصراط المستقيم) بمعنى الدِّين الحقِّ،فالدِّين الحقُّ هو كالطَّريق المستقيم الذي لا مَيْلَ فيه ولا عوج،فإن أتباعَ هذا الدِّين الحق سيجُوزون على هذا الصراطِ المستقيم الذي سيوصلهم إلى الجنَّة،
وأما الناكبون عن طريق الحق،فإنهم لن يستطيعوا اجتيازَ الصراط المستقيم،
قال الله تعالى﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ﴾يس،
ويفسر الآية،فمن هولِ الموقف، يُنصَب الصراط، فيستبق الناس إليه، فيطمس الله أعينَ أهل النار،وذلك بإطفاء النور عليهم،لأن العينَ لا تُبصِر في الظلام، فكأنها أصبَحَتْ عمية، وذهَب بصرُها،
فالمؤمنون،منهم من يجُوز الصراط كالبرق، ومنهم كمرِّ الرِّيح، ومنهم كمرِّ الطير، ومنهم كجري الرجال، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من تخدشه الكلاليب فلا يقع،ومنهم من تخطَفُه الكلاليب فيهوِي في النَّار،
وفي الصحيحين عن أنَسٍ أن رجلاً قال،يا رسول الله، قال الله تعالى﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ﴾الفرقان،
أيُحشَر الكافرُ على وجهه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (أليس الذي أمشاه على رِجْليه في الدنيا قادرًا على أن يُمشِيه على وجهه يوم القيامة)
وورد في الصحيحين أن الذي يمرُّ على الصراط هم المؤمنون،
أما الكفار فإن كل فئة تتبَعُ ما كانت تعبد، فتُكب في جهنم، ثم يتبعهم كفرة اليهود، ثم كفرة النصارى،
ثم يأتي المؤمنون، فيسجدون لله، ثم يُضرب لهم الجسر،وهو الصراط،
وهذا مذكورٌ في الصحيحين من حديث أبي سعيدٍ الخدري،
صحيحٌ على شرط مسلم،
الله يرحمنا برحمته ،وينجينا عند اجتياز الصراط، اللهم اجعل مرورنا علي الصراط كالبرق،وثبّت أقدامنا وأدخلنا ،الجنّة بلا حساب ومن غير سابق عذاب،
اللهم آميــــــــــــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التائهون فى هذه الحياة
إن التائه ليس من ضل الطريق، ولكن التائه الضائع هو من تاه عن سبيل الهدى والرشاد,
التائه الضال،هو من طلب العز من الناس، ولم يطلبه من الله، فمن فعل ذلك فقد ضل وأخطأ الطريق، ومن أخطأ الطريق لم يزده سيره إلا بعدًا عن الله عز وجل،
فهذا هو التائه حقًّا إلا أن يتوب ويرجع إلى الإيمان، ويسلك الطريق المستقيم، طريق الله ورسوله،وأصحابه الأطهار الأخيار، رضى الله عنهم،فإذا قلت،لا إله إلا الله، طالبك الله بها وبحقها، وحقها ألا تنسب الأشياء إلا إليه، وتعتقد اعتقاداً جازماً لا شك فيه، بأنه الخالق لنا ولا يجرى شىء فى ملكه إلا بعلمه وإذنه، وأن تصريف جميع الأمور فى الكون منه وإليه،
فالله تعالى يقول،عن طائفة ضالة مضلة(طَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَىء قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
ومثال من يشهد للمخلوقين،أو يعتقد أن للناس أفعالاً حقيقية يعملونها،كذلك حال من يعتقد أن الضرر جاءه من العبيد،ومثال من يشهد أن الإحسان من المخلوقين، فيتذلل لهم، ويتقرب إليهم طمعاً فيما عندهم،
فإذا كنت أيها العبد تعتقد أن الخيرات التى وصلت إليك هى من الناس، وأنهم أصحاب الجميل عليك, فأنت التائه عن طريق الحق والصواب،
إن ورود الأشياء من الله المنعم المنان،ولا تشهدها من غيره، وإنما أجرى الله نعمته على يد عبد من عباده، ولا جميل للعبد قط، إلا خدمة توصيلها إليك،فاشكر ربك قبل عبده، واحمد الله الذى من عليك بهذه النعم, وعطف عليك قلوب عباده،
وإياك وذهول القلب عن وحدانية الله تعالى فى كل لحظة من حياتك،فأول درجات الذاكرين استحضار وحدانية الله تعالى، وما ذكره الذاكرون وفتح عليهم إلا باستحضارهم ذلك, وما طردوا من رحمته إلا بذكرهم مع غلبة ذهول قلوبهم, وإعراضهم عن الله,
واستعن على ذلك بالسير على طريق أهل الحق والصواب من الأنبياء والمرسلين, والمؤمنين الصالحين,قال تعالى(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)الأنعام،
والصراط المستقيم،هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه،
فالصراط،الإسلامُ،
والسوران،حدود الله،
والأبواب المفتَّحة،محارمُ الله،والداعي على رأس الصراط، كتابُ الله، والداعي من فوق الصراط،واعظُ اللهِ في قلب كل مسلمٍ) رواه الترمذي، والنسائي،
فالصِّراطُ المستقيم هو سبيلُ الله، المتمثِّل باتباع ما أمر الله ورسوله به، وبالبُعد عما نهى اللهُ ورسوله عنه،
فمن فعل ذلك كان سالكاً على الصراط المستقيم،فاتِّباع الصراط المستقيم يعني الأخذَ بالدِّين كله،لذلك يدعو المسلمُ ربَّه لهدايته وتوفيقه لهذا الصراط المستقيم﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ،صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾الفاتحة،
فهو صراطُ الأنبياء وطريقهم،وطريقُ مَن سار على نهجهم ممن أنعَم الله عليهم، ووفَّقهم إلى هذا المنهجِ القويم،
وأما صراطُ المغضوب عليهم والضالين فهو ليس بمستقيمٍ، إنه السُّبل المتفرِّقة التي تتشعب لتضل في التِّيه عن يمين وشِمال،
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةَ قال،قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم(يقول اللهُ تعالى،قسَمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصفين،
فنِصفها لي، ونِصفها لعبدي، ولعبدي ما سأَل،
إذا قال، الحمد لله رب العالمين، قال،حمِدني عبدي، وإذا قال، الرحمن الرحيم قال،أثنى عليَّ عبدي،
فإذا قال،مالك يوم الدين، قال،مجَّدني عبدي،
فإذا قال،إياك نعبد وإياك نستعين، قال،هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأَل،
فإذا قال،اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين، قال،هذا لعبدي، ولعبدي ما سأَل)وهذا الصراطُ المستقيم الذي تقدَّم هو اتِّباعَ الدِّين الإسلامي، وعدم الميلِ عنه إلى غيره، وهو الذي دعا إلى اتِّباعه الأنبياءُ والرسل، وجاء على لسانِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم،أن اللهَ سبحانه وتعالى هداه إلى هذا الصراطِ،قال تعالى﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ الأنعام، وهذا الصراطُ هو الدِّين الثَّابت القائم الذي عليه إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام، وهو،الحنيفية السَّمحة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم،إذا أصبَح يقول(أصبَحْنا على ملَّةِ الإسلام، وعلى كلمةِ الإخلاص،وعلى ودين نبينا محمد، وملَّةِ أبينا إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين)
أما الصراطُ الحسي فهو الذي يُنصَب يوم القيامة فوق جهنم، فيعبُر عليه الناس،قال تعالى﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيّاً،ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾مريم،
والورود،هو المرورُ على الصِّراط،
والصراط،هو الجسر الذي يُنصَب فوق جهنَّم فيعبُر الناس عليه إلى الجنة، فمنهم من يسقُط وهم الكفار، ومنهم من ينجو وهم المؤمنون، فهذا هو الصراطُ الذي يُنصَب يوم القيامة ليمرَّ عليه جميع الخلائق من البشر، وتكون سرعتُهم عليه بحسَب أعمالِهم ولطفِ الله بهم،
وعن المغيرة بن شعبة قال،سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول(شِعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة،ربِّ، سلِّم سلِّم)أخرجه الترمذي،
فهنا استعارة لعبارة (الصراط المستقيم) بمعنى الدِّين الحقِّ،فالدِّين الحقُّ هو كالطَّريق المستقيم الذي لا مَيْلَ فيه ولا عوج،فإن أتباعَ هذا الدِّين الحق سيجُوزون على هذا الصراطِ المستقيم الذي سيوصلهم إلى الجنَّة،
وأما الناكبون عن طريق الحق،فإنهم لن يستطيعوا اجتيازَ الصراط المستقيم،
قال الله تعالى﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ﴾يس،
ويفسر الآية،فمن هولِ الموقف، يُنصَب الصراط، فيستبق الناس إليه، فيطمس الله أعينَ أهل النار،وذلك بإطفاء النور عليهم،لأن العينَ لا تُبصِر في الظلام، فكأنها أصبَحَتْ عمية، وذهَب بصرُها،
فالمؤمنون،منهم من يجُوز الصراط كالبرق، ومنهم كمرِّ الرِّيح، ومنهم كمرِّ الطير، ومنهم كجري الرجال، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من تخدشه الكلاليب فلا يقع،ومنهم من تخطَفُه الكلاليب فيهوِي في النَّار،
وفي الصحيحين عن أنَسٍ أن رجلاً قال،يا رسول الله، قال الله تعالى﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ﴾الفرقان،
أيُحشَر الكافرُ على وجهه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (أليس الذي أمشاه على رِجْليه في الدنيا قادرًا على أن يُمشِيه على وجهه يوم القيامة)
وورد في الصحيحين أن الذي يمرُّ على الصراط هم المؤمنون،
أما الكفار فإن كل فئة تتبَعُ ما كانت تعبد، فتُكب في جهنم، ثم يتبعهم كفرة اليهود، ثم كفرة النصارى،
ثم يأتي المؤمنون، فيسجدون لله، ثم يُضرب لهم الجسر،وهو الصراط،
وهذا مذكورٌ في الصحيحين من حديث أبي سعيدٍ الخدري،
صحيحٌ على شرط مسلم،
الله يرحمنا برحمته ،وينجينا عند اجتياز الصراط، اللهم اجعل مرورنا علي الصراط كالبرق،وثبّت أقدامنا وأدخلنا ،الجنّة بلا حساب ومن غير سابق عذاب،
اللهم آميــــــــــــن.