المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعلم أن من غل فسيأتي يوم القيامة بما غل



امـ حمد
19-03-2016, 03:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم أن من غل فسيأتي يوم القيامة بما غل،
معنى الغلول، فهو الأخذ من الغنيمة من قبل قسمها عن طريق الخفية والسر،وهكذا الأخذ من الأمانات،على بيت المال،من الغنيمة بدون إذن أمير الجيش، ويطلق الغلول على الخيانة في المال،
أو على،أيتام، أو ما أشبه ذلك،يأخذونها بغير حق يسمى غلولاً،وهو الوعيد فيه شديد،يقول الله،عز وجل(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)آل عمران،روى الطبراني،
أن المنافقين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم،في شيء من الغنيمة، فأنزل الله(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ)هذه التهمة كانت من المنافقين،
وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ،وسميت غلولاً لأن الأيدي فيها مغلولة،أي،فيها غُل،وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه،
الغلول،من المحرمات، ومن الكبائر يجب الحذر منه،
وقال الطبري في قوله تعالى(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ)بمعنى،ما الغلول من صفات الأنبياء،ولا يكون نبيًّا من غلَّ،وأخبر عباده أن الغلول ليس من صفات أنبيائه، بقوله(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ)
الدليلُ الواضحُ على أنه إنما نهى بذلك عن الغلول،
فقد زُيّن لهم حب المال،فإليه ترنو عيونهم،فامتدت أيديهم له دون أن يتساءلوا أمن حلال أم من حرام،وأكلوه بالباطل وقد تناسوا ما في جهنم من عذاب وأغلال،وما في الجنة للأمناء الأوفياء من نعيم،
لقد حذر الإسلام من هذا وسمّاه بالغُلول،
ويشمل الغُلول،كل ما أُخذ من الدولة بغير حق،فعن معاذ بن جبل،قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى اليمن،فلما سرت أرسل في إثري، فرددت فقال( أتدري لمَ بعثت إليك،لا تصيبن شيئاً بغير إذني فإنه غُلول، ومن يغلل يأت بما غَل يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لعملك )ومعنى غلول أي خيانة،
الحكم الشرعي للغلول، حرّم الإسلام الاستيلاء على الأموال العامة لأي نوع من المال العام سرقة أطلق عليه اسم الغلول،وهو من الكبائر،
جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تتوعد مَن خان بالعقاب يوم القيامة،وعلى هذا الهدي مشى الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم،
وفي السنة النبوية، أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو قال،كان على نفل،الغنيمة،النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(هو في النار)فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها)
فهذه السنة النبوية تحذر من الغُلول،في الغنائم،وفي أموال الصدقات،وعام في كل صغيرة وكبيرة من أموال الأمة،
وأما في هدي الخلفاء الراشدين، فقد كان من ضمن ما أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه،جيش أسامة بن زيد،الذي أرسله تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم،جاء فيها تحذير من أمور عدة ومنها الغُلول(لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة)
وكذلك جاء في وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه(إذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا)
جزاء الغلول والإغلال،يرجع الى أمرين،
الأول، يرجع إلى الآخرة،فهو الإثم إذا فعله عن علم،
وإن فعله لا عن علم،بأن ظن أنه ملكه فلا مؤاخذة عليه مع رد المال لأصحابه،لأن الخطأ مرفوع شرعاً،قال صلى الله عليه وسلم(رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)رواه ابن ماجة،
والثاني، يرجع إلى الدنيا،فيترتب على مال الغلولوجوب رد الغلول إلى أصحابه،هو بيت المال،
وصاحب الغُلول هو عموم الخيانة في المالية العامة ويشملها الهدايا فمستحق ذلك هو بيت المال،
وجاء خبر،أن عمر بن عبد العزيز اشتهى تفاحاً، ولم يكن معه ما يشتري به، فركب فتلقاه غلمان الديره بأطباق تفاح، فتناول واحدة فشمها،ثم ردها، فقيل له،ألم يكن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وخليفته يقبلون الهدية،فقال،إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة،
كما أن كل مال أُخذ بغير وجه حق فإن يرد إلى أهله وأصحابه عند معرفتهم فإن لم يُعرفوا فهو من الأموال الضائعة التي توضع في بيت المال،
فلا بد من رد المال لأربابه عند الاستطاعة فإن مدار الشريعة على قوله تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)وإن لم يستطع فيرد مال الغُلول في حاجات المسلمين كالجائعين والفقراء والمساكين ونحو ذلك من الإعانة على البر والتقوى،
قال ابن عابدين(وإن لم يأت به الغالُّ إلى الإمام إن لم يقدر على رده إلى أهله فالمستحب له أن يتصدق به)
كما أخرج ابن أبي شيبة عن مالك بن دينار قال،قال رجل لعطاء بن أبي رباح (رجل أصاب مالاً من حرام،قال ليرده على أهله فإن لم يعرف أهله فليتصدق به ولا أدري ينجيه ذلك من إثمه )
للغلول آثار خاصة على أصحابه،وآثار عامة تُصاب بها عموم الأمة عند وقوعه،
أما الآثار الخاصة، منها ارتكاب المعصية وأكل مال الحرام الذي يُسمّى بالسحت، والسحت في اللغة أصله الهلاك والشدة، وسمي المال الحرام سحتاً لأنه يسحت الطاعات أي، يذهبها ويستأصلها،
كما أن من آثار حجب الدعاء، فقد جاء في الحديث النبوي(ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك )رواه مسلم،
كما أن من آثاره،العذاب والفضيحة يوم القيامة على رؤوس الأشهاد قال الله تعالى(وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)آل عمران،
وأما الآثار العامة في الأمة، فقد كان من وصية أبي بكر الصديق،ليزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه(واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر)
وقال عبد الله بن عباس(ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب)
قال الله عز وجل(وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)الزخرف،
ويدخل في الغلول الأخذ من بيت المال بغير حق،ما يفعله بعض مأموري المشتريات من تلاعب بفواتير الشراء، فتدون أرقام المشتريات بأضعاف القيمة الحقيقية للسلع المشتراة، ويتواطأ مع بعض الباعة ويتفقون على الكذب والتحيل، إن هذا أكل للمال بالباطل،

اللهم جنبنا الكسب الحرام،وجنبنا السحت والغلول،وأغننا بحلالك عن حرامك،وبفضلك عمن سواك،أللهم آميــــــــــن.

الحسيمqtr
19-03-2016, 03:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
19-03-2016, 04:14 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس











وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
20-03-2016, 07:17 AM
جزاكم الله خير , الواحد صار يخاف و في السعودية فتحوا حساب اسمه ( إبراء الذمه ) لكل من يعتقد انه اختلس شيء ولوبسيط او بقي عنده عهده او حاب يحط فيه أي مبلغ و الحساب بدون تبعات و لا احد يسألك ليش حطيت المبلغ ومن وين اختلسته . فواحد من الربع يعلمني يقول الحساب حق ابراء الذمة في اول اسبوعين صار رصيده بالملايين . ( فكم من واحد وده يرد فلوس للدولة لكن يخاف من المسائلة )

امـ حمد
20-03-2016, 03:05 PM
جزاكم الله خير , الواحد صار يخاف و في السعودية فتحوا حساب اسمه ( إبراء الذمه ) لكل من يعتقد انه اختلس شيء ولوبسيط او بقي عنده عهده او حاب يحط فيه أي مبلغ و الحساب بدون تبعات و لا احد يسألك ليش حطيت المبلغ ومن وين اختلسته . فواحد من الربع يعلمني يقول الحساب حق ابراء الذمة في اول اسبوعين صار رصيده بالملايين . ( فكم من واحد وده يرد فلوس للدولة لكن يخاف من المسائلة )


لاحول ولا قوة الا بالله
عسى الله أن يغنينا ب فضله ويغنينا بحلاله عن حرامه ،وربنا سبحانه وتعالى يبارك في المال الحلال ويضاعفة،
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
20-03-2016, 06:38 PM
ولك بالمثل يا ام محمد