المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنايةَ بتربيّة البنات مسؤوليّة الأب،الأم



امـ حمد
13-04-2016, 11:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنايةَ بتربيّة البنات مسؤوليّة الأب،الأم
قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)النساء،
فمِن عباده من جعل ذرّيَّته إناثًا،ومن ذريّتَه ذكوراً،ومِن عباده من منحَه الجنسَين الذكورَ والإناث،ومِن عباده من جعَله عَقيمًا لا يولَد له، وكلّ ذلك بحِكمتِه وعدله ورحمتِه وكمالِ عِلمه، قال تعالى(لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ،أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير)الشورى،
=كانوا في جاهليتهم يكرهون البنات كراهية شديدة،وإذا بشِّروا بالبنات ضجروا وتأثروا وظهر ذلك باسوداد وجوههم وتغيٌّر ألوانهم كراهيةً للبنات واستثقالاً لهن(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىظ° ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)
يختفِي عن الناسِ حياءً مِنهم، ويفَكِّر،أيدسٌّه في التراب(يَتَوَارَىظ° مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىظ° هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
فإن أمسك البنت أمسكها وهو محتقِرٌ لها،متسخِّط من وجودها،آيِس من نَفعها لا يريد إلاّ ولداً ينفَعه،فكان من أخلاقهم وأد البنات،ولِذا قال تعالى(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ،بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)التكوير،
يأخُذها ويحفِر لها الحفرة ويهيل التّراب عليها قسوةً في قلبِه وكراهيّة لها،تتعلَّق به ولكن قسوة القلبِ وسوء التربية جعلَه يقسو عليها ويدفنها ويئِدها ويستثقلها،هكَذا في جاهليّتهم،
فجاء الإسلام بالخير،والرّحمة،والعدل،وبمكارمِ الأخلاق وفضائلِ الأعمال،بما يَملأ القلبَ رحمةً وحنانًا وشفَقه،
وانتشَلَهم من ذلك الظلم والطغيان إلى ساحلِ الأمان والاستقرار، فجاءَ الإسلام بكتابه وسنّة رسولِه ليوضح ما للبناتِ مِن فضل ومكانةٍ، في المجتمع المسلِم،
رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في كفالةِ البناتِ والإحسانِ إليهنّ وتربيتهنّ والقيام بحقهنّ وأنَّ وجودَهنَّ خَير للعبدِ في دينه ودنياه، سعادة له في دنياه، وسعادة له يوم لقاءِ ربِّه،
تذكر عائشة رضي الله عنهما أنَّها أتتها امرأةٌ تسألها معها ابنتان لها، تقول عائشة،أطعِهما ثلاثَ تمرات، فدَفعت لكلِّ بنتٍ، تمرة، فأكَلَت البنتان التمرتين، وأرادتِ الأمّ أن تأكلَ الثالثة فاستطعمتها البنتان فأعطتهما ولم تأكل شيئًا، فصنيعُها أعجَب عائشةَ، فأخبرت بها النبيّ صلى الله عليه وسلم،فقال(إنَّ اللهَ قد أوجب لها بها الجنةَ، أو أعتقَها بها من النَّارِ)
فكونُها آثَرت البنتَين على نفسِها وأطعمَتهما وبقِيت جائعةً جعَلَها الله سَبباً للعِتق من النّار والفوزِ بدخول الجنّة،وفي الحديث(الرَّاحمونَ يرحمُهم الرحمنُ،ارحمُوا أهلَ الأرضِ يرحمْكم مَن في السماءِ)رواه أبو داود،والترمذي،وصححه الألباني،
لا تضجر ولا تستثقل من وجود البنات،واقصد بذلك وجهَ الله والدار الآخرة، ربِّهن أحسن تربية،وأنفِق عليهنّ،وابذُل جهدَك فيما يسعدهنّ فحسناتٌ مدَّخرة لك يومَ القيامة،
قال بعض السّلف،البنون نِعمة، والبَنات حسَنات،والله يحاسِب على النّعمة،ويُجازِي على الحسَنات،
قال بعضُ السّلَف في قولِه(لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا)الشورى،
بدَأ بهنّ ليبيِّنَ لهم ما كانوا عليه من فسادِ الأخلاق في وَأد البناتِ، فجاء بِذكرهنّ حتى يُعلَم أهميَّتُهن في ذلك،
في الحديث(ليس أحدٌ من أُمَّتِي يَعولُ ثلاثَ بَناتٍ، أوْ ثلاثَ أخَواتٍ، فيُحسِنُ إليهِنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ)رواه الطبراني،وصححه الألباني،
نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم،كان رقِيقًا مع البنات، محسناً،رفيقاً بهنّ، كان يحمِل بنتَ بنتِه أمامة في صلاته، إذا قام رفعها، وإذا سجد وضعها، وكان يكرِم بناته ويرفق بهنَّ صلوات الله وسلامه عليه،
أسرَّ إلى فاطمةَ في آخر حياته فبكت،ثم أسرَّ إليها فضحِكت، تقول عائشة،أحِبّ أن أسأَلَها فاستحييتُ حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقلت،يا فاطمة،أسرَّ لك الرسول فبكيتِ وأسرّ لك فضحكتِ،قالت فاطمة،أمّا الآن فنعم،أسرَّ لي فبكيتُ بأن أخبَرني بقربِ رحيله من الدّنيا فبكيتُ عليه، وأسرَّني بأنِّي سيّدةُ نساء العالمين في الجنّة فضحِكت، فرضي الله عنها وأرضاها،
أيّتها الأمّ، اعتني بالبناتِ العنايةَ الصحيحة واهتمّي بشأنها فهي الأمّ مستقبَلًا،ومربّيَة الجيل، فإذا ربِّيَت تربيةً صالحة وأنشِئَت نشأة خيريّة ظهر أثَر تربيَّتها على بَيتها على أبنائِها وبناتها، فأعدِّيها للمستقبَل الإعدادَ الصحيح،لأن تتحمَّل مسؤوليّتها وأن تكونَ راعية في بيت زوجها،
ربّيها تربية صالحةً، نشِّئيها على العفّة والحِشمة،على القيام بشأن المنزل،حتى إذا انتقَلَت إلى زوجها فهي الفتاةُ المربّاة المعدَّة، التي يسعَد بها زوجها بتوفيقٍ، من الله، فتربِّي البنين والبناتِ التربية الصالحةَ النافعة،
أيّها الأب،إنَّ حقوقَ البنات عليك كثيرةٌ، أن تزوِّجَهنّ إذا تقدَّم لهنّ الكفء الذي ترضَى دينَه وأمانته، يقول نبيّنا صلى الله عليه وسلم(إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفساد كبير)رواه الترمذي،
وكم من رجالٍ، منعوا بناتهن الزواجَ،لأن البنتُ موظَّفَة ولها مرتَّب يريد أن يستولِي عليه وما يهمٌّه البنت أصبحَت عانسة أم غير عانسة،كلّ ذلك لا يؤثِّر في نفسيّة هذا الأب،
ومنهم من يقول،أريد أن أقتَصَّ منها قدرَ ما أنفقتُ عليها،فهو لم يعمَل عملًا خالصًا لله،
أيّها الأب،صداقُ الفتاةِ إذا دفِع إليها هو حقُّ لها وملك لها،وإن أخذتَ شيئًا فاتَّق الله في الأخذ،لا تأخُذ ما يضرّها ويضعف من مكانَتِها،
إنَّ البنت تستأذَن في من خطبها،وتخبَر بحالِ مَن تقدَّم لخطبتها، ويُشرَح الأمرُ لها،فسنّة حبيبنا محمّد صلى الله عليه وسلم،تقول(لا تنكح الأيم حتى تستأمر،ولا تنكح البكر حتى تستأذن)قالوا،يا رسول الله،وكيف إذنها،قال(أن تسكت)رواه البخاري،ومسلم،
إنَّ العنايةَ بتربيّة البنات مسؤوليّة الأب ومسؤوليّةُ الأم جميعاً، فيا أيّتها الأم رغِّبي البنت في الخير،وكوني قدوةً صالحة لها في طاعة الزّوج وفي التستّر والعفّة والبعد عن رذائل الأمور،فتنشَأ الفتاة ترى أبًا صالحًا وأمًّا طيّبَة وبيتًا سعيدًا،فتنشأ النّشأةَ الطيّبَة،احرصي على التوفيقِ بين الزّوج والفتاة، ولا تكوني سببًا للتفريقِ بينهما، وكلما شعرتِ من الفتاة ضَجرًا من زوجها أو عدَم رغبة فلا توافقِيها في أوّل الأمر، حاولي التسديدَ قدرَ الاستطاعة، وحاولي حملَ البنت علي الصبرِ والتحمل، وعالجي قضايَا الاختِلاف بين بنتِك وزوجِها بما أمكَنَ من العِلاج، ولا تفتَحي لها بابَ التمرّد على الزوج، ولا تغلقي عنها النصيحةَ والتوجيه، وكوني عونًا لها على الخيرِ مع زوجها،

أسأل الله أن يثبت بناتنا ونسائنا،وأن يصلحهن، وأن يجعلهن لنا قرة أعين، وأن يعيننا على ما ولينا في شأنهن وتربيتهن والعناية بهن،وأن يحفظ على بناتِنا عوراتهنّ، وأن يجعلَهنّ فتياتٍ، مسلمات متمسِّكات بدينهنّ ثابِتات على أخلاقهنّ،وأن يوفِّق الجميع لما يرضيه.

....

راجي الْعفو
14-04-2016, 12:19 AM
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا

امـ حمد
14-04-2016, 02:19 AM
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي راجي العفو
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
15-04-2016, 11:27 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

سالم الزهران
15-04-2016, 02:57 PM
نحمدالله على نعمة الاسلام ، وجزاك الله خير يا اختنا الفاضلة ام محمد

امـ حمد
15-04-2016, 11:00 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
15-04-2016, 11:01 PM
نحمدالله على نعمة الاسلام ، وجزاك الله خير يا اختنا الفاضلة ام محمد

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس