المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها



امـ حمد
20-04-2016, 07:03 AM
بسم الله الرجمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثل شهر رجب مثل الريح،ومثل شعبان مثل الغيم،ومثل رمضان مثل القطر
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى،شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة،
فقد كانت مجالس النبي،صلى الله عليه وسلم،مع أصحابه
مجالس تذكير بالله وترغيب وترهيب،
إما بتلاوة القرآن،أو بما آتاه الله من الحكمة والموعظة الحسنة ،وتعليم ما ينفع في الدين كما أمره الله تعالى،في كتابه أن يذكر ويعظ،وأن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة،
وأن يبشر وينذر،وقال تعالى(وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا،وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)الأحزاب،
والتبشير والإنذار، هو الترغيب والترهيب،فلذلك كانت تلك المجالس توجب لأصحابه رقة القلب والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة،
وقد قال العرباض بن سارية،رضي الله عنه،صلى بنا رسول اللَه،صلى اللَه عليه وسلم،ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظةً بليغة ذرفت منها العيون،ووجلت منها القلوب)رواه أحمد وأبو داود،والترمذي،وصححه الألباني)
وقال ابن مسعود،رضي الله عنه(نعم المجالس،المجلس الذي تُنشر فيه الحكمة وتُرجى فيه الرحمة،هي مجالس الذكر،
وشكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه فقال له،أدنه من الذكر،
وقال،مجلس الذكر،يحدث في القلب الخشوع، القلوب الميتة تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالقطر،
ففي الصحيحين،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال في حجة الوداع(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً،منها أربعة حرم،
ثلاث متواليات،ذو القعدة،وذو الحجة،والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان)
وقد جعل الله،تعالى،من هذه الأشهر أربعة أشهر حُرُماً،
وقد فسرها النبي،صلى الله عليه وسلم،في هذا الحديث،وذكر أنها ثلاثة متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،وواحد فرد وهو شهر رجب،
وشهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة،
قال أبو بكر الوراق البلخي،شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع،
وهذا يعني،أن كل الذي تريد أن تحصده في شهر رمضان يجب أن تزرعه في رجب،وشعبان،
وقال أبو بكر الوراق البلخي،مثل شهر رجب مثل الريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل القطر،
وقال بعضهم،السنة مثل الشجرة وشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها والمؤمنون قطافها، جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر،فينبغي الإكثار من جميع أنواع الطاعات في مثل هذه الأيام تلاوة قرآن، وصوم، وصدقة، وإكثار من النوافل، وتوبة واستغفار، وقيام ليل ودعاء استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك،
يا باغي الخير قد اقترب شهر الرحمة،ونحن فى زمان البذر نحن فى رجب،وشهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة،
جددوا علاقتكم بربكم،ادعوا الله أن يبلغكم رمضان انتظروه بشوق ورطبوا ألسنتكم،بذكره،
واظبواعلى نوافل الصلاة والصيام،كونوا مع الله فى حركاتكم وسكناتكم وخلواتكم،فى جهركم وسركم،
استعدوا من الآن فنحن فى زمان البذر ومن لم يبذر ماذا سيسقى وماذا سيحصد،
إنه العتق من النار إنها الجنة،إنه النعيم المقيم
ألا يحتاج هذا الأمر العظيم والشهر الكريم إلى استعداد وجهاد وصبر،ومجاهدة النفس على الشهوات واللذات،
قفوا مع أنفسكم وقفة محاسبة وذكروها بالحور العين والقصور
والراحة والسرور،ومرافقة النبى صلى الله عليه وسلم،وأمهات المؤمنين،وأن يكون قصرك بجوار قصره
ما أعظمها من أمانى وما أجملها من أحلام إذا تحققت،
الأمر يحتاج إلى نية حقيقية لبلوغ هذه المنازل العليا
نية صادقة من القلب لتبلغ رمضان،
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله،قال معلى بن الفضل،كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم،
وقال يحيى بن أبي كثير،كان من دعائهم،اللهم سلمني إلى رمضان ،وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً،
والاستقبال الخاص لشهر رمضان يتضمن عدة أمور،
التوبة والإنابة من جميع الذنوب، فالتوبة تتجدد في رمضان حتى يتعرض المؤمن لنفحات الله ورحماته,قال تعالى(فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)هود,
عن أبي موسى،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إن الله،عز وجل،يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،حتى تطلع الشمس من مغربها)أخرجه أحمد،ومسلم،
وعن ابنِ عمر,قال(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(توبوا إِلَى ربكم,فَإنى أَتوب إليه في اليومِ مائةَ مرة)أخرجه النسائي،
التحلل من جميع المظالم، على المسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يستقبله ويستعد له بالتحلل من جميع المظالم سواء كانت في حق الله أم في حق العباد , فالمظالم التي في حق الله تحتاج إلى أن يرد تلك المظالم إلى أصحابها وأن يطلب منهم المسامحة والصفح,
فعن أَبي هريرة،عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،قَال(وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من كانت عنده مظلمة من أخيه من عرضه،أو ماله فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ حين لا يكون دينار ولا درهم،وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته،وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه)رواه البخاري،وأحمد،
تصفية القلب من علائق الدنيا، وفي استقبال رمضان يصفي المسلم قلبه من علائق الدنيا،ويقبل على عبادة الله تعالى،بحب وإخبات حتى يشرح الله صدره للإسلام والإيمان،قال تعالى(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)الزمر،
ومن تصفية القلب الصدق مع النفس،ومع الناس،وحب الخير للجميع,والبعد عن أمراض القلوب من غل وحقد وحسد وكبر وغيبة ونميمة وغش وغيرها،
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال،وان يتجاوز عن سيئاتنا،
وعسى الله يتقبل من الجميع صالح الاعمال ويجمعنا بجناته،

الحسيمqtr
20-04-2016, 12:38 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
20-04-2016, 03:00 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس