امـ حمد
22-04-2016, 02:29 AM
بسم الله الرجمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم الرجولة
أن الأمة هي أحوج ما تكون إلى الرجال،وبخاصة في هذه الأيام التي تبحث فيها الأمة عن عزتها ومكانتها التي كانت عليها، والأمم لا تقوم إلا على أكتاف الرجال،
ذكر أبو الفرج ابن الجوزي،رحمه الله،إذ يقول عن عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،أنه قال لأصحابه،تمنوا،فقال رجل،أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءةً ذهباً،أنفقه في سبيل الله،
ثم قال،تمنوا،فقال رجل،أتمنى لو أنها مملوءةً لؤلؤاً،وجوهراً،أنفقه في سبيل الله،وأتصدق به،
ثم قال،تمنوا،فقالوا،ما ندري يا أمير المؤمنين،فقال عمر،أتمنى لو أن هذا الدار مملوءةً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح،وهذا ما نتمناه جميعاً،فأننا نعلم من هو أبو عبيدة،رجل بمعنى الكلمة، تهفو لمثله القلوب،وتحتاجه وأمثاله الأمة ليأتي النصر، ويكتب الله الفرج،
إننا إذا نظرنا إلى معنى الرجولة، اليوم فسنرى أن من المسلمين من يفهم الرجولة على أنها القوة على جمع المال من حلال،أو من حرام،المهم عنده أن يوفر المال الكثير سواء جاء هذا المال من الأموال الربوية، أو من الرشوة، أو أتى من بالكذب والبهتان، وأكل أموال الناس بالباطل، لا يهم ذلك، المهم أن يأتي المال، وتراه يتصرف في هذا المال كما يشاء بلا رقيب ولا عتيد،
ومن الناس من يرى أن الرجولة هي، الجاه والسلطان،فيحرص كل الحرص على أن يحوز المراتب العلية، والمناصب الراقية، ويبذل لذلك كل حياته، فإذا ما بلغ مراده تراه في بطش وكبر، وتغطرس وظلم، ويرى نفسه بذلك رجلاً يحسده الناس على ما يفعله،
ومنهم من يرى أن الرجولة هي، القوة الجسدية،وانتفاخ العضلات، فتراه في استعراض دائم، لا يكل منه ولا يمل،
ثم لا يجد الناس منك إلا الأذى والتعدي، تظلم هذا، وتضرب هذا، وتجرح هذا،فهذا ظلم للرجولة والرجال،
وآخرون يرون الرجولة هي، القدرة الفائقة على الشهرة، وانتشار السمعة في الدنيا،
وتتوق نفسه إلى ما وصل إليه الفنان الفلاني، واللاعب الفلاني، والممثل الفلاني،
فهم عنده أصحاب سبق في الرجولة لأنهم حققوا من رصيد الشهرة الشيء الكثير،
ولنذهب إلى الأصول المتينة لنأخذ عنها ثقافتنا، ونفهم بها حياتنا، وإن من أعظم هذه الأصول،كتاب الله وسنة رسوله،صلى الله عليه وسلم،فعن مالك بن أنس،رحمه الله،قال،قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم(تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله، وسنة رسوله)
جاءت كلمة الرجولة في الكتاب والسنة،لتدل على معاني عظيمة،
بعض صفات الرجولة في القرآن الكريم،
الطهارة بشقيها الحسي والمعنوي، قال تعالى(لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)تراهم قد طهرت مظاهرهم،ترتاح الملائكة لمجالستهم والمكوث معهم، فتجد عندهم الطيب والروائح الزكية، والنظافة الجسدية، ولا تجد في قلوبهم إلا حب الخير للغير، فلا حقد ولا حسد،ولا غيبة ولا نميمة،فهي قلوب خالصة كلها صفاء ونقاء،
الصدق مع الله، يقول تعالى(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
فلم يكن من عهد بينهم وبين الله،عز وجل،إلا وفوا به، فهم ثابتون على مبادئهم، لم يبدلوا ولم يغيروا، وهذه صفة عظيمة يتصف بها الرجال،
هم في أهل بيوت الله ، يقول تعالى(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)فسماهم رجالاً، وذكر من صفاتهم أنهم من أهل المساجد، المحافظون على الجماعات، ممن لا يشغلهم أي شاغل عما أراد الله،فلا ينقصون في واجب، ولا يفرطون في فرض،
إيثار الآخرة على الدنيا، قال تعالى(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)فما أسرع أن تجدهم منطلقين إلى الله، مصلحين لآخرتهم، تاركين الدنيا وراء ظهورهم، دافعهم في فعل ذلك أنهم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار،
القوامة وحسن التوجيه لبيوتهم وذويهم، قال تعالى(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
قال ابن كثير،رحمه الله تعالى،الرجل قيم على المرأة،أي،هو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت،فهو راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته، مسئول عن كل فرد في البيت، عن أبنائه ماذا يصنعون،وأين يقضون أوقاتهم،ومع من يسيرون،وبأي لباس تخرج الزوجة،مع الاهتمام بالنفقة وما يحتاج الأهل مما يقدر عليه،رجل محسن في قوامة أهله وذويه،
بعض صفات الرجولة في السنة الشريفة،
القيام بالفرائض على وجهها الأكمل، فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،أن أعرابياً أتى النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال،دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال(تعبد الله لا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة المكتوبة،وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)قال،والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى،قال النبي،صلى الله عليه وسلم(من سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة؛ فلينظر إلى هذا)الأمانة والقناعة والحكمة، فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(كان فيمن كان قبلكم رجلٌ اشترى عقاراً، فوجد فيها جرةً من ذهبٍ،فقال،اشتريت منك الأرض ولم أشتر منك الذهب، فقال الرجل،إنما بعتك الأرض بما فيها! فتحاكما إلى رجل، فقال،ألكما ولد؟ فقال أحدهما،لي غلام. وقال الآخر،لي جارية، قال،فأنكحا الغلام الجارية، ولينفقا على أنفسهما منه، وليتصدقا)
قيام الليل، فعن سالم بن عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،أن النبي، صلى الله عليه وسلم،قال(نعم الرجل عبد الله؛ لو كان يصلي من الليل)قال سالم،فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً)
اللهم هيئ لهذا الأمة رجالاً يرفعون رايتها، ويعيدون مجدها،ويعز فيه أهل الطاعة،ويذل فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر،اللهم آميــــــــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم الرجولة
أن الأمة هي أحوج ما تكون إلى الرجال،وبخاصة في هذه الأيام التي تبحث فيها الأمة عن عزتها ومكانتها التي كانت عليها، والأمم لا تقوم إلا على أكتاف الرجال،
ذكر أبو الفرج ابن الجوزي،رحمه الله،إذ يقول عن عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،أنه قال لأصحابه،تمنوا،فقال رجل،أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءةً ذهباً،أنفقه في سبيل الله،
ثم قال،تمنوا،فقال رجل،أتمنى لو أنها مملوءةً لؤلؤاً،وجوهراً،أنفقه في سبيل الله،وأتصدق به،
ثم قال،تمنوا،فقالوا،ما ندري يا أمير المؤمنين،فقال عمر،أتمنى لو أن هذا الدار مملوءةً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح،وهذا ما نتمناه جميعاً،فأننا نعلم من هو أبو عبيدة،رجل بمعنى الكلمة، تهفو لمثله القلوب،وتحتاجه وأمثاله الأمة ليأتي النصر، ويكتب الله الفرج،
إننا إذا نظرنا إلى معنى الرجولة، اليوم فسنرى أن من المسلمين من يفهم الرجولة على أنها القوة على جمع المال من حلال،أو من حرام،المهم عنده أن يوفر المال الكثير سواء جاء هذا المال من الأموال الربوية، أو من الرشوة، أو أتى من بالكذب والبهتان، وأكل أموال الناس بالباطل، لا يهم ذلك، المهم أن يأتي المال، وتراه يتصرف في هذا المال كما يشاء بلا رقيب ولا عتيد،
ومن الناس من يرى أن الرجولة هي، الجاه والسلطان،فيحرص كل الحرص على أن يحوز المراتب العلية، والمناصب الراقية، ويبذل لذلك كل حياته، فإذا ما بلغ مراده تراه في بطش وكبر، وتغطرس وظلم، ويرى نفسه بذلك رجلاً يحسده الناس على ما يفعله،
ومنهم من يرى أن الرجولة هي، القوة الجسدية،وانتفاخ العضلات، فتراه في استعراض دائم، لا يكل منه ولا يمل،
ثم لا يجد الناس منك إلا الأذى والتعدي، تظلم هذا، وتضرب هذا، وتجرح هذا،فهذا ظلم للرجولة والرجال،
وآخرون يرون الرجولة هي، القدرة الفائقة على الشهرة، وانتشار السمعة في الدنيا،
وتتوق نفسه إلى ما وصل إليه الفنان الفلاني، واللاعب الفلاني، والممثل الفلاني،
فهم عنده أصحاب سبق في الرجولة لأنهم حققوا من رصيد الشهرة الشيء الكثير،
ولنذهب إلى الأصول المتينة لنأخذ عنها ثقافتنا، ونفهم بها حياتنا، وإن من أعظم هذه الأصول،كتاب الله وسنة رسوله،صلى الله عليه وسلم،فعن مالك بن أنس،رحمه الله،قال،قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم(تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله، وسنة رسوله)
جاءت كلمة الرجولة في الكتاب والسنة،لتدل على معاني عظيمة،
بعض صفات الرجولة في القرآن الكريم،
الطهارة بشقيها الحسي والمعنوي، قال تعالى(لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)تراهم قد طهرت مظاهرهم،ترتاح الملائكة لمجالستهم والمكوث معهم، فتجد عندهم الطيب والروائح الزكية، والنظافة الجسدية، ولا تجد في قلوبهم إلا حب الخير للغير، فلا حقد ولا حسد،ولا غيبة ولا نميمة،فهي قلوب خالصة كلها صفاء ونقاء،
الصدق مع الله، يقول تعالى(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
فلم يكن من عهد بينهم وبين الله،عز وجل،إلا وفوا به، فهم ثابتون على مبادئهم، لم يبدلوا ولم يغيروا، وهذه صفة عظيمة يتصف بها الرجال،
هم في أهل بيوت الله ، يقول تعالى(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)فسماهم رجالاً، وذكر من صفاتهم أنهم من أهل المساجد، المحافظون على الجماعات، ممن لا يشغلهم أي شاغل عما أراد الله،فلا ينقصون في واجب، ولا يفرطون في فرض،
إيثار الآخرة على الدنيا، قال تعالى(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)فما أسرع أن تجدهم منطلقين إلى الله، مصلحين لآخرتهم، تاركين الدنيا وراء ظهورهم، دافعهم في فعل ذلك أنهم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار،
القوامة وحسن التوجيه لبيوتهم وذويهم، قال تعالى(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
قال ابن كثير،رحمه الله تعالى،الرجل قيم على المرأة،أي،هو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت،فهو راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته، مسئول عن كل فرد في البيت، عن أبنائه ماذا يصنعون،وأين يقضون أوقاتهم،ومع من يسيرون،وبأي لباس تخرج الزوجة،مع الاهتمام بالنفقة وما يحتاج الأهل مما يقدر عليه،رجل محسن في قوامة أهله وذويه،
بعض صفات الرجولة في السنة الشريفة،
القيام بالفرائض على وجهها الأكمل، فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،أن أعرابياً أتى النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال،دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال(تعبد الله لا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة المكتوبة،وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)قال،والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى،قال النبي،صلى الله عليه وسلم(من سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة؛ فلينظر إلى هذا)الأمانة والقناعة والحكمة، فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(كان فيمن كان قبلكم رجلٌ اشترى عقاراً، فوجد فيها جرةً من ذهبٍ،فقال،اشتريت منك الأرض ولم أشتر منك الذهب، فقال الرجل،إنما بعتك الأرض بما فيها! فتحاكما إلى رجل، فقال،ألكما ولد؟ فقال أحدهما،لي غلام. وقال الآخر،لي جارية، قال،فأنكحا الغلام الجارية، ولينفقا على أنفسهما منه، وليتصدقا)
قيام الليل، فعن سالم بن عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،أن النبي، صلى الله عليه وسلم،قال(نعم الرجل عبد الله؛ لو كان يصلي من الليل)قال سالم،فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً)
اللهم هيئ لهذا الأمة رجالاً يرفعون رايتها، ويعيدون مجدها،ويعز فيه أهل الطاعة،ويذل فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر،اللهم آميــــــــن.