المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صبر يوسف عليه السلام



امـ حمد
04-05-2016, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبر يوسف عليه السلام
لقد غمر يوسف وهو في الجُبِّ،ضياء الوحي ونوره وآنسا وحشته، وأزالا غمَّه،وجاءه المدد من السماء،وانتُشل من الجب، ولكنه بِيَع مثل الرقيق،واشتراه رجلٌ ذو مكانة كبيرة في مصر، وأوصى زوجته بإكرامه،فقد توسَّم فيه الرجل خيراً ونفعاً،إلى حدِّ رغبته في تبنِّيه،وهذا كله من تدبير الله العليم الحكيم،الذي علم يوسف،عليه السلام،تأويل الأحاديث،وفهمها،
وكبر يوسف في بيت عزيز مصر،وبلغ أشدَّه، وآتاه الله الحكمة والعلم،جزاءَ إحسانه وإخلاصه في عمله، وجزاءَ صفاء سريرته،
تعرَّض يوسف،عليه السلام،إلى ابتلاء عظيم،امرأةٌ ذات مالٍ وجاهٍ وجمالٍ تراوده عن نفسه،بعد أن غلَّقت الأبواب وانفردت به، وحاولت أن تجرَّه إلى الهوى بكل ما أوتيت من جاهٍ وفتنةٍ، وهمَّت به، وهمَّ بها،لولا أن رأى برهان ربه من السماء، وتدركه رحمة الله،ليصرف عنه السوء والفحشاء،لوقع أسير الهوى،
وفي تفسير،سيد قطب،حيث وصف هذا الموقف واقعي صادق لحالة النفس البشرية الصالحة في المقاومة والضعف، ثم الاعتصام بالله في النهاية والنجاة، وما كان يوسف سوى بشر مختار،
فلما أن رأى برهان ربه الذي نبض في ضميره وقلبه،قد أثارت في نفسه انفعالاتٍ مضادةً للاستجابات الجنسية الطبيعية،وهذه الانفعالات المضادة هي التقزز والاشمئزاز والنفور مما كان قد هَمَّ به، وقد دفعت به هذه المشاعر إلى الهروب،خوفاً من الوقوع في الفتنة،
ولكن سيدة البيت لم تبرد، ولم تهدأ انفعالاتها، ولم تستطع ضبط هواها،فجرت وراءه لمنعه من الإفلات، ومزَّقت قميصه من دُبُر،
وفي هذه اللحظة الحرجة، تحدث مفاجأة شديدة،لقد وجد يوسف وامرأة العزيز نفسيهما،وجهاً لوجه،مع سيد البيت،وعلى الرغم من المفاجأة،فإن لسان امرأة العزيز لم يلجم، وراح يتهم يوسف، ويحكم عليه بالسجن أو العذاب الأليم،ولكنَّ يوسف لم تخرسه المفاجأة، وهو بريء،فدافع عن براءته، وألقى بالتهمة على صاحبة البيت التي راودته عن نفسه،
وبدأ صاحب البيت يتفحص الوجوه،محاولاً إدراك الموقف المحرج،لاتخاذ قرار مناسب، وإصدار الحكم،وجاء الحل من شاهدٍ من أهلها، الذي حاول أن يصدر الحكم بناءً على استعمال الذكاء
ï´؟شَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ،وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ،فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌï´¾ يوسف،
كما أورد ذلك بعض المفسرين، مثل الزمخشري والطبري،قد يكون هذا الشخص شخصاً ناضجاً مقرَّباً من العزيز وزوجته، فقصده العزيز يستنير برأيه في موضوع ادعاء زوجته،ودفاع غلامه،فجاء جوابه على ذلك الأسلوب القائم على الفراسة والنباهة،
أن هذه الشهادة الذكية قد أنقذت يوسف من غضب سيده،الذي حاول ضبط أعصابه،لم يتورع عن توجيه التهمة إلى زوجته،وهو الخبير بمكائد النساء،فوصف كيدهن بأنه كيدٌ عظيم،
ورغم إدراك صاحب البيت لخيانة زوجته، فإنه لم يحاول إلا توجيه لوم بسيط إليها،طالباً منها الاستغفار من ذنبها،واختلطت انفعالاته، فشعر بالحزن أكثر مما شعر بالغضب،
وقد رأي بعض المفسرين،أن العزيز كان قليل الغيرة،حيث لم ينتقم من زوجته الخائنة،
علماً بأن مركز العزيز يمنعه من تعريض شرفه وسمعته إلى تشويه أقبح،إن هو أفشى خيانة زوجته،وقد يكون حبه الشديد لها،أو عدم اقتناعه بخيانتها،كما قد يرجع ذلك إلى مكانة زوجته،وجاهها،وقربها من مراكز السلطة،
ولكن الفضيحة تجاوزت حدود البيت، وأصبحت قصة امرأة العزيز مع غلامها حديثاً تلوكه ألسنة الناس، وخاصةً نسوة المدينة، اللاتي رُحْنَ يتحدثْنَ عنها، ويصدرْنَ اللوم على سلوكها، ويصفْنَها بأنها في ضلالٍ مبينٍ، وكيف لا يوجهن إليها العتاب وهي امرأة عزيز مصر،وقد شُغِفَت بحبِّ غلامها حبّاً وصل إلى سويداء قلبها، وسيطر عليها،وفقدت صوابها واتِّزانها،وراحت تراوده عن نفسه،
لتقع في حب غلامها وتخون زوجها،
إن يوسف كان آيةً في الجمال والبهاء،ففُتنت النساء به، كما فُتنت به امرأة العزيز من قبل، وقد أدَّت بهنَّ دهشتهن،انفعالهن الشديد،
إلى تقطيع أيديهن دون الشعور بالألم،
ودخل يوسف السجن،ومما جعل يوسف،عليه السلام،يقول بأن السجن أحبُّ إليه مما يدعونه إليه من الهوى واللذة،فإن السجن منجاةٌ من كيد النساء وفتنتهنَّ،
فهو شاب يافعٌ قد بلغ أشدَّه، محاطٌ بكل أسباب الفتنة التي لا تفتقر إليها النساء من حوله، وهي الجمال، والسلطة،ولكنَّ يوسف يدرك تماماً مصيره إذا استسلم لإغراء وفتنة النساء، ولهوى نفسه،
فالمصير أن يوصم بالجهل، ويا له من عار أن يوصف بالجهل وهو الذي آتاه الله حكماً وعلماً، وهو الذي وصفه الله بأنه من المحسنين،
إن هذا المصير يُشعر يوسف بتفاهة مكانته عند الله وانحطاطها، كما يُشعره بعدم احترام الذات،بل واحتقارها، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بنفسه،
كما أنه يرفع مقامه عند الله،تعالى،وقد استجاب الله لدعائه، وأنقذه من تسلُّط الهوى وسلطة المال والجاه،فصرف عنه كيد النساء،
لم يكن يوسف في السجن وحيداً كما كان في الجُب،بل دخل معه السجن فتيان،
يوسف،عليه السلام،كان في السجن صابراً محتسباً،وحيداً يقاسي آلام السجن، بعيداً عن أهله ووطنه، ولكنْ لم يكن يوسف وحيداً في السجن،بل كان الوحي معه،فلم ييئس، ولم يقنط، وبقي ينتظر الفرج،
نحن بحاجة إلى شجاعة مثل شجاعةِ يوسف،عليه السلام،عندما تهيأت تلك الفتاة الجميلة وغلقت كل باب حتى اطمأنت ثم نادته ، لكن شجاعة القلب وقوة الإيمان ثارت عنده فقال(مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
نحتاج لشجعان، أقوياء عند المحن ، ثابتون عند الفتن ، أبطالاً يشار لهم بالبنان ، يسعون للخلود في الجنان ، عن الحق لا يضلون ، وللشهوات لا يستسلمون ، يزرعون الخصال الحميدة والبطولات المجيدة ، صبرٌ وكدٌ وقوة ضمير ، بصيرةٌ وعزمٌ وأملٌ كبير.. فمن منا يوسف هذه الأيام،
لو تأملنا معاً هذه الأسباب لوجدنا أن صبر يوسف على هذه الأمور كان صبراً شاقاً جداً، كان قدوة لكل من يقع في شبيه مما وقع به،وصبر عليها وهي تتهمه وتقول،هو راودني عن نفسي، أعقبه الله تعالى بزينة في قلبه، ورفعة في مكانته، فصار نبياً باصطفاء الله له،بالإضافة إلى أن الله برأ ساحته بعد حين من الزمن،فلما قالت في البداية،هو الذي راودني عن نفسي، قالت(أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)يوسف،
لما اتهمته بقولها لزوجها(مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا)
قالت في النهاية لما كشف الله الحقيقة(أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِه،


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الفواحش، وأن يطهر قلوبنا،وسمعنا إلى حلال يرضاه الله تعالى عنا،
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق اجعلنا من المطهرين الذين طهرتهم، وطهرت قلوبهم من دنس الشهوات،
اللهم أهدي وأصلح شبابنا وشباب المسلمين،ويسر امورهم،
وأصلحهم،وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان،وأبعد عنهم شر كل ذي شر يا أمان الخائفين ويا جار المستجيرين،
اللهم إنا نسئلك الهدى والتقى والعفاف والغني،واكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك يا رب العالمين،
اللهم آميــن.

الحسيمqtr
05-05-2016, 03:30 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
05-05-2016, 04:02 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

رجل تعليم
05-05-2016, 04:27 PM
اللهم آمين
جزاك الله خيرا

امـ حمد
05-05-2016, 10:25 PM
اللهم آمين
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي رجل تعليم
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
05-05-2016, 10:50 PM
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الفواحش، وأن يطهر قلوبنا،وسمعنا إلى حلال يرضاه الله تعالى عنا،
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق اجعلنا من المطهرين الذين طهرتهم، وطهرت قلوبهم من دنس الشهوات،
اللهم أهدي وأصلح شبابنا وشباب المسلمين،ويسر امورهم،
وأصلحهم،وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان،وأبعد عنهم شر كل ذي شر يا أمان الخائفين ويا جار المستجيرين،
اللهم إنا نسئلك الهدى والتقى والعفاف والغني،واكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك يا رب العالمين،
اللهم آميــن.

الله يجزاج خير الدنيا والجنه

امـ حمد
06-05-2016, 01:56 AM
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الفواحش، وأن يطهر قلوبنا،وسمعنا إلى حلال يرضاه الله تعالى عنا،
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق اجعلنا من المطهرين الذين طهرتهم، وطهرت قلوبهم من دنس الشهوات،
اللهم أهدي وأصلح شبابنا وشباب المسلمين،ويسر امورهم،
وأصلحهم،وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان،وأبعد عنهم شر كل ذي شر يا أمان الخائفين ويا جار المستجيرين،
اللهم إنا نسئلك الهدى والتقى والعفاف والغني،واكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك يا رب العالمين،
اللهم آميــن.

الله يجزاج خير الدنيا والجنه


اللهم أمين بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي كتارا
وجزاك ربي جنة الفردوس

hitham14
08-05-2016, 12:03 PM
فصبر جميل والله المستعان

امـ حمد
08-05-2016, 03:21 PM
فصبر جميل والله المستعان


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس